Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: لماذا تراجع عن قرار اعتزاله السياسي؟البيض في قلب العاصفة !! الأربعاء أبريل 09, 2014 7:14 pm | |
| [size=30] لماذا تراجع عن قرار اعتزاله السياسي؟البيض في قلب العاصفة !!..[/size] الأربعاء 09 أبريل 2014 12:49 مساءً عبدالعزيز معيادتشير التطورات الاخيرة الى أن علي سالم البيض يمر بوقت عصيب للغاية ومنعطف مفصلي في مسيرته سيتحدد بموجبه وضعه في السنوات القادمة،والبداية كانت مطلع مارس المنصرم عندما غادر البيض برفقة عدد من مساعديه بصورة مفاجئة وغير معلنة بيروت إلى إحدى العواصم الأوروبية ،وبعد أكثر من أسبوعين سرت شائعات تفيد بأن البيض قرر إغلاق مكتبه في بيروت والعودة إلى اعتزال العمل السياسي والاستقرار في سلطنة عمان،لكن محمد الشعيبي أحد مساعدي البيض نفى لوسائل الاعلام ذلك الخبر،ولم تمض سوى بضعة أيام وإذا بالبيض يؤكد ما نفاه مساعده في تصريح مقتضب لصحيفة الفاينانشينال البريطانية يوم 23/3 أكد فيه قرار اعتزاله.-لم يتوقف الأمر عند ذلك ففي الثالث من ابريل الجاري خرج البيض لوسائل الاعلام عبر حوار أجراه مع صحيفة الربيع العربي ،وبيان صادر عنه تناقلته وسائل الإعلام بشأن القرار الدولي رقم 2140 ،ليؤكد بصورة ضمنية استمرار نشاطه السياسي ويضع حد لشائعات اعتزاله،ولم يمر على هذا الظهور سوى ثلاثة ايام ليتوقف بعدها وبصورة مفاجئة بث قناته (عدن لايف)فما الذي يحدث مع البيض؟ ولماذا تجنب خلال ظهوره التعليق على شائعات اعتزاله ونفيها بصورة مباشرة؟رغم أهمية القضية بالنسبة لأنصاره والجدل الذي أثارته لأسابيع ،وإذا كان قد قرر الاعتزال فلماذا تراجع عن قراره ؟وهل توقف بث قناة عدن لايف ناتج عن خلل فني كما يبرر القائمين عليها؟ أم انه التباشير الأولى للقرار الدولي 2140 باتجاه معاقبة معرقلي العملية السياسية في اليمن؟وإذا كان الأمر كذلك فهل معنى ذلك أن البيض في قلب العاصفة الدولية وربما يكون أول ضحاياها ؟هذا ما سنحاول معرفته.-العودة مكرها عن قرار الاعتزال :- في أحيان كثيرة لاتستحق الشائعات الرد عليها ،وكان يفترض أن ظهور البيض الأخير رد كافي لنفي شائعات اعتزاله ،لكن الأمر يختلف بالنسبة لهذه الحالة لعدة أسباب منها :1- أن شائعات اعتزاله حضت بكثير من المصداقية مع تناقل وسائل إعلامية مقربة منه للخبر ،وبسبب نشر صحيفة غربية على وزن الفاينانشينال البريطانية لخبر يؤكد صحة ذلك القرار.2- الأهمية البالغة لمضمون التصريح المقتضب للصحيفة البريطانية من اعتراف البيض بفشل محاولاته المتكررة تضميد الجراح ولم الصف وتوحيد الجهود والخروج برؤية موحدة ،كون مثل هذا الاعتراف بالفشل يجعل من عودة البيض لنشاطه عديم الجدوى وكمن يدور في حلقة مفرغة.- لذا كان على البيض في ظهوره الأخير التوقف عند تلك الشائعات ونفيها بالمطلق و كشف هدف المروجين لها او تبرير موقفه منها وتوضيح ملابسات ما حصل على الأقل،لكنه لم يفعل وفضل تجاهلها وتجاوزها وكأن شيئاً لم يحدث والسبب في اعتقادي راجع الى أن خبر اعتزاله كان صحيحاً مئة في المئة ويدل على ذلك التالي :1-صعوبة التشكيك في مهنية ومصداقية صحيفة غربية مرموقة كالفاينانشينال البريطانية خاصة ان الصحيفة لم تنشر معلومات غير مؤكدة وإنما تصريح مباشر من البيض نفسه من الصعب عليه إنكاره ،ونظرا لان التصريح مقتضب فمن الصعب عليه أيضا الادعاء انه تم تحوير تصريحه و إخراجه عن سياقه و المعنى الذي قصده.2- الملاحظ أن مضمون التصريح المقتضب يخدم البيض وينسجم مع قرار الاعتزال ما يؤكد صحته،بمعنى أن البيض حاول كسب تعاطف أنصار الحراك في ذلك التصريح من خلال إرجاعه سبب الاعتزال الى إفساح المجال أمام الشباب لقيادة الحراك و تحميل نفسه مسؤولية الفشل بعد الحديث عن المحاولات العديدة التي بذلها لتضميد الجراح ولم الصف.3-جاء إعلان البيض في وقت بلغ فيه اليأس ذروته مع الطريق المسدود الذي وصل إليها مشروعه بسبب التمسك الدولي بيمن موحد واستحالة تغيير هذا الموقف، وهو ما عبر عنه في مضمون حواره الصحفي خاصة في قول ما انفك على ترديده في معظم تصريحاته ،عندما قال "دائما نقول شعب الجنوب لن ينسى من سيقف اليوم معه في محنته ومن سيساعده "ما يعني ان جميع محاولاته واتصالاته بقيادات ومسئولين في عدد من الدول العربية لم تسفر عن أي نتائج تذكر و لم يلمس أي تغيير الا عند المثقفين العرب حسب ما ذكره في حواره الصحفي.-كما ان إخفاقه لم يقتصر على الدول العربية بل على جميع محاولاته الاتصال بالدول الأخرى خلال زيارته الاخيرة لاوربا ،وظهر ذلك في إبداءه تفهمه لحساسيات علاقات تلك الدول بما فيها دول مجموعة البروكسي (روسيا،الصين،الهند،البرازيل ،جنوب إفريقيا) بصنعاء والمصالح التي تربط الكثير من الدول بها.4-جاءت شائعات اعتزاله بعد صدور القرار الدولي رقم 2140 والذي أشار الى الحراك بالاسم ودعاه الى عدم اللجوء الى العنف ،ما يعني أن احتمال فرض عقوبات دولية عليه لم يعد مجرد كلام وتكهنات بل أصبح خطوة متوقعة في أي لحظة في حال استمر في نشاطه السياسي خاصة مع ذكر مجلس الامن له بالاسم قبل ذلك في بيان سابق ،وما قيل عن تحذير مسئول عماني للبيض من جدية المجتمع الدولي في التحرك لمعاقبة المعرقلين .5-يتناغم مضمون تصريحه للفاينانشينال البريطانية حول الفشل في تضميد الجراح ولم الصف وتوحيد الجهود والخروج برؤية موحدة مع حديثه لصحيفة الربيع العربي عن توقه لعقد مؤتمر جنوبي،وكان لافتاً حصره المشاركة في ذلك المؤتمر على قوى الحراك في الداخل ما يعني استبعاده لناصر والعطاس والجفري وتاج وما يسمى معارضة الخارج عموماً ،ويبدو أن سبب الاستبعاد راجع الى فشل جهود المصالحة التي ذكرها في تصريحه المقتضب،وكل ذلك يؤكد شكلية لقاء بيروت الثلاثي في فبراير الماضي،وزيف كل الاخبار التي تتحدث عن قرب تحقيق مصالحة بين البيض وباعوم أوعن قرب عقد مؤتمر جنوبي جامع.- كل ما سبق يؤكد على أن البيض كان قد قرر الاعتزال فعلاً ،لكنه تراجع فجأة عن ذلك،لكن ما هى الأسباب الكامنة وراء ذلك ؟-ايران :- لاشك أن لايران يد في الموضوع ،ومن غير المستبعد أن مغادرة البيض المفاجئة للبنان واتخاذ قرار الاعتزال تمت دون علم او موافقة طهران،ويبدو ان البيض أدرك خلال تواجده في أوربا أن أيدي وأذرع المخابرات الإيرانية وحزب الله كثيرة وأطول مما أعتقد، وأنها قادرة على الوصول اليه بمنتهى السهولة،ولعل وقوف حزب الله وراء تفجير حافلة السياح الإسرائيليين في بلغاريا العام الماضي،وكذا تفجير عناصر من الحرس الثوري مركز الجالية اليهودية في الأرجنتين عام 1994م يشير إلى هذه الحقيقة.- ويبدو أيضا أن ايران بما تتمتع به من نفوذ وعلاقات متميزة مع سلطنة عمان قد عرقلت خطط البيض للعودة الى السلطنة،فإيران لايمكن أن تتخلى عن ورقة في يدها و عميل صرفت عليه كثيرا ووفرت له مختلف أنواع الدعم الإعلامي والمالي والأمني،وكما هو معروف أن العمالة طريق من اتجاه واحد لامجال فيه للعودة مطلقاً.-وجد البيض نفسه أمام خيارين أحلاهما مر أما أن يمض قدما في قراره اعتزال العمل السياسي لتجنب فرض عقوبات دولية عليه وتعريض شقا عمره للضياع،لكنه في هذه الحالة يخاطر بحياته،أو أن يتراجع عن قرار الاعتزال وحماية نفسه من الانتقام الايراني مع تطمينات بمساعدته في الحفاظ على ممتلكاته والالتفاف على أي عقوبات قد تطاله،ومن الواضح أنه فضل الرضوخ للرغبة الايرانية والعودة الى الضاحية الجنوبية والارتماء في أحضان الولي الفقيه من جديد ولكنها عودة المغصوب على أمره والمكره على القيام بشيء لم يعد يرغب فيه .حالة يرثى لها:بمثل هذه العودة فأن البيض أشبه مايكون بالإنسان البائس المحطم ،فمنذ فقدانه السلطة قبل سنوات طويلة،ظل خوفه من فقدانه ثروته هاجسه المسيطر على وجدانه و تفكيره طوال الفترة الماضية ومصدر رعبه الدائم،ويبدو أن تلك الهواجس أصبحت اليوم أقرب ماتكون الى حقيقة ماثلة امام عينيه،و ربما لن يكون بمقدور البيض التعايش مع مثل هكذا وضع لفترة طويلة .-لاشك أن الحالة النفسية السيئة والمرحلة الصعبة التي يمر بها البيض في الوقت الراهن ستنعكس تدريجياً على سلوكه وتصريحاته ومواقفه في الفترة القادمة،التي في الغالب ستختلف الى حد ما عن مواقفه السابقة ،وفي اعتقادي أنه سيحرص على تجنب أثارة غضب المجتمع الدولي عموماً والرئيس هادي و جمال بن عمر خصوصاً قدر الامكان من أجل تفادي تدخلهم ومطالبتهم لجنة العقوبات الجاري تشكيلها لتسريع خطواتها لفرض عقوبات عليه ،كما سيحاول إضفاء شيء من المرونة على مواقفه وضمن الحد المسموح به من ايران ،وستكون لهجته أكثر انكسار وتودد نحو ايران وبعض الدول ويمكننا تلمس المؤشرات الأولية لهذه السياسية في حواره الأخير مع صحيفة الربيع العربي وفي البيان الصادر عنه وكما يلي :-عندما تطرق البيض في حواره الصحفي الى رفض مشروع ناصر والعطاس (فيدرالية الخمس السنوات ثم تقرير المصير) لفت الى معرفته وتجربته السابقة مع حكام صنعاء وتراجعهم عن وعودهم ،وربما يكون في ذلك تلميح منه لإمكانية القبول بهذا الحل شريطة توفر ضمانات إقليمية ودولية لتنفيذه وعدم التراجع عنه كما حصل في السابق ،ويشير الى ذلك حرص البيض على إبداء احترامه لرؤية ناصر والعطاس التي أعلنوا عنها في مؤتمر القاهرة ،كما لوحظ تجنبه انتقاد العطاس رغم تأكد أخبار لقاءه بالرئيس هادي في الكويت وما تلاها من إخبار عن رغبته في العودة الى اليمن.-رغم استياءه مما اسماه ظلم وإجحاف القرار الدولي بسبب دعوة القرار الحراك الى عدم اللجوء الى العنف واعتباره سوء تقدير للوضع القائم في الجنوب,لكنه حرص على تجنب تحميل بن عمر مسئولية ذلك بل وتبرئته ساحته من ذلك بإرجاع السبب الى اعتماد المجلس على تقارير حكومة صنعاء وممثلوها .-كان لافتاً إسهاب البيض في مدح ايران وتميزها وتطورها في المجالات المختلفة والدور الذي تلعبه في المنطقة ،وبدا تودده لسلطنة عمان واضحا سواء من خلال تأكيده عدم نسيان الجميل عندما احتضنوه في وقت الشدة ،او إبداء تفهمه لموقف السلطنة الحالي بقوله "ان عُمان مشهود لها الحياد وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى "ومن الغريب هنا مدحه لسلوك يعتبر خذلان له في الواقع ،وكان المفترض تجاهله الامر والاكتفاء بالحديث عن جميلهم عليه،كما ظهر البيض بائساً في استجداءه للسيسي وتهجمه على من اسماهم الاخوان المتأسلمين ،ولسان حاله يقول ربما ينجح ذلك وبمساعدة من هيكل في إقناع السيسي بدعمه في حال فاز في الانتخابات وهذا أشبه بمن يبيع السمك في الماء.حسابات خاطئة :-يبدو ان البيض يراهن على ورقة الارهاب كأحد اهم الاوراق التي يركز عليها في مخاطبة مجلس الامن الدولي ومحاولة اقناع اعضاءه بموقفه ،وربما يعتقد أن القلق الدولي من تعاظم خطر ونشاط القاعدة وتزايد هجماته داخل المدن الرئيسية في الفترة الاخيرة ربما يساعده في تحقيق مراده ،ومن الواضح ان البيض ما يزال يخطئ في حساباته كما هى عادته دائما،لان أي محاولات يبذلها لمحاولة تشكيك المجتمع الدولي في موقف النظام من محاربة الارهاب مصيرها الفشل الذريع ،كونه لايفرق بين الموقف الدولي الداعم بقوة للنظام الحالي وما يتمتع به الرئيس هادي من مصداقية في محاربة الارهاب ،وبين الموقف الدولي من النظام في عهد الرئيس السابق وشكوكه في جدية صالح ومصداقيته في مكافحة الارهاب .التعلق بقشة والانفصام عن الواقع :-ترك البيض كل بنود القرار 2140 التي لاتصب في صالح الحراك، وركز على إشارة عابرة في أحدى الفقرات،التي اعرب فيها مجلس الامن عن قلقه مما يبلغ عنه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وعنف ضد المدنيين خصوصا في الضالع ،وأعتبر ذلك إثبات بأن الحراك عرضة للعنف لا ممارس له وا ان شعب الجنوب ضحية من ضحايا العنف ويتعرض للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ،وهو تفسير يتناقض أولا مع دعوة القرار الصريحة الحراك الى نبذ العنف .-كما أنه يتجاهل حقيقة صعوبة إثبات الانتهاكات وإدانة مرتكبيها والحاجة الى سنوات طويلة قبل التوصل الى نتيجة واضحة بشأن ذلك، وفي مثل هذه الحالات تتم في الغالب إدانة طرفي الصراع بالانتهاكات ،وهنا تبدو إدانة الحراك شبه مؤكدة مع الاعتداءات الوحشية التي تعرض لها عدد من أبناء المحافظات الشمالية في الضالع ويافع ،والتي وصلت الى حد الإعدام والتمثيل بالجثث في بعض الحالات.-أما بالنسبة لمطالبة البيض مجلس الامن بتبني مبادرة جديدة لحل قضية الجنوب ،انما يؤكد بذلك مدى انفصامه عن الواقع وعدم استيعابه للموقف الدولي من الوضع في اليمن ،كما أن وقف بث عدن لايف يكشف عن بدء تحرك المجتمع الدولي والرئيس هادي لتهيئة الاجواء الداخلية لانجاح عملية اجراء الاستفتاء على الدستور والانتخابات المقبلة ،وعلى الارجح لن يتوقف الإيقاف والإجراءات العقابية عند قناة البيض وسيطال كل وسيلة اعلامية تنتهج سياسة قد ينظر اليها أنها تمثل عائقا أمام إجراء وانجاح الاستحقاقات القادمة او تهدد بإفشالها . -وأخيرا لا اعتقد ان البيض سيتمكن من التعايش طويلاً مع وضعه الجديد وربما سيلجأ الى الافراط في تناول المشروبات الروحية والغياب عن الواقع ومآسيه طيلة الوقت،وكم يحزنني أن يصل الأمر برجل كان له الدور الأهم في تحقيق الوحدة الى مثل هذه النهاية المحزنة. | |
|