Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: مرض الانفصام . قصة رجل جزائري الأربعاء يونيو 12, 2013 9:32 pm | |
|
بالسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
أود أن انوه إلى كل إنسان ابتلي في هذه الحياة بمرض الانفصام بأنك لست وحدك أنا مثلك ابتليت بهذا المرض و معنا أناس كثر إنني كتبت الحالات التي يعيشها لانفصامي بصدق كإنسان ذاق من مرارة هذا المرض وويلاته و أيامه و لياليه و هو يسرد بعفوية إلا أنها قد تكون أفكار مبعثرة إنني لست إنسان أدبي بل دراستي كانت علمية في الإعلام الآلي كل فكرة تسبقها علامة نجمة
أنا من الجزائر موظف إداري بسيط عمري ألان 42 سنة أنا من مواليد 14 جويلية 1970
بداية المرض كانت سنة 1988 ِ هذا هو بريدي الالكتروني من أراد أن يكتب إلي أو يراسلني fk3892@gmail.com
*كنت أعيش مثل زملائي في حياة يملؤها المرح وفي وسط عائلي بين إخوتي و أخواتي ووالدي في دنيا كانت وقتها تظهر لي فيها كل شيء عادي فيها شمس و هواء و ماء و ضل لا يمكنني أن أنسى ذالك اليوم أبدا كان سني 18 سنة كنت في نهاية التعليم الثانوي و احضر للباكالوريا إنني اذكر تلك اللحظة بكل تفاصيلها التي كانت هي بداية رحلتي مع المرض كان أخي يعمل حلاق ِِو كان هو من يعيل العائلة ينفق على تعليمنا و ينفق على العائلة وكان له الفضل في إكمالي لدراستي الجامعية فلولاه لما أكملت أنا و آخي دراستنا كنت أقف أمام دكانه وفجأة غابة الشمس التي كنت اعرفها وغاب معها الهواء و ذلك الضل و ذلك الماء ونزل أناس آخرون إلى دنيتي الجديدة علي لأبدأ معاشرتهم و العيش معهم ليس إنني لا أرى ماء و هواء و ضل و لا كن لا أحس بهم فانطلقت في رحلة طويلة ابحث عن هذه الشمس التي غادرتني في لحضه لعلى اعثر عليها و ترجع لي الدنيا التي افتقدتها لأعيش من جديد مثل الآخرين أين أنت أيتها الشمس لماذ غادرتيني أنا من دونهم و بقيت معهم و هجر تيني هل ازعجتكي في شيء لماذ تركتني وحيدا و ذهبت لقد كنت كل يوم أراك وأصادقك لقد كنت تنيري لي هذا العالم وهذا الكوكب وهذه التربة وهذه الأودية والأنهار والأشجار الم تعلمين انكي حين غادرتني ابقيتيني في ظلمة رغم رؤيتي لهم وانتم أيها الوافدون عليا الجدد من انتم إني لا أعرفكم ولم أقابلكم من قبل لا تبقوا تنضرون إلي ها كذا في صمت عرفوني بأنفسكم لماذ تذهبون في صمت ثم تعودون من دون سابق إنذار ألا تتركوني ارتاح قليلا إن لم تذهبون عني فسأدعو الله عليكم أهلا احمد كيف الحال انك أنيق و ألباس الذي تلبسه يليق بك انك تظهر و كأنك عريس ولماذ لم يأتي عمر أليس عمر من يحكمنا وأنت نائبه ألا تعطوني مرتبة مرموقة عندكم آه أنا ألامين العام على هذه البلدة شكرا لك لقد كافأتني اليوم سأعقد اجتماع مع الولاة و اخبرهم بالإجراءات الجديدة التي اتخذها اه لقد جاءوا الآن ها هم يجلسون على الكراسي ينتظرونني لأخطب فيهم السلام عليكم وعليك السلام الم تعرفوا أنني أنا الرجل القوي في هذه البلدة وانه من يعصي أوامري فسوف يلقى جزاءه والله لن ارحمه يا الاهي ماذ أرى كل هذه القصور هي لي وهذه الجواهر أنا إنسان غني جدا أنا ثري سأشتري فنادق ضخمة و منتجعات و سابني أبراج ماذ الرئيس ناداني أنا القائد العام للقوات المسلحة لقد هجم علينا العدو حرك الجيوش سننتقل إلى الجهة الشمالية ارسلو سرب الطائرات حتى يعلمون من أنا أهلا احمد عدت ثانيتا ماذ أنا الرئيس اوه ماهذه التشريفات وهذا الشعب الذي يحييني أهلا أهلا كيف حالكم شكرا لكم انه شعب كريم سيارة جميلة شكرا لك على فتحك الباب لي سأصعد ألان ما أجمل أن تمر بين شعبك وهو يحييك المنتخب دخل الآن إذا أنا اللاعب الماهر الذي سيسجل الأهداف و بي سينتصرون كل الجرائد تكتب علي الآن كل الفضائيات تتحدث عني هاهو المذيع من قناة الفضائية يحاورني المذيع: أهلا بك كيف حالك ولله بخير المذيع : كم كنت رائعا شكرا المذيع كنتم متأخرون بسبعة أهداف ولا دخلت سجلت عشرة أقل ما يقل أنها أهداف روعة نعم إنني امتلك مهارات عالية . ما هذه الدهاليز التي أنا فيها أنا مسجون آه لقد قدت انقلاب على الرئيس لا تضربوني إنكم تؤلمونني سأضرب رأسي انظروا كيف اضرب رأسي ها أنا اضرب رئسي الآن ما هاذ القصر الفخم سيادة الرئيس حسني مبارك أهلا ومن معه عاهل المملكة العربية السعودية يا مرحبا تفضلوا ما جمل هذه الطفلة إنها تحمل التمر و الحليب تفضلوا كلو هنيء لكم يا امرأة أين أولادي لماذا يا فاطمة لم يحضر معك الوليد أنا مخترع عبقري ساجد النظرية التي تصنع القنبلة التي ستدمر العالم ولن يستطيعوا الوصول إليها و سآخذ الجائزة الكبرى عليها لماذ توقفت هذه الشاحنات العساكر ينزلون منها إنهم يقتلون الشعب آه أنا داعية معروف. كل هذه الأفكار الوهمية و الخرافية وهي كثير سردت ما افتكرته فقط كنت أحسها كأنها حقيقة و كأنني بالفعل رئيس و الناس تحييني لم أكن أحس إنني مريض و لما أمر على الناس أتعجب كيف لا يقيمونني ولا يحيونني بل هم يهينونني و يتطاولون علي ما كنت أحس بالمرض أبدا فلولا لم يخف علي المرض قليلا لبقيت كما وصفت لك في هلاوس ووساوس و مراتب وهمية لا كن بعض الأحيان ارجع إليها لا كن ليس بالقوة التي كانت عليها
* اذكر أنني لما مرضت في سن 18 أكملت دراستي الجامعية و الحمد لله إنها كان تكوين قصير المدى لا كن رغم ذلك أنا إلى حد ألان متعجب في كيفية إكمالي لدراستي لأنني كنت إنسان مريض لا يمكنه إكمال الدراسة بتلك الوضعية أبدا لا كنها كانت عناية الله التي لا تعرف المعجزات وكم كانت لي تجارب مع قدرة الله و كيف فتح لي عدة أبواب كانت مغلقة و لم أكن أضنها تفتح أبدا حتى من كان عاقلا كان يرى أنها مستحيلة المهم لما أكملت دراستي توظفت بعد عام و نصف تقريبا من البطالة وفي يوم من الأيام وأنا مبعوث من طرف المدير إلى العاصمة في مهمة إلى الوزارة هناك لما وصلت إلى العاصمة ذهبت إلى ساحة مشهورة تسمى ساحة الشهداء و هي معروفة عندنا في الجزائر فأردت تناول ساندويتش بينما أنا جالس على الطاولة جاءني النادل أو موظف عند صاحب المطعم و كان في الثامنة والعشرين أو الثلاثين من عمره قال لي كلمة غيرة مجرى حياتي لم أكن اعلم أن هذه الكلمة إنها ستؤثر في كل هذا التأثير الكلمة هي بسيطة تقال لكل شخص يريد وجبة قالها لي بالدارجة أو العامية عندنا في الجزائر و هي "واش نعطيك عمو " أي ماذ تطلب يا عم "عم" هذه الكلمة لا تقال إلا إلى الشخص الكبير كم عمري أنا ألان فوق الأربعين سنة ولله كنت اضن أنني في السادسة و العشرين أو الرابعة العشرين فقط على الأكثر سرق مني المرض كل هذه السنين لم اشعر بالعشرينات و لا بالثلاثينات كيف قد مضت حتى صرت إلى الأربعينات أحسست أنها قفزة مباشرة من المراهقة حتى الكهولة لم اشعر بفترة الشباب مطلقا و كأن الله قد خلقني من طفولة إلى مراهقة إلى كهولة مباشرة لم يردني أن أمر بمرحلة الشباب
*كنت دائما احلم بالشفاء فذهبت إلى الرقاة و الأطباء و النفسانيون عام بعد عام ولا كن لا نتيجة وفي لحضه من اللحظات و أنا انظر إلى والدي في البيت ثم إلى والدتي أحسست بإحساس كان صادقا أحسست أن الذي هو أمامي ألان لن يدخر علي أي شيء يملكه ليسعدني إلى الشفاء ثم قلت في نفسي حتى لو خرجت إلى الشارع أي طبيب اتجه لن يعطيني إلا أدوية هي مهدئات فقط لن تشفيني حتى لو كانت لدي الإمكانيات واملك من الأموال الطائلة وأذهب إلى أي طبيب في العالم من هذه المعمورة فلن أشفى هناك استقر إحساس في داخلي ليس لي إلا الله فقط ولا كن قد لا تكون استجابة للشفاء اليوم بل علي أن انتظر كم عام عامين ثلاث لا اعلم ...
* لقد تعلمت الوحدة وأصبحت صديقي الذي لا أفارقه أبدا يجالسني أينما ذهبت ينام معي أينما نمت يدخل معي في المقاهي و يرتشف القهوة معي يصاحبني في سفرياتي انه صديق صامت لا يتكلم أبدا و لا يؤذي أبدا ليس لدي صديق غيره فالكل قد هجرني و لم يعد يطيقني كصاحب أو زميل إلى الذين اعمل معهم بحتمية العمل أو الأهل هي الوحيدة التي لم تخذلني أو تتخلى عني ما أعظمك من صديق سهلة لا يجد من يبحث عنك من صعوبة في مصادقتك من يعرفك و تعرفينه لا تفترقان ابد
* إن نعمة العقل هي الفيصل بين الإنسان و الحيوان و كأنه أصبح غذائي الروحي في فترة المرضية هو الفساد أو حب الزنا و كأنه الهواء الذي أتنفسه و هو الغاية كأنه لاحياه لي بدونه كنت حينما امشي في الشارع ما أرى فتاة أو زوجة تمشي مع زوجها إلا كنت أريد الذهاب إليها وأريد أن اطلب منها الزنا وكانت إذا لم تردني أو ترفضني أود لو أن الأرض انشقت و بلعتني أو أن ارمي بالرصاص ما كنت أحس بالضرر الذي سيلحقني من طرف زوجها أو من طرف الفتاة التي اذهب إليها أو أخوها كنت أحس كان زوجها يريدني أن أكون هكذا آو انه لا يبالي فأصبحت الفتيات يهربون مني ومنهن من كانت تسخر مني هي لا تطردني بل تسخر مني فكنت أقف أمامها وأريد أن أحس فقط أنها تسخر مني و أركز كل قواي العقلية والأحاسيس على هذا لا كن دون جدوى و كنت إذا نظرة في الفضائيات إلى داعية مثل القرضاوي أو أي إمام و أريد أن اسقط عليه هذه الفكرة هل هو بالفعل يكره الزنا هل هو صادق مع نفسه فأحس كأنه منافق بل هو محب لها كأني كنت أريد أن أرى اثر الشريعة على هذا الداعية فلا أحسها سبحان الله و كأنه أصبحت لي شريعة أخرى غير التي كنت اعرفها شريعة تبيح لي كل شيء حرام الشريعة الأولى هو حلال الشريعة الجديدة سبحان الله هذه النعم التي كنا نحس بها في مرحلة العافية التي تعطيك وقارك وتزينك بالعفة و تبعد عنك الأخطار هذه الأحاسيس لما فقدت أصبحت أهان من طرف الغير ومنبوذ منهم أصبح ذلك الشخص الذي يكرمني إلى بيته يخافني و يحذرني إننا لا نحس بالنعم حتى نفقدها و من حكمة الله ان هذه الأحاسيس التي تكون في العافية حتي في وقت ما يريد الإنسان أن يفعل المنكر يعرف إلى أين يذهب لا تكون خبط عشواء انظر كيف ان الله يحمي عبده حتى في حالة المعصية أما في حالة المرض فهو لا يميز أبدا رغم كل هذه الأحاسيس إلا انه كانت هناك فكرة راسخة في ذهني وكأنها محفورة "لا تزني " فو الله حتى لو توفرت لي كل الظرف كنت لا أقدم على هذا الفعل لأنه كان بداخلي شيء يمنعني من ذلك و رغم مرور 21 سنة على المرض إلا أنني إلى ألان احمد الله على الطهر و العفة ما وقعت في الزنا فسبحان الله الشيء الذي ابتلاني به حفظني منه و ربما هناك عقلاء مروا بهذا الفعل المشين أحسست و كان الله يقول لي لن اترك لك فرصة من العافية حتي تفكر في أمر مثل هذا دائما في وساوس و اكتأب فلو أن في مرحلة الشباب كنت بعافية لخلى لي الجو إلى التفكير بالمحرمات لا كن لما اخذ الله من الشباب منعني من ذلك
* أنا ألان الحمد لله نقصت مني هذه الأحاسيس لا كن الوساوس و الاكتئاب لا يفارقني لا كنني احمد الله فقط إنها نقصت حتى لا أهان من طرف الآخرين
* وأنا مريض أقول في نفسي إن الله هو الذي أمرضني وأمرضني بمرض قد يؤذيني الأخر عندما تتقوي عندي النوبات لأنني أكون معتدي طيب لما أمرضني ربي لماذ لا يحميني من هؤلاء وكأني أريد أن الله يقول لناس أنا أمرضته فلا تضربوه و تؤذوه حينما يشتد عليه المرض لا كن قد لا أجد مثل هذا وفي مسيرة حياتي أرى أن الله قد يأخذ الولد من والديه و قد لا يكون لهما سواه أو أرى انه يأخذ الولدين معا ويترك الأولاد يتامى ليس لهم احد وكأنه حينما يمضى القرار ينفذ أنت يا فريد أنت الإنسان البسيط الذي ليس لك القوة الكبيرة و تجارب الحياة حتى تخوض في هذه الحياة الصعبة التي يعلو فيها الباطل قد لا يكون للحق مكان أنا لا استطيع الخوض فيها حتى و أنا عاقل فما بالك بمريض سينفذ فيك القرار وتدخل هذه المتاهات خلاص إن القرار تم لا كن عقيدتنا الإسلامية تخبرنا انه "لا يسأل عما يفعل و هم يسألون" كل عمله لحكمة يعلمها هو يجب علينا التسليم و الرضا
* فكرة إن الله غاضب عليك لازمتني في بداية المرض إلى ألان و كانت شديدة عليا خصوصا في السنوات الأولى من المرض فكانت تراودني إن الله ينتقم منك إن الله لا يحبك في بداية المرض و شدته ما كنت استطيع أن ابعد الفكرة عني كنت أصدقها و كان هذا يزيد في حالتي آه ما مربي و خصوص تأثير هذه الفكرة على المريض إنها تحبط كل عزيمته على الصبر و مقاومة المرض لا كن في الآونة الأخيرة خفت علي و الحمد لله
* عندما كنت امشي في الشارع كانت دائما تخطر ببالي فكرة سأجد في الطريق علبة دواء ثم آخذها فأجدها تخص مرضي و اشتريه من الصيدلي و اشفي او امر على طبيب أقول سأدخل إليه و اخبره أنني مريض و سيعطينني دواء و اشفي أو أمر بصيدلي فاخبره إني مريض بالانفصام فيعطيني دواء فاشفي كم كانت هذه الأفكار تراودني أكانت استئناس بالمرض أو يأس من الشفاء
* لم أتقبل المرض في البداية كم كان صعبا علي أن أتقبل أنني مريض عقلي ما كنت اضن في حياتي أني سأمرض من عقلي فمرة أكثر من عشرة سنوات و أنا لا اصدق أنني مريض لا كن في الأخير رضخت للأمر و قبلت به
* أحيان ليس المرض هو الذي يؤثر على الإنسان فقد يتحمله الشيء الصعب أن يتحمله الإنسان هو أخوه الإنسان الآخر انه مجتمع لا يرحم إنهم يستهزؤون بالمريض ألا يضن ذلك المعافى انه من أمرضني قادر على أن يمرضه هو كذلك أم إن لما الله مدى له في صحته لم يبالي و ضن انه في منأى عنه وكان له حصانة تمنعه من الله فان أذى المجتمع اكبر من المرض فوا لله لو جربوا شهر لا أقول يوم من حياة انفصامي لما طاقوا لها صبرا لقد قل الخير في امتنا لا كن لن نيأس لان قوله 'ص' لا يزال الخير في أمتي....
* كنت مدمن على الانترنت حتى كان يستعجب صاحب المقهى الانترنت مني كنت مبذر لراتبي الشهري و يستعجب الناس مني كان جل جلوسي أمام الجهاز هو عبارة كنت أحفظها و موقع استعمله دائما لا يفارقني أما الكلمة هي " لقد وجد دواء جديد يقضي على الانفصام" " لقد اكتشف علماء دواء للانفصام" "وجدوا أسباب الانفصام" أما الموقع هو موقع قوقل عند عملية البحث اقلب صفحة بعد صفحة و تمر السنون و أنا مازلت ابحث كم بحثت على جمعيات تتكفل هذه الفئة و عن أطباء يتكفلون مجاني بهذه الفئة إنها فئة محرومة إن وجدة هذه الأمكنة فهي ليست لهم لان تكاليفها باهظة عليهم ليس لهم إلا الله
* الاكتئاب شيء عادي بالنسبة لمريض الانفصام لا كن هناك لحظات يشتد هذا الاكتئاب تحس أن الموت أفضل لك من الحياة ما أصعب هذا الشعور تسود الدنيا في عينيك لا يصبح للحيات طعم تقول إن كان الحياة هكذا فالموت أهون لولا ثقتك بالله و أنه يجب الصبر على البلاء لكان الموت أحسن في تلك ألحظات أصعب فترات الحياة وأصعب فترات المرض
* ما أصعب أن تجد امرأة صالحة تقبل بإنسان تعرف حالته و تبغي الأجر عند الله كل البنات الذين قابلتهم كانوا يفضلون الإنسان العادي و ما قبلوا بي إلا التي تخاف البوار فقط و لم تجد زوجا وقد تزوجت إحداهن فاستغلت ظرفي و أرادة التحكم في وان أكون خادما لها وان راتبي الشهري تأخذه و هي من تتصرف فيه فطلقتها وإلا لا كان حظي أكثر سوء ألان
* مريض الانفصام دائما يكون مستحقر من طرف المجتمع فلا تكون له قيمة و مكانة عندهم يسخرونا منه لا يعطونه أي قيمة ينعتونه بالمجنون أو المعقد هو يحس بهذا وهو يستنتجها من تصرفاتهم نحوه و ما اكبر اثر هذا التعامل على نفسيته هي تحبطه وتجعله لا يثق في نفسه ومن تجربتي مع هذا المرض إن مريض الانفصام يتحمل مرضه لوحده فأحيانا يطلبون منه أعمال لا يطيقها ومن هنا يستنتج أنهم لا يحسون ولا يشعرون بما يعانيه فحقا فلا يحس بالجمرة إلى الذي اكتوى بها فقط
* مرض الانفصام هو خروج من هذا العالم إلى عالم آخر فمريض الانفصام هو دائما في بحث دائم من أجل الرجوع إلى عالمه الأصلي و الذي يراه أنه صعب المنال و بصعوبة بمكان من اجل إدراكه وهو يعيش من فكرة إلى فكرة لا يرتاح أبدا يحس بوحشة يريد أن يظهر له إنسان قوي يحميه من أذى المجتمع وكل من يريد ه بسوء فو لله لما يؤذيك الناس و لا تجد من يدافع عنك تحس بحرقة شديدة تحس بعدم الآمان هو أحوج إلى الحنان ومن يتكفل به لأنه عديم القدرة على مواجهة الأمور فهو يريد الهروب من الناس الجدد الذين دخلوا عالمه لأنهم يؤذونه و دائما و يأمرونه بأوامر لا يستطيع إلا أن يطبقها فيرى نفسه انه غير حر وهذه الأوامر غالبا ما تكون مؤذية له أو مؤذية للناس الذين حوله و هؤلاء الناس دائمو الأذى له هم يسيطرون على عالمه الجديد بالإضافة انه يعيش في هذا العالم في اكتأب دائم و حزن يكاد لايفا رقه لحظة واحدة فهو يتشبث بأدنى خيط أمل يراه سبب له في الخروج من هذا العالم فهو دائم البحث عن هذا الأمل وهو يعيش بين اليأس تارة و الأمل تارة أخري
* مريض الانفصام ينتقل إلى مكان آخر وهو جالس بمكانه بمعنى قد يمر على سوق قد رآها في مدينة أخرى ثم يرجع إلى البيت و قد تمر أشهر أو حتى سنوات بينما هو في مكانه يتخيل له انه رجع إلى ذلك السوق وكأنه فيه بالفعل حتى انه لا يشعر بوجوده بين أهله هو ألان الجسد فقط يراه أسرته أما هو فهو يتجول في ذلك السوق و غالبا يكون تفكيره سلبي أي انه تخاصم مع احد الباعة فالأسرة تري انه يضرب ويكلم نفسه و في الحقيقة هو لا يشعر بهم أو حتى انه يرى مكان قد شاهده بمدينته كدار البلدية مثلا ير انه داخله و أن شاحنة عسكرية قد توقفت أمام البلدية و ينزل العسكر منها و يدخل إلى البلدية و هي تقتل الموظفين يرها وكأنها حقيقة هو يعيشها بكل تفاصيلها بكل ألامها النفسي أو لما يكون يمشي في الشارع فيدخل إلى دكان من اجل الشراء فانه وهو واقف أمام البائع فيكون له فلم و تحدث القصة أمام البائع فمثلا يرى أن البائع قد ضربه و يرد عليه بضرب والشتم و كأنها حقيقة رغم أن البائع لا يرى شيء إلا انه يرى المريض ينضر إليه بحقد و كراهية و تتكرر هذه المشاهد كثير مع المريض حتى مع الناس الذين يمرون عليه بالشارع
* كثر الإحساس عندي بالطفولة كثيرا ما أرى نفسي وكأنني طفل يلاعبه الكبار ويريد أن يرى الحنان منهم كلما أرى أبوين معهما طفل أري نفسي ذلك الطفل رغم أنني فوق الأربعين من عمري حتى وان لم أري أبوين أحيانا جالس لوحدي أرهما خياليا وكان أبوين يلاعباني و أنا طفل صغير هذا المشهد يتكرر معي طيلة مرضي
* في عز المرض وأنا بين الأمواج الهائلة من الهلاوس وكل الشدائد رسخت في ذهني فكرة أردت أن تكون هناك امرأة تحبني و تريدني لوحدي حتى أحس أنني لست لوحدي وهناك من يهتم بي وتقول لي لأتخف لست لوحدك مع المرض أنا التي سأكون بجانبك في محنتك ولن يؤذيك احد أحسست بحنيني إلى الطرف الآخر ليسكن روعتي وحزني فذهبت في البحث عن هذه المرأة فما وجدت إلا ناهرة أو ساخرة فقد كانوا نوعان من النساء فهناك من كانت ذو شخصية قوية وأنا احترمها إلى ألان رغم قهرها لي لان لسعتها اكبر من لسعة العقرب لن تنساه ابد ما حييت لا كن بعدها ترتاح تذهب عنك و لا تبقى معك أما النوع الثاني هو لا يؤذيك بل يتركك و هذا النوع من ارخص الأنواع التي عرفتها هي تتلاعب بك تذهب من مكان إلى مكان آخر وتتركك دائما تلاحقها وهي لا تغادرك بل تتمنى أن تبقى كذلك إلى ابد الدهر إنها تلك المرأة التي لم تجد نفسها في الحياة و ترى إنها الآن قد قيمت ما أجمل نعمة العقل تعرفك بمن يحبك ومن يكرهك أو يتلاعب بك
* أصبحت إنسان أبله بليد في تعاملاتي على درجة كبيرة من النية كما يقل مسكين على نيته مازال نية أو إنسان نعجة أو خروف كما نقول في الجزائر لا كن الغريب أنني كنت داخليا أمقت هذا التصرف أحس أنها تصرفا ت بليد وكأنه مفروض علي لا أحب داخليا أن أكون مغفل بهذه الدرجة و أن ينظرون إلي بنضرة الشفقة كالطفل الذي لا يعرف مصلحته
* من غرائب أو الأشياء التي لم أجد لها تفسير اعلم أن مريض الانفصام يرى أناس و يتعامل معهم وهم في الواقع غير موجودين لا كن هؤلاء الناس يتغيرون لا كن أنا ضمن الناس الذين أراهم هناك خمسة أو ستة أشخاص منذ أن أصبت بالمرض منذ 23 سنة لم يتغيروا و بقو محافظين على نفس السن و الهيئة التي رأيتهم عليها منذ أن كان عمري 18 سنة بداية المرض إلى ألان وأنا سني 42 سنة نعم جاؤ آخرين و غادروا إلا هؤلاء و الغريب أنني لم أراهم قبل في حياتي
* دائما حينما يؤذيني الناس أرى إنسان كأنه معي يحميني ويضربهم مرة أراه شاب يافع أحيانا أراه رجل كهل أحيانا أراه رجل كبير فوق الخمسينات لا كن اصدم حينما اعرف انه سراب فقط لا أجد من يحميني
* مريض الانفصام لما يتقدم به العمر و يرى أن من هم دونه سنا قد أصبح لهم أولاد منهم حتى من يدرس في المدرسة حتى منهم في سنه وكان يدرس معهم في المدرسة يراهم بأولادهم يشعر بأشياء انه لم يستطيع أن يكون أسرة بسبب الانفصام كنت حينما جلس بدكان احد الأصدقاء و أرى الطفل ويداه الناعمتان تمسك بيد والده أتمنى أن أكون مثل والده امسك أنا كذلك بولدي أنا ألان غير متزوج و ليس لدي أولاد
* قبل أن اختم سالت نفسي بهذا السؤال هل كنت ممن رفع عنهم القلم يوما ما ?
* في الأخير لقد حاولت أن ابرز جوانب كثيرة مما يعاني منه ألانفصامي حسب تجربتي الشخصية مع هذا المرض وقد أكون لم اذكر بعض الأخر من معاناتي قد تكون نسيا أو أنها كثيرة لقد كتبتها ببراءة و عفوية ويمكنك أن تطرح عليا الأسئلة إذا كنت تريد الإيضاح أكثر حتى يتبين لك الأمر فانا دائما في الخدمة
| |
|
عباس بدوي
عدد الرسائل : 90 العمر : 34 just_f : بحب الصور الرومانسية وصور العشق الممنوع تاريخ التسجيل : 25/07/2013
| موضوع: رد: مرض الانفصام . قصة رجل جزائري الخميس يوليو 25, 2013 2:17 am | |
| متشكررررررررررررررين على موضوع وجزاك الله خيرا | |
|