www.just.ahlamontada.com
الزوار الكرام
نفيدكم بأن لدينا الكثير من المتميز
أنتسابكم دعم للمنتدى



المناضل الوطني علي ناصر محمد :ثورة 14 أكتوبر عظيمة  _2__84270772bz0

الادارة


www.just.ahlamontada.com
الزوار الكرام
نفيدكم بأن لدينا الكثير من المتميز
أنتسابكم دعم للمنتدى



المناضل الوطني علي ناصر محمد :ثورة 14 أكتوبر عظيمة  _2__84270772bz0

الادارة


www.just.ahlamontada.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.just.ahlamontada.com

شعر : خواطر : قصة : نقاشات جادة : حقوق مرأة : أكواد جافا نادرة : برامج صيانة :برامج مشروحة مع السريال : بروكسيات حقيقة لكسر الحجب بجدارة . والمزيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

الى زوار منتدى البرنامج المشروحة / الكرام . نفيدكم بأن برامجنا المطروحة كاملة ومشروحة ومع السريال وتعمل بأستمرار دون توقف أن شاءالله . ولكن روابطها مخفية تظهر بعد التسجيل . و تسجيلكم دعم للمنتدى


 

 المناضل الوطني علي ناصر محمد :ثورة 14 أكتوبر عظيمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 13163
تاريخ التسجيل : 12/10/2007

المناضل الوطني علي ناصر محمد :ثورة 14 أكتوبر عظيمة  Empty
مُساهمةموضوع: المناضل الوطني علي ناصر محمد :ثورة 14 أكتوبر عظيمة    المناضل الوطني علي ناصر محمد :ثورة 14 أكتوبر عظيمة  Icon_minitimeالأحد أكتوبر 14, 2012 7:42 pm









المناضل الوطني علي ناصر محمد لـ «الجمهورية»
ثورة
14 أكتوبر تعني لي قيمـة عظيمة.. ونستمد منها كل القيم الوطنية وأدعو إلى
تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في الأحداث منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر

الأحد 14 أكتوبر-تشرين الأول 2012 الساعة 01 صباحاً / الجمهورية نت - طاهــر العبسي - عرفات مدابش





المناضل الوطني علي ناصر محمد :ثورة 14 أكتوبر عظيمة  23-05-12-931793488
قال
الأخ المناضل الوطني البارز علي ناصر محمد الرئيس الأسبق لجمهورية اليمن
الديمقراطية الشعبية بأن ثورة الـ 14 من أكتوبر 1963م لم تأت من فراغ؛ بل
نتيجة لمعاناة مختلفة وانتفاضات شعبية متعددة وفقدان للسيادة الوطنية على
أرضنا وتحكم الانجليز بموقعها الاستراتيجي الهام..موضحاً بأن الثورة
بالنسبة له تعني قيمة عظيمة يستمد منها كل القيم الوطنية..متحسراً على ما
حدث من مشكلات ونزاعات متعددة ممتدة من عام 67م مشيراً في حوار تنشره صحيفة
الجمهورية بالتزامن مع 26 سبتمبر وموقع التغيير نت بمناسبة احتفالات الوطن
بالعيد الـ 49 لثورة 14 اكتوبر الخالدة بقوله: إن التضحيات والدماء التي
سالت من أجل استقلال الوطن لم تذهب هدراً فقد استطعنا أن نبني دولة قوية
ومهابة..دولة لا مكان فيها للثأر والفساد ولا مكان للمحسوبية ولا
للطائفية..دولة حققت انجازات على الصعيدين الداخلي والخارجي..مؤكداً بأن
الوضع في اليمن اليوم أسوأ مما كان عليه قبل قيام الثورتين فالعداء بلغ
ذروته ليس ضد الوحدة التي كانت تهتف لها الجماهير؛ ولكن ضد أبناء الوطن
الواحد..معتبراً الرؤية الموحدة للجنوبيين هي الأساس لمؤتمر الحوار
الوطني..متطرقاً إلى جملة من القضايا الهامة في سياق هذا الحوار.

• ثورة 14 اكتوبر 1963 ثورة تحررية عظيمة في تاريخ اليمن المعاصر..
ماذا يعني لكم شخصياً العيد الـ49 للثورة الأكتوبرية باعتباركم أحد أبرز
رموزها النضالية؟

قامت ثورة 14 أكتوبر 1963م لتشكل الأمل الوحيد في التخلص من ربقة
استعمار بريطاني دام 129 سنة، ولم تأت من فراغ؛ بل نتيجة لمعاناة مختلفة
وانتفاضات شعبية متعددة وفقدان للسيادة الوطنية على أرضنا وتحكم الانجليز
بموقعها الاستراتيجي الهام، كما لم تكن معزولة عن احداث المرحلة آنذاك
سواءا في الشمال أم في الوطن العربي ، فقد كانت لمصر عبد الناصر دوراً
ريادياً في دعم الثورة؛ ولكن التضحيات التي قدمها شعبنا والشهداء الذين
سقطوا في سبيل التحرر هي الرافعة الأساس التي انبنت عليها أهداف الثورة
ومقتضياتها حتى جلاء آخر مستعمر بريطاني من أرض الجنوب وقيام الدولة
المستقلة وذات السيادة ، ولكوني شاركت في الثورة وشهدت التضحيات التي قدمت
في سبيلها كما أسهمت في بناء الدولة فإن الثورة تعني لي قيمة عظيمة نستمد
منها كل القيم الوطنية وهذا ما يجعلنا نتحسر على ما حدث فيما بعد من مشكلات
ونزاعات متعددة ممتدة من 67م وحتى اليوم الذي نشهد فيه انتكاسة لأهداف
ثورة اكتوبر ولذلك اعتبرت في تصريح سابق أن انتصار الحراك الجنوبي السلمي
بالرغم من اختلاف قيمه عن ثورة أكتوبر من جهة النضال السلمي والكفاح المسلح
يعتبر إعادة اعتبار لثورة 14 أكتوبر المجيدة.

• وما هي دلالات ومعاني هذه المناسبة بالنسبة لشعبنا في ظل التحولات والمعطيات والمستجدات الراهنة؟

لقد رفع ثوار الحراك الجنوبي صور شهداء ثورة 14 أكتوبر وكذلك قيادات
جنوبية سقطت حتى في إطار النزاعات التي حصلت في الجنوب وقد استوحوا ذلك
بتقديري من ثورة 14 أكتوبر المجيدة رغبة منهم في إعادة الاعتبار لها كما
استلهموا من حركة التصالح والتسامح حراكهم السلمي الذي انطلق في 2007م،
فالشعب يدرك تاريخه وتضحيات الشهداء وبات يعرف المطبات التي واجهتنا ويقوم
بمحاكمتها على طريقته وهذه الإرهاصات الراهنة تأتي في سياق تاريخي متعرج
امتلأ بالأخطاء وبعضها كارثية وخاصة فيما يتعلق بالهرولة إلى الوحدة ثم
الحرب وصولا إلى الهروب منها وفقا لإرادة المهرولين أنفسهم ولكننا نثق بأن
الشعب سيستفيد من الماضي ودروسه وسيبني الحاضر والمستقبل على هدى بعيدا عن
التطرف والعنف والعنف المضاد

• أين كان المناضل علي ناصر محمد يوم 14 أكتوبر 63م..وكيف تصفون اندلاع الثورة من قمم جبال ردفان الشماء في ذلك اليوم؟

قبل الإعلان عن قيام ثورة 14 أكتوبر بأربعة عشر يوماً كنت في السجن
بولاية دثينة مع رفاقي وأصدقائي حسين الجابري، هيثم بنقح، حسين سعيد، صالح
الجابري محمد الحمزة وآخرين، حيث جرى اعتقالنا على خلفية تحريضنا للطلبة في
دثينة بالتظاهر ضد سلطات الاحتلال التي رفضت دخول لجنة تقصي الحقائق
المنبثقة عن لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة إلى عدن وهذا الأمر سبب
ازعاجاً للسلطات المحلية في مودية، واتذكر أنه كلما مرت القوافل العسكرية
بمودية في طريقها إلى المحميات الشرقية أو في طريق عودتها كان الطلبة
يهاجمونها ويرشقونها بالحجارة وكان الجنود العرب يرشقون الطلاب بقطع
البسكويت والتي مع الأيام أصبحت عادة مع الطلبة.

