www.just.ahlamontada.com
الزوار الكرام
نفيدكم بأن لدينا الكثير من المتميز
أنتسابكم دعم للمنتدى



جهاد الجوارح  _2__84270772bz0

الادارة


www.just.ahlamontada.com
الزوار الكرام
نفيدكم بأن لدينا الكثير من المتميز
أنتسابكم دعم للمنتدى



جهاد الجوارح  _2__84270772bz0

الادارة


www.just.ahlamontada.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.just.ahlamontada.com

شعر : خواطر : قصة : نقاشات جادة : حقوق مرأة : أكواد جافا نادرة : برامج صيانة :برامج مشروحة مع السريال : بروكسيات حقيقة لكسر الحجب بجدارة . والمزيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

الى زوار منتدى البرنامج المشروحة / الكرام . نفيدكم بأن برامجنا المطروحة كاملة ومشروحة ومع السريال وتعمل بأستمرار دون توقف أن شاءالله . ولكن روابطها مخفية تظهر بعد التسجيل . و تسجيلكم دعم للمنتدى


 

 جهاد الجوارح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 13163
تاريخ التسجيل : 12/10/2007

جهاد الجوارح  Empty
مُساهمةموضوع: جهاد الجوارح    جهاد الجوارح  Icon_minitimeالجمعة يونيو 28, 2013 8:11 pm





تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على الإنترنت)

الكتاب : جهاد الجوارح
جهاد الجوارح
إعداد ونشر
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
الدرس الاول
جهاد الجوارح
قال تعالى:
»الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون«.
مقدمة
تتحدث هذه الاية عن منة الله العظيمة على بني ادم والتي هي الجوارح والقوى التي تعينه في حياته المادية والمعنوية وقد علل المولى هذه الهبة وغايتها برجاء مقابلتها من العبد بالشكر.
ومن نافل القول أن الشكر الحقيقي على أي نعمة إنما تكون بالدرجة الأولى بصرفها وتوظيفها حيث يريد المنعم الكريم الله تبارك وتعالى وعدم استعمالها فيما يضاد حكمه وإرادته.
وإلى هذا المعنى يشير الإمام زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق: »وأما حق نفسك عليك فأن تستوفيها في طاعة الله فتؤدي إلى لسانك حقه، وإلى سمعك حقه، وإلى بصرك حقه، وإلى يدك حقها وإلى بطنك، حقها وإلى فرجك حقه، وتستعين بالله على ذلك«.
إذن فللجوارح حقوق ومعنى حقوق الجوارح هو حق الله فيها، وعلى الإنسان فيها والتي تتخلص بعدم استخدامها بخلاف إرادة الله.
فمعنى جهاد الجوارح ببساطة هو مجاهدتها لأجل إدخالها في سلك طاعة الله وبمعنى أوضح الغاية من جهاد الجوارح جعلها عابدة لله.
الجوارح والطاعة:
إن اللسان والعين والأذن واليد والرجل والبطن والفرج هي أقاليم سبعة لطاعة الله أو معصيته أو الكفر به وبنعمه.
فهذه الجوارح هي أبواب إما لطاعة الله وإما لمعصيته، وبيدنا أن نجعلها عابدة مطيعة أو عاصية متمردة، وبأيدينا أن نجعلها في سلك أهل الولاية أو في سلك أهل المعاندة ومحاربة الله وأوليائه.
فعلى جوارحنا يتجلى إيماننا القلبي وبواسطة عملها يستكشف عمق وصلابة أو ضعف ووهن الإيمان واليقين.
الجوارح في الدنيا والاخرة
(1/1)
________________________________________
إن الجوارح في الدنيا عدا اللسان عمال خرس إلا اللسان فان عمله الكلام فهي في الدنيا إما عاملة في طاعة الله أو عاصية وفي كلا الحالين هي مطيعة لصاحبها يحركها بإرادته في الطاعة وهي في الدنيا في التعبير القراني في حالة رقابة ومسؤولة قال تعالى: »ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً« )الإسراء/63).
فالجوارح في الاخرة تسأل فالقلب يسأل واللسان والسمع والبصر واليد والرجل... كلها تسأل.
تأمل قوله تعالى: »حتى إذا جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون« )حم السجدة/02).
وقوله عز من قائل: »يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون« )النور/42).
ولكن اللسان هو الذي كان يعبر عنهم فماذا يحصل لترجمان القلب والجوارح.
»اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون« )يس/56).
فالإنسان في الدنيا يخفي ما يفعل باليد الصماء والرجل العمياء والجوارح الخرساء ليتستر بها ولكن هل يستتر من الله؟
»وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم«.
وكم يتعجب الإنسان حينما يرى الأخرس يتكلم والأعمى يشهد ويُدين ليجيب جوابها عن هذا التعجب: »أنطقنا الله الذي انطق كل شي ء...«.
جهاد الجوارح والجهاد الأكبر:
إن الإمام الخميني قدس سره في كتابه الأربعون حديثاً يعتبر »ان مقام النفس الأول هو الملك الظاهر وساحة المعركة في الجهاد الأكبر في هذا المقام هو نفس الجسد وجنود هذه الحرب هي قواها الظاهرية التي وجدت في الأقاليم الملكية السبعة وهي: الأذن والعين واللسان والبطن والفرج واليد والرجل«(1).
وهو يعتبر ان المعركة تدور بين جعل هذه القوى تحت سلطان جنود الرحمن والعقل أو تصبح جنوداً للشيطان لتصبح مملكة خاصة به.
(1/2)
________________________________________
»إذاً، يكون جهاد النفس في هذا المقام، عبارة عن انتصار الانسان على قواه الظاهرية وجعلها مؤتمرة بأمر الخالق، وعن تطهير المملكة من دنس وجود قوى الشيطان وجنوده«(2).
الجوارح المؤمنة:
إذاً فالجهاد الأكبر في مقام الجوارح هو جعلها جوارح مؤمنة، ففي الحديث: »لان الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح ابن ادم وقسمه عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت بها اختها...«.
ومما فرض من الإيمان على الجوارح ما ورد في القران الكريم:
في اللسان: »قولوا امنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم والهكم واحد ونحن له مسلمون«.
»وقولوا للناس حسناً« الخ.
وفي السمع: »فبشر عباد الله الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه...«.
»وإذا مروا باللغو مروا كراماً..« الخ.
وعن البصر والفرج: »يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور...«.
»قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم«.
وكثير من الايات والروايات التي تتحدث عن احكام واداب كل جارحة نرجو ان يوفقنا الله لبيانها لاحقاً«.
تنبيه:
من المفروض على كل عاقل أن يتفكر قبل جهاد جوارحه في هذه النعم وعجيب صنع الله فيها ودقة تدبيره لتؤدي الأغراض المطلوبة منها، هذا التدبير والدقة في الصنع يرشدان إلى عظيم عناية الله عز وجل. هذه العناية التي توجب مقابلتها بدقة شديدة في ادارتها في ساحات عملها وخدمتها.
الدرس الثاني
جهاد اللسان
عن علي بن الحسين L قال:
»إن لسان ابن ادم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: اللّه اللّه فينا ويناشدونه ويقولون: إنما نثاب ونعاقب بك«.
اللسان: قيمته وخطره:
اللسان عضلة توجد في الفم أنعم الله بها على العبد ليستعين بها في أمور دينه ودنياه في تذوق الطعام وإدارته في فمه وفي الإفصاح عن مكنون نفسه لإفهام غيره مراداته وطلب حوائجه وغير ذلك.
(1/3)
________________________________________
وقد بلغت هذه العضلة من الخطورة بمكان، حيث نسبت إليها كل الشرور الدنيوية والأخروية فمنها ما صدرنا به الدرس أن الجوارح تتوسل كل يوم إلى اللسان أن يقيها شره ومنها في الحديث »ما من يوم إلا وكل عضو من أعضاء الجسد يكفر ويقول: نشدتك الله ان نعذب فيك«.
وعن الإمام علي عليه السلام: »اللسان سبع إن خلي عقر« )نهج البلاغة، ج 4، ص 52).
ومنها: »... وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم«.
ومنها عن أمير المؤمنين عليه السلام: »كم من دم سفكه فم« )ميزان الحكمة(.
وعنه عليه السلام: »إن أكثر خطايا ابن ادم في لسانه« )ميزان الحكمة، ج Cool.
فبه تستحل وتهتك الحرمات ويجمع حطب جهنم من جهة وبه يؤمر بالمعروف ويذكر الله ويدعى إلى كل صلاح من جهة أخرى.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: »ألا وإن اللسان الصالح يجعله الله للمرء خير له من المال يورثه من لا يحمده« )نهج البلاغة، ج 1، ص 721).
اللسان والإيمان:
لا شك ان الإيمان حقيقة في القلب الذي هو موضع معرفة الله واليقين، واللسان ترجمان هذا القلب.
ولذا فإن ما يظهر على اللسان غالباً هو تجلي لما يضمر في القلب.
وقد قال الشاعر:
ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
وهناك علاقة عكسية أيضاً بين اللسان والقلب، إن اللسان هو أشد الجوارح تأثيراً في القلب وصحته ومرضه، ولذا كانت استقامة اللسان مفضية إلى استقامة القلب المفضية بدورها إلى استقامة الإيمان.
عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: »لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه« )القلب السليم، ج 2، ص 84، طبع الدار الإسلامية(.
افات اللسان:
إن اللسان كما سبق القول جارحة لها الصدارة في الخطورة بين الجوارح وتعتريه الكثير من الافات والموبقات الواجب اجتنابها والحذر منها، ومن هذه الافات:
(1/4)
________________________________________
1 الخوض في الباطل: يقول المولى الكريم حكاية عن بعض أهل النار قولهم »وكنا نخوض مع الخائضين«.
وهو الدخول في أي حديث وأي كلام بلا حساب ولا تدبر ولا وعي وقد ورد عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: »أعظم الناس خطايا يوم القيامة هو أكثرهم خوضاً في الباطل«(1).
2 المراء والمجادلة: فترك الجدال والمماراة تتوقف عليه استكمال حقيقة الإيمان وعنه صلى الله عليه و آله و سلم: »لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء والجدال وإن كان محقاً«(2).
فالمراء والجدال مع الكون على الحق مبغوض لله ولرسوله فكيف إن كان بالباطل فعنه صلى الله عليه و آله و سلم: »من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط الله حتى ينزع«(3).
3 الفحش والسب واللعن: ولعل هذه الافات هي أكثر الافات شيوعاً واللسان أسرع إليها من غيرها فترى الناس في حال الغضب يسبون ويلعنون بالفاحش من الكلام وفي الرضا كذلك لا يتورعون ولكن هل يا ترى من يلعن أو يتفحش أو يسب يكون مؤمناً؟
يجيب عن ذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم: »ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللعان ولا الفحاش ولا البذي«(4).
ولذا فقد وصفه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لزوجه عائشة قائلاً: »يا عائشة لو كان الفحش رجلاً لكان رجل سوء«(5).
4 السخرية والإستهزاء: فإنهما من الكبر قال تعالى: »ولا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن«.
5 إفشاء السر: والسر من أعظم الامانات ولذا فإفشاؤه خيانة والله لا يحب الخائنين وقد عبر الرسول صلى الله عليه و آله و سلم عن كتمان ما يسمع الإنسان في المجلس الذي يحضره بقوله: »المجالس بالأمانات«.
وقال أيضاً: »الحديث بينكم أمانة«.
6 الكذب: وهو افة الافات وقد روي عن ال بيت العصمة عليهم السلام ان المؤمن يمكن أن يرتكب أي موبقة إلا الكذب وفي ذلك يقول أمير المؤمنين عليه السلام: »أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب«(6).
(1/5)
________________________________________
7 الغيبة: وهي أيضاً من أعظم الافات وأشدها خطراً وأقبحها شكلاً حتى لقد شبه الله المغتاب باكل الجيف فقال قراناً: »ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه«.
فإن عاقبة الغيبة هي الخروج من ولاية الله وحتى الشيطان لا يقبله في ولايته فقد ورد: »من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط عن أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله«(7).
عذاب اللسان:
لما كانت اخطار اللسان بمستوى ما ذكر وافاته على هذه الدرجة فان الجوارح تستعيذ يومياً من شره، والله يعذبه عذاباً لا يعذب به جارحة غيره.
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: »يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئاً من الجوارح فيقول أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً فيقال له خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام وانتهب بها المال الحرام وانتهك بها الفرج الحرام وعزتي وجلالي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئاً من جوارحك«(Cool.
ما العمل مع اللسان؟:
لم يتركنا الله ولا الرسول وأهل بيته حيارى في اكتشاف جواب هذا السؤال بل هم أجابوا بذلك فكان لديهم أول العلاج:
1 الصمت والسكوت: فعن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم »من صمت نجا«(9) وقد أمرنا أهل البيت ان نخزن ألسنتنا كما يخزن صاحب المال ذهبه وفضته.
عن أمير المؤمنين في نهج البلاغة: »واجعلوا اللسان واحداً وليخزن الرجل لسانه فان هذا اللسان جموح بصاحبه والله ما أرى عبداً يتقى تقوى تنفعه حتى يختزن لسانه«.
وعن الإمام الباقرعليه السلام: »إنما شيعتنا الخرس« )الكافي، ص 113).
2 قول الخير والتي هي أحسن: يقول تعالى في ذلك: »قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن«.
وقال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم: »من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيراً أو ليصمت«.
(1/6)
________________________________________
3 ذكر الله: فاللسان الة ذكر الله وليستغل الإنسان لسانه بذكر الله لا بذكر غيره قال تعالى »يا أيها الذين امنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً« )الأحزاب/14).
4 التفكر قبل الكلام: وهذا العلاج لكل افات اللسان فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: »وإن لسان المؤمن وراء قلبه وإن قلب المنافق من وراء لسانه لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه فإن كان خيراً أبداه وإن كان شراً واراه، وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وماذا عليه«.
تنبيه:
وللسان غير ما ذكرنا من الافات ومنها كثرة الكلام في نفسه التي تؤدي إلى قسوة القلب و»اللسان كذلك مفتاح كل خير ومفتاح كل شر« فالتقي حق التقي الذي يمسك بزمام هذه الجارحة حتى لا تسوقه إلى النار، وليلتفت وليتدبر ان هذه الافات التي ظهرت على اللسان منشؤها مرض في القلب فلولا الحسد ما اغتيب ولولا الكبر ما استهزأ ولولا البغضاء ما سب ولعن وشتم... وإنتبه إلى معالجة أساس هذه الأمراض ومنبعها لنستأصلها من جذورها وننجو ونكون من المفلحين.
الدرس الثالث
جهاد السمع
قوله تعالى:
»ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤول«.
مسؤولية السمع وفضله:
إن هذه الاية تؤكد ما يقرره العقل من أن الإنسان مسؤول أمام كل نعمة وعن كل نعمة ومن أعظم النعم نعمة السمع التي هي أحد أهم أبواب تحصيل العلم النافع لكلا الدارين، ولذا تحدث الإمام الصادق عليه السلام عن هذه المسؤولية قائلاً: »يسأل السمع عما سمع والبصر عما نظر إليه والفؤاد عما عقد عليه« )مشكاة الأنوار 552) فقيمة السمع أن يحفظ على ما ينفع وان ينزه عما يضر. فالأذن يمكن أن تكون باباً لتلقي الحكمة، وباباً لمرور ايات الله إلى القلب كما يمكن أن تكون باباً للقذر من الكلام والمحرم منه وللإنسان أن يشرفه ويكرمه باستماع كل ما يليق بالعاقل والحكيم وتنزيهه عما لا يليق بهما.
(1/7)
________________________________________
وفي فضل السمع قال الإمام علي عليه السلام: »جعل لكم اسماعاً لتعي ما عناها، وأبصاراً لتجلو عن عشاها« )نهج البلاغة، الخطبة 38).
حق السمع:
وللسمع حق على صاحبه قرره الإمام زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق: »وأما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقاً إلى قلبك إلا لفرصة كريمة تحدث في قلبك خيراً أو تكسب خلقاً كريماً فإنه باب الكلام إلى القلب يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ولا قوة إلا بالله«.
فلو كان السمع غاشاً لصاحبه غير أمين على ما يتلقاه كم في الحقائق تصبح باطلاً وكم من الباطل يصبح حقاً.
فإذا كان السمع أميناً وصادقاً يؤدي ما اوتمن ويصدق في ما يأتي إليه فهل يا ترى يكون صاحبه عارفاً بالجميل ان القاه باتجاه أنواع الكلام البذي ء، أو السفيه أو اللغو أو المحرم.
من هو السميع: إن القران الكريم وأهل بيت العصمة يقسمون ذوي الأسماع إلى سامع وأصم لا باعتبار عطل الة السمع بل بتعطيل فائدتها.
فنقرأ في القران الكريم قوله تعالى: »ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون« )يونس/24).
فهم صم لا لعطل في الاذان ولكن لأنهم لا يتعقلون ما يسمعونه. وفي نظر المولى الكريم الذي له سمع ولا يستفيد منه ميت: »إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين« )النحل/08).
بل انهم في نظر المولى ليسوا موتى فقط وإنما موتى وفي القبور، قبور الإعراض عن ذكر الله وقبول الهدى. على حد التعبير العامي »ماتوا وشبعوا موتاً«.
»وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور« )فاطر/22).
فللحياة ميعار عند المولى هو مدى استفادة الإنسان من ما يسمع من ايات الله ودعوات الصلاح والهدى.
وهذا الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة يؤكد هذه المعاني قائلاً: »ما كل ذي قلب بلبيب ولا كل ذي سمع بسميع ولا كل ناظر ببصير«.
(1/Cool
________________________________________
بينما ترى في المقابل أن هناك من هم ذوي سمع هو اسمع الأسماع.
فعن الإمام الحسن عليه السلام: »... واسمع الأسماع ما وعى التذكير وانتفع به« )البحار،/71/901/81).
وعن أبيه L أيضاً: »... الا إن أسمع الأسماع ما وعى التذكير وقبله« )نهج البلاغة، خطبة 501).
سوء السمع:
السمع سمعان: سمع سي ء، وسمع حسن.
السمع السي ء: قد يكون شريكاً لكل من يسمعه ومشاركاً في كل ما يسمعه »السامع شريك القائل«.
1 سماع الغيبة: عن أمير المؤمنين عليه السلام: »سامع الغيبة أحد المغتابين«.
2 بسماع الهجر من القول: »سامع هجر القول شريك القائل«.
3 سماع الغناء: قال رجل للإمام الصادق عليه السلام: إن لي جيراناً ولهم جوار يتفيئن ويضربن بالعود فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعاً مني لهن؟... فقال له الإمام الصادق عليه السلام: »تالله أنت! أما سمعت الله عز وجل يقول: »ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤول««.
4 سماع كل محرم: عن الإمام الرضا عليه السلام: »ففرض على السمع أن يتنزه عن الإستماع إلى ما حرم الله، ان يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عز وجل عنه، والإصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل فقال في ذلك: »وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره...««.
5 استماع اللغو: قال تعالى: »... إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم« ما العمل مع هذه الحالات وسواها فقد أمر الله بالإعراض فقال: »وإذا مروا باللغو مروا كراماً« فالمطلوب أن يكرم الإنسان نفسه وسمعه بأن لا يسمع أمثال هذا الحرام.
وقال الإمام في غرر الحكم: »إذا سمعت من المكروه ما يؤذيك فتطأطأ له يخطك«.
السمع الحسن: وعنه يتحدث الإمام علي عليه السلام قائلاً: »من أحسن الإستماع تعجل الإنتفاع«.
1 السمع الواعي: عن الإمام علي عليه السلام: »إذا لم تكن عالماً ناطقاً فكن مستمعاً واعياً«.
(1/9)
________________________________________
وهذه الرواية بقيد صدرها يكون السمع الواعي هو سماع العلم، فكأنه عنى عليه السلام انه ان لم تكن انت العالم الذي يلقي العلوم فكن مستمعاً للعلم بوعي والله أعلم.
2 سماع الكلام الحسن: لا شك مما تقدم ان إكرام السمع ان لا يستمع الإنسان إلى ما يشين من بذي القول أو السفه أو الكفر أو غير ذلك لكن تمام إكرامه بالإستماع إلى كل ما حسن الإستماع إليه من كلام.
فعن الإمام زين العابدين عليه السلام: »لكل شي ء فاكهة وفاكهة السمع الكلام الحسن« )البحار(.
3 سماع ذكر الله: عن الإمام علي عليه السلام: »سامع ذكر الله ذاكر« )غرر الحكم 3449).
4 سماع الصلاح: وعنه عليه السلام: »عود اذنك حسن الإستماع ولا تصغ إلى ما لا يزيد في صلاحك« )غرر الحكم(.
تنبيه:
إن من أهم ما يتأدب به الإنسان مما يتعلق بسلوكه الإجتماعي هو أن يتعلم الإصغاء إلى مخاطبه واحترامه والإقبال إليه بسمعه ووجهه، والإصغاء يفترض أن يتحول إلى عادة نمهر بها سلوكنا في علاقاتنا مع الناس بل إن من التواضع ومن الحكمة أن تتلقى مخاطبك بالإصغاء وعدم التلهي والإشتغال بأمور توحي له بأنك غير مهتم له ولكلامه فقد يكون في ذلك أذية كبرى له، بل قد يكون في ذلك لك خسارة كبرى. ويكفي في حق مكلمنا علينا انه اهتم لنا واعتنى بنا فوجّه خطابه إلينا.
وأهم من قام بذلك هو الله عز وجل الذي اعتنى بنا وبوجودنا وبهدايتنا فاختار من خير خلقه رسولاً لنا وأرسل إلينا كتابه يخاطبنا به ويكلمنا الم يقل أهل بيت العصمة إنه من أحب ان يكلمه الله فليقرأ كتاب الله فإن كان من الاداب أن نصغي لمخاطبنا خصوصاً إذا كان ذا غرض شريف ونبيل وكان فيه صالحنا وفائدتنا فإن في رأس ادب الإصغاء أن نصغي إلى كلمات الله وكلمات أوليائه وهو القائل في كتابه: »وإذا قري ء القران فاستمعوا له وانصتوا«.
الدرس الرابع
جهاد البطن
قال الرسول الأكرم محمدصلى الله عليه و آله و سلم:
(1/10)
________________________________________
»ما ملأ ابن ادم وعاءً شراً من بطنه حسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه فإن كان هو فاعلاً لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه« )فلسفة الأخلاق/601/ زنجاني(.
مقدمة:
هذا الحديث يلخص خطر البطن وملئها، فالله قد جعل الطعام والشراب لابن ادم لا لينقطع إلى لذته بالمأكل والمشرب بل، لأجل حفظ وجوده وتقويته على أمور دينه ودنياه ومن الناس من لا يلتفت إلى هذه الحكمة بل يتغافل عنها ليؤخذ بلذة الطعام فيكون ممن يعيش ليأكل بينما الحق هو أن يأكل ليعيش.
فشهوّة البطن من أعظم المهلكات لابن ادم فكم من دم يهرق لأجلها وكم من حرمات ترتكب لأجلها، ولذا فهي منبع الشهوات وبيت الداء، داء الجسد والنفس ولكن مع ذلك فإن للبطن حقاً:
حق البطن:
في رسالته العظيمة رسالة الحقوق يقول الإمام السجاد عليه السلام: »وأما حق بطنك فأن لا تجعله وعاءً لقليل من الحرام ولا لكثير وان تقتصد له في الحلال ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين وذهاب المروة، وضبطه إذا هم بالجوع والظمأ، فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كل بر وكرم، وأن الري لمنتهي بصاحبه إلى السكر مستخفة ومجهلة ومذهبة للمروة«.
فقد فصلت الرواية حق البطن بما يجب وما لا ينبغي أو لا يجوز فيما يلي:
1 عدم أكل الحرام أو شربه قليلاً كان أو كثيراً.
2 القصد في الأكل والشرب.
3 أكل الحلال وشرب الحلال.
4 الأكل بقدر حفظ القوة.
5 عدم الشبع وعدم الإتخام.
6 مقاومة نزوع النفس لكثير الطعام والشراب برياضة الجوع والعطش.
جهاد البطن:
(1/11)
________________________________________
إن وسيلة جهاد البطن يكون بتهذيب ميلها إلى الطعام والشراب والامساك بزمامها بحيث يصبح الإنسان حراً أمام نزوع نفسه إلى كل لذيذ طعام أو شراب لينقطع عنها إلى الله عز وجل ذلك ان من أهم اثار مل ء البطون قسوة القلب والغفلة وقلة الفطنة وعدم التوفيق للعبادة فالرياضة والطريقة الوحيدة لجهاد البطن وقمع شهوتها هو الجوع فقد وردت روايات كثيرة في فضله وأثره منها:
1 اجر مجاهد: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: »جاهدوا أنفسكم بالجوع والعطش، فإن الأجر في ذلك كأجر المجاهد في سبيل الله، وانه ليس من عمل أحب إلى الله تعالى من جوع وعطش«(1).
2 الجوع عبادة: ويكفي للدلالة على ذلك أن الله قد شرع عبادة قوامها الجوع وهي صوم شهر رمضان. وأيضاً ورد في قلة الطعام عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: »الفكر نصف العبادة، وقلة الطعام هي العبادة«(2).
بل جعل في رواية جزءاً من النبوة وأيضاً في رواية »أفضلكم منزلة عند الله تعالى يوم القيامة اطولكم جوعاً وتفكرا وأبغضكم إلى الله تعالى كل نؤم أكول شروب«(3).
3 القرب إلى الله: عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: »إن أقرب الناس إلى الله تعالى يوم القيامة من طال جوعه وعطشه وحزنه في الدنيا...«(4).
4 رؤية الله: روي عن عيسى بن مريم عليه السلام: »اجيعوا أكبادكم واعروا أجسادكم فلعل قلوبكم ترى الله عز وجل«(5).
5 الجائع يقرع باب الجنة: ما أروع وصف النبي صلى الله عليه و آله و سلم للجوع: إذ يقول: »أديموا قرع باب الجنة يفتح، قيل وكيف نديم قرع باب الجنة؟ قال: بالجوع والظمأ«(6).
(1/12)
________________________________________
6 اثار الجوع الأخروية: عدا عما ذكرنا من ان الجوع قرع لباب الجنة ورؤية الله فإن في القيامة جوعاً وعطشاً شديدين اين منهما عطش الدنيا وجوعها ومن اثار الجوع في الدنيا والعطش الأمن من جوع الاخرة وعطشها فعن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: »أهل الجوع في الدنيا هم أهل الشبع في الاخرة وإن أبغض الناس إلى الله تعالى المتخمون الملأى وما ترك عبد أكلة يشتهيها إلا كانت له درجة في الجنة«(1).
فوائد الجوع في الدنيا: قد يظن الإنسان ان للجوع فقط اثاراً وفوائد أخروية تتعلق بالأجر والثواب الأخرويين والتقرب إلى الله وغير ذلك مما سلف إلا أن له فوائد دينوية معنوية ومادية منها:
1 طهارة القلوب: فالقلوب تقسو وتتدنس بالمعاصي والذنوب، والجوع وسيلة لإزالة اثار الغفلة والذنب قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: »احيوا قلوبكم بقلة الضحك والشبع وطهروها بالجوع تصفو وترق«(2).
2 الحكمة والفطنة: إن الشبع كما سبق بيانه يمنع من الفكر والإستبصار ورؤية الحقائق كما هي والجوع يضاده في الأثر قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: »من اجاع بطنه عظمت فكرته وفطن قلبه«.
3 صحة البدن: إن أكبر مسبب للمرض هو كثرة الطعام والشراب، ولذا فإن الحمية لا زالت أفضل العلاجات ولا يخلو علاج منها والجوع وقلة الطعام حماية ووقاية من الأمراض فقد ورد عنهم عليهم السلام: »المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء واعط كل بدن ما عودته«.
4 الجوع غذاء الروح: إذا كان الطعام غذاء البدن ومادته التي تقويه فإن الجوع للروح كما الطعام للجسد فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: »قلة الأكل محمودة على كل حال وعند كل قوم وليس شي ء اخر لقلب المؤمن من كثرة الأكل وهي مورثة شيئين: قسوة القلب وهيجان الشهوة، والجوع أدام للمؤمن وغذاء للروح وطعام للقلب وصحة للبدن«.
(1/13)
________________________________________
5 تذكير بجوع الاخرة: ففي خطبة الرسول في استقبال شهر رمضان: »واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه« وقد قيل ليوسف عليه السلام: »لم تجوع وفي يديك خزائن الأرض؟ فقال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع«(1).
6 لجم جموح النفس وكسر شهوتها للمعاصي: إن منشأ المعاصي كلها بالنهاية يعود إلى قوتها المستمدة من الطعام والشراب، فقلة الطعام وسيلة فائدتها واضحة في إضعاف نزوع النفس إلى شهواتها نتيجة ضعف المحرك لها إلى الشهوات وبالجوع يسهل انقياد النفس لصاحبها وخضوعها لسلطانه.
من اداب الطعام:
1 ان لا يأكل وحيداً:
»خير الطعام ما تكاثرت عليه الأيدي«.
» ملعون من أكل وحده«.
2 غسل اليدين أو الوضوء.
3 البدء بالبسملة والإنتهاء بالحمدلة حتى ولو كان هناك أكثر من نوع من الطعام فليسم الله عند البدء بأكل كل لون.
4 عدم الإكثار من أكل اللحوم: »لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوانات«.
5 عدم أكل ما لا يشتهيه فقد ورد أنه يورث الحمق.
تنبيه:
إن الجوع وإن كان هو الوسيلة التي سبق بيان شرفها وفضلها وأثرها في الدنيا والاخرج على البدن والقلب والنفس إلا ان أثر الجوع المعنوي يتوقف على كون الجوع جوعاً تربوياً، أي يجوع الإنسان بإرادته ليربي به نفسه ويهذبها ويقمع جموحها إلى ما حرم الله ويقبل بها على الطاعة أي ان يكون جوعه جوعاً هادفاً ليمتلك زمام نفسه لا أن يكون جوعاً مؤقتاً نمسك به أنفسنا فترة من الزمن عن الطعام والشراب ثم لا نلبث أن نطلق لها العنان لتأخذ ما لذ وطاب لها وبما شاءت من الكم والنوع.
وعلينا أن نغتنم فرصة الجوع لنتذوق طعم العبادة الحق حيث تنازعنا فيه أي رغبة أخرى.
فعن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: »لا تشبعوا فينطفي نور المعرفة من قلوبكم ومن بات يصلي في خفة من الطعام باتت الحور العين حتى يصبح«(1).
الهوامش:
(1-2) الإمام الخميني قدس سره الأربعون، ص 72-82.
من 1 إلى 9: فلسفة الأخلاق، إبراهيم الزنجاني.
(1/14)
________________________________________
(1-6) المحجة البيضاء ج 5/ص 641 إلى 941.
(1) محجة 5، ص 51.
(2) محجة 5، ص 451.
(1) المحجة البيضاء، ج 5، ص 651.
(1) المحجة البيضاء، ج 5، ص 451.
(1/15)
________________________________________


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://just.ahlamontada.com
 
جهاد الجوارح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاسد : عن جهاد النكاح وخرافات أخرى .. أخيراً سقط القناع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.just.ahlamontada.com :: just_f _ المنتديـــــــــات :: just_f _ المكتبــة الاسلاميــة-
انتقل الى: