Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: نظرية القهر الاجتماعي الجمعة يونيو 28, 2013 10:10 pm | |
| [rtl] نظرية القهر الاجتماعي [/rtl] [rtl](2/4)[/rtl]
[rtl] ويؤمن مصممو هذه النظرية بان الانحراف ظاهرة اجتماعية ناتجة عن القهر والتسلط الاجتماعي الذي يمارسه بعض الافراد تجاه البعض الاخر ، فالفقر مرتع خصب للجريمة ، والفقراء يولدون ضغطاً ضد التركيبة الاجتماعية للنظام ، مما يؤدي الى انحراف الافراد . بمعنى ان الفقر ، باعتباره انعكاساً صارخا لانعدام العدالة الاجتماعية بين الطبقات ، يولد رفضا للقيم والاخلاق الاجتماعية التي يؤمن بها الرعيل الاكبر من افراد النظام الاجتماعي . ولو اختل توازن القيم الاجتماعية ، كا يعتقد ( اميلي ديركهايم ) من رواد هذه النظرية الاوائل ، فان حالة الفوضى والاضطراب ستسود الافراد والمجتمع . ومثال ذلك ، ان التطور الصناعي الذي حدث في البلدان الرأسمالية في القرون الثلاثة الماضية ادى الى اختلال في توازن القيم الاخلاقية والاجتماعية ، الذي ادى بدوره الى شعور الناس بانعدام وضوح منارات الهداية ومعالم الاخلاق . ونتيجة لذلك فقد ضعف وازع السيطرة على سلوك الانسان الرأسمالي خصوصاً على نطاق الشهوة والرغبة الشخصية ، فاصبح الفرد منحلاً متهتكا لا يرى ضرورة لفرض التهذيب الاجتماعي القسري عليه وعلى الافراد المحيطين به . ويدعى زعماء هذه النظرية ايضاً بان الانحراف يعزى الى عدم التوازن بين الهدف الذي يبتغيه الفرد في حياته والوسيلة التي يستخدما لتحقيق ذلك الهدف في النظام الاجتماعي . فاذا كان الفارق بين الاهداف الطموحة والواسائل المشروعة التي يستخدمها الافراد كبيرا ، اصبح --- ( 12 )[/rtl] [rtl](2/5)[/rtl]
[rtl] الاختلال الاخلاقي لسلوك الفرد امرا واضحاً . فحسب ادعاء النظام الراسمالي ، يستطيع الفرد ، نظريا ، ان يصبح اغنى انسان في المجتمع بجهده وعرقه ، او ان يمسي فاشلا في تحصيل رزقه اليومي . ولكن نظرة سريعة الى الواقع الخارجي تفصح شيئاً مختلفا . فلا يستطيع كل الافراد ان يكونوا اغنياء في وقت واحد لان المال محدود بحدوده النظام الاجتماعي والاقتصادي ، فاذا تراكم المال عند الطبقة الغنية فانه سيسبب حرمانا ونقصانا عند الطبقة الفقيرة . فالفرد الذي لا يصل الى تحقيق اهدافه عن طريق الوسائل المقررة اجتماعيا ، يسلك مسلكا منحرفا يؤدي به الى هدفه كالسرقة ، والرشوة ، وبيع المواد التي يحرمها القانون . وهنا يلعب القهر الاجتماعي دورا في توليد ضغط لدى بعض الافراد كي ينحرفوا اجتماعياً . --- ( 13 ) نقد نظرية القهر الاجتماعي ... ـــــــــ وبطبيعة الحال ، فان ركون النظام الى القهر الاجتماعي ناتج اساسا من عجزة في سد واشباع حاجات الفرد اشباعا يتناسب مع كرامة الانسان وحقه في العيش الكريم الرغيد . ولا ريب ان الاغنياء المتسلطين على رأس المال ، والحكام المتسلقين على اكتاف الناس لا يريدون للفقراء نفض غبار الفقر عن اسمالهم البالية ، والنهوض الى طبقة اجتماعية ارفع وارقى . فلكي يبقى اصحاب الرأسمال في مواقعهم الاجتماعية والاقتصادية ، فانهم يسلطون على الفقراء من يظلمهم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا . ولذلك يشكل الانحراف ظاهرة رفض خطيرة ضد النظام الاجتماعي القائم على اساس الظلم انعدام العدالة الاجتماعية .[/rtl] [rtl](2/6)[/rtl]
ومع ان نظرية القهر الاجتماعي تتقدم تحليلاً وجيها لمنشأ الانحراف الا انها تتجاهل الانحراف الناتج عن الاضطرابات العقلية والامراض النفسية . وتفشل هذه النظرية ايضا في الاجابة على تساؤلات كثيرة منها : لماذا يميل بعض افراد الاطبقة الرأسمالية الغنية الى الاجرام ، كالقتل والاعتداء والاغتصاب ، في حين انهم يملكون كل وسائل الثروة والمنزلة الاجتماعية ؟ ولماذا يستخدم بعض الاغنياء طرق الرشوة والاحتيال لجمع اقصى ما يمكن جمعه من الاموال مع انتفاء ظاهرة القهر الاجتماعي عنهم ؟ ولماذا يقبل بعض الفقراء القهر الاجتماعي وينحرف اخرون عن القوانين التي اقرها النظام الاجتماعي ؟ بل من الذي يحدد الانحراف ومن الذي يحدد الاستقامة في النظام الاجتماعي ؟ ومع ان هذه النظرية لا تجيب على هذه التساؤلات الا انها اعمق تحليلا من بقية النظريات الخاصة بمعالجة اسبابا النحراف الاجتماعي .
| |
|