الى زوار منتدى البرنامج المشروحة / الكرام . نفيدكم بأن برامجنا المطروحة كاملة ومشروحة ومع السريال وتعمل بأستمرار دون توقف أن شاءالله . ولكن روابطها مخفية تظهر بعد التسجيل . و تسجيلكم دعم للمنتدى

Admin عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007

التعامل العقلاني يفتح شهية المتعجرفين: ما الجديد الذي تميز به هادي عن صالح بعد اختطاف الإيطالي والاعتداء على الداخلية؟!

دون ضبط المعتدين على وزارة الداخلية ومحاكمتهم عسكريا فإن اي حديث عن
التحقيق في الحادثة مجرد استخفاف بعقول الناس المصدومين قبلاً بلجوء دولة
ما بعد الثورة الى الاعراف القبلية لاطلاق المواطن الايطالي في استحضار
لعقلية صالح في ادارة الدولة.

وسيكون من السخف الشعور بالقلق من استمرار هشاشة الوضع الامني لمجرد أن
مجموعة من المسلحين اقتحموا قسم شرطة في تعز الاسبوع الماضي واطلقوا
السجناء، اذا ما قورن بانتهاك هيبة وزارة سيادية بحجم وزارة الداخلية ونهب
محتوياتها على الملأ دون القبض على أي من المعتدين، ليجعل وزارات اخرى على
موعد لبيع محتوياتها في اسواق الحراج.

أما وقد حدث ذلك لأعلى جهة أمنية في البلاد، فإن على الرئيس عبدربه منصور
مراجعة نهجه في التعامل مع بعض التحديات والادراك أن مبالغته في التعاطي
العقلاني مع احداث سابقة قد قادت الى ما جرى لوزارة الداخلية التي بدا انها
غير قادرة على حماية نفسها من الغوغائيين.

كان لتشدد مواقف الرئيس هادي في وجه الضغوط التي مورست عليه للتراجع عن
عدد من قراراته العسكرية، مفعولا سحريا على ذهنية فئة واسعة من الناس
الحالمين منذ زمن برئيس صلب لا تملى عليه قراراته او تخضع لأمزجة مراكز
القوى. ولعل حادثة الداخلية توجب اعادة تقييم لمدى منطقية الوسائل التي تم
اتباعها منذ تشكيل حكومة الوفاق وانتخاب رئيس جديد لليمن اذا ما تم تقسيم
الاحداث الى مستويين من الخطورة، الاول تلك التي يقف وراءها عائلة صالح
ويدخل فيها التمرد على قرارات هادي وأحداث مختلفة هدفها استدراج الادارة
الانتقالية الى وحل الفوضى مما يغمر صالح بالغبطة ويرضي نفسيته المليئة
بالحقد. وهذا المستوى فإن لردة الفعل العقلانية للرئيس هادي وحكومته ما
يبررها تجنبا للانزلاق لمخططات صالح الذي ما كان ليتوانى عن اشاعة الفوضى
في محاولة لخلط الاوراق وافشال التسوية السياسية انتقاما من الجميع بمن
فيهم الرئيس هادي الذي خرج من عباءته بطريقة اشعرت صالح بالصدمة.

وعلى المستوى الثاني أحداث ربما أخطأ هادي وطاقم حكومته في التعامل معها
بعقلانية مفرطة تقترب من درجة السذاجة ومن ذلك كيفية التعامل مع محاولة
الاعتداء على رئيس مصلحة الضرائب من قبل شيخ قبلي من مأرب، وهو ما عد حينه
اول اختبار يواجهه الرئيس هادي وذهبت توقعات الكثيرين الى أن المعتدي لن
يفلت من العقاب لان فعلته مست هيبة رجال هادي في السلطة.. لكن حل القضية
خارج اطار القانون قد فوت فرصة كما يعتقد البعض لاشعار المتعجرفين ان مرحلة
التطاول على هيبة رجال ومؤسسات الدولة قد طويت صفحتها بعد ثورة الشباب ولو
ووجه شيخ مأرب انذاك برد صارم لكانت الرسالة وصلت للكثير من الفوضويين
وربما جعلت الشيخ محمد ناجي الشائف اكثر حذرا قبل الاقدام على تهديد وزير
المالية في مجلس النواب لشعوره أنه اقوى من الدولة ومحسوبا على جناح الصقور
الذي يترأسه صالح في حزبه العائلي والمشيخي الذي لا يمسه القانون من فوقه
ولا من تحته.

وفي اعتقاد الكثيرين فإن توجس الرئيس هادي وحكومته من مواجهة قضايا عدة
لمجرد الشك بوقوف صالح وراءها لا يبشر بنجاح المرحلة الانتقالية فيما يتعلق
بالتأسيس لمرحلة جديدة لا يكون فيها القانون مركون جانبا.. كما أن تبعات
التعامل السلبي مع قضايا المستوى الثاني، يجعل الباب مفتوحا أمام منتجي
الفوضى للعبث والابتزاز، ما سيجلب مشاكل لا نهاية لها، وقد تجد الحكومة
وحتى الرئيس هادي نفسه مشغولين بالبحث عن مخارج لما يستجد من احداث هامشية
-إن صح التعبير- على حساب قضايا رئيسة من استعادة الاستقرار الاقتصادي
والامني وهيكلة الجيش وانجاح الحوار الوطني، وفي نهاية المطاف سيتحول توالي
المشكلات الامنية هنا وهناك الى كرة ثلج كلما تدحرجت زاد حجمها.

وبات ملحا على رئيس الجمهورية اتخاذ قرارات صارمة بشأن التجاوزات التي
تطال مؤسسات الدولة وأن الاستمرار في تسويق فوبيا صالح وأنه وراء كل
الاختلال كمبرر يعفي الدولة عن القيام بمسئولياتها كل ذلك سيزيد من اهتراء
هيبة الدولة وتآكل رصيد الرئيس هادي نفسه ويجعل الخيارات القادمة أكثر
مرارة. ولم يعد كافيا ان يظل هادي حريصا فقط على امضاء قراراته الرئاسية
لاثبات هيبة مؤسسة الرئاسة فيما يزداد وهن مؤسسات الدولة المرتبطة بشكل
وثيق بحياة المواطن وعليها يقيس فعالية من في السلطة سلبا وايجابا.

وبالعودة الى بداية حكم صالح فقد اباح الرجل لمراكز القوى كل شيء، كما غض
الطرف عنهم على حساب قيمة الدولة مقابل سلامته وبقائه في السلطة. ومن هذه
الزاوية فإن استمرار هادي وحكومة ما بعد الثورة الشبابية بالتعامل بطريقة
الحذر من امتعاض من لا يروقهم النظام والقانون، فما الذي سيجعله مختلفا عن
سلفه صالح عدى ان الاول وصل السلطة بتأييد شعبي وخارجي منقطع النظير وأن
تماديه في الحذر من أي خطوة حتى في محاسبة قيادة شرطة المرور على التسيب
الحاصل، يعد أمرا غير منطقي ومثيرا للاستغراب ويتناقض مع ادعائه انه
وباسندوة بمثابة انتحاريين لقبولهما السلطة بمثل هكذا ظروف. والخوف أن يكون
قد عزم على ادارة المرحلة الانتقالية بطريقة المهادنة السلبية ما سيترتب
عليها من اهدار فرصة ثمينة للتأسيس لدولة حقيقية كما هو منتظر من هذه
المرحلة.

ليس مطلوب من الرئيس هادي التهور واقتحام عرين صالح بخطة طائشة وكذلك مع
سلاح الحوثيين والحراك الجنوبي بل بمعالجات تدريجية باعتبار أن التعامل مع
هذه الكوابيس يتطلب هدوءً وخطوات مدروسة حتى لا يفتح عليه واليمن بشكل عام
ابوابا يصعب تقدير ما سيأتي منها من نتائج لكن التعامل السلبي حتى مع
القضايا الصغيرة مثل الاختطافات والتقطعات لا تجعل دولة هادي مختلفة عن
سلفه مطلقا.. فحادثة اختطاف موظف السفارة الايطالية الاسبوع الماضي عولجت
بذات الاساليب التي سار عليها الرئيس السابق حينما كانت الدولة تفاوض
الخاطفين وتستجيب لاملاءاتهم في وقت بالامكان استخدام علاج الصدمة المفاجئة
لردع هؤلاء. ودون ذلك، ما الفائدة من خسارة مليارات الريالات على القوات
الخاصة وقوات مكافحة الارهاب اذا كانت لن تستخدم لتحرير رهينة من يد
خاطفيها واللجوء الى الاعراف القبلية عوضا عن القانون وإن ادى ذلك الى
المزيد من الاختطافات وتقديم التنازلات وحتى القاء التحية للخاطفين.

ربما تكون صورة هادي قد نحتت على عجل في اذهان المتفائلين في بادئ الامر
خاصة بعدما ذهبت نخب الى وصف هادي بأنه اقوى رجل عرفته اليمن منذ ثورة
سبتمبر عام 1962م.

وبشأن ما حدث في وزارة الداخلية، فإن صدق إعلام المؤتمر بأن صالح لا علاقة
له بما حدث من اعتداء ونهب فإن التعامل مع ما حدث بطريقة ردة الفعل فقط
سيعد استخفافا بعقليات اليمنيين وعلى الرئيس هادي وحكومة الوفاق النأي عن
ذلك تجنبا لردود فعل شعبية قد لا تتأخر طويلا وستبدو شخصية هادي الصارمة
متحوصلة على ما يصدر عن شخصه كرئيس فقط وبخلاف ذلك لا يعنيه.

* المصدر: صحيفة الناس الأسبوعية

just_f

» تسليم مختطفة سويسرية «للقاعدة» يفتح أبواب المتاجرة في اليمن
» هادي يفتح قلبة للشباب ويخاطبهم : أنتم صناع المستقبل والثورة
» النقد وكيفية التعامل معه
» كتاب التعامل مع من لا تطيقهم
» كتاب فن التعامل مع الزملاء

في اليمن : التعامل العقلاني يفتح شهية المتعجرفين