Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتحول الاستراتيجيات السبت أكتوبر 20, 2012 7:27 pm | |
| ترجمة خاصة بعدن الغد : القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتحول الاستراتيجيات الى عمليات الاغتيال
السبت 20 أكتوبر 2012 في جهود القاعدة الرامية لاستعادة الحركة الإسلامية لا زالت القاعدة ترى احتمالات نجاحها في الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد إضافة إلى الصعوبات التي تواجه إدارة هادي والتي تتمثل في إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية وعدم وجود سيطرة للحكومة على مناطق واسعة في الأراضي اليمنية تمثل فرصا كبيرة لتوسيع قدرات القاعدة في جزيرة العرب في القتال واستعادة أراضيها المفقودة
نشرت مؤسسة جيمستون المتخصصة في شئون الارهاب والجماعات المسلحة امس تقريرا سلط الضوء على التحولات التي شهدها تنظيم القاعدة في اليمن خلال الاشهر الماضية وتحوله من نطاق الحرب المفتوحة مع الحكومة اليمنية الى نطاق الحرب عبر الاغتيالات . ولاهمية التقرير المنشور تقدم صحيفة "عدن الغد" ترجمة خاصة وحصرية لهذا التقرير ويقدمها الزميل -عادل الحسني . تجربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحليف الآخر من جماعة أنصار الشريعة في الحكم والتي حاولت هذه الحركة تكوين وإنشاء سبع إمارات إسلامية في الجنوب كانت قد انتهت في يوليو تموز بعد أقل من عام على قيامها , جاءت نهاية هذه الحركة في شهر يونيو والذي صحبه هجوم موسع ضد عناصر القاعدة في جزيرة العرب إضافة إلى معاقل جماعة أنصار الشريعة في كل من جعار وزنجبار في محافظة أبين من قبل الجيش اليمني مدعما بعناصر المقاومة التابعة للجان الشعبية (PRC) , هذا الهجوم والذي مهد للحكومة في الشهر المقبل من الاستيلاء على حكومة محافظة لحج , إلى جانب النكسة التي مني بها تنظيم القاعدة في أبين , كما عانت القاعدة في أرض الجزيرة من الضربات الجوية الأمريكية المتحكم بها عن بعد (بدون طيار) وهو سلاح حديث تم استخدامه في مكافحة الإرهاب , والذي سمح به الرئيس هادي حيث كانت النتائج ما حصيلته مقتل شخصيات رفيعة المستوى في التنظيم والعشرات من عمليات الاعتقال , حتى أصبحت القاعدة لا تملك أماكن تنطلق منها لتنفيذ عملياتها كما أنها أصبحت تحت ضغوط متزايدة تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والقوات اليمنية لمكافحة الإرهاب حتى باتت القاعدة في موقف دفاعي حيث أصبح معظم عملياتها تجري في الخفاء ومع ذلك حاولت هذه الحركة الإسلامية التكيف تدريجيا مع استراتيجيات وتكتيكات جديدة والتي تتمثل بعدم انحسار العمليات على المواقع العسكرية والقيادات السياسية والأمنية ولكنها استطاعت أن تنقل المعركة إلى العاصمة صنعاء والى مناطق أخرى في البلاد. مخططات عمليات الاغتيال للقاعدة في جزيرة العرب. المنحنى الجديد لتنظيم للحملات الجهادية في اليمن قد تم الإعلان عنه في يونيو حزيران من قبل أمير أنصار الشريعة أبو حمزة المرقشي في مقابلة له حيث أعلن عن نية التنظيم بتصعيد الحرب في حالة عدم توقف الحكومة عن حملات الإبادة التي تشهدها أبين حيث صرح بنقل المعركة إلى مناطق أخرى في اليمن وخصوصا إلى المدن الكبرى كصنعاء وعدن وغيرها , حيث جاء تأكيد تحذيرات المرقشي خلال ثلاثة أيام فقط عندما قام انتحاري بتفجير نفسه والذي أسفر عن مقتل القائد العسكري للمنقطة الجنوبية اللواء سالم قطن , حيث تبين من بيان القاعدة أن اللواء قطن كان مستهدفا نتيجة لدوره الرئيسي في الحملة العسكرية في كل من أين وشبوة , كما حمل التحذير المصير ذاته لكل من شارك في الهجوم في الحملة العسكرية , وفي أثناء قيام قوات الجيش اليمنية بشن الحملات العسكرية في الجنوب بعد اغتيال اللواء قطن , قامت قوات أنصار الشريعة بتحويل تكتيكاتها من حرب العصابات إلى حملات الاغتيالات تشمل ثلاثة أهداف رئيسية رموز الأمن وهم المسؤولين في الحكومة اليمنية وأعضاء المؤسسة الأمنية المسؤولة عن التحقيق في هجمات وعمليات القاعدة في جزيرة العرب وأخيرا لجان المقاومة الشعبية , والتي تتكون من المليشيات الإقليمية للقبائل المحلية المدعومة منن قبل القوات الحكومية. كانت هذه الجهود التي قامت بها القاعدة إضافة إلى أنصار الشريعة في هذه المرحلة التي تشهد تمردا من قبل الإسلاميين كانت ناجحة ودائمة على كلا الصعيدين . ففي يوليو قتل العقيد محمد القطامي والذي يعمل ضابطا للاستخبارات اليمنية في الأمن السياسي بعد انفجار قنبلة زرعن في سيارته انفجرت في منطقة حي الستين في صنعاء . وفي شهر يوليو قامت القاعدة بقتل صاحب 12 ربيعا وهو بان الشيخ ماجد الذهب زعيم قبيلة ال قيفه في محافظة البيضاء , عندما قتل نجل الشيخ عند استلامه طرد مليء بالمتفجرات من رجل كان يزعم أنه هدية لوالده مع رسالة كانت تقول سيتم قتل كل من يقف ضد القاعدة. وبعد ثلاث محاولات اغتيال قتل العقيد عبد الله الموزعي وهو ضابط كبير في الشرطة المسؤولة عن تعقب نشاطات القاعدة في جزيرة العرب بعبوة ناسفة وضعت في سيارته . وفي أوائل أغسطس استهدفت القاعدة في جزيرة العرب العميد عمر بارشيد مما أسفر عن مقتل عميد كلية القيادة والأركان العامة إضافة إلى حارسه الشخصي اثر انفجار عبوة ناسفة في المكلا محافظة حضرموت . كما قتلت القاعدة العقيد يحي صالح بالرصاص حينما كان خارجا من منزله في صنعاء في سبتمبر . مقتل عبد الله الأشول , واحد من ابرز ضباط المخابرات اليمنية في الأمن السياسي من قبلا رجال ملثمون يمتطون دراجة نارية. مقتل العقيد أحمد باكراني وهو مسؤول كبير في الاستخبارات في مكتبه الذي يقع في محافظة عدن. مقتل خمسة أشخاص ( لم يكونوا هدفا للقاعدة) في تفجير 27 من سبتمبر والذي كان الهدف من ذلك قتل محمد عيدروس رئيس اللجان الشعبية في لودر والتي ساعدت في طرد أنصار الشريعة من مدينة جعار. وقد كان وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد هدفا لسبع محاولات اغتيال في جزيرة العرب من وقت قيام الحكومة المؤقتة حيث كان آخر مجهود في الحادي عشر من سبتمبر عندما وقع انفجار بعد اجتماع لمجلس الوزراء اليمني والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا والذي خرج منه الوزير سالما. إلى جانب هذه السلسلة من الاغتيالات والتي استهدفت شخصيات من المؤسسة الأمنية , أطلقت القاعدة سلسلة من الهجمات الانتقامية في الوقت نفسه ضد القبائل المحلية المسؤولة والتي قامت بالقتال إلى جانب القوات الحكومية في هجومها في الجنوب, حيث حاولت القاعدة في جزيرة العرب من دون نجاح يذكر بالقيام بخمس محاولات لاغتيال عبد اللطيف السيد القيادي في اللجان الشعبية في جعار والناطق باسم تنظيم القاعدة السابق الذي يقود الوحدة المسؤولة في اللجان الشعبية في مكافحة القاعدة وأنصار الشريعة في جزيرة العرب في جنوب اليمن. وعلى الجانب الآخر , حملات الاغتيال هذه والتي كانت خيار القاعدة بعد فشلها في الحرب المفتوحة في جنوب اليمن وفقدانها لمعاقلها الرئيسية في تلك المناطق قامت باللجوء إلى أساليب قديمة بينما كان يحاول التنظيم الحفاظ على وثاقه من خلال إظهار القدرة على القضاء على كل من يقف في وجه الحركة , ومن ناحية أخرى , مازالت القاعدة فيما يبدوا بمقدورها على شن الهجمات الكبيرة حيث تتمكن من نقل نشاطاتها في أجزاء أخرى في اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء, في محاولة واضحة لموازنة الكارثة في الجنوب. في السادس من شهر أغسطس أدى تفجير قنبلة كانت قد زرعت خلال تجمع للقبائل خارج منزل قائد اللجان الشعبية والمنشق عن التنظيم عبد اللطيف السيد إلى مقتل 55 شخصا في محافظة أبين حيث سجل أقوى هجوم دموي للقاعدة في جزيرة العرب خلال الأشهر الخمسة الماضية , إضافة إلى الهجوم التي تعرضت له أكاديمية الشرطة في العاصمة صنعاء والذي أسفر عن مقتل عشرة طلاب حيث استطاعت القاعدة على ابراز القدرة لضرب الأجهزة الأمنية في معاقلها والى كشف مكامن الضعف الذي تستغله القاعدة في هجومها . حيث كانت هذه الهجمة لتكوين مرحلة تحضيرية لهجوم مماثل على مقر المخابرات في عدن حيث قامت مجموعة من المسلحين بتفجير سيارة ملغومة بعدها قامت الجماعة بمداهمة المبنى بالأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية والذي أسفر عن مقتل 14 من أفراد قوات الأمن حيث كان هذا هو الهجوم الثالث من هذا النوع ضد نفس المبنى خلال السنوات القليلة الماضية . بينما في كثير من النواحي تندرج الرموز الأمنية اليمنية ضمن أولويات القاعدة في جزيرة العرب الإستراتيجية فمن الممكن أن نستشف رد الحركة من خلال الواقع الظرفي التي تعيشه القاعدة حيث أصيبت بالشلل بسبب الغارات الجوية بطائرات من دون طيار والتي جعلت من محمياتها أمكنة غير آمنة وعلى نحو متزايد , وبفضل مجهودات الإدارة اليمنية في مكافحة الإرهاب حيث كان الرئيس هادي حتى الآن أكثر تعاونا مع مسؤلي مكافحة الإرهاب في الإدارة الأمريكية من سلفه علي صالح كما رأينا ذلك في تصريحات وزير الخارجية أبو بكر القربي والذي قال ان الحكومة بحاجة إلى استخدام طائرات من دون طيار في بعض الحالات لا ستهداف قادة القاعدة والمسلحين , حيث ترى الجماعات المسلحة ان سلاح الجو الأمريكي الطائرات من دون طيار سلاح قاتل يصعب التملص منه , والذي يدل عليه مقتل العديد من نشطاء القاعدة , ومن هذا المنطلق ألقت القاعدة اللوم على الإدارة اليمنية بقيادة هادي والمسؤولين الأمنيين كونه المسؤول المباشر عن زيادة عمليات القصف الجوية التي تشنها الطائرات المتحكم بها عن بعد , إضافة لكونه طرفا للحملة الصليبية تحت قيادة أوباما. ومع تزايد بعض الهجمات المميتة في الأشهر الأخيرة , عانت القاعدة في جزيرة العرب مما لاشك فيه على الصعيدين للقدرات التنظيمية والعملية على حد سواء , نتيجة للطائرات من دون طيار , حيث اضطرت القاعدة للبحث عن مجالات أخرى جديدة لإقامة معسكرات تدريب نظرا لضعف الملاجئ السابقة كتلك الموجودة في محافظة البيضاء , ووفقا لوزارة الداخلية اليمنية , حاولت القاعدة في جزيرة العرب في التحرك إلى مناطق أكثر وعورة في التضاريس كمحافظة اب والضالع في يوليو الماضي حيث سيكون هناك حماية أفضل من هجمات الطائرات الأمريكية . بالإضافة إلى أن كل من القاعدة وأنصار الشريعة كانت وبشكل ملحوظ تتأخر في إعلان مسسؤلياتها عن الهجمات التي تقوم بها خلال الأشهر القليلة الماضية , حيث أنه من الاسلم ان نفترض ان وسائل إعلام القاعدة قد أصبح ضعيفا جدا نتيجة للجهد المشترك بين الغارات الجوية الأمريكية وعمليات مكافحة الإرهاب , حيث كانت وسائل الإعلام واحدا من السمات المميزة لكلا الفريقين , والذي يدل على ضعف الجانب الإعلامي للتنظيم هو أنه لم يصدر حتى الآن أي بيان لتأكيد أو نفي وفاة سعيد الشهري , والذي أدعت وزارة الدفاع اليمني مقتل الزعيم الشهري في غارة جوية أمريكية في الثاني من سبتمبر خلال عملية عسكرية في منطقة العين وادي حضرموت والتي أدت أيضا إلى مقتل ستة آخرين ومع ذلك فقد كان من الصعب التعرف على هوية الجثة نتيجة أن وضعها كان سيئا للغاية , كما صرح مسؤول يمني أن عملية التحقق من مقتل الشهري وذلك بالقيام بإجراء اختبار للحمض النووي والذي سيكون ضربة موجعة للقاعدة في حالة أن تم التأكيد على الهوية لا سيما والشهري يمثل نائب أمير القاعدة في جزيرة العرب . وتمتد القائمة التي تحتوي على قتلى التنظيم بواسطة الطيران الآلي الأمريكي في الأشهر الأخيرة والتي تضم كل من خالد باتيس المشارك في تفجير 2002 لناقلة النفط ليمبورغ وشيخ قبيلة الذهب في محافظة البيضاء وفهد القصع والذي وصف بأنه قائد عمليات القاعدة الخارجية في جزيرة العرب . وفي الختام , أصبح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في موقف دفاعي بعد أن فشل في الحفاظ على الإمارات في الجنوب وذلك بعد ضغوطات مستمرة من قوى أجهزة مكافحة الإرهاب المشتركة بين الولايات المتحدة واليمن, حيث عمد التنظيم إلى العمل في الخفاء بالقيام بعمليات لاغتيالات مستمرة لشخصيات أمنية وحكومية مع القدرة على القيام بعمليات كبيرة حيث يرجع ذلك إلى أسباب ومنها قدرة القاعدة على استقلال نقاط الضعف في الحكومة اليمنية , فمن المتصور أن هذا المخطط هو جزئيا نتيجة لإستراتيجية التكيف للتنظيم والذي قام بالانسحاب الذي فاجئ الجميع حيث صرحت الجماعات المسلحة على أنه انسحاب تكتيكي مع الحفاظ على جميع القوى والذخائر , بينما قد يكون الانسحاب محاولة واضحة لتمويه مستواهم الحقيقي اليائس , فالتراجع التكتيكي ليس بدعة في لغة الجهاد, الهجري والذي يحمل اشارة إلى رحلة النبي محمد هو وأصحابه إلى المدينة هربا من الاضطهاد , حيث كانت إستراتيجية معتمدة من قبل عدد من الجماعات الجهادية والتي من شأنها أن تمثل خطوة مناسبة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يحاول تنظيم صفوفه مرة أخرى . وفي جهود القاعدة الرامية لاستعادة الحركة الإسلامية لا زالت القاعدة ترى احتمالات نجاحها في الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد إضافة إلى الصعوبات التي تواجه إدارة هادي والتي تتمثل في إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية وعدم وجود سيطرة للحكومة على مناطق واسعة في الأراضي اليمنية تمثل فرصا كبيرة لتوسيع قدرات القاعدة في جزيرة العرب في القتال واستعادة أراضيها المفقودة , ومع كل هذا فان العداء الذي خلقه التنظيم لنفسه ضد القبائل المحلية والتي ظهرت فيها اللجان الشعبية كخصوم جدد ضد التنظيم وممارسة الضغوط من قبل قوى مكافحة الإرهاب كل هذه العناصر تعمل ضد نجاحات القاعدة في التحول الاستراتيجي في جزيرة العرب.
just_f | |
|