فقد كان الحماس قد بلغ ذروته في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من
القرن الماضي، وكان الشعب متأثر بالثورات العربية في كل من مصر والجزائر
وغيرها من الدول العربية التي نالت استقلالها، وكان لحركة القوميين العرب
مع عدد من الفصائل التي تشكلت منها الجبهة القومية دور فاعل في عملية
التحضير والإعداد للثورة في الجنوب.

وفي دثينة توسـع نشـاط الحركة في أوسـاط المدرسين والطلاب والفلاحين
وبعض الشـخصيات الاجتماعية المؤثرة فيها، ومن أبرزهم محمد علي هيثم, وعلي
جازع, ومحمد صلاح, وسعيد محمد امفقيرية, وسعيد عثمان عشال, وعبد الله ناصر
الجونه, وعلوي حسين فرحان, وأحمد مسعود العلواني, وعبد الله ناصر مسعود,
وعلي الشيخ عمر, ومحمد عبد الله البطاني, وعبد الله عمر البطاني, وعلي
سليمان علي, ومحمد سليمان ناصر, وعبد الله أحمد عنبر, وعبد الرحمن العود,
وناصر عمر الشيخ وغيرهم، وكانت الخلية القيادية لحركة القومين العرب في
دثينة تطالب القيادة في عدن بالكفاح المسلح؛ إضافة الى العمل السلمي
والجماهيري.

وقد شاءت الظروف ان تنطلق الثورة المسلحة من ردفان وعلينا أن نعترف بأن
قيادة الجبهة القومية برئاسة قحطان الشعبي التقطت هذا الحدث، وكان استشهاد
راجح بن غالب لبوزة شرارة انطلاقة الثورة في 14 اكتوبر عام 1963م.

• ماذا يمكنكم الحديث للمناضلين وأسر الشهداء وثوار أكتوبر ولأبناء الجنوب عموماً عن إنجازات هذه الثورة التحررية خلال 49 عاماً؟

إن التضحيات والدماء التي سالت من اجل استقلال الوطن لم تذهب هباء، فقد
استطعنا وبإمكانياتنا المحدودة وبفضل دعم الأشقاء والأصدقاء أن نبني دولة
قوية ومهابة، دولة أرست القانون والعدل أساساً لها، دولة لا مكان فيها
للثأر والفساد ولا مكان للمحسوبية ولا للطائفية، دولة حققت إنجازات على
الصعيدين الداخلي والخارجي يشهد لها الأصدقاء والأعداء، دولة كان المواطن
أساسها فأمنت له التعليم المجاني والتطبيب المجاني وفرص العمل والسكن
المناسبة والحياة الكريمة وغيرها من الانجازات، وهذا لا يعني أن التجربة لم
تخلُ من السلبيات بسبب المزايدات والتطرف التي رافقت بناء الدولة منذ
الاستقلال وحتى قيام الوحدة عام 1990م .

• هناك من يعتبر ثورة 14 أكتوبر..وحدوية النهج والنضال..كيف ترون ترابطها الجدلي مع ثورة 26 سبتمبر ؟

نحن لا ننكر انه كان لثورة 26 سبتمبر تاثيرها على نضال الشعب في
الجنوب، فقد اتخذنا من تعز والبيضاء وقعطبة والراهدة ومآرب وغير ذلك من
المعابر منطلقاً الى جبهات القتال بعد التدريب الذي كنا نتلقاه في معسكر
صالة بتعز الذي كان تحت اشراف كبار الضباط المصريين والمدربين المجربين في
حروب العصابات وكانت مصر قد قدمت كافة اشكال الدعم السياسي والمعنوي
والمادي للثورة في الجنوب بعد أن أعلن جمال عبد الناصر من مدينة تعز أن على
الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل من عدن وأنا لست مع من يتحدث عن
الثورة الأم ولا مع الأصل والفرع، فلكل ثورة خصوصيتها فثورة سبتمبر سبقتها
محاولات وقامت بساعات واستمرت حروبها لسنوات، وثورة اكتوبر استمرت لسنوات؛
ولكن العلاقات الكفاحية والنضالية بين قيادة هاتين الثورتين كانت علاقات
تعاون وتفاهم وتنسيق. وبحكم انشغال قيادة النظام الجمهوري في صنعاء بحروب
الجمهوريين والملكيين فقد اعتمدت الثورة في الجنوب في بدايتها على الدعم
المصري أو ما سمي حينها بعملية صلاح الدين التي كان يشرف عليها كبار الضباط
المصريين.

• بأية صيغة ترون التجسيد الحقيقي لواحدية النضال اليمني والثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر؟

التجسيد الحقيقي لواحدية الثورة يكمن في الاعتراف أن قيام الثورتين في
الشمال والجنوب مهد الطريق لقيام الوحدة عام 1990 فهدف تحقيق الوحدة كان
متضمناً في أهداف ومباديء سبتمبر، وكان أيضاً من أهم أهداف أكتوبر وكانت
الوحدة محور للثورتين وللدولتين، ومعظم الخلافات والصراعات والحروب كانت
بسبب الموقف من الوحدة وكيفية تحقيقها، وفي الأخير تم الإعلان عنها ليس
بالحرب لأنه خيار فاشل ولكن بالسلم ولكن بطريقة مرتجلة أيضاً من حيث المبدأ
أي طريقة الإعلان عنها بإرادة شخصين ( علي صالح وعلي سالم ) ومن حيث
النتيجة من خلال حرب 94 وآثارها الممتدة إلى اليوم.

• ماذا تتذكرن من مواقف وأحداث فريدة من تأريخ الثورة والنضال، لم تنشر من قبل..؟

كانت فترة صفاء وشفافية وإخلاص في تعامل المناضلين ببعضهم البعض، ففي
عام 1965م التحقنا بدورة في مدرسة الصاعقة في انشاص بالقاهرة وشارك فيها كل
من: عبدالله المجعلي وهاشم عمر اسماعيل ومحمد احمد البيشي وعبد الله مطلق
وعبد الكريم الذيباني وبخيت مليط وعبد الرحمن راشد اليافعي وعلي سالم البيض
وعلي ناصر محمد، تعلمنا فيها كافة اشكال القتال وحروب العصابات لنعود إلى
تعز ومنها إلى جبهات القتال.

وبعدها بعامين عدت الى القاهرة للالتحاق بالكلية الحربية ولاسباب
سياسية لم نلتحق فيها، وهناك التقيت محمد علي هيثم، فضل عبد الله عوض، أحمد
الفقيرية ، محمد أحمد الحييد، محمد صالح مطيع فكنا ستة جمعتنا شقة واحدة
في القاهرة، وعشنا مجموعة أصدقاء، بل أخوة ورفقة سلاح وأصدقاء عمر، وفرقنا
الزمن والسياسة والسلطة فيما بعد. كنا في ريعان الشباب، وفي قمة الصحة
والسعادة. لم نكن نملك مالاً، لكننا كنا نملك ما هو أثمن من المال، كنا
نملك المحبة في قلوبنا، محبة بعضنا بعضاً، وكانت تلك المحبة كافية لتجعلنا
نشعر بالسعادة ونتمناها لبعضنا وللآخرين أيضاً... في هذه الشقة الصغيرة
الواقعة في العجوزة عشنا حياة بسيطة وجميلة. نقتسم الطعام وأكثر من ذلك
المودة والمحبة والإخاء..

انتهت أيام إقامتنا في القاهرة في منتصف عام 1967م وعدنا إلى الوطن
ونحن نملك الذكرى الطيبة بيننا، لكن دوام الحال من المحال كما يقال، فقد
فرقت بيننا السلطة فيما بعد وتفرقت بنا السبل.

• بكل تأكيد تابعتم ما تم تدوينه وتوثيقه عن تاريخ الثورة اليمنية
سبتمبر واكتوبر..كيف يمكن تصحيح هذا التاريخ وإعادة كتابته بتجرد وأمانة؟

الندوات التي نظمت لكتابة التاريخ وشارك فيها عدد من المناضلين كانت
خطوة طيبة على طريق كتابة التاريخ، وقدموا فيها تجاربهم وذكرياتهم كل
بطريقته، ولكن أرى أن كتابة التاريخ تتطلب أن يشارك بعض الاكاديميين
المهتمين ومن الذين عاصروا التجربة ولم يرتبطوا بالصراعات والخلافات حتى
ننقله إلى الاجيال القادمة بكل تجرد وبدون اهواء.

واتذكر انني كنت اشرف على لجنة لكتابة التاريخ العسكري برئاسة الكاتب
والمؤرخ والمجتهد سلطان ناجي وكان اعضاء اللجنة يتفقون ويختلفون حول سير
التطورات والاحداث والصراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير، وحاول فريق
اللجنة المؤيد للجبهة القومية كتابة التاريخ برؤيته ولكن سلطان ناجي الذي
عاصر الاحداث وشارك في بعض محطاتها كان يعترض وينصح ويصحح بعض الوقائع
والحقائق التاريخية واتذكر انه قال مازحاً “ “اعطونا كلمة او كلمتين في هذا
التاريخ” ، وقلت له اكتب ما تريد فقد كان رحمه الله محسوباً ومتعاطفاً على
جبهة التحرير.

• كيف تصفون أهم وأبرز محطات الثورة اليمنية 14 أكتوبر؟ ولماذا بريطانيا سلمت مقاليد الحكم للجبهة القومية دون سواها؟

بريطانيا لم تسلم السلطة للجبهة القومية؛ لأن الأمور حسمت على الأرض
بعد سقوط المحميات (ما يعرف بسقوط المناطق) وانحياز الجيش للجبهة القومية
في 6 نوفمبر 1967م وأتت مفاوضات جنيف التي كللت بالاستقلال نتيجة ذلك
الحسم، ولاشك أن البريطانيين كانوا مضطرين للقبول بهذه النتائج ليس حباً في
الجبهة القومية؛ ولكن كراهية بعبد الناصر الذي كان يدعم جبهة التحرير.

• ما دور حركة القوميين العرب في ثورة أكتوبر؟

كما ذكرت لك آنفاً فقد كان لحركة القوميين العرب في اليمن شمالاً
وجنوباً تأثير على مسار الحركة الثورية في اليمن وعلى الثورة المسلحة في
الجنوب بحكم العلاقة التاريخية بينها وبين الرئيس جمال عبد الناصر بعد
انفصال سوريا عن مصر، وكان فرع الحركة في الجبهة القومية هو القوة المحركة
والمؤثرة وهذا لا يقلل من دور بقية الفصائل المؤسسة والمشاركة في الجبهة
القومية، كما ساهمت فروع الحركة في الوطن العربي وخاصة الكويت بدور كبير في
دعم الثورة سياسياً ومالياً.

• ما هي خفايا الصراع الذي حدث بين الجبهتين القومية والتحرير؟ وهل كانت هناك أجندة خارجية أججت ذلك الصراع؟

إن أحد أسباب الصراع والخلاف بين الجبهة القومية وجبهة التحربر هي
الطريقة التي تمت بها عملية الدمج القسري دون اللجوء إلى الحوار والتشاور
بشأن ذلك مع أمينها العام قحطان الشعبي أو حتى مع قيادات الجبهة القومية،
ولهذا فقد رفضت هذه العملية من قبل معظم القيادة والقواعد وقيادات جبهات
القتال التي انقسمت على بعضها، ونحن لا نشك في نوايا من فكر في عملية الدمج
وإنما كان اعتراضنا على القرار المفاجئ، فقد تم الدمج تحت اشراف القيادة
المصرية التي كانت تقدم المال والسلاح حيث أن مصر كانت حينها تفكر في
الانسحاب من الجمهورية العربية اليمنية بعد اللقاء بين الرئيس جمال عبد
الناصر والملك فيصل في جدة، ولهذا سعت الى وحدة المناضلين في جبهة واحدة في
ساحة الجنوب لتحقيق النصر على قوات الاحتلال البريطاني وقيام الدولة في
الجنوب، ولا يخفى على أحد أن جوهر الصراع بين الجبهتين كان من سيحكم الجنوب
بعد انسحاب بريطانيا من عدن، ولا يمكن أن ننكر أن هناك قوى خارجية لها
اجندة حقيقية للوصول الى السلطة في عدن عبر بعض تلك التنظيمات المتواجدة
على الساحة، ولكن الأمور حسمت على الأرض لصالح الجبهة القومية كما اشرنا
آنفاً.

• ماذا كان سيحدث إذا استمرت عملية دمج الجبهة القومية مع جبهة التحرير؟

كان من الصعب التعايش بين القيادتين في جبهة التحرير بسبب الصراع
والخلاف بين القيادات القومية المتأثرة بالحركة وحزب البعث العربي
الاشتراكي والموقف من السلاطين وكان من الافضل لو اتخذت الجهات التي كانت
وراء الدمج طريقاً اخر بان يحتفظ كل فصيل بقيادته وبرنامجه كما هو حال
منظمة التحرير الفلسطينية ولهذا سمي بالدمج القسري كما هو حال الوحدة
اليمنية اليوم.

• هل لنا معرفة أهم خفايا وأسرار ثورة 14 اكتوبر التي لم تنشر بعد، لاسيما بعد نصف قرن على قيامها؟

أعتقد أنه لا توجد أسرار بعد هذا التاريخ الذي مر عليه 49 عاما ونحن
نشرف على اليوبيل الذهبي للثورة وإذا كان من سر فإنني استطيع ان أؤكد بان
الجبهة القومية كانت واجهة لحركة القوميين العرب لان بعض عناصرها وقيادتها
كانت منضوية في الفصائل الاخرى المكونة للجبهة القومية، وعلينا ان نعترف
بان الثورة المسلحة كانت ترعاها مصر عبد الناصر، وكانت الثورة (26 سبتمبر)
قد ساعدت بعد قيامها بأن يكون الشمال منطلقاً للثورة في الجنوب إلى جبهات
القتال.

• هناك من لا يزال مشدوداً الى الماضي.. إلى ماقبل ثورتي سبتمبر
واكتوبر.. كيف تقرأون مثل هذه المواقف لبعض القوى الفاعلة في الوطن في
المرحلة الراهنة؟

الوضع اليوم في اليمن أسوأ مما كان عليه قبل قيام الثورتين فالعداء
اليوم بلغ ذروته ليس ضد الوحدة التي كانت تهتف لها الجماهير ولكن ضد ابناء
الوطن الواحد فاصبحت الكراهية بين المواطنين الذين لا ذنب لهم الا انهم
وقعوا ضحية قيادات اوصلتهم الى هذا المصير من الفرقة والفوضى والحقد
والكراهية ، مع الاسف أن الذين وقعوا على الوحدة هم سبب في كل ما يعانيه
الشعب من تمزقفي الشمال والجنوب.

• اليوم الشعب اليمني في شماله وجنوبه يتطلع الى يمن جديد وحكم رشيد
ويقف على نقيض من المشدودين الى الماضي.. انتم اين تقفون الان مما يعتمل
داخل الوطن من صراع بين القوى المدنية والقوى التقليدية المعطلة لبناء
الدولة الحديثة؟

نقف كلياً مع إرادة شعبنا وخياراته؛ ولذلك لا نريد أن ندخل في حلبة
الإملاءات التي ملّها الشعب وسئمها وجربها ، وقد أوضحت موقفي من كل القضايا
الراهنة وحتى التاريخية في أكثر من مناسبة وأنا مع أن تتاح الفرصة للقوى
الصاعدة والدماء الشابة لتتصدر المشهد على مختلف المستويات مع ضرورة إعادة
الاعتبار والتعويض لمن تضرروا من الصراعات والحروب لاسيما حرب 94م التي على
إثرها نشهد كل هذا الاحتقان والكراهية والنزاع الجديد بأثر رجعي وفي ظل
واقع مأزوم يريد البعض من خلاله أن يعيد الماضي بأخطائه وفقا لحساب المصالح
الضيقة وتصفية الحسابات والتطرف والنفاق والمزايدة والمصادرة على أشكالها.

• رؤيتكم التي خرجتكم بها في مؤتمركم الأخير الذي عقد في القاهرة بشأن
حل القضية الجنوبية..هل هي نفس الرؤية التي ستشاركون على أساسها في مؤتمر
الحوار الوطني القادم..أم أن ثمة جديدا سيطرأ على هذه الرؤية؟

مايتفق عليه الجنوبيون من رؤية موحدة هي الأساس لمؤتمر الحوار الوطني.

• كيف ستتم مشاركتكم في مؤتمر الحوار الوطني القادم كمكونات وقيادات متعددة للحراك الجنوبي؟

لانزال عند موقفنا في أهمية انعقاد مؤتمر مصالحة وطني جنوبي يخرج بمقررات واضحة ويزيل غشاوة التعدد على قاعدة عدالة القضية الجنوبية.

• يتردد بأنكم التقيتم مؤخراً الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام
للحزب الاشتراكي اليمني والأستاذ علي سالم البيض..حول ماذا تكرس هذا
اللقاء..؟

كان لنا لقاءات مع الأخ علي سالم البيض في العام 2011 وكنا نأمل من
ورائها إقناعه بالمشاركه في مؤتمر القاهرة وأن يرأس هذا الاجتماع، كما
طالبنا أن يرأس القيادة التي ستنتخب من هذا المؤتمر الذي شارك فيه عدد كبير
من الطيف السياسي الجنوبي وكان هذا آخر لقاء... أما ما تتحدثون عنه عن
لقاء جمعنا مع السيد علي سالم البيض والدكتور ياسين سعيد نعمان في بيروت
مؤخراً فلا أساس له من الصحة، ونحن لسنا ضد أي لقاء أو تواصل مع الأخ علي
سالم البيض أو مع غيره.

• وماذا عن تواصلكم ببقية قيادات معارضة الخارج الجنوبيين؟

نحن على تواصل مستمر مع كافة الشخصيات والقوى السياسية من الذين حضروا
مؤتمر القاهرة أو غيرهم وفي مقدمتهم الأستاذ عبد الله الأصنج والسيد عبد
الرحمن الجفري والشيخ عبد العزيز المفلحي والشريف حيدر الهبيلي ... وأنا
على تواصل مع كافة الشخصيات ليس في الجنوب فحسب؛ وإنما على مستوى اليمن.

• وجهة نظركم أنتم وحيدر العطاس إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل تحمل مشروع الفيدرالية بين شطرين، كيف توضحون هذه الرؤية؟

نحن مع الحوار، ومقررات مؤتمر القاهرة تؤكد ذلك وسبق أن اكدنا أن نجاح
الحوار الوطني يتطلب معالجة القضية الجنوبية وفي المقدمة آثار حرب 1994م
وسبق أن قدمنا مقترحات بالمعالجات أثناء لقائنا مع لجنة الاتصال للحوار
الوطني وكذلك مع وفد سفراء الاتحاد الأوروبي وكذلك لجنة إدارة الأزمات.

• بعض القوى السياسية في الساحة اليمنية ترفض النظام الفيدرالي
والدولة المدنية الحديثة؛ الأمر الذي جعل العديد من فصائل الحراك الجنوبي
والقوى الحية في الوطن غير متفائلة بما سيتمخض عنه الحوار..ما هي البدائل
والمخارج لمثل هذه الإشكالية..برأيكم؟

نحن مع الحوار، ونرفض أي تلويح أو تهديد بالحرب ضد الحراك وشعبنا في
الجنوب، والذي أوصلنا إلى هذا الوضع الخطير هو التطرف في المواقف التي
ألحقت ضرراً كبيراً بالوحدة اليمنية والتعايش بين أبنائها؛ لأن مثل هذه
الأساليب تعمق الحقد والكراهية؛ ولهذا نؤكد استخدام لغة الحوار بدلاً من
لغة السلاح التي جربناها ودفعنا ثمنها غالياً.

• هناك إجماع إقليمي ودولي على ضرورة إنجاح الحوار ومشاركة جميع أطراف
العملية السياسية في صنع انجاز جديد من اجل يمن جديد لا يوجد فيه ظالم او
مظلوم.. هل فعلاً هناك خطوط عامة لأجندة الحوار الوطني تم إقرارها من قبل
الأشقاء والأصدقاء كما يتردد؟

من خلال لقائنا مع مندوبي الاتحاد الاروبي وبعض السفراء الأروبيين ومع
لجنة الحوار الوطني اكدنا لهم بكل وضوح ألّا سقف للحوار، وأنه يجب حل
القضية الجنوبية بما يرضي الشعب في الجنوب الذي ظلم كثيرا منذ حرب صيف1994،
وكذا المعالجة التامه لآثار الحروب الستة التي شنت دون وجه حق على أهلنا
في صعدة .

• تيارات ومكونات الحراك الجنوبي تعاني الانقسام وعدم التوحد..وهناك
أطراف ترفض الحوار وتطالب بفك الارتباط، ما هي وجهة نظركم تجاه انقسام
الحراك الجنوبي ؟

هناك صعوبات جمة في عملية التخاطب مع الحراك وهو بهذه الحالة من
الانقسام التي تصب في مصلحة أعداء القضية الجنوبية، فقد أكدنا سابقاً ونؤكد
أن قوة الحراك في وحدته وضعفه ومقتلة في تمزقه، وانا ادعو كافة التيارات
والاطراف إلى نبذ الخلافات وتوحيد الصفوف ورصها ليحصل اصطفاف جنوبي واسع،
وان الحراك السلمي هو نتاج لقضية عادلة، ومهما اختلفت الآراء وتباينت وجهات
النظر إزاء القضية الجنوبية فإنه لا يقلل من أهمية حلها حلاً عادلاً
يرتضيه الشعب في الجنوب.

• حتى الآن لم تستكمل عملية انتقال السلطة بموجب المبادرة الخليجية ومازالت هناك عوائق كثيرة.. إلى أين في اعتقادكم يمضي الوطن؟

المبادرة الخليجية متركزة بشكل أساسي على عملية انتقال السلطة وهي
عملية لم تستكمل بعد كما لم تستكمل المبادرة مقتضياتها وبرنامجها المزمن
الذي لم يتم الالتزام به، ومن هنا فإن الجواب عن سؤال إلى أين يمضي الوطن
مرهون بانتقال السلطة والتخلص من ازدواجية القرار وعقلية التقاسم والمحاصصة
وهي عوامل توفر بيئة صراع أكثر من بيئة وفاق، وأيضاً بنجاح الحوار الوطني
والتهيئة الملائمة له.

• كيف تقيمون زيارة الرئيس هادي الأخيرة لأمريكا وبعض دول الاتحاد الأوروبي والسعودية..؟

من خلال اطلاعنا على تصريحات الرئيس المشير عبدربة منصور هادي فإن
زيارته لكل من الولايات المتحدة وبعض الدول الأروبية والسعودية قد تكللت
بالنجاح، ومن خلال مشاركته الشخصية أيضاً في مؤتمر المانحين قد استطاع
الحصول على الدعم السياسي والمادي لإنقاذ الوضع الاقتصادي المتردي في
اليمن، والمهم برأينا أن تفي هذه الدول بالتزاماتها ووعودها؛ لأن من شأن
ذلك أن يساهم في معالجة الأزمة السياسية والاقتصادية.

• المواجهات العنيفة بين الإصلاح والحوثيين وكذا الاصلاح والحراك..كيف
تنظرون إلى مخاطرها على التسوية السياسية وأمن واستقرار البلاد..؟

نتابع الأنباء عن مثل هذه المواجهات، وهي تؤثر سلباً على التسوية
السياسية وتعكس حالة من عدم الاستقرار، ونحن نأمل أن تتدخل الدولة لوضع حد
لمثل هذه الصراعات لأنها المعنية بمعالجة المشاكل بين كافