www.just.ahlamontada.com
الزوار الكرام
نفيدكم بأن لدينا الكثير من المتميز
أنتسابكم دعم للمنتدى



السياسة الشرعية و نظم سباسبة إسلامية _2__84270772bz0

الادارة


www.just.ahlamontada.com
الزوار الكرام
نفيدكم بأن لدينا الكثير من المتميز
أنتسابكم دعم للمنتدى



السياسة الشرعية و نظم سباسبة إسلامية _2__84270772bz0

الادارة


www.just.ahlamontada.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.just.ahlamontada.com

شعر : خواطر : قصة : نقاشات جادة : حقوق مرأة : أكواد جافا نادرة : برامج صيانة :برامج مشروحة مع السريال : بروكسيات حقيقة لكسر الحجب بجدارة . والمزيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

الى زوار منتدى البرنامج المشروحة / الكرام . نفيدكم بأن برامجنا المطروحة كاملة ومشروحة ومع السريال وتعمل بأستمرار دون توقف أن شاءالله . ولكن روابطها مخفية تظهر بعد التسجيل . و تسجيلكم دعم للمنتدى


 

 السياسة الشرعية و نظم سباسبة إسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 13163
تاريخ التسجيل : 12/10/2007

السياسة الشرعية و نظم سباسبة إسلامية Empty
مُساهمةموضوع: السياسة الشرعية و نظم سباسبة إسلامية   السياسة الشرعية و نظم سباسبة إسلامية Icon_minitimeالأحد يوليو 07, 2013 11:15 pm







مقدمة
تعتبر السياسة الشرعية باب من أبواب العلم والفقه في الدين, وفي قيادة الأمة وتحقيق  مصالحها الدينية والدنيوية ,وقد انتشرت العديد من  مباحثه في بطون كتب التفسير والفقه, والتاريخ وشروح الحديث و...
 وقد اعتبر ابن القيم أن عدم الفهم لهذا الباب من العلم يؤدي إلى نتائج مرذولة غير مقبولة فقال :"وهذا موضع مزلة أقدام ,ومضلة أفهام ,وهو مقام ضنك, ومعترك صعب ,فرطت فيه طائفة ,فعطلوا الحدود ,وضيعوا الحقوق وجرءوا أهل الفجور على الفساد , وجعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد محتاجة إلى غيرها ,وسدوا على نفوسهم طرقا صحيحة من طرق معرفة الحق و التنفيذ له وعطلوها.
وأفرطت فيه طائفة أخرى قابلت هذه الطائفة , فسوغت من ذلك ما ينافي حكم الله ورسوله ,وكلتا الطائفتين أتيت من تقصيرها في معرفة ما بعث الله به رسوله وأنزل كتابه ."
      ونظرا لأهمية هذا الباب وموقعه من الدين وحاجة الناس إليه , فقد ارتأى مسلك الشريعة والقانون أن  يخصص له حيزا مهما بين الدراسات الشرعية و القانونية حتى يكون طلبة العلم بالكلية على إلمام بالسياسة الشرعية و النظم  السياسة الإسلامية.

مفهوم السياسة الشرعية
تعريف السياسة في اللغة
يقال :سست الرعية سياسة أمرتها ونهيتها , والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه   .
والسوس : الرياسة , وإذا رأسوه قيل سوسوه وأساسوه  وسوس أمر بني فلان,أي : كلف سياستهم ,وسوس بكسر- الواو- الرجل على ما لم يسم فاعله :إذا ملك أمرهم ,وساس الأمر سياسة :قام به والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه .
     والسياسة فعل السائس يقال ":هو يسوس الدواب إذا قام عليها وراضها ,والوالي يسوس رعيته."
السياسة في النص الشرعي :لم يرد لفظ السياسة و لا شيء من مادته في كتاب الله تعالى , وإن جاء الحديث فيه عن الصلاح والإصلاح والأمر والنهي والحكم وغير ذلك من المعاني التي اشتمل عليها لفظ- السياسة - .
    وأما السنة فقد جاء قوله (ص) :كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ,كلما هلك نبي خلفه نبي – وقوله (ص)-تسوسهم الأنبياء –أي تتولى أمورهم كما يفعل  الأمراء والولاة بالرعية .
    ويتبين مما سبق أن السياسة في الشريعة استخدمت بمعناها اللغوي وتعني :القيام على شأن الرعية من طرف ولاتهم بما يصلحها من الأمر والنهي و الإرشاد والتهذيب , وما يحتاج إليه ذلك من وضع تنظيمات أو ترتيبات إدارية تؤدي إلى تحقيق مصالح الرعية بجلب المنافع أو الأمور الملائمة , ودفع المضار أو الأمور المنافية ...
وعلى ذلك فإن سياسة الرعية تتطلب القدرة على القيادة الحكيمة التي تتمكن من تحقيق الصلاح.    
يقول ابن حجر العسقلاني :-والذي يظهر من سيرة عمر في أمرائه الذين كان يؤمرهم في البلاد أنه كان لا يراعي الأفضل في الدين فقط ,بل يضم إليه مزيد المعرفة بالسياسة مع اجتناب ما يخالف الشرع منها –
    ومن أمثلة السياسة في عصر الخلفاء الراشدين ما قام به أبو بكر من استخلافه لعمر—ض- , وما قام به عمر من جعل أمر الخلافة شورى في ستة من أفاضل أصحاب النبي –ص- رعاية لمصلحة الأمة و تجنيبها مضرة الاختلاف.
    السياسة الشرعية : تنقسم  السياسة بحسب مصدرها إلى قسمين: سياسة دينية ,وسياسة عقلية وقد بين ذلك ابن خلدون عندما تحدث عن وجوب وجود قوانين سياسية مفروضة في الدولة يسلم  بها الكافة , فقال :" فإذا كانت هذه القوانين مفروضة من العقلاء وأكابر الدولة وبصائرها كانت سياسة عقلية , وإن
كانت مفروضة من الله بشارع يقررها كانت سياسة دينية "
    والسياسة الشرعية ما كانت مراعية للشرع في الجانبين تلتزم به وتتقيد به ولا تخرج عنه .
    وانطلاقا من أن السياسة هي الإصلاح ولا إصلاح إلا بالشرع ,فإن في إطلاق لفظ السياسة مجرد عن الشرع كفاية إلا أنه مع ضعف العلم وعدم الفقه الجيد لسياسة الرسول (ص) عند الولاة وعند من تقلد لهم القضاء ,صارت السياسة تخالف الشرع , فاحتيج إلى تقييد السياسة بالشرعية لإخراج السياسة الظالمة,لهذا فإن السياسة الشرعية يطلق عليها أحيانا اسم  السياسة العادلة. يقول ابن القيم :-ومن له ذوق في الشريعة واطلاع على كمالاتها وتضمنها لغاية مصالح العباد في المعاش والمعاد ومجيئها بغاية العدل الذي يسع الخلائق ,وأنه لا عدل فوق عدلها , ولا مصلحة فوق ما تضمنته من المصالح , تبين له أن السياسة العادلة جزء من أجزائها وفرع من فروعها ,و أن من له معرفة بمقاصدها ووضعها وحسن فهمه فيها,لم يحتج معها إلى سياسة غيرها البتة .-
السياسة الشرعية والنظم السياسية الإسلامية : إن موضوعات السياسة الشرعية كثيرة ,وتعتبر التشريعات السياسية التي تسير بمقتضاها الدولة أو (الأحكام السلطانية)بالتعبير القديم , أو( النظام السياسي )  بالتعبير المعاصر أحد موضوعاتها ,فإن البحث في النظام السياسي الإسلامي وتطبيقه في الواقع والاجتهاد في تكوين مؤسساته ,ووضع النظم واللوائح المنظمة لذلك هو مما يدخل في السياسة الشرعية . ولمكانة هذا الموضوع من السياسة الشرعية ,فإن بعض أهل العلم المعاصرين  قد عرف السياسة الشرعية به فقال :" فالسياسة الشرعية هي تدبير الشؤون العامة للدولة الإسلامية بما يكفل تحقيق المصالح ودفع المضار مما لا يتعدى حدود الشريعة وأصولها الكلية . والمراد بالشؤون العامة للدولة كل ما تطلبه حياتها من نظم سواء أكانت دستورية أو مالية أو تشريعية أو قضائية ,أو تنفيذية  , وسواء أكانت من شؤونها الداخلية أم علاقاتها الخارجية. فتدبير هذه الشؤون , ووضع قواعدها بما يتفق وأصول الشرع هو السياسة الشرعية , وعلم السياسة الشرعية على ذلك هو علم يبحث فيه عما تدبر به شؤون الدولة الإسلامية من القوانين والنظم التي تتفق وأصول الإسلام . ويدخل في ذلك الرد على الشبهات التي تثار حول السياسة الشرعية . وعليه فإن التعرض للنظم المناقضة للنظم الإسلامية وبيان فسادها وبطلانها يدخل في علم السياسة الشرعية .
    إلا أننا نكتفي من خلال هذه المحاضرات بإيتاء نماذج من النظم في السياسة الشرعية, سواء أكانت هذه النظم تشريعية أم قضائية أم تنفيذية تاركين الحديث عن بعض الجوانب المتعلقة بعلم السياسة الشرعية على مستوى المحاضرات الشفوية التي تلقى على طلبتنا الأعزاء .
    وهكذا فإن مخطط التدريس هذه السنة يتضمن المحاور الآتية:
تمهيد : وفيه نتحدث عن المبادئ الأساسية لقيام نظام الحكم في الإسلام, والتي تتمثل في العدل والمساواة والشورى . ونظرا لأهمية الشورى في الحياة السياسية واتخاذ القرارات بشأنها فإننا سنخصص لها حديثا مفصلا .
الفصل الأول: خاص بنظام الخلافة .
الفصل الثاني: خاص بنظام القضاء.
الفصل الثالث: خاص بنظام الحسبة.
الفصل الرابع :خاص بنظام المظالم.
على أن نعمل جاهدين في المستقبل على إضافة بعض النظم الأخرى التي لا تقل أهمية عن النظم المشار إليها:كالنظام المالي والاقتصادي والنظام العسكري وغيرهما .
    وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد في  القول والعمل وحسن اختيار المحاور المتعلقة بهذه المجزوءة . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تمهيد:
لقد استطاع النبي (ص)أن يكون أمة واحدة في دولة موحدة,وأصبحت الأسس التي وضعها لهذه الدولة ,من القواعد الدستورية لنظام الحكم بعده ,حيث قام خلفاؤه (ص) بوضع نظم سياسية متممة ومكملة لنظم الرسول )ص) في حكم الأمة الإسلامية ,وبتراكم الخبرة الميدانية المستندة إلى مبادئ  الشريعة الإسلامية نشطت النظرية السياسية الإسلامية , وقد انطبع المنهج الإسلامي للحياة بالمرونة التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية ,فلا الإسلام فرض نظاما جامدا لتدبير شؤون المجتمع ,ولا هو أقام هيكلا ثابتا لا يتغير للدولة ,ولا هو وضع حدودا ضيقة لا يجوز تجاوزها عند إنشاء الأنظمة و إقامة الدول و تأسيس الحكومات , وإنما وضع الإسلام ما يمكن أن نصطلح عليه ب( الإطار العام) للمجتمع ,أو ب(النظام العام) للدولة اللذين يقومان على المبادئ الثابتة للشريعة الإسلامية المستمدة أساسا من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الصحيحة .
    وهذه المبادئ هي :العدل في الحكم حتى تستقيم أموره ,و في ذلك يقول تعالى:"وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "   وفي آية أخرى :" إن الله يأمر بالعدل و الإحسان "   ,وكذلك المساواة بين الأفراد ,وهذا المبدأ يعتبر من سبل تحقيق العدل كما إنه في نفس الوقت من نتائج الأخذ به كأصل من أصول الحكم. فهما مترابطان ارتباطا لا انفصال له , وكل مبدأ يعتبر سببا ونتيجة لآخر , وكذلك مبدأ الشورى حتى لا ينفرد الحاكم بالرأي و يستقل بالتصرف في أمور الدولة , فالشورى تمنع الاستبداد وتحترم حرية الرأي, و تؤدي إلى اشتراك المحكومين مع الحكام في مناقشة أمور الدولة وتبادل وجهات النظر للوصول إلى تحقيق الصالح العام الذي يعتبر هدف المجتمع.  
    وقبل أن نتحدث عن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم في الإسلام , لا بأس من الاستشهاد بمجموعة من أقوال علماء الاستشراق حول هذا النظام ومنهم جماعة منصفة من العلماء الألمان:
يقول د.( فتزجرالد):" ليس السلام(دينا) فحسب ولكنه نظام سياسي أيضا وعلى الرغم من أنه قد ظهر في أواخر القرن العشرين الميلادي بعض أفراد من المسلمين ,ممن يصفون أنفسهم بأنهم (عصريون) يحاولون أن يفصلوا بين الناحيتين ,فإن صرح التفكير الإسلامي كله قد بني على أساس أن الجانبين متلازمان لا يمكن أن يفصل أحدهما عن الآخر ,وقد تراجع أكثرهم عن آرائه فيما بعد .
    ويقول ذ ( نيللينو):"لقد أسس محمد -(ص) -في وقت واحد دينا ودولة وكانت حدودهما متطابقة طوال حياته .
    ويقول د.(شاخت) :"إن الإسلام يعني أكثر من دين :إنه يمثل أيضا نظريات قانونية و سياسية . وجملة القول إنه نظام كامل من الثقافة يشمل الدين والدولة معا.
    ويقول ّذ( ستروثمان) :"الإسلام ظاهرة دينية ,إذ أن مؤسسه كان نبيا وكان سياسيا حكيما و رجل دولة.
ويقول ذ (إلياس جب) :" عندئذ صار واضحا أن الإسلام لم يكن مجرد عقائد دينية فردية , وإنما استوجب إقامة مجتمع مستقل , له أسلوبه المعين  في الحكم وله  قوانينه و أنظمته الخاصة به.
    فهذه شهادات من طائفة من كبار علماء الغرب تؤكد جميعها على أن الإسلام دين ودولة , ولا يمكن أن تكون دولة بلا نظرية سياسية تطبق في واقع الحال , لها قواعدها الدستورية , ولها أيضا تربيتها السياسية التي ينشأ عنها المجتمع .
أولا:  مبدأ العدل: يعتبر العدل من المبادئ التي حث عليها الإسلام وجعلها أساسا للحكم بين الناس .يقول تعالى :"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس  " .
    والله سبحانه وتعالى هو الحكم العدل المقسط , فهو سبحانه لا يحكم إلا بالحق, ولا يقول إلا الحق و لا يقضي إلا بالحق.
    وقد نفى سبحانه الظلم عن نفسه ,وحرمه على عباده ,فقال :"وما ربك بظلام للعبيد."  وقال في الحديث القدسي:"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا."
    والإمام العادل هو الذي يتبع أمر الله وحكمه فيضع كل شيء في موضعه من غير إفراط و لا تفريط ,وكل ميل عن الشرع فهو ميل عن العدل وإقرار للظلم الذي هو ظلمات يوم القيامة.
ودستور المسلمين يحث على العدل والإحسان و ينهى عن المنكر والبغي يقول تعالى:"إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون."  ويأمر الحكام بأداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل ,ويحث الرعية على طاعة أولي الأمر.يقول تعالى:"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل."ويقول أيضا :"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون....."

مفهوم العدل :
العدل لغة:ضد الجور ,وما قام في النفوس أنه مستقيم كالعدالة والعدولة ,وعادله وزنه في المحل ركب معه , والعدل المثل والنظير كالعدل والعديل وبالكسر نصف الحمل, وعديلك معادلك ,والاعتدال التوسط بين حالين في كم وكيف,وكل ما تناسب فقد اعتدل .
    وعدل عن الطريق :جار وانعدل عنه وعادلت بين الشيئين ,وعدلت فلان بفلان إذا سويت بينهما , وتعديل الشيء تقويمه يقال :عدلته فاعتدل  أي: قومته فاستقام وتعديل الشهود تقول إنهم عدول. 


تطبيقات العدل في الإسلام :
    طبق المسلمون العدل في أعلى صوره بدءا برسول الله (ص) الذي حكى عنه القرآن "  وإنما أنا بشر مثلكم "  فقد وضع نفسه في مصاف مرتبة البشر,ولم يحمله شرفه العظيم للامتياز عن الناس تبريرا  لأخذ حقوقهم من غير وجه حق  بل كان نموذجا رائعا في إقامة العدل حتى على نفسه الكريمة رغم كونه نبي الله ورسوله . فقد روى أن أسيد بن خضير كان رجلا صالحا ضاحكا مليحا , فبينما هو عند رسول الله يحدث القوم  ويضحكهم ,طعنه رسول الله (ص) في خاصرته" فقال: أوجعتي يا رسول الله , قال (ص) :اقتص. قال: يا رسول الله إن عليك قميصا ولم يكن علي قميص ,قال: فرفع رسول الله قميصه ,فاحتضنه ثم جعل يقبل كشحه فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا"  وهذا من أروع الأمثلة على العدل الذي سيظل يعجز عن تحقيقه أعظم الزعماء إنصافا مع رعاياهم .        
ومثال آخر في تطبيق العدل في الإسلام ,عمر بن الخطاب (ض) أمير المؤمنين الذي لم تزد قيمة شهادته على شهادة غيره من الناس لمجرد كونه أميرا . فقد روي عنه أنه كان يمر ليلا-على عادته –ليتفقد أحوال رعيته , فرأى رجلا و امرأة على فاحشة ,  وجمع الناس وخطب فيهم : " ما قولكم أيها الناس في رجل  وامرأة رآهما أمير المؤمنين على فاحشة ,فرد عليه علي بن أبي طالب : يأتي أمير المؤمنين بأربعة شهداء , أو يجلد حد القذف شأنه شأن سائر المسلمين , ثم تلا قوله تعالى :" والذين يرمون المحصنات..... الآية" ولم يملك أمير المؤمنين إلا أن يمسك عن ذكر أسماء الجناة, حيث أدرك أنه لا يستطيع أن يأتي بباقي نصاب الشهادة وأنه لا فرق في هذا بينه وبين غيره من المسلمين  .
    وفي أول خطبة لعمر بن عبد العزيز بعد توليه الخلافة حمد الله وأثنى عليه ثم قال :أما بعد ,فإنه ليس بعد نبيكم نبي ولا بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاب ألا إن ما أحل الله حلال إلى يوم القيامة وما حلم الله حرام إلى يوم القيامة ألا إني لست بقاض ولكني منفذ , ألا إني لست بمبتدع ولكني متبع ,ألا إنه ليس لأحد أن يطاع في معصية الله ,ألا إني لست بخيركم ولكني رجل منكم , غير أن الله جعلني أثقلكم حملا , ثم ذكر حاجته.

    ففي هذه الخطبة التي تعتبر نموذجا لالتزام العدل ودستورا للحكم بين عمر الأسس التي سيقوم عليه حكمه وهي:
1-اتباع شرع الله وتنفيذه على الكافة.
2-اتباع سنن الهدى ونبذ الابتداع .
3-لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ,إنما الطاعة في معروف .
4-لا يتميز الوالي عن رعيته بشيء فهو منهم وليس بخيرهم ,وقد يكون بينهم من هو خير منه.
5-إيمان الإمام بما عليه من أعباء جسام وهو مسؤول عنها أمام ربه وأمام رعيته وكل ذلك سبيل لتحقيق العدل و الرفق بالرعية .
    وإعمالا لهذا المنهاج كان عمر يقول للناس :الحقوا ببلادكم فإني أذكركم في بلادكم و أنساكم عندي ,ألا وإني قد استعملت عليكم رجالا لا أقول هم خياركم , ولكنهم خير ممن هو شر منهم ,فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له علي .
    لقد كان عمر بن عبد العزيز يرى استصلاح ما فسد  من حال الرعية بالعدل , وبما دلت عليه الشريعة ,وليس باللجوء إلى ألوان القهر  والإذلال والقوانين الاستثنائية .
    ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء عن يحيى الغساني قال: لما ولاني عمر ابن  العزيز الموصل ,قدمتها فوجدتها من أكثر البلاد سرقة ونهبا , فكتبت إليه أعلمه حال البلد وأسأله آخذ الناس بالظنة وأضربهم على التهمة , أو آخذهم بالبينة و ما جرت عليه السنة ؟ فكتب إلي عمر أن آخذ الناس بالبينة وما جرت عليه السنة , فإن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم الله .قال يحيى :ففعلت ذلك فما خرجت من الموصل حتى كانت من أصلح البلاد و أقلها سرقة ونهبا.
فالعدالة التي نعنيها هنا ليست العدالة القانونية  ,وإنما هي العدالة الشاملة التي تعم الحاكم والمحكوم على حد سواء وتشمل العدالة الاجتماعية و الاقتصادية وكفالة حقوق الأفراد وحرياتهم 

    هذه هي عدالة الإسلام يقول تعالى :"الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله غاية الأمور" 

ثانيا : المساواة.
    إن الإسلام عندما جاء  بمبدأ المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات لم يكلف العبد بأكثر مما  كلف به السيد , ولم يجعل للسيد من الحقوق ما ليس للعبد ,بل الجميع أمام المولى عز وجل وأمام شريعته سواء , فلم يفرض الجهاد مثلا على الضعفاء والفقراء وحدهم , ولم ترفع التكاليف عن الأغنياء , و لم يستثن الشرفاء من إقامة الحدود , ولم يجعل غفران الذنوب وقفا على الأغنياء والموسرين , بل الكل متساوون في الحلال والحرام وفي الفروض والواجبات.
    وقد طبق المصطفى (ص) مبدأ المساواة على نفسه , فلم يكن يحب أن يتميز على أصحابه بل كان يرى نفسه بهم , وكان يقول لأصحابه إذا قاموا له : لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا  .
وأمر الرسول (ص) بالمساواة بين الخدم و المخدومين فقال: "هم إخوانكم وخولكم , جعلهم الله تحت أيديكم  فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل  ويلبسه مما يلبس,ولا تكلفوهم ما يغلبهم , فإن كلفتموهم فأعينهم" .
من هنا تتجلى الحكمة العظيمة في تقرير مبدأ المساواة في الشريعة الإسلامية , فالجميع أمام الشريعة سواء , يسري على الغني منها ما يسري على الفقير,وتطبق أحكامها على الكبير كما تطبق على الصغير بدون أي تمييز لمركز اجتماعي , أو اعتبار وظيفي , فقد ألغى الإسلام الفردية والطائفية و أزال ما بين الطبقات من الفروق في الحقوق والواجبات لأن الناس خلقوا متساوين في حكم المولى تبارك وتعالى فلا فضل لأحد على آخر إلا بالتقوى والعمل الصالح يقول تعالى :"إن أكرمكم عند الله أتقاكم " 

وفيما يتعلق بحقوق المرأة فإن الإسلام كان له في شأنها فضل السبق برغم ما يزعمه البعض من الناس في وقتنا الحاضر من أن أوربا هي السابقة في هذا المجال .
جاء ليقوم اعوجاج أعداء المرأة من أهل الجاهلية و أهل الأديان على السواء , وكان من أهم ما أعلنه في هذا الصدد أن الخطيئة قد وقعت من آدم وحواء .ولقد غفر لآدم وحواء هذه الخطيئة .
وقد بين (ص) أن النساء شقائق الرجال في الأحكام فكل حق يملكه الرجل تملكه المرأة أيضا ويجب عليها مثل الذي يجب عليه عند التساوي في المهمات ,فهي تشاركه في الفرائض والمحرمات وهما سواء في الثواب والعقاب إذا تساوت أعمالهما .
 وكان هذا هو نقطة البداية في تحرير المرأة , فهي تماثل الرجل في حق الحياة , وفي حق الكرامة وفي حق الحرية وهي شريكة له في الواجبات أيضا.
إن الإسلام هو النظام الوحيد الذي سما بالإنسان وكرمه وأزال الفوارق في الحقوق , وفي المعاملات بين الأفراد ,وإن ما تدعيه الأمم الديمقراطية اليوم من أن العالم مدين لها بمبدأ المساواة يناقضها واقعها , وسياستها , وقوانينها .  فحقوق الإنسان التي تتصارع الأمم على تنازع شرف وضعها , قد أعلنها الرسول (ص) منذ بدء الدعوة الإسلامية مع تطبيقها ,وسار على منواله الخلفاء الراشدون من بعده , وكثير من فضلاء الأمة الإسلامية الذين كانوا مفخرة التاريخ الإسلامي.

ثالثا:مبدأ الشورى:
إن المتتبع للتسلسل التاريخي لتطبيق الشورى يلحظ  أنها سبقت قيام الدولة الإسلامية فهي تشمل نظام إدارة الحياة , والقرآن الكريم شاهد على ذلك وقصة الملكة بلقيس أكبر دليل على ذلك . يقول تعالى :" يا أيها الملأ افتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون "   وهذه المرأة بهذا المنطق الحكيم والسلوك القويم ضربت مثلا رائعا على أهمية الشورى في إدارة البلاد والعباد, بل كانت في هذا أعقل وأحكم من كثير من الرجال الذين لم يفكروا إلا بالقوة , ولم يكونوا كمثلها في رجاحة العقل وحسن التصرف  , وحين بعث الله محمد (ص) بدين الحق والرحمة كانت  الركيزة الأساسية لقيام الدولة الإسلامية هي التوحيد عقيدة ومنهاجا , والشورى إدارة وحكما.
فتطبيق الشورى يؤدي إلى تحقيق العدالة الإلهية التي قام عليها الخلق كله فمان لآبد أن يهتم الرسول بتعميق وتطبيق هذا المبدأ العام في إدارته لتلك الدولة الفتية . يقول تعالى :"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة "  و عن أبي هريرة (ض) قال: ما رأيت أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله فقد استشارهم  في القتال في معركة بدر بقوله (أشيروا علي أيها الناس ...) وكررها أكثر من مرة ,و استشارهم في غزوة أحد و الخندق ... بل إنه استشار بعض المسلمين في بعض شؤونه , واستشار النساء في بعض أموره .... وهكذا كانت الخلافة الراشدة من بعده فقد تجلى مبدأ الشورى في سقيفة بني ساعدة  و حين استقر الأمر على تولي رئاسة الدولة لأبي بكر بايعه المسلمون دون إكراه .
فإذا كانت الصلاة عماد الدين فإن الشورى عماد الحكم ,عن طريقها يتحقق العدل الذي هو أساس الملك. 
    فالشورى عبارة عن منهاج مرتبط بالشريعة والعقيدة , كما هو قاعدة عميقة الجذور و واسعة النطاق في نفوس الأفراد , وفي كيان المجتمع المسلم . وقد تركت الشريعة الغراء أمر تفصيل تطبيقات الشورى وتحديد آلياتها , وكذا تنظيمها بين المسلمين بدرجة م المرونة تتفق مع ظروف كل مجتمع , وبذلك تكون الشورى نظاما متطورا يتماشى ومصالح ا لمة  ومتطلبات  العصر.
    والشورى في الإسلام ليست خاصة بنظام الحكم ولكنها تطرق كل الميادين : الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية  والعلاقات الفردية ...
وهي في النظام السياسي الإسلامي من لوازم الإيمان بالله . يقول تعالى :"والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون"

    والنظام السياسي في الإسلام نظام شوري يرفض جميع أشكال الحكم الاستبدادي , وكل الأنظمة السياسية الفوضوية . يقول تعالى:"فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم و شاورهم في الأمر .."
    تعريف الشورى وأدلة مشروعيتها.             
                       
الشورى لغة مشتقة من كلمة (شور) وتعني الشيء المقيد في موضعه , فيقال :شرت العسل واشترته أي جنيته من موضعه .
كما تعني ( الشارة و المشورة ) :الحسن االهيئة و اللباس  يقال :إنه لحسن الصورة والشورة********







just_f 




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://just.ahlamontada.com
 
السياسة الشرعية و نظم سباسبة إسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» Islamic Programs برامج إسلامية مباركة
» فاجعة إسلامية جديدة.. 120 شخصية عربية تمتلك قنوات جنسية
» قائد المنطقة الوسطى: أحبطنا مخطط القاعدة لإنشاء دولة إسلامية
» عبدالله حداد . لعب السياسة
»  عبد الوهاب الكيالى موسوعة السياسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.just.ahlamontada.com :: just_f _ المنتديـــــــــات :: just_f : المنتدى العام .-
انتقل الى: