السبب الحقيقي الذي جعل النصارى يحتفلون بعيد الحب
بذكرى القسيس فالنتين (عيد الحب) , والذي ارى فيه رمزية للفضيلة , والدعوة لأن يكون الزواج بكل فضائله وخيره هو ثمرة الجميلة للحب وليس مقبرة له خلافاً لما يقوله بعض المفكرين المعادين لمؤسسة الزواج , وتعود تفاصيل الذكرى ( أيضاً العهدة على من روى ) إلى إن الإمبراطور الروماني " كلوديوس " منع الزواج , فكان القس " فالنتاين " يخالف أمر الإمبراطور ويزوج الناس في الكنيسة سراً فاعتقله الإمبراطور فقتله في 14 من فبراير 269 م
في أدبياتنا العربية وتراثنا الماضي قصة مشابهة وإن لم يحصل به إراقة دماء وقتل وطغت عليها ( الوردية ) كثيراً , لكنها تعبّر عن الهدف ذاته في جمع عاشقين تحت مظلة ( الزواج ) بواسطة الوالي هذه المرة وليس القسيس , فمما أتذكره من وقائع التاريخ أن أمير المؤمنين الواثق إذا شرب رقد في موضعه الذي شرب فيه ومن كان معه من ندمائه وشرب رقد ولم يخرج فشرب يوما وخرج من كان عنده إلا شاباً واحدا أظهر التراقد فترك وكانت جارية من حظايا الخليفة نائمة فلما خلا المجلس كتب الشاب رقعة ورمى بها إليها فإذا فيها :
إني رأيتك في المنام ضجيعتي *** مسترشفا من ريق فيك البارد
وكأن كفك في يدي وكأننا *** بتنا جميعا في لحاف واحد
ثم انتبهت ومنكباك كلاهما *** في راحتي وتحد خدك ساعدي
فقطعت يومي كله متراقدا *** لأرك في نومي ولست براقد
فكتبت إليه على ظهرها تقول :
خيرا رأيت وكل ما أملته *** ستناله مني برغم الحاسد
وتبيت بين خلاخلي ودمالجي *** وتحل بين مراشفي ونواهدي
ونكون أنعم عاشقين تعاطيا *** ملح الحديث بلا مخافة راصد
فلما مدت يدها لترمي إليه بالرقعة رفع الواثق رأسه فأخذها من يدها وقال ما هذا ؟ فحلفا له أنه لم يجر بينهما قبل ذلك كلام ولا كتاب ولا رسول إلا أن العشق قد خامرهما قال فاعتقها من وقتها وزوجها به وقلت خذها ولا تقربنا بعد اليوم ..
لذلك أقول إن حصل وأراد بني قومي أن ( يعرّبوا ) هذا العيد , فأقترح أن يكون 24 من ذي الحجة يوم وفاة الخليفة الواثق هو اليوم المناسب لهذا الاحتفال ,,, ولكن أخشى أن يفعلوا كما فعل أحدهم عندما أرسل لعشيقته رقعة كتب في أولها : عصمنا الله وإياكِ بالتقوى , فكتبت إليه في الجواب : يا غليظ الطبع , إن استجاب الله دعاءك لم نلتق أبداً .