www.just.ahlamontada.com
الزوار الكرام
نفيدكم بأن لدينا الكثير من المتميز
أنتسابكم دعم للمنتدى



صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام  _2__84270772bz0

الادارة


www.just.ahlamontada.com
الزوار الكرام
نفيدكم بأن لدينا الكثير من المتميز
أنتسابكم دعم للمنتدى



صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام  _2__84270772bz0

الادارة


www.just.ahlamontada.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.just.ahlamontada.com

شعر : خواطر : قصة : نقاشات جادة : حقوق مرأة : أكواد جافا نادرة : برامج صيانة :برامج مشروحة مع السريال : بروكسيات حقيقة لكسر الحجب بجدارة . والمزيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

الى زوار منتدى البرنامج المشروحة / الكرام . نفيدكم بأن برامجنا المطروحة كاملة ومشروحة ومع السريال وتعمل بأستمرار دون توقف أن شاءالله . ولكن روابطها مخفية تظهر بعد التسجيل . و تسجيلكم دعم للمنتدى


 

 صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 13163
تاريخ التسجيل : 12/10/2007

صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام  Empty
مُساهمةموضوع: صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام    صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام  Icon_minitimeالأربعاء يوليو 31, 2013 3:03 am





http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة



الكتاب : صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام )

المؤلف: سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
تنسيق :هلال بن مصبح الكلباني hilalmusabah@gmail.com
---
الكاتب : سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي PM:
صفات الله سبحانه وتعالى ( الحياة ، السمع والبصر ، الكلام )
مقدمة
صفة الحياة
صفة السمع والبصر
صفة الكلام
أسئلة الجمهور
---
صفات الله سبحانه وتعالى ( الحياة ، السمع والبصر ، الكلام )
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، أحمده وأستعينه ، واستهديه وأعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ، صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى أتباعه وحزبه إلى يوم الدين أما بعد :
فلا يزال حديثنا مسترسلا في صفات الله سبحانه وتعالى ، ونتحدث قبل كل شيء عن صفة الحياة .
---
صفة الحياة :
هذه الصفة ثابتة لله سبحانه وتعالى بدلائل العقل ، وبحجة النقل ، فإن الإنسان يدرك إذا ما أبصر في هذا الكون وما يجري فيه وما هو عليه بأن موجده ومدبره لا بد من أن يكون حيا ؛ لأن مما يدركه الإنسان من أول وهلة إذا نظر إلى هذا الكون أن مدبر هذا الكون ، وخالق هذا الكون ، يجب أن يكون قديرا ، وأن يكون عليما ، وأن يكون خبيرا ، وهذه الصفات لا يمكن أن توجد في الميت فإن العلم، والقدرة ، والإرادة ، وأمثال هذه الصفات لا يمكن أن تكون في ميت ، ولذلك كان الإنسان يدرك من أول وهلة أن خالقه وخالق هذا الكون حي وقد ثبتت هذه الصفة بالأدلة النقلية القاطعة ، فالله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالحياة في كثير من آيات الكتاب العزيز قال الله تعالى { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }( 1) وقال سبحانه وتعالى{بسم الله الرحمن الرحيم ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(2 )وقال عز من قائل { وتوكل على الحي الذي لا يموت }( 3).
إلى غير ذلك من الآيات التي ذكرت صفة الحياة لله سبحانه وتعالى ومما يجب علينا أن نعلمه أن حياة الله تعالى ليست كحياتنا ، ولا حياة أي شيء من مخلوقاته ، فهي حياة تختلف تمام الاختلاف عن حياة أي شيء من المخلوقات ، فقبل كل شيء حياة الله سبحانه وتعالى حياة أزلية أبدية ، لم يسبقها موت ولا يليها موت ، فهي حياة سابقة وهي حياة باقية ، وغيره سبحانه وتعالى من أي مخلوقاته حياته مسبوقة بموت " أي مسبوقة بعدم " ثم بعد ذلك يليها الموت فالله سبحانه وتعال يقول { كل شيء هالك إلا وجهه }( 4) ويقول تعالى{ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }( 5) وكنتم فأحياكم ثم إن حياة الله سبحانه وتعالى ليست حياة طبيعية كحياتنا .
لأن الطبيعة تفتقر إلى طابع ولو كان الله سبحانه وتعالى مطبوعا على شيء لكان مفتقرا إلى طابع طبعة على ذلك ، بينما حياة المخلوقات حياة طبيعية فحياته عز وجل ليست حياة تنفس ، وليست حياة حركة ، وليست حياة انفعال ، وليست حياة رطوبة ، وليست حياة نمو ، وإنما هي حياة لائقة بجلاله سبحانه وتعالى ولذلك قال بعض فلاسفة الإسلام : إن صفة الحياة بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى هي صفة أعظم من أن تصل إليها عقول البشر وإنما عبر عنها بهذا اللفظ الذي يوصف به البشر كما توصف به المخلوقات الأخرى الحية ، لأجل التقريب إلى الأذهان فصفته سبحانه وتعالى أجل وأسمى من أن تكتنهها العقول ، أوتصل إليها مدارك الإفهام . ثم إن حياة الله سبحانه وتعالى حياة ذاتية من غير أن يكون هناك اجتماع بين جسم وروح ، فإن ذات الله تبارك وتعالى لا تشبه الذوات ولا تنقسم فلا يمكن أن توصف بأي صفة من صفات الذوات الأخرى لذلك كانت حياته أيضا تختلف عن حياة أي شيء من مخلوقات الله عز وجل ، وبعد هذا ننتقل إلى صفتين متلازمتين في الذكر نجدهما في الكتاب مذكورتين سواء وهما صفتان السمع والبصر .
-----------------------------
1- سورة البقرة ، الآية (255) .
2- سورة آل عمران ، الآية (2)
3- سورة الفرقان ، الآية (58) .
4-سورة القصص ، الآية (88) .
5-سورة البقرة ، الآية (28) .
---
صفة السمع والبصر
فإن الله سبحانه وتعالى يذكرهما في القرآن الكريم معا يقول الله عز وجل { إنني معكما أسمع وأرى }(1 ) ويقول عز من قائل { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }( 2)هاتان الصفتان من صفات ذاته تعالى فبالصفة الأولى التي هي صفة السمع ينفي عن الله سبحانه وتعالى وصف الصمم ، وبالصفة الثانية التي هي صفة البصر ينفي عن الله سبحانه وتعالى وصف العمى ، كما أن بصفة الحياة ينفي عن الله سبحانه وتعالى وصف الموت ، والأدلة العقلية كالأدلة النقلية دالة على وجوب اتصاف الله سبحانه وتعالى بهاتين الصفتين فإن العقل يدرك أن خالق هذه المخلوقات ومصورها ومنسقها ومدبرها لا يمكن أن يكون أعمى لا يراها فكيف قدر على خلق صورها ؟ ثم مع ذلك يعجز عن رؤيتها ومع ذلك أيضا فإن الله سبحانه وتعالى وهب البصر لغيره وإن كان بصر غير بصرا جزئيا لا يمكن أن يقاس إلى بصره عز وجل ، غير أنه يدرك العقل من أول وهلة أن فاقد الشيء لا يعطيه .
فالعاجز عن الإبصار لا يمكن أن يقدر غيره على الإبصار مادام هو بنفسه عاجزا عن القدرة على الإبصار كيف يخلق لغيره القدرة على ذلك فيتبين بذلك وجوب اتصافه سبحانه وتعالى بهذه الصفة ، وكذلك صفة السمع ، فإن الله تعالى الذي خلق الأصوات وأعطى عباده القدرة على استماعها لا يمكن أن يكون نفسه عاجزا عن سماعها ، فثبت بذلك أنه سبحانه وتعالى سميع بصير وسمع الله وبصره يختلفان عن سمع جميع المخلوقات وعن بصر جميع المخلوقات فإنه من المعروف عندنا أن البصر إنما يكون بما أودع الله سبحانه وتعالى في العين من خلايا تلتقط الذبذبات الضوئية التي تلتقط الصور تنعكس هذه الصور بواسطة هذه الذبذبات في هذه الحدقة المتكونة من هذه الخلايا ، ثم يمتد بعد ذلك انعكاسها إلى الدماغ الذي يميز ما بين صورة وأخرى ، وما بين شبح وآخر وذلك مستحيل على الله سبحانه وتعالى فإنه لا يمكن أبدا أن يكون إبصار الله سبحانه وتعالى بهذه الطريقة ، لأن هذا يؤدي إلى أن يكون الله سبحانه وتعالى مفتقرا إلى وجود خلايا فيه ، وإلى وجود الأنسجة التي تتصل ما بين هذه الخلايا البصرية ، والدماغ وإلى وجود دماغ ، وإلى وجود ضوء ، وذلك مستحيل على الله عز وجل ، وكذلك السمع وفي المخلوقات بما أودع الله سبحانه وتعالى في أسماع الناس من خلايا صوتية تلتقط الذبذبات الصوتية ، ثم تنقلها بواسطة الأنسجة إلى الدماغ وذلك مستحيل على الله سبحانه وتعالى ، لأن وجود أمثال هذه الأشياء أثر من آثار الصنع ، والصنع يدل على الصانع ، فوجود هذه الأشياء في مخلوقات الله سبحانه وتعالى دليل على أن الله عز وجل هو الذي صنعها ، وهو الذي نسقها ، وهو الذي رتبها فكيف يمكن أن يكون الله سبحانه وتعالى متصفا بذلك وقبل أن يصف الله سبحانه وتعالى نفسه بالسمع والبصر في آيتين من آيات الكتاب العزيز ، مهد لذلك أولا بنفي المثل عنه حيث قال { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }( 3).
ثم إن سمع الله سبحانه وتعالى يختلف عن سمع المخلوقات أيضا من حيث إن الأصوات ولو تكاثرت لا تشتبه على سمعه سبحانه وتعالى فالله تعالى يسمع كل ما يجرى في هذا الكون مهما خفت ومهما كان من شأنه من غير أن يخفى عليه شيء من ذلك وذلك ليس في قدرة المخلوقين ، يقول الله سبحانه وتعالى { لقد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما }( 4)كانت عائشة( 5) رضي الله عنها تخبر بأن هذه المرأة التي كانت تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجها كانت تخفت صوتها حتى أن عائشة رضي الله تعالى عنها مع كونها بمقربة منها كانت لا تسمع همساتها ، ومع ذلك فان الله سبحانه وتعالى سمع صوتها ، وسمع كل شيء انطوى عليه هذا الصوت من المعاني من غير أن يخفى عليه شيء من ذلك مع كثرة ما يسمعه من مخلوقاته ويختلف أيضا بصر الله سبحانه وتعالى عن بصر المخلوقين ، من حيث إن بصر المخلوق بصر جزئي .
فالمخلوق لا يرى ما كان وراءه ، المخلوق يحتاج في الرؤية إلى أشياء يحتاج أن يرى ما كان مقابلا له بشرط ألا يكون بعيدا جدا منه ، وبشرط أن لا يكون لطيفا جدا كالنسيم ، وبشرط أن لا يكون ملتصقا بالعين وبشرط أن لا يكون دقيقا جدا كالميكروبات ، وبشرط أن يكون ذلك المرئ مضيئا بنفسه ، أو مستضيئا بغيره ، إلى غير ذلك وهذه الشروط تطرق. يطرق بصر الله سبحانه وتعالى فالله يبصر كل شيء على ما هو عليه ، من غير أن يعزب عن بصره شيء يقول الله تعالى { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير }( 6 )فالأبصار وهي جمع بصر ، والبصر هو القوة البصرية التي أودعها الله سبحانه وتعالى في العين يدركها الله سبحانه وتعالى ، ويراها على ما هو عليه ، مع أن أي مخلوق لا يمكن أن يتوصل إلى إبصار هذه القوة مهما كانت عنده من وسائل الاستكشاف ، ونستفيد في سلوكنا من اعتقادنا أن الله سبحانه وتعالى سميع بصير.
فائدتين كبريتين .
الفائدة الأولى : التعلق بالله سبحانه وتعالى وحده وعدم المبالاة بغيره فإن الإنسان مادام على مسمع و مرأى من الله سبحانه وتعالى كيف يخاف غيره عز وجل ، وبهذا شد الله سبحانه وتعالى عزيمة موسى وهارون حيث قال لهما { إنني معكما أسمع وأرى }( 7) شد عزيمتها على مواجهة فرعون الطاغية العنيد الذي استكبر في الأرض واتخذ عباد الله خولا ، ومال الله دولا ، وتأله بين الناس وقال لهم { ما علمت لكم من إله غيري }( 8 )فإن موسى وهارون عليهما السلام لما اعتذرا إلى الله عز وجل بلسان موسى خشية أن يطغى فرعون مع ما سبق من طغيانه أجابها الله تعالى بذلك بتثبيت عزيمتها وحسبنا أيضا أن الله سبحانه وتعالى يسمع كل دعاء يدعو به الداعي ، وإنما العبرة بإخلاص الإنسان دعاؤه لله تبارك وتعالى فإن الدعاء مخ العبادة فكما يخلص عبادته لله يجب أن يخلص دعاءه لله وهذا واضح في قوله تعالى { لقد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما }( 9 )كانت تشتكى إلى الله سبحانه وتعالى خافتة صوتها ومع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى كان يسمع دعاءها يسمع شكواها التي تبثها ويسمع ما كانت تقوله للرسول صلى الله عليه وسلم فعلى العبد أن يتعلق بالله تبارك وتعالى في دعائه.
وبهذا يتحرر الإنسان من التعلق بالأوهام ودعاء غير الله سبحانه كدعاء الموتى في القبور ودعاء الجان ، ودعاء ما يتوهمونه من قوى خفيه وراء مخلوقات الله سبحانه ، من أشجار ، وأحجار ، وعيون ، وأنهار ، إلى غير ذلك فكيف يترك الإنسان أن يدعو الله عز وجل الذي يسمع ويرى ويتبع هذه الأوهام فيأتي إلى شجرة طالبا منها ، أومن القوة الخفية التي يتصورها وراءها أن تقض له حاجة من الحاجات ، أو يأتي إلى حجرة أو يأتي إلى نهر ، أو يأتي إلى عين أو يأتي إلى أي شيء آخر أو يأتي إلى قبر ليدعو ميتا لا يسمع ولا يبصر . لا يغني عن نفسه شيئا فضلا عن أن يغنى عن غيره شيئا ، إنما التعلق يجب أن يكون بالله سبحانه الذي يسمع ويرى الذي يعلم السر في السموات والأرض ، يرى دبيب النملة السوداء في الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء ، كما يرى سبحانه وتعالى جريان الماء تحت طبقات الماء وكذلك يسمع سبحانه وتعالى كل شيء يجري في هذا الوجود فكيف يترك دعاء الله سبحانه ويتعلق بدعاء غيره ؟ .
والفائدة الثانية: التي نستفيدها من اعتقادنا أن الله سبحانه وتعالى سميع بصير ، هي مراقبة أنفسنا فيما نقوله ، وفي ما نعمله ، فإن الله على كل شيء شهيد يسمع كل ما نقول ويبصر كل الحركة التي نتحركها { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }(10 ) وقد أنذر الله تعالى اليهود الذين تجرءوا على الله فقالوا ما قالوا أنذرهم في ما أنزله من القرآن على قلب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق }(11 ) فعلى من تيقن أن الله سبحانه وتعالى سميع بصير لا تعزب عليه حركاته ، ولا تعزب عليه همساته ، بل لا تعزب عليه طوايا ضميره ، عليه أن يراقب الله تعالى في سريرته وفي علانيته ، فإذ ماخلا فلا يقل إنه خال ولكن يعتقد أن عليه رقيبا يطلع على كل ما يجري منه وكل ما يصدر عنه وفي هذا ما يحفز الإنسان إلى العمل الصالح ، وإخلاصه لله سبحانه وينهنه عن الأعمال السيئة ، وكم من أحد دفعته نفسه الأمارة بالسوء إلى ارتكاب المعاصي حتى إذا قارف تلك المعصية تذكر أن الله سبحانه سميع بصير .
وأن الله لا يعزب عنه عمله فنهنه ذلك عن اقتراف المعصية وثاب إليه رشده وانكمشت شهوته ذلك لأن الله سبحانه يذكر عباده ، بمثل هذه العقيدة الصحيحة الراسخة في النفس بقوته وبإحاطته بكل شيء ويشير إلى ذلك قول الله سبحانه { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }( 12) فطبيعة الإنسان تجره إلى الشر { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي }( 13) ولكن من شأن المؤمن أن يسرع إليه الارعواء والرجوع عن المعصية بمجرد ما يتذكر إحاطة الله تعالى به ، وقدرته عليه ، وعلمه بكل ما يصدر منه وإذا كان من شأن الإنسان أن يخشى رقابة مخلوق مثله فمن شأن الإنسان أن يراقب من هو أقوى منه ، وأن يراقب عيون من هو أقوى منه فيحرص على ألا تطلع تلك العيون على شيء يكرهه ذلك الذي هو أقوى منه ، فكيف لا يحرص هذا الإنسان على ألا يرى الله سبحانه وتعالى منه إلا ما يرضيه سبحانه ، فمن اعتقد حقا أن الله سميع بصير عليه أن يحرص بأن لا يراه الله تعالى حيث يسخط ، وألا يفقده الله تعالى حيث يرضى . وبعد الحديث عن هاتين الصفتين صفتي السمع والبصر ننتقل إلى الحديث عن صفة الكلام .
------------------------------
1- سورة طه ، الآية 46 .
2- سورة الشورى ، الآية 11 .
3- الشورى ، الآية 11 .
4- المجادلة ، الآية 1 .
5- هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها ولدت بمكة المكرمة في السنة التاسعة قبل الهجرة النبوية كانت تكنى بأم عبد الله تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أحب نسائه أليه وكانت أعلم نساء المسلمين وفقههن بالدين والأدب وأكثرهن رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم توفيت رضي الله عنها بالمدينة المنورة سنة 58 للهجرة . انظر الأعلام للزركلي الجزء الثالث ص 240 بتصرف .
6-سورة الأنعام ، الآية 103 .
7-سورة طه ، الآيه 46 .
8- سورة القصص ، الآية 38 .
9- سورة المجادلة ، الآية 1 .
10- سورة ق ، الآية 16 .
11- سورة آل عمران الآية 181 .
12- سورة الأعراف آية 201 .
13- سورة يوسف ، الآية 53
---
صفة الكلام
وصفة الكلام ثابتة لله سبحانه وتعالى ،فهي صفة ذاتية كسائر الصفات الذاتية ، يراد بها نفى ضدها فبإثبات الكلام لله تعالى ينفى عنه الخرس وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن القول في كثير من آيات الكتاب العزيز فقد قال سبحانه وتعالى { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }(1 )وقوله { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون }( 2 )وقال عز من قائل { وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون }(3 ) وذكر الله تعالى في محكم كتابه العزيز أنه كلم موسى تكليما ، وذكر الله تعالى أيضا في محكم كتابه العزيز ما يكون من تكليم الله لعباده تعالى حيث قال { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء }(4 ) .
هذه الطرق التي يكلم بها الله سبحانه وتعالى عباده إما أن يكون هذا التكليم وحيا كالوحي الذي يوحيه الله تعالى بواسطة ملائكته على أنبيائه ورسله ، ويدخل في ذلك أيضا مايو حيه الله عز وجل إلى الملائكة كما يدخل في ذلك أيضا مايو حيه الله سبحانه إلى مخلوقاته بغير واسطة شيء كما سنتحدث عنه { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب }( 5) كما كلم الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ، وذلك كما يرسل رسله إلى الناس ففي ذلك أيضا تكليم للناس لأن الخطاب الذي يوحيه الله عز وجل إلى رسله هو خطاب شامل لأمم أولئك الرسل وقد تحدث العلماء عن الكلام النفسي وقالوا عنه بأنه كلام عاري من الأصوات والحروف ، وهذا أمر ظاهر كما قال الإمام ابن أبي نبهان(6 ) فقد ضرب الإمام ابن أبي نبهان مثلا لذلك لأجل التقريب إلى الأفهام فقال مثل هذا الكلام كمثل ما يجده الإنسان في نفسه وهو مخلوق فإن الله تبارك وتعالى قد جعل الدماغ سلطان لجميع الجوارح بما جعل الله تعالى فيه من نور العقل وبما جعل الله تعالى فيه من طاقات لم يودعها أي شيء من جسم الإنسان فهذا الدماغ هو الذي يوحي إلى سائر الجسم ، بأية حركة من حركاته بكلام عام من الأصوات والحروف ، فإذا أبصرت مثلا هذه الزجاجة فإن صورتها تنعكس في حدقتي وتتأدى بواسطة الأسلاك الدقيقة إلى الدماغ ثم يوحي الدماغ بما جعل الله تعالى فيه من طاقة وقوة إلى اليد بأن تتناول هذه الزجاجة وهكذا كل ما يراه الإنسان ويريد أن يتناوله فإنما يكون ذلك بوحي من الدماغ ، فإذا كان هذا المخلوق الذي في الإنسان أودع الله سبحانه وتعالى فيه هذه الطاقة العظيمة وجعله يأخذ ويعطى ويأمر وينهى بكلام عار من الأصوات والحروف ، فكيف بالله تعالى الذي قامت بقوميته السماوات والأرض ، فإنه أولى بأن يكون بأمر وينهى ويعطى ويمنع ، وأن يكون أمره ونهيه سبحانه وتعالى الذي يتوجه
إلى هذه المخلوقات من غير أن يوحي وحيا ظاهرا أن يكون هذا الأمر والنهي كلاما من الله عاريا من الأصوات والحروف ، وإثبات هذه الصفة لله عز وجل كما قلت إنما هو لأجل نفى الخرس عنه لأنه لو لم يكن الله تعالى متكلما لكان أبكم تعالى الله عنه ذلك علواً كبيرا ؛ لأن البكم عجز عن الكلام ولكن لما أن الله عز وجل مخالف لمخلوقاته في جميع صفاته فلا يشبهها ولا تشبه في شيء من الأشياء ، ولا في حال من الأحوال ، كان تكليم الله تعالى لعباده بطريقة مخالفة لتكليم المخلوقات بعضها لبعض .
وقد بينت ذلك الآية الكريمة التي في سورة الشورى { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء }( 7) والقرآن الكريم وسائر الكتب المنزلة هي أيضا من كلام الله عز وجل فإن الله سبحانه وتعالى يقول { وإن أحدُا من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه }( 8 ) أخبر عن كلامه عز وجل بأنه مسموع وهو القرآن الكريم هذا كلام مسموع يسمع من ألسنة البشر ، ولا يمكن أن يقال إنما هو كلام البشر لأنه هو كلام الله عز وجل ومثل ذلك ما يقول بعض العلماء مثل ما ينشئه أحدنا من الكلام الذي يقوله بلسانه أو الذي يكتبه بقلمه فإنه ينسب إليه ولا ينسب إلى غيره ، فقصائد الشعراء التي تتردد على الألسن لا يمكن أن تنسب إلى أصحاب تلك الألسن التي تتردد على شعر المتنبي( 9) ينسب إليه فيقال هو شعر المتنبي ولا ينسب إلى قائله وشعر النابغة(10 )ينسب إليه فيقال هو شعر النابغة ولا يمكن أن ينسب إلى قائله وشعر البحتري( 11 )ينسب إليه ، ولا يمكن أن ينسب إلى قارئه وإنما ينسب إلى قائله الأول ، وهكذا الخطب والمؤلفات يقال هذا كلام فلان .
فلو قدرنا أن أحدا ألف كتابا ولم يتلفظ بلسانه بكلمة مما في ذلك الكتاب ، ولكن كتب ذلك الكتاب بقلمه فإن تلك الكتابة تنسب إليه ويقال هذا كلام فلان ، وإذا أراد أحد أن ينقل فقره من ذلك الكلام قال : قال فلان كذا وكذا وكذا مع أنه لعله لم يقرأ بلسانه شيئا مما كتبه بقلمه أبدا وضرب الشيخ ناصر بن أبي نبهان( 13 ) مثلا لذلك بأن قال : أليس الله سبحانه وتعالى بقادر عند الكل بأن يأمر القلم فيكتب في اللوح ما يشاء من الكلام ، البليغ ، المركب من هذه الحروف والكلمات ، التي نتحدث بها ، ثم يأمر بعد ذلك أحد من الملأ الأعلى فينزل بذلك الكلام إلى الأرض ثم يأمر بعد ذلك من نزل عليه ذلك الكلام بواسطة ذلك الملك من الملأ الأعلى أن يبلغه إلى الناس وأن يأمرهم بأن يتلوه وأن يعملوا به أليس الله سبحانه وتعالى بقادر على ذلك ؟ بل إنه قادر فذلك مثل إنزال الله تعالى للقرآن ومثل نسبة القرآن إليه ، فإن ذلك الكلام الذي ينزل بواسطة على الإنسان الموجود في هذه الأرض ثم يتلى بعد ذلك على ألسن العباد لا يمكن أن ينسب إلى الناس الذين يتلونه فيقال هذا كلامهم ولا يمكن ينسب ألي الشخص الذي أنزل إليه فيقال هذا كلام فلان ولا يمكن أن ينسب إلى الملك الذي نزل به فيقال هذا كلام الملك الفلاني ، ولا يمكن أن ينسب إلى اللوح الذي كتب فيه فيقال هذا كلام اللوح .
ولا يمكن أن ينسب إلى القلم الذي كتبه فيقال هذا كلام القلم ، ولكن يقال هو كلام رب العالمين سبحانه الذي أنشأه وأمر القلم ، بكتابته ، ثم أبقاه مرسوما في اللوح المحفوظ بأمره ، ثم أنزله بعد ذلك بواسطة من يشاء من ملائكته على من يشاء من عباده ، ثم أثبته محفوظا في صدور العلماء ، ومكتوبا في صحفهم ، بهذا يتبين لنا أن القرآن الكريم هو كلام الله حقا ، هو كلام الله حقيقة لا مجازا وليس كلام أحد من خلقه ، فليس هو بكلام ملك ، ليس هو بكلام رسول ، ليس هو بكلام أحد ممن يتلوه ، وإنما هو كلام الله سبحانه وتعالى ، أما قول الله عز وجل { إنه لقول رسول كريم }( 14) فذلك من باب المجاز ، وليس من باب الحقيقة ، هو في الحقيقة كلام الله تبارك وتعالى ، وسأتحدث إن شاء الله تعالى عندما أتى إلى موضوع الإيمان بكتب الله سبحانه عن صفة الكلام بإسهاب .
وهنا مسألة ما كنت أود أن أثيرها عندكم ولكن بما أنكم لابد من أن تتطلعوا عليها في الكتب التي تقرءونها بل الكتب المقررة عندكم رأيت أن أتحدث عنها بشيء من الاختصار وقد قلت إنني لم أكن أود أن أثير هذه المسألة لأنها من المسائل التي لم تثر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عهد صحابته رضي الله تعالى عنهم ، ولا في عهد التابعين ، وإنما أثيرت بعد ذلك عندما استجد علم الكلام وانقسم الناس إلى أقسام كل منهم أخذ برأي ، لا ريب أن الكل يعتقد أن الله سبحانه وتعالى متصف بجميع صفات الكمال ، وأن صفاته تعالى على الضد من صفات العباد ، فهو سبحانه وتعالى متصف بالوجود ، ووجوده لا يشبه وجود المخلوقات ، وهو متصف بالحياة ، وحياته لا تشبه حياة المخلوقات وهو متصف بالعلم ، وعلمه لا يشبه علم المخلوقات ، وهو متصف بالقدرة ، وقدرته لا تشبه قدرة المخلوقات ، وهو متصف بالسمع وسمعه لا يشبه سمع المخلوقات ، وهو متصف بالبصر وبصره لا يشبه بصر المخلوقات ، وهو متصف بجميع صفات الكمال من غير أن يكون مشابها في ذلك بشيء من مخلوقاته . فهو سبحانه { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }( 15 ).
فإذا قلنا إن الله تعالى عالم لا يعنى ذلك أن علمه كعلم المخلوقات ، فإن علم المخلوق كما قلت هو علم محدود نسبي جدا، لأن ما يجهله المخلوق أكثر بكثير مما يعلمه بكثير بل ما يجهله المخلوق في نفسه ومن طبعه ومما اشتمل عليه جسمه أكثر بكثير مما يعلمه وما يجهله المخلوق من كل ذلك أكثر بكثير مما يعلمه إنما يعلم من ذلك شيئا نسبيا قليلا جداً ، فلذلك لا يمكن أن يقال بأن شيئا من مخلوقات الله سبحانه وتعالى مشابه لله عز وجل في علمه فإذا قيل إن الله عليم ، ووصف المخلوق بأنه عليم فلا يعنى ذلك أن علم الله تعالى كعلم المخلوق ، ومثل ذلك القدرة فإن قدرته سبحانه وتعالى قدرة لا تقف عند حد ، ليست كقدرة مخلوقات الله عز وجل ، بينما قدرة المخلوق هي قدرة محدودة ، قدرة جزئية ، نسبية محدودة جدا ومثل ذلك في كل صفات الله سبحانه وتعالى الكل متفقون على أن الله سبحانه عليم بكل شيء وأنه يعلم كل شيء قبل كونه ، فالله تعالى عليم في الأزل ، بكل ما يجري في هذا الكون عليم بكل حرف ينطق به أي أحد ، وعليم بكل ذرة في أي شيء من أجزاء هذا الكون بل عليم بكل ما تنطوي عليه أي ذرة من الذرات قبل أن يوجد الكون بأسره ، ومتصف بجميع هذه الصفات الكمالية ، وإنما بقي الكلام في ما أشير إليه وهو أن صفات ذاته سبحانه وتعالى هل هي مغايرة له ، أوهي عين ذاته هذه قضية لم تثر في عهود الصحابة ، ولا في عهود التابعين ، ومن بعدهم ، وإنما كانوا مكتفين بأن يعتقدوا أن الله سبحانه وتعالى متصف بجميع صفات الكمال ، وأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وقد رأيت الإمام محمد بن عبد الله الخليلي( 16 )رحمه الله يقول : بأنه يتمنى لو أن المسلمين سكتوا عن هذه المسألة ولم يقولوا فيها شيئا وقالوا إن الله سبحانه وتعالى متصف بكل هذه الصفات ، واكتفوا بهذا القدر وهذا الرأي يذهب إليه من العلماء المعاصرين الشيخ سيد سابق (17 ) في كتاب له في العقيدة ، فانه يجنح إلى التوقف
عن الخوض في هذه المسألة وقد تكلم فيها العلماء وبحثوها بحوثا واسعة كما ستجدون ذلك أو ستجدون بعض ذلك في بعض الكتب المقررة في كلية التربية والعلوم الإسلامية والخلاصة أن طائفة كبيرة وهم الأشعرية( 18 ) ومن قال قولهم ذهبوا إلى أن صفات الذات هي غير الذات ، فقالوا إن الله عالم بعلم هو غيره ، وقادر بقدره هي غيره وسميع يسمع هو غيره ، وبصير ببصر هو غيره ، ومريد بإرادة هي غيره ، إلى غير ذلك وإنما اختلفوا في الوجود هل الوجود هو عين الذات أو الوجود هو غير الذات أيضا بينما نجد في مقابل هولاء الإباضية( 19 )والمعتزلة ( 20)وآخرين قالوا إن صفات ذاته سبحانه وتعالى لا يمكن أن تكون غير ذاته ، وإنما هي عين ذاته ، لأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء فإذا كان أحدنا يفتقر إلى صفة وذاته لا تغنى عناء ذات وصفه فإن ذات الله سبحانه وتعالى تغنى غناء ذات وصفة ، تكفي عن الذات والصفة ومعنى ذلك أن الله عز وجل تتجلى لذاته العلية جميع الموجودات على اختلاف أنواعها ، تجليا تاما من غير احتياج إلى واسطة بينها وبين الذات ، تسمى علما فالله عليم بذاته لا بصفة زائدة على ذاته تكون واسطة ما بينه وبين معلوماته ، وكذلك ذاته العلية تنفعل لها الأشياء كلها انفعال تاما من غير احتياج إلى واسطة بين الذات العلية وبين هذه الأشياء المنفعلة تسمى هذه الواسطة قدرة والذات العلية تنفعل لها الأشياء أيضا باختيار الذات العلية من غير أن تكون ثم واسطة مابين هذه الذات العلية وما بين انفعال هذه الأشياء هذه الواسطة تسمى إرادة ، وإنما الله سبحانه وتعالى مريد بذاته .
وتنكشف الصور للذات العلية ، انكشافا تاما على ما هي عليه من غير احتياج إلى واسطة بين الذات العلية وبين هذه الصور المنكشف تسمى هذه الواسطة بصر أو تتجلى أيضا الأصوات على اختلافها للذات العلية تجليا تاما من غير احتياج إلى واسطة مابين الذات العلية وما بين هذه الأصوات المتجلية تسمى هذه الواسطة سمعا ، فالله تعالى سميع بذاته ، وقدير بذاته ومريد بذاته ، وحي بذاته ، وغنى بذاته من غير أن يكون هنالك شيء مع الذات العلية ، وهذا القول إنما قالوه لأجل الإمعان في توحيد الله سبحانه وتعالى ، حتى لا تكون هنالك أغيار مع الله عز وجل فإن ذات الله تعالى تختلف عن ذوات المخلوقات وصفاته أيضا تختلف عن صفات المخلوقات ، فهو ليس كمثله شيء في ذاته ، ولا في صفاته ولا في أفعاله ومن ناحية أخرى راعوا ألا تكون الذات العلية مفتقرة إلى الأغيار ، وراعوا أيضا أن هذه الصفات لو كانت غير الذات فأما أن تكون سابقة على الذات في الوجود فتكون أولى منها بالألوهية ، لأجل إنها هي القديمة قبل الذات وهذا لم يقله أحد ، أوأنها قديمه مع الذات فيلزم من ذلك تعدد القدماء ومع تعدد القدماء يمكن أن تتعدد الآلهة ، وإما أن تكون هذه الصفات حادثة بعد الذات العلية فيكون الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق العلم غير عالم ، وقبل أن يخلق القدرة غير قادر ، وقبل أن يخلق الإرادة غير مريد وقبل أن يخلق السمع غير سميع وهكذا قالوا .
قالوا وكيف يمكن أن يخلق القدرة من غير أن يكون قديرا وإذا كان خلقها بقدرة أخرى فيحتاج إلى قدرة أخرى خلقها بها ثم هلم جر يحتاج أن يخلق تلك القدرة الأخرى أيضا بقدرة أخرى خلقها بها وهلم جر إلى مالا نهاية له , والذين قالوا : بأن صفات الذات غير الذات لم يقولوا بحدوث هذه الصفات ، ما قالوا بأن الذات كانت وحدها في القدم بدون هذه الصفات مجددة عن هذه الصفات . وقالوا بأن هذه الصفات سابقة على الذات العلية في الوجود ، بل قالوا إن الذات العلية موجودة مع الصفات في الأزل وهؤلاء أيضا احتجوا بحجج منها قياس الغائب على الشاهد ، وذلك أنهم قالوا إن العلة والحد ، والشرطية ، في الغائب والشاهد سواء ، وقصدهم بالغائب هو الله سبحانه وتعالى لأنه غائب عن الأبصار ، لا لأنه غير قريب منا ، والمقصود بالشاهد هذه المخلوقات التي نشاهدها ، وذلك أنهم قالوا إن علة تسمية العالم عالما في الشاهد وجود صفة العلم فيه ، وهذا العالم هو من قامت به صفة العلم وشرط تسمية الشيء بالمشتق أن يكون فيه أصل ذلك المشتق ، فشرط تسمية العالم عالما أن تكون فيه صفة العلم ، وشرط تسمية القدير قديرا أن تكون فيه صفة القدرة وهكذا وأجاب الآخرون بأنه لا يمكن أن يقاس الغائب على الشاهد لأن الله تعالى يقول { ليس كمثله شيء }( 21).
ولأن المخلوقات تختلف صفاتها عن صفات الخالق تبارك وتعالى ، فنجد في الشاهد العالم لا ينال العلم إلا بعد أن يتعلم أو بعد أن يعلم ذلك العلم ، وعلمه ينموا بنموه ، وقد يجهل شيئا ماكان يعلمه بالأمس ، فلأجل ذلك افترق الحال في الشاهد والغائب وإنما يكفي في تسمية الله سبحانه وتعالى عالما أن تكون ذات الله تبارك وتعالى العلية تنكشف لها الأشياء انكشافا تاما على حقيقتها من غير أن يخفى على تلك الذات شيء وعلى هذا فإن الصفات الذاتية إنما يراد به نفى أضدادها بالكلية فالعلم ينفى به الجهل ، والقدرة ينفى بها العجز ، والسمع ينفى به الصمم ، والبصر ينفى به العمى ، والحياة ينفى بها الموت ، الوجود ينفى به العدم ، والبقاء ينفى به الفناء ، وهلم جرا في بقية الصفات ومن أدلة الذين قالوا بان صفات الذات غير الذات ، أنه لو كان الكل واحد ا وهو عين الذات العلية للزم أن يكون مفهوم القدرة هو مفهوم العلم ، ومفهوم العلم هو مفهوم الحياة ، ومفهوم الحياة هو مفهوم السمع ، ومفهوم السمع هو مفهوم البصر وأجيب عن ذلك بأن هذه الصفات إنما اختلفت مفاهيمها باعتبار المقاصد التي تقصد بها فقد سبق أن العلم يقصد به نفي الجهل ، وان القدرة يقصد بها نفي العجز وأن الإرادة يقصد بها نفي الإكراه ، وان الحياة يقصد بها نفي الموت وهكذا . ثم قالوا أيضا : بأن اختلاف العبارات باختلاف المتجليات وإلا فالمتجلي له واحده وهو الله سبحانه وتعالى من غير أن تكون هنالك واسطة بينه وبين مخلوقاته ، واكرر مرة ثانية بأنني وددت لو أن المسلمين بقوا على ماكان عليه السلف ولم يثيروا هذه الأشياء مع اعتقادهم ، أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولم أثر هذه المسألة إلا لأنني واثق بأنكم ستطلعون عليها في الكتب المقررة عندكم وقد تتساءلون فيها فيما بينكم أسال الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للحق وأن يهدينا وإياكم سواء الصراط إنه على كل شيء قدير وصل الله
وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
------------------------------------
1- سورة يس ، الآية 82 .
2- سورة النحل آيه 40 .
3-سورة البقرة آيه 30 .
4- سورة الشورى آيه 51 .
5- سورة الشورى آيه 51 .
6-سورة الشورى آيه 51
7- الشيخ ناصر بن أبي نبهان هو ناصر بن أبي نبهان جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي وله أسم أخر أيضا وهو عبد الرحمن . ولد ببلد العليا من الرستاق في عام 1992 هـ في أسرة علمية فقد كان أبوه الشيخ أبو نبهان عالما بحراً في علوم الدين عامة أشتهر الشيخ ناصر بمقارعة الظلمة والطغاة عن طريق العلم ولقد أنتقل رحمه الله من عمان ألي ساحل إفريقيا وكان زاهدا في معاشه وحياته ومنه قوله :
8-سورة الشورى ، الآية 51 .
9- سورة التوبة ، الآية 6 .
10- المتنبي هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي الكوفي الكندي المتنبي صاحب الأمثال السائدة ولد بالكوفة سنة 303 هـ في محلة كنده ، وإليها نسبته ونشاء بالشم قال الشعر صبيا وتنبأ في بادية السماوة وبين الكوفة والشام فتبعه كثيرون وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ امير حمص فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه وفي أحد الأيام كان خارجا إلى الكوفة فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في لطريق بجماعة من أصحابه وكان المتنبي قد هجاه هجاء مقذعا وكان مع المتنبي جماعة من أصحابه أيضا فاقتتل الفريقان فقتل أبو الطيب وابنه وغلامه وكان ذلك سنة 354 هـ ( أنظر الإعلام للزركلي بتصرف الجزء الأول ص 115 ) .
11 النابغة الذبياني هو أبو أمامه زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني أحد فحول الطبقة الأولى من شعراء الجاهلية ، وزعيمهم بعكاظ ، ولقب بالنابغة ، لنبوغه في الشعر ، وهو من أشراف ذبيان صحب النعمان بن المنذر فأدناه منه وأكثر من مدحه إلى أن وشى به عند النعمان أحد بطانته فغضب عليه وهم بقتله ، فهرب إلى ملوك غسان فمدح عمرو بن الحارث إلا أنه حن للعودة إلى النعمان فتنصل إليه بقصائد عطفت عليه قلبه وعمر النابغة طويلا ومات قبيل البعثة سنة 18 قبل الهجرة ( انظر الإعلام للزركلي بتصرف ج 3 ص 54 - 55 ) .
12- هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي البحتري شاعر كبير واحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم المتنبي ، وأبو تمام ، والبحتري ولد سنة 206 هـ بناحية منبج في قبائل طي وغيرها من البدو فغلبت عليه الفصاحة ، ولازم أبا تمام وهو فتى وتخرج عليه ثم خرج إلى العراق واقام في خدمة المتوكل والفاتح بن خاقان محترما عندهما ، إلى آن قتلا في مجلس كان هو حاجزه ، فرجع إلى منبج بين أعراب طي ، وبقي يختلف أحيانا إلى رؤساء بغداد وسامراء ، حتى مات سنة 284 هـ (انظر الإعلام للزركلي بتصرف الجزء الثامن ص 121 ) .
13- سبقت ترجمته .
14- سورة الحاقة ، الآية 40 .
15-سورة الشورى آية 11 .
16-هو الإمام محمد بن عبد الله بن سعيد بن خلفان الخليلي رحمه الله تعالى من أئمة عمان ولد في سمائل وتفقه في شرقية عمان بويع له بالإمامة في ذي القعدة سنة 1338 هـ الموافق 1920 م كان أعلم أهل زمانه وقد جمع الشروط الشرعية التي تتوفر في القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقام بالواجب خير قيام وأقام الحدود وعاش مرجعا لأهل عمان ، أنفق أمواله كلها في عز الدولة وكان ثريا بما خلفه له أبواه ومات ولا يملك شيئا . توفى رحمه الله تعالى في مدينة نزوى في صبح اليوم التاسع والعشرين من شعبان سنة 1373 هـ فكانت إمامته أربع وثلاثين سنة وتسعة أشهر وسبعة عشر يوما . انظر الإعلام للزركلي ج6 ص 246 . نهضة الأعيان للسالمي ص 322 -449 .
17- هو السيد محمد سابق ، ولد بالقاهرة حوالي سنة 1915 حفظ القرآن الكريم وهو صغير ، ثم درس في الأزهر الشريف وتخرج منه من كلية الشريعة وهو الآن يدرس في جامعة أم القرى منذ سنة 1975 / بدرجة أستاذ كرس يشرف على إجازة رسائل الدكتوراه بها ، ويشغل كذلك رئيس قسم الدراسات العليا في الجامعة المذكورة له من الكتب ( فقه السنة ) تأثر فيه بنيل الاوطار للشوكاني و السيرة النبوية و مصطلح الحديث . أملاه محمد الطاهر الدرديرى أستاذ الحديث وأصوله بجامعة السلطان قابوس وهو أحد تلاميذ المترجم له في الحصول على درجة الدكتوراه .
18-لأشعرية : نسبة إلى أبي الحسن الأشعرية ، الذي ولد بالبصرة سنة 260 هـ وتوفي سنة 325 هـ ببغداد ، وإليه ينسب اهل السنة والحديث ، وقد رأى أن النظر العقلي في فهم النصوص الشرعية مقيد بالشرع ، فالعقل يجب أن يكون في خدمة الشرع وليس العكس .دراسات إسلامية في الأصول الإباضية ص 137 .
19-الإباضية : نسبة إلى عبد الله بن إباض ، وهو تابعي ، عاصر معاوية وتوفى أواخر أيام عبد الملك بن مروان ، وهذا المذهب يعد من أقدم المذاهب الإسلامية نشأة على الإطلاق حيث أن مؤسسه الإمام جابر بن زيد وهو من كبار التابعين المتوفى سنة 95 هـ وهو من تلاميذ الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه ، ومصادره الكتاب والسنة والإجماع والقياس " ما في الحديث الشريف فيعتمد على الجامع الصحيح للأمام الربيع بن حبيب المتوفى سنة 170 هـ وهذا المذهب منتشر في عمان و تونس والجزائر وليبيا وزنجبار "
دراسات إسلامية بكير اعو شت ص 136 ) .
20- المعتزلة : من أشهر الفرق الإسلامية فهي تعتمد على العقل بالدرجة الأولى في فهم الأدلة الشرعية وأصول الإسلام ومؤسس هذه الفرقة هو : واصل بن عطاء المتوفى سنة 131 هـ واشهر أعلامها عمر بن عبيد ، والعلاف ، والنظام ، والجاحظ أهم تعاليمها 1- التوحيد 2- العدل 3- الوعد والوعيد 4- المنزلة بين المنزلتين 5- الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
( انظر دراسات إسلامية لبكير اعو شت ص 143 ).
21- سورة الشورى آية 11 .
---
الأسئلة
السؤال الأول : يقول قائل ما القول فيمن يقول إن الله له أذن ولكن ليس كآذاننا وله عين وليس كأعيننا وله يد وليس كأيدينا ويستدل بأية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ؟
الجواب : يلزم من ذلك أن يكون الله سبحانه وتعالى متجزءا لإنه إذا كانت له أذن طبعا يلزم أن تكون هي غير العين وإذا كانت له عين يلزم أن تكون غير اليد وهلم جرا فالله سبحانه وتعالى لا يتجزأ وإنما هذه الصفات تحمل على ما يراد بها تحمل على مقاصدها فإن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم كتابا عربيا والكلام العربي فيه الحقيقة والمجاز وجاء في كلام العرب قديمه وحديثه إطلاق الألفاظ على غير حقائقها التي وضعت لها من أمثلة ذلك إطلاق اليد على القدرة أو على القبضة فإن الشاعر يقول :
أصبحت بيد الشمال ليست يد للشمال وليس زمام للغداة ليس زمام للغداة ولا يد للشمال وإنما ذلك من باب المجاز ويقول الله سبحانه وتعالى { واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا }(2 )مع أن الحبل هو معروف هو جسم يصل مابين جانبين جسم مفتول يصل مابين الجانبين هذا الجانب وهذا الجانب ولكن بما أن دين الله سبحانه يصل العباد بالله عز وجل ثم يصل بين العباد أنفسهم بعضهم بعض سمى هذا الدين حبلا ويقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه }(3 ) فمن المعلوم قطعا أن القرآن الكريم ليست له يدان ويقول سبحانه وتعالى { ويرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته }( 4 )مع أن الرحمة أيضا ليست لها يدان وهكذا نجد ذلك في القرآن ونجد ذلك في شعر العرب الشاعر يقول :
كيف وصف الهدى بان له صفاة وأنها تحمى بالسيف لئلا ترق فتخرق وهل الهدى صفاة حسية لا فإذا وجدت في القرآن الكريم وصف الله تعالى باليد فالمقصود بذلك أن الله سبحانه وتعالى خبيرا وأن الله سبحانه وتعالى منعم تفسر بالقدرة وتفسر بالنعمة وهكذا يجب أن يحمل ما نجد من ذلك في كتاب الله عز وجل على هذا التأويل " وإن شاء الله سوف أتحدث عن ذلك في الدرس الأتي بشيء من التفصيل الذي هو أكثر من هذا " وأشير إلى العين الله سبحانه وتعالى قال { تجرى بأعيننا }(5 ) من المستحيل أن تحمل العين هنا على الجارحة - من المستحيل _ هل الجارحة هي القائد التي تقود هذه السفينة أو هي مجرى التي تجري عليها السفينة مستحيل ذلك ويقول الله تعالى في موسى { ولتصنع على عيني }( 6) هل صنع فوق عين الله مع أن على تفيد الاستعلاء وهكذا فيتبين من هذا كله أن العين بمعنى الحفظ .
السؤال الثاني : يوصف الإنسان بالحياة بسبب ما أودع الله سبحانه وتعالى فيه من أسرار الحياة وهي الروح ، فإذا ما أخذ الله هذه الروح وصف ذلك الإنسان بأنه ميت فهل لله روح حيث قال بعد فراغه من خلق آدم { ونفخت فيه من روحي }( 7)؟
الجواب : التجرؤ على مثل هذا الاعتقاد يؤدي إلى ما أدت إليه عقيدة النصارى من اعتقاد أن عيسى عليه السلام هو ابن لله ، وانه عليه السلام اصطبغ بالصبغة الربانية الروح أضيفت إلى الله لأنها سر من أسرار الله فيضاف إلى اسم الله سبحانه وتعالى ما كان مختصا بالله ، وإن كان كل ما في السماوات والأرض ملكا لله ، فيقال في الكعبة البيت الحرام بيت الله هل معنى ذلك أن الكعبة البيت الحرام سكن لله تعالى الله عن ذلك ، ويقال أيضا في الفقراء بأنهم عيال الله ، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى يرعاهم ويوجب على عباده أن يحرصوا على رعايتهم فلذلك سموا عيال الله ، وهكذا كل ما يوجد من أمثال هذه الأشياء فإضافة الروح إلى الله عز وجل في قوله { ونفخت فيه من روحي }(8 )وفي قوله { ونفخ فيه من روحه }(9 )وأمثال ذلك إنما لأجل أن الله سبحانه وتعالى جعل الروح سرا من أسراره فأضيفت الروح إليه لأجل هذا الاختصاص { قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }( 10) وإلا فالروح نفسها مخلوقة والله سبحانه وتعالى حياته لا تتوقف كما قلت على ما تتوفق عليه حياة البشر ، لا تشابه بين حياة الله وحياة البشر .
السؤال الثالث : ذكرت أن من أدلة الذين يقولون أن صفات الذات هي غير الذات قياس الغائب على الشاهد فالغائب هو الله ماالمقصود بالشاهد ؟
الجواب : الشاهد قلت الشاهد المخلوقات قلت في تفسير الشاهد بأن المقصود بالشاهد المخلوقات .
السؤال الرابع : كيف تسمع الملائكة كلام الله عز وجل ؟
الجواب : الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه يكلم الملائكة ونحن نؤمن بذلك ولم يوقفنا سبحانه وتعالى على كيفية سماع الملائكة لكلامه عز وجل وإنما ذكر المفسرون في ذلك ما ذكروا ومن المفسرين الذين تحدثوا عن هذه المسألة العلامة ابن عاشور(11 )وقد أجاد في الحديث قال : بأن ذلك يمكن أن يكون بفهم يخلقه الله سبحانه وتعالى في الملائكة يدركون به مراد الله عز وجل ويمكن أن يخلق الله سبحانه وتعالى لهم صوتا يسمعون منه مراد الله تعالى .
السؤال الخامس : ماذا نفهم من قوله تعالى { وكلم الله موسى تكليما }(12 )؟
الجواب : نفهم بأن الله سبحانه وتعالى كلم موسى بدون واسطة ؛ أي لم يرسل إليه ملكا في حالة التكليم ، لم يرسل إليه ملكا كما أرسل إليه في حال إنزال التوراة ، وكما أرسل الملائكة إلى أنبياء الله عز وجل ، وعندما سمع موسى عليه السلام الصوت أتى إليه من جميع الجوانب فكيف هذا الصوت الله تعالى هو العليم به نعتقد أن الله تعالى ليس كمثله شيء ، ونعتقد بأن الله تعالى على كل شيء قدير ، ويمكن أن يأتي هذا الصوت من جوانب متعددة ويمكن أن يأتيه من جانب واحد ، والله تعالى على كل شيء قدير ، وهذا أمر لم يوقفنا الله عليه فنستحب عدم الخوض فيه .
السؤال السادس : بما أن الله تعالى يعلم خفايا البشر وخفايا كل شيء ، فهو يعلم نوايا القلب ، فهل الله سبحانه وتعالى يحاسب الناس ويعاقب ويثيب على نية الإنسان وإن لم يقلها ؟
الجواب : الله تعالى قال في معرض التحذير لنا { لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله }(13 )وإنما من فضل الله على عباده أن الذي ينوي حسنة ثم لا يعملها لسبب من الأسباب يكتبها الله تعالى له حسنة والذي ينوى سيئة ثم يتراجع عن ارتكاب تلك السيئة التي ينويها الله سبحانه وتعالى يتجاوزها عنه لأنه يتراجع عن ارتكابها خوفا من الله عز وجل فإن الله سبحانه وتعالى يتجاوز عنها ، وإلا فالذين يصرون في قرارة نفوسهم على معصية الله فإنهم يحاسبون ويجزون على ما في طوايا نفوسهم
.
السؤال السابع : سؤال عن قوله عز وجل { وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون }( 14) ما المقصود بالإيحاء ؟
الجواب : الإيحاء هنا هو الإلهام .
السؤال الثامن : في الدنيا لغات متعددة فعلى أي لغة يحشر الناس وعلى أي لغة سيحاسبون وما هي لغة أهل الجنة ؟
الجواب : الذي تدل عليه الدلائل أنهم سيحشرون وسيحاسبون باللغة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لآن تكون لغة أهل الجنة ، واختارها لأن تكون وعاء لكلامهم الخالد للقرآن الكريم هي اللغة العربية .
السؤال التاسع : ذكرت بأنه لا يجوز أن يأتي شخص لقبر ، أو شجرة ، أو حجرة يطلب معافاة أحد ، فما قولك في عين الإنسان إذا أصابت طفلا وكان من آثارها تشويها خلقيا وهذا بأذن الله ، ثم ذهب إلى أحد الصالحين ليتعوذ عليه ليسد تلك العين عنه بإذن الله ؟
الجواب : هذا دعاء والدعاء غير ممنوع ، الرقية غير ممنوعة ، إذا كانت بالقرآن الكريم ، وبالكلمات التي يرضاها الله بالدعاء ، وأما أن يأتي أحد إلى قبر أو إلى شجرة أو وإلى حجرة طالبا قضاء حاجة من الحاجات فهذه من الشركيات ، فإن الله سبحانه علمنا أن نفرده بالاستعانة كما علمنا أن نفرده بالعبادة { إياك نعبد وإياك نستعين } ( 15)هذه استعانة بالله سبحانه وتعالى مادام في الأمر دعاء .
السؤال العاشر : نجد في كثير من آيات القرآن ، أن صفة السمع تقدم على صفة البصر ، وكذلك السمع يذكر مفردا والبصر يذكر بصيغة الجمع فهل صفة السمع أنفع للإنسان من صفة البصر ؟
الجواب : كثير من الناس فضلوا السمع على البصر ، ونسأل الله تعالى العافية في السمع والبصر ، الله سبحانه وتعالى هو الذي أنعم علينا بموهبة السمع وبموهبة البصر ، فنسأل الله تعالى أن يمتعنا بهما وأن يجعلهما الوارث منا ، وكل نعمة يدري الإنسان قيمتها إذا فقدها ، وإذا أردتم أن تعرفوا قيمة السمع فسألوا الصم وإذا أردتم أن تعرفوا قيمة البصر فسألوا العمى ، ومجيء السمع مفردا في القرآن مع جمع الأبصار في كثير من الآيات لأن السمع يأتي على وتيرة واحدة بخلاف المبصرات فإنها تتنوع ولذلك يجمع البصر ويفرد السمع .
ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://just.ahlamontada.com
عباس بدوي

عباس بدوي


عدد الرسائل : 90
العمر : 34
just_f : بحب الصور الرومانسية وصور العشق الممنوع
تاريخ التسجيل : 25/07/2013

صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام    صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام  Icon_minitimeالجمعة أغسطس 02, 2013 7:39 am

شكرا ليك على موضوع الجميل والرائع وجزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة ،السمع والبصر ،الكلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب التنزيه . الله منزه عن المكان والزمان سبحانه
» أحب الكلام إلى الله وأبغضه إليه
» صفات العميان في القرأن الكريم
» صفات المتقين
» صفات أهل الكفر و أهل النفاق.mp3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.just.ahlamontada.com :: just_f _ المنتديـــــــــات :: just_f _ المكتبــة الاسلاميــة-
انتقل الى: