المقدمة
:
هناك
الكثير من الأمور التى تثير جدالاً وخلافاً بين الناس عند التحدث فيها ولا شك فى
انه سبب حيره شديده للشباب .
وان عدم التدقيق والتركيز فى مثل هذه الامور
قد يؤدي للوقوع فى الكثير من المشاكل .
الموضوعات
:
1-
اختيار شريك الحياة
2-
الأستقلالية وصنع القرار
3-
قرار الإرتباط
4-
اختيار الشريك خبره انسانية متكامله
5-
اختيار عقلاني
6-
اختيار عاطفى
7-
من أكثر عاطفية الرجل ام المراة ؟
8-
الرجل والعاطفة
9-
هل المؤاثرات التربوية تحد من عاطفة الرجل ؟
10- توازن العقل والعاطفه
11- وختاماً
1-
اختيار شريك الحياة:
من الخطوات الهامة جداً فى حياة الشباب هي
اختيار شريك الحياه وهل يكون هذا الأختيار مستخدماً فيه القلب ؟ ام العقل ؟ وايهما
اكثر نجاحاً : اختيار مينى على العاطفة ام مبنى على العقل والمنطق ؟
اود ان اوضح انه لا يوجد انسان قادر على ان
يستخدم العقل وحدة او القلب وحدة ، فالشخص كلّ متكامل يصعب تجزئته كل ما فى الأمر
ان هناك من يتسمون بالعقلانية اكثر من غيرهم ، او بالعاطفية اكثر من غيرهم .
حينما يختار الفرد شيئاً او يصنع قراراً فانه بالضروره يستخدم كل ملكاته العقليه
والعاطفية اي خبرته السابقة ورصيده من العلم والمعرفة كما يراعي فى ذلك مشاعر
الأخرين ............. فمثلاً
حينما اريد شراء شيئاً اذهب وابحث فى الأسواق
حتى اجد نوعاً يعجبنــــــــــــى ( الأعجاب هنا ياتى من العاطفة ) هنا ابدأ فى
التفكير والمقارنه مع نوعاً اخر قد شاهدته سابقاً ( التفكير والمقارنه هنا ياتيان
من العقل ) وبعد ذلك يتخذ قرار بعملية الشراء ( القرار عنا ياتى من الإراده ) وهنا اقوم بالشراء فعلاً الشراء هنا هو السلوك
الناتج عن تفاعل العقل والعاطفه والإراده ،
2- الإستقلالية وصنع القرار :
لكي
يصنع الفرد قراراً سليماً يعبر عن إرادته الشخصية ينبغي ان يكون القرار نابعاً من
اعماق الفرد ذاته دون ان يفرضه عليه احد وم ثم ياتى يالقرار متناسباً مع احتياجاته
الحقيقية . ولكي يكون القرار حقيقياً يينبغي ايضاً ان يكون الفرد قد قطع شوطاً
مناسباً فى طريق نضج الشخصيه التى من اهم سماتها الاستقلالية التى تساعد الفرد بدورها
على صنع قرار بشكل مناسب .
ومن
ناحية اخري فإن الأنقيادية وضعف القدره على صنع القرار ومحاكاة الناس بلا وعي ،
وعدم التحديد لما يريده الشخص بالضبط ، كلها تتعتبر علامات ضعف نضج الشخصية التى
تعتبر من المؤشرات السلبية فى حالات الأرتباط .
ولكنها
بالرغم من كل ذلك قابله للتعديل والتصحيح ، فالتحول من الأنقيادية الى الأستقلالية
ممكن بشرط ان يحاول الشخص تطوير نفسه الى الأفضل كلما شعر بعدم الرضا عن نفسه وقد
يحتاج فى ذلك الى من يساعده على التدريب فى أكتساب صفات اكثر ايجابيه .
وكم
من متزوج ساهم فى تغير شريك حياته من خلال الحب الذي يصبر ويتحمل .
ومن
هنا نفهم ان أكتشاف بعد السلبيات فى شريك الحياه ليس بالضرورة مؤشر الى سوء
الأختيار ، ولكنه على العكس قد يكون ذلك دعوة لمزيد من الاهتمام بالشريك وتحمل
اختلافاته وسلبياته فى صبر ومحاولة التكييف مع طباعه ومساعدته على النمو نحو النضج
3-
قرار الأرتباط :
ومن
اهم اساسيات صنع القرار بوجه عام التروي والتعقل فالتباطؤ من اجل
التأكد من المشاعر والتفكير الهادئ المبنى
على دراسة الموقف وتحليل البيانات يؤدي الى صنع قرار حكيم بلا تسرع او تهور .
ولا
شك فى ان التروي يعطي الفرصه لعمل كل من العقل والعاطفة فى بآن واحد حتى نصل الى
قرار سليم .
4-
اختيار الشريك خبره انسانية متكامله :
مما
سبق فإن اختيار شريك الحياه يتحقق بان يبحث الفرد بين من يعرفهم من الجنس الأخر عن
شريك مناسب ويداوم البحث الى ان يُِِِعجب
بشخص معين ( هنا دور العاطفة ) ثم يبدا فى التعارف عليه والتحدث معه ويتابع
اللقاءات حتى يطمئن الى وجود عوامل مشتركه تجمعهما واتجاهات واهداف متقاربه ( هنا
دور العقل ) وبالتقارب والفهم المتبادل ينمو القبول والتعاطف ومن هنا يتوالد
الأقتناع بقرار الإرتباط ( هنا دور الإراده ) واخيراً يتم الزواج بناء على
الاقتناع المتوالد عن تفاعل العقل والعاطفة الإرارده معاً .
5-
اختيار عقلاني :
غير
اننا فى الواقع العملي نجد شباباً تعتريهم حيره فى الاختيار ، فهناك من يفكر فى
الأمر بشكل عقلانى فبمجرد ان يجد شريك مناسب من حيث الشكل ومستوي التعليم والثقافة
والمستوي الأجتماعي والأخلاقى ............ الخ ، غير انه لا يشعل بالعاطفه اتجاهه
والزواج بالنسبه اليه فى هذه الحالة لا يتعدي كونه مشروعاً تتوافر فيه مقومات
النجاح .
وانا
اري ان زواج العقل فى هذه الحاله لا يخلو من مخاطر ذلك لان تجاهل المشاعر ، وغياب
القبول المتبادل ، والعاطفة ، والآشتياق او الرضا او السعادة الداخلية المرتبطه
بالتواجد مع " الأخر " غياب كل ذلك قد يؤدي الى جفاف الحياه الزوجيه
مستقبلاً .
6-
اختيار عاطفى :
من
الجانب الأخر يمكن ان يختار شخص شريكاً ينجذب اليه عاطفياً انجذاباً جارفاً ويتعلق
به بشكل مبالغ فيه ، ويعيش حاله رومانسية يحرك فيها فى سماء الخيال والوهم ويري
فيه الشريك شخصاً بلا اخطاء كل ما فيه جميل فى الوقت الذي يكون فيه عدم التناسب
واضح بلا ادنى شك بشهادة من حوله من الأهل والأقارب والاصدقاء الذي قد يرفض
الانصات لارائهم او قد يعتبرهم حاسدين لا يريدون الخير له .
انه
لا يريد ان يبحث الموقف بعقل ولا يعمل حساب حساب لفرق السنه الكبير مثلاً او
الفارق الثقافي اوالتعليمي او الدينى ..........الى اخر الأسباب الجوهرية الواجب
توافرها فى اي زواج .
فى
خلاصة القول ان الزواج قرار مهم جدا فى حياة الانسان يتطلب التعقل والدرايه والفحص
والوعي كما يتطلب وجود العاطفه والاهتمام ....... والزواج الاكثر نجاحاً هو الذي
يبنى على تلاحم العقل والعاطفة فى تناغم وتناسق
7-
من الأكثر عاطفيه الرجل ام المراة :
شاع
القول عن المراة بانها غالباً شديدة العاطفة ، وبانها فى ذات الوقت قليلة التفكير
والتحليل .
وشاع
عن الرجل انه غالباً عقلانى يجيد البحث والدراسه ، منظم التفكير ، ولكنه قليل
العاطفة والحنان ،
وفى
راي ان الرجوله والأنوثه وجهان لعمله واحدة ( الانسان ) وهما يتكاملان معاً فى
كيان انساني متوازن لذلك فإن الرجل والمراة يتقاسمان فيما بينهما الصفات الانسانية
فى تكامل رائع ، فالصفه الواحدة تجدها فى كل منهما بصورة مختلفة انها حكمة فائقه
ان يختلف الجنسان كي يعوداً مرة اخري فى حالة من التكامل والمشاركه
لم
يُقِر الله صفات على الرجل دون المراة والعكس صحيح ، بل جعل كل الصفات الانسانية
فى طبيعة الرجل ولكن بصورة مختلفة حتى يسعي نحو المراة متكاملاً معها كما جعل كل
الصفات الانسانية فى طبيعة المراة ولكن بصورة مختلفة كي تسعي نحو الرجل متكامله
معه لذا لا يمكننا القول ان العاطفة والحنان من صفات المراة وحدها ولا نقول ايضاً
ان البحث والتفكير من سمات الرجل وحده
8-
الرجل والعاطفة :
الرجل
عاطفى ينفعل ويشفق ويظهر الحنان نحو الأخرين ويتاثر بالأمهم ويبادل الأخرين حب بحب
غير ان العاطفية فى الرجل تختلف عنها فى المراة تماماً مثلما تختلف عاطفة الابوة
عن عاطفة الأمومه ، فاختلاف نمط العاطفة واسلوب التعبير عنها عند كل من الرجل
والمراة لا يجعلنا باي حال من الاحوال ان نتهم الرجل بجفاف العاطفة مقارنه بالمراة
9-
المؤاثرات التربويه تحد من عاطفة الرجل :
إن
ما يجعل عاطفة الرجل تبدو اقل حرارة عنها فى المراة هو ان اسلوب التربيه بوجه عام
يميل نحو السماح للبنت بالتعبير التلقائي عن انفعالاتها بالبكاء والكلامات ، بينما
لا تسمح للولد بذلك بنفس القدر ، فالولد اذا بكي قيل له ( لا تبكي فالبكاء للبنات
فقط ) مثل ذلك الاساليب التربوية تشكل صعوبة فى تعبير الرجل عن ما فيه داخله من
عاطفة لذلك يشكو كثير من الزوجات من ان الرجل قليل التعبير عن العاطفة ، يحب ولكنه
لا ينطق بكلمه تصف هذا الحب وهذا بالطبع يختلف من رجل الى اخر بأختلاف مدي الآشباع
العاطفي الذي حصل عليه فى طفولته .
10- توازن العقل والعاطفة :
لكن
دعنا نعود الى ارض الواقع الى الرجل الشرقى والمراة الشرقية سعيا نحو رؤية انسانية
حضارية راقيه . إن كان الرجل يتحكم فى انفعالاته فيما هو يفكر والمراة تتأثر
بانفعالاتها فيما هي تفكر فلا يعنى ذلك باي حال من الأحوال ان تفكير الرجل اقرب من
الصواب او ان تفكير المراة يجانب الصواب .
انما
ينبغي ان يتدرب كل من الرجل والمراة على ان يصنع تؤازناً بين العقل والمنطق من
ناحية والمشاعر الأنسانية من ناحية اخري .
ذلك
لان عدم مراعاة المشاعر الانسانية يجعل القرار جافاً جامداً ، كما ان عدم مراعاة
العقل والمنطق يجعل القرار هوائياً صبيانياً
11- وختاماً:
هكذا قد
رأينا ان القرار الزوجي المشترك والمتكامل المتوازن الذي يستقي اصوله من
حكمة العقل ودفء العاطفة ولا اقصد حكمة عقل الرجل ودفء عاطفة المراة بل حكمة
عقل ودف عاطفة كل منهما يكون قرار سليماً لان كل من الطرفين عقلانياً عاطفياً
بصورة متوازنه اذا نشاء على ذلك او اذا درب نفسه فيما بعد على ذلك .
وهكذا
نري ان الله قد منحنا شخصية متكامله تحوي داخلها ميزات كل من العقل والعاطفة ولا
يمكننا الاستغنا عن اي منهما ، ومن ثم نحكم على الامور ونصنع قراراتنا دون ان
نتجاهل اي منهما.
just_f
[/center]