Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: دفع الغضب في رمضان وفي جميع الاوقات السبت يوليو 06, 2013 6:47 pm | |
|
لما كان العبد في رمضان يحول أن يخرج بخلق حسن وها قد رحل رمضان ولكن نتمنى أن يبقى المسلم على الخلق الذي كان عليه أيام رمضان ومن أهم الأخلاق التي نتمنى أن نداوم عليه بعد رمضان هو الحلم ودفع الغضب ولم نجد أفضل من كتاب الله تعالى نقتبس منه هذه الآية الكريمة بل بعض آية من كتاب الله تعالى نلتمس منها العظة والعبرة والعلم الذي ينفعنا في الدنيا والآخرة . قال الله تعالى " وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " الشاهد من الآيات قول الله تعالى " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ " بين يدي الآية الكريمة قال الإمام أحمد 1/382 عن عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال اعلموا أنه ليس منكم أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله مالك من مالك إلا ما قدمت وما لوارثك إلا ما أخرت قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون الصرعة فيكم قلنا الذي لا تصرعه الرجال قال لا ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما الرقوب قلنا الذي لا ولد له قال لا ولكن الرقوب الذي لا يقدم من ولده شيئا قال ابن كثير في التفسير أخرج البخاري 6442 الفصل الأول منه وأخرج مسلم 2608 أصل هذا الحديث . قال القرطبي : وكظم الغيظ رده في الجوف ويقال كظم غيظه أي سكت عليه ولم يظهره مع قدرته على إيقاعه بعدوه وكظمت السقاء أي ملأته وسددت عليه والكظامة ما يسد به مجرى الماء ومنه الكظام للسير الذي يسد به فم الزق والقربة. قال ابن كثير في التفسير : وقوله تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم. هذه صورة للمسلم وهو شديد الغضب كالقربة المملوءة إلا أن هذا الموجود بالداخل لا يخرج ليكون سلوكاً في الناس وهو المطلوب وهذا من رحمة الله تعالى أنه لم يمنع الناس من الغضب لأن هذا مستحيل ولكن المرجو أن لا ينفذ الإنسان هذا الغضب بل يقاومه . الترغيب في كظم الغيظ والعفو عن الناس وقد ورد في بعض الآثار يقول الله تعالى يا ابن آدم أذكرني إذا غضبت فلا أهلكك فيمن أهلك رواه ابن أبي حاتم وقد قال أبو يعلى في مسنده عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كف غضبه كف الله عنه عذابه ومن خزن لسانه ستر الله عورته ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره قال ابن كثير في التفسير بعد أن ذكر هذا الحديث قال وهذا حديث غريب وفي إسناده نظر وقال الإمام أحمد 2/236 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وقد رواه الشيخان خ 6114 م 2609 قال الإمام أحمد 5/34 عن الأحنف بن قيس عن عم له يقال له جارية بن قدامة السعدي أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل علي لعلي أعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارا كل ذلك يقول لا تغضب قال ابن كثير انفرد به أحمد قال أحمد 5/373 عن حميد بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل يا رسول الله أوصني قال لا تغضب قال الرجل ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله قال ابن كثير انفرد به أحمد أجر كظم الغيظ قال الإمام أحمد 1/327 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنظر معسرا أو وضع عنه وقاه الله من فيح جهنم ألا إن عمل الجنة حزن بربوة ثلاثا ألا إن عمل النار سهل بسهوة والسعيد من وقي الفتن وما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا انفرد به أحمد وإسناده حسن ليس فيه مجروح ومتنه حسن قال الإمام أحمد 3/440 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء ورواه أبو داود 4777 والترمذي 2021 وابن ماجة 4186 وقال الترمذي حسن غريب قال عبد الرزاق أنبأنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن رجل من أهل الشام يقال له عبد الجليل عن عم له عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى ( والكاظمين الغيظ ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله جوفه أمنا وإيمانا رواه ابن جرير يضيف ابن كثير يقول فقوله تعالى ( والكاظمين الغيظ ) أي لا يعلمون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل ثم قال تعالى ( والعافين عن الناس ) أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد وهذا أكمل الأحوال ولهذا قال ( والله يحب المحسنين ) فهذا من مقامات الإحسان وفي الحديث ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ومن تواضع لله رفعه الله وروى الحاكم في مستدركه < 2/295 > من حديث موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى بن أبي طلحة القرشي عن عبادة بن الصامت عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يشرف له البنيان وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ويعط من حرمه ويصل من قطعه ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد أورده ابن مردويه من حديث علي وكعب بن عجرة وأبي هريرة وأم سلمة رضي الله عنهم بنحو ذلك قاله ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة نادى مناد يقول أين العافون عن الناس هلموا إلى ربكم وخذوا أجوركم وحق على كل أمرئ مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة تقسير ابن كثير 1/405 وما بعدها تفسير القرطبي ج: 4 ص: 206 وما بعدها علاج الغضب قال الإمام أحمد 5/152 عن أبي ذر رضي الله عنه قال كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقالوا أيكم يورد على أبي ذر ويحسب شعرات من رأسه فقال رجل أنا فجاء فأورد على الحوض فدقه وكان أبو ذر قائما فجلس ثم اضطجع فقيل له يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ورواه أبو داود 4782 عن أحمد بن حنبل بإسناده قال الإمام أحمد 4/226 حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا أبو وائل الصنعاني قال كنا جلوسا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه فلما أن أغضبه قام عاد إلينا وقد توضأ فقال حدثني أبي عن جدي عطية هو ابن سعد السعدي وقد كانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ وهكذا رواه أبو داود 4784
| |
|