دعا "للحوار" وحذرمن" ثورة" ورفض "الإنفصال"
ذكرى رحيل "بن شملان" والجدل الذي أعلنه "محسن" بفوزه بإنتخابات 2006م الأحد 05 يناير-كانون الثاني 2014 الساعة 11 صباحاً / انصار الثورة - صنعاء-خليل العمري
بدأ حياته مدرساً ثم مديراً عاماً ثم برلمانياً فوزيراً للنفط ، ليؤسس في 2006م مدرسة عريقة في التغييرعبرمنافسته قائد الجيش ومالك البنك المركزي، حطم بسلوكه المدني المركز العائلي الحاكم، كسرقاعدة مرشح الإجماع الوطني ومرشح الحزب الحاكم والمعارضة ، تحدى فوهات الدبابات ودشن مرحلة الفصل بين رئيس من أجل اليمن واليمن التي تموت لأجل الرئيس ، تحول الى اغنية تغيير يرددها اليمنيون بعد اربع سنوات من رحيله .
في 2006 م نافس فيصل بن شملان الرئيس السابق على صالح في الانتخابات الرئاسية ، كأول انتخابات رئاسية تنافسية تشهدها اليمن والمنطقة العربية ، ترشح عن أحزاب اللقاء المشترك ، قال حينها انه لم يبال في مسألة سلوك النظام في اللجوء لتصفية خصومه "أنا نذرت نفسي لهذه المهمة، ولم أبال بهذه المسألة".
عازف اغنية التغيير
في محافظة الحديدة يتحدث الصحفي عصام بلغيث ، ان الأغلبية كانت تصفق لعلي صالح الرجل الحاكم منذ عشرات السنين، هو الملهم وصانع المنجزات في المدرسة والجامع والشارع ، يشير الى ان مرشحي المجالس المحلية في 2006 كانوا يرفضون الدخول في قائمة مع بن شملان لإعتقادهم انها بداية الخسارة ، لكن جسارة بن شملان ومشروعه الشجاع جعل من البسطاء والمواطنين يرددون معه اغنية التغيير وتكسرت صنمية الحاكم بكاملها في 2011م عندما هبت الحديدة بكاملها لتسيرعلى منوال بن شملان .
كان يتنقل بين المحافظات وسط ألغام يزرعها معرقلوا المسيرة الديمقراطية ، كما هي عادتهم اليوم في قيادات عصابات التخريب والتلويح بالإرهاب كبديل ، أعلن ان كرة التغيير قد تدحرجت, ولن يوقفها أحد, وسيأتي اليوم المناسب لتدخل الكرة الى مرمى التغيير شئنا أم أبينا ، هكذا زرع الإيمان في قلوب الناس.
صلاح سلام احد الناشطين الإعلاميين في حملة بن شملان الإنتخابية في تعز ، قال ان المحافظة تحولت الى عصا غليظة في 2006م لمعاقبة الرجل الأكثر فساداً ، يروي احد المواقف التي حصلت اثناء الحملة " كنا نمر في وسط المدينة ، استوقتنا احدى النقاط العسكرية مع السيارة التي تحمل اناشيد الميكرفون ، وعندما سألناه عن السبب قال أحدهم قد احننا طفشانين من ذكر علي صالح خلينا نغسل قلوبنا بأغاني التغييرشوية" .
سليم الصلاحي من أبناء ذمار الحدأ ،يشير الى ان صالح استخدم حينها مشائخ القبائل الموالين له لتعبئة الصناديق ، مشيراً الى استخدام اجهزة الدولة القوة والمال ضد بن شملان ، منوها الى ترديد السلطة الحاكمة والمواليت لصالح عبارات "شيوعي" و "زنديق" ضد بن شملان ، فيما كانت النزاهة هي عنوان الجماهير المؤيدة له .
حذر صالح من "ثورة" ودعا ل"حوار وطني"
في آخر مقابلة له قبل أشهرمن وفاته اجرتها صحيفة الصحوة دعا المهندس فيصل بن شملان علي صالح لتلافي الحرب التي لا تبقي ولا تذر"والتي قال ان صالح هدد بها" بإزالة أسبابها وعودة النظام إلى حكم الدستوروالقانون، والبدء بإزالة المظالم والتحول نحو الجدية ومن ثم دعوة الجميع إلى حوار لإصلاح كل الأوضاع.
واقترح حلولاً لقضيتي صعدة والجنوب ، أعقد قضايا اليمن ، بأن يبدأ صالح بتنفيذ ماجاء في تقرير "باصرة، هلال" عن مشكلة الأراضي في المحافظات الجنوبية وإرجاع عناصر الجيش من أبناء المحافظات الجنوبية إلى مواقعهم في الجيش الموحد، والإفراج عن الجهاز الإداري من احتكار المؤتمر الشعبي العام.
وتنبأ بن شملان بثورة شعبية تفقد صالح كل الخيوط يقوله " إذا لم يرد أن يفعل الرئيس ذلك وهو الذي بيده كل الخيوط ربما تسوق الأحداث الجميع إلى حل على غير هدى أو ينهض المجتمع المدني بأحزابه وهيئاته إلى حل داخل شكل من أشكال الوحدة يتفق عليه"
وأشار الى ان الناس لم يجدوا خلال ثلاثة عشر عاما منذ حرب 1994م إلا ترسيخ لقواعد الفساد والإفساد ونهب الأراضي والمال العام وتوج كل ذلك بتجاهل أحكام الدستور والقانون، وطالت المظالم كل فئات المجتمع من تجار وموظفين وعمال وهيئات، معلناً رفضه للانفصال لأنه لا يرى فيه حلاً لمشاكل البلاد.
الرئيس فيصل بن شملان!
في أكتوبر من العام 2011م ، فجر اللواء علي محسن الأحمر ، قائد الفرقة الاولى مدرع سابقاً ، فجر قنبلة من العيار الثقيل ، حينما كشف بأن علي عبد الله صالح، لم يفز في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2006، وبأن الفائز هو مرشح أحزاب اللقاء المشترك، فيصل بن شملان.
وأوضح محسن والذي ناصرالثورة الشعبية في 2011م ويتبوأ منصب مستشار الرئيس هادي لشؤون الأمن والدفاع بأن صالح عندما أخفق في الفوز بالانتخابات، هدد باستخدام الطائرات والدبابات لمنع بن شملان من دخول دار الرئاسة، لو أعلن فوزه في الانتخابات.
وقال "كنت ملازما لصالح في كل حملاته الانتخابية، وأخبرني حينها بأن الكمبيوتر أخطأ عندما أظهر بأن بن شملان هو من فاز في الانتخابات، قبل أن تتم مراجعة الكمبيوتر وإعلان فوز صالح، عقب إطلاق تهديداته، فيما لو أعلن فوز بن شملان"
فيما أكدت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور في وقت سابق إن انتخابات 2006م، هي التي وضعت البذرة الأولى للتغيير وأن المهندس بن شملان كان هو الرئيس الحقيقي لولا الالتفاف على قيم الانتخابات والنتائج الصحيحة وتزويرها بكل بجاحة، لكن بن شملان هو الرئيس الحقيقي.
سيرة من ذهب
ولد المهندس فيصل عثمان صالح بن شملان في قرية "السويري " مديرية تريم من محافظة حضرموت 1934هـ , متزوج وله ابن وأربع بنات, حاصل على بكالوريوس هندسه مدنية بريطانيا, تلفى تعليمه الابتدائي في نفس قريته السويري , وفي عام 1948م انتقل الى المدرسة الوسطى بمدينة غيل باوزير .
قدم استقالته من منصبه كوزير للنفط الذي تبوءه كمستقل خلال حكومة الائتلاف, نائب رئيس شركة النمر النفطية من 1992م - 1994م ثم للفترة من 1996-1999م ، تداول الناس اسمه بحادثة إعادته للسيارة التي حصل عليها أثناء توليه للوزارة, إلى جانب تقديمه استقالته من مجلس النواب أثناء تمديد مدته إلى 6 سنوات بدلاً عن أربع وقال ان الشعب منحه الثقة لأربع سنوات فقط.
عضو اللجنة التحضيرية للحوارالوطني والتي تم تشكيلها في العام 2009م برئاسة الاستاذ محمد سالم باسندوة حكومة الوفاق الوطني حالياً.
رحيل ونسيان
في يناير من العام 2010م غادر بن شملان حياة البقاء للأقوى وتزوير الإرادات ، قبل ان يرى ثمرة مسيرته على يد شبان يفجرون ثورة شعبية ، أطاحت بالحكم الفردي العائلي ، بعد ان استخدم الدبابة والطائرات التي هدد بها في 2006م فوق رؤوس مواطنيه وقتل الالاف من المتظاهرين السلميين .
عندما هتفت الجماهير لبن شملان بعبارة "بالروح بالدم نفديك يابن شملان" انفعل الرجل ، وقال لهم "قولوا بالروح بالدم نفديك يا يمن الأشخاص ذاهبون واليمن باقية" .
الحسنة الوحيدة لسلطة ما بعد فبرايربث تلفزيونها الرسمي فيلماً وثائقياُ عن حياة بن شملان ،ضمن سلسلة حلقات حول شخصيات ورموز صنعوا تاريخ اليمن من بينهم الحمدي واسماعيل وربيع علي،حيث تناولت القناة تفاصيل تعرض للمرة الأولى من حياة ابن شملان وتوت تفاصيل نادرة من حياته، الا ان تناسياً مشهوداً يعم حكومة ما بعد الثورة ، في احياء ذكرى مؤسس التغيير الأول في اليمن.
وفي ذكرى وفاته الثالثة دعا رئيس أحزاب اللقاء المشترك حينها سلطات العتواني إلى إحياء ذكرى بن شملان في كل عام، وجعل يوم ترشيحه للرئاسة يوم تذكاري، قائلاً "الحديث عن بن شملان حديث ثوره الشباب حديث عن الملايين في كل المدن والأرياف، لأنه من أطلق كلمه التغيير في عام 2006م وهو ما جعل عجله التغيير تتقدم إلى الأمام وهي التي فتحت اليمن أمام بوابه التغيير" الا ان هذه الدعوة لم تترجم على الأرض من قبل شركاء التغيير .
الكاتب محمد مصطفى العمراني ينتقد التغييب الحاصل لرمز كبير مثل بن شملان قائلاً" العظماء أمثالك يتحولون في وطني إلى أسماء لمدارس وشوارع ومؤسسات رسمية ، يسعى المستبد دوما لتجريد الرموز والأعلام من إلهامهم للناس وهذا هو التغييب الأخطر صار الزبيري شارعا في العاصمة وربما يطلقون إسمك على مدرسة أو مؤسسة ويواصل الأكلة التداعي إلى القصعة ويتجاهل الساسة أن لهؤلاء العظماء طريق نضالي السير فيه ومواصلة رسالتهم هو التكريم الحقيقي لهم ، يكفيك أنك أرشدت الجموع للطريق وشققت النهر الذي تدفق وعيا في أذهان الناس ..".
عن صحيفة الناس