Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: ساكنات الأربطة الخيرية بين الوحدة وذكريات الفرح الجمعة أغسطس 09, 2013 7:33 pm | |
|
ساكنات الأربطة بين الوحدة وذكريات الفرح زين عنبر، عادل عبدالرحمن «جدة»، أحمد اللقماني «مكة المكرمة»
شارك من خلال
تويتر
فيسبوك
جوجل بلس
بأي حال عدت يا عيد، ذلك هو حال ساكنات الأربطة الخيرية القاطنات في دور الإيواء، يستعدن معاناة قصص شخصية أجبرتهن من خلالها الظروف على البقاء بين جدران زوايا وأماكن غريبة عنهن، إذ في كل مرة نزورهن في الأربطة الخيرية نجدهن يعانين الوحدة لأسباب اجتماعية يذرفن الدموع ويطلقن الآهات فرحا بمن يزرهن من المتطوعين. «عكاظ» رصدت مشاعر ساكنات الأربطة أو حتى ممن انقطع بهن الحال بلا معيل أو أسرة. بداية، قالت أم محمد بتمتمات مكتومة بالحزن: لم يقدر لي الزواج وعشت وحيدة بعد أن توفى الله والديّ، وكنا نعيش في منزل بالإيجار، وكوني لم أقدر على دفع الإيجار قررت بمساعدة أهل الخير السكن في الرباط حتى لا أزعج الآخرين من حولي، فجميعهم لديهم أسر وأبناء ولا أستطيع فرض نفسي عليهم. وأردفت قائلة إن ما يخفف من ألم الوحدة هو دمجنا في برامج اجتماعية داخلية وخارجية ودعمنا وتعويضنا عن الجو الأسري الذي افتقدناه في مثل هذه المناسبات العامة. أما أم عبدالله، فقالت: يأتي العيد ونحن على حالنا إما بالاستماع إلى الراديو أو الحديث مع باقي ساكنات الرباط، في حين أن مسنات أخريات يعانين من التعب إما بمرض الضغط أو السكري فنجدهن يلجأن للصمت ولا يتحدثن مع بعضهن البعض إلا في حالات قليلة. وبدورها، قالت أم خديجة: جئت إلى الرباط بعدما توفى زوجي، وليس لدي أبناء ولي أخ شقيق لا تساعده ظروفه المادية على متطلبات الحياة، وتأتي زوجته وابنته لزيارتي بين فترة وأخرى ويقدمون لي ما أريد من أكل أو علاج بقدر استطاعتهم فيما قالت خديجة صالح: أعياد كثيرة قضيتها في هذا المكان، إذ أتواجد هنا منذ 16 عاما ومع قدوم العيد أدعو الله أن يحسن خاتمتنا، مشيرة إلى أنها تقوم مع عدد من الساكنات بتجهيز الحلوى والكعك ليستقبلن صباح العيد الذي يشكل لهن فرحة وتغييرا من تعاقب الأيام المتشابهة طوال العام. وتلفت إلى أنهن يقمن بالذهاب إلى «البرحات» القريبة للاحتفال مع الأهالي وتوزيع الحلويات على الأطفال والاستمتاع بالمهرجانات الشعبية الصغيرة، لكن خديجة تقول ــ في الوقت ذاته ــ إن الحزن يستوطنها على اثنين من أبنائها بعد أن فقدتهما في حادث سيارة قبل سنوات طويلة، فهم كل ما كانت تملك في الدنيا. بينما في رباط «دار الشاكرين» تنطلق أم منير لتبدأ العمل على تجهيز عدد من الأكلات الشعبية التي تحفظها عن ظهر قلب لتستعد لتوزيعها إلى ساكنات هذا الرباط الذي يعود تاريخه إلى ثلاثين عاما خلت، وتضيف العجوز الستينية: الساكنات في الرباط هنا يعتمدن علي في تجهيز الطبخ، خصوصا أن ظروفهن صعبة جدا في الحياة، وحتى أنا لدي تلك المشاكل، غير أن الرضا بالقضاء والقدر يجعلنا مؤمنات وصابرات على كل شيء، وتبين بأنها تفتقد أبناءها وأحفادها في العيد، لكنها عازمة على العودة إليهم في القريب العاجل، وتتمنى أم منير أن تتاح لساكنات الرباط القيام بجولة في المنتزهات حتى يشعرن بطعم الحياة ويخرجن من الأجواء التي يعشن فيها، ففرحة العيد لا بد أن تستثمر بكل لحظاتها. وتتحدث أم توفيق التي لم تتجاوز فترة إقامتها في الرباط أكثر من أربعة أشهر بأن تجربتها للصيام ثم لعيد الفطر المبارك ستعيشها للمرة الأولى بعيدا عن أشخاص اعتادت عليهم. وأمام باب حوش مقر أحد الأربطة كان يقف مسن أعمى يحاول أن يجد من يقوده إلى المسجد، إذ يقول عماش أحمد محمد: فقدت بصري وفقدت الونيس والأنيس ومنذ حرب الخليج وأنا أعيش وحيدا هنا وقد انقطع الأقارب عن السؤال عني، وإن كان لي من أمنية أتمنى أن تتحقق لي في العيد فهي أن يمسك بيدي أحد ما ويقودني إلى المسجد وأن أجد من يسال عني. وفي إحدى غرف الدور الثالث كان صوت أم خالد يطلق الأنين والألم بسبب ألم الجسد وحزن القلب، وقالت تقدمت في السن ولم أعد قادرة على النهوض أو السير كما كنت في السابق، وهذا هو حال الدنيا وأكثر ما يؤلمني أنني ومنذ عشرة أعوام وبعد انفصالي عن زوجي أصبحت أعيش وحيدة وأنتظر حسن الختام. ومن جهتها، تقترح الأخصائية النفسية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة نوال الزهراني أن يتم تغيير واقع ساكنات الأربطة الخيرية لتوفير دور مسنين تحت إشراف طبي وصحي واجتماعي، حيث أن الأربطة بوضعها الحالي تفتقر لوسائل السلامة للمسنات وتقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية والمادية لهن. وتأمل الزهراني بأن تتضافر الجهود من الجهات ذات العلاقة لإيجاد وظائف تحت مسمى «جليسات لكبيرات السن» من كافة التخصصات الاجتماعية والطبية والتمريضية وتوفير وسائل ترفيهية واجتماعية عبر برامج تتناسب ومرحلتهم العمرية، مشيرة إلى أن هناك جهودا من فرق تطوعية وناشطات اجتماعية من أجل تقديم الدعم لساكنات الأربطة، لكنها جهود فردية تحتاج لخطة وبرامج تنظيمية.
| |
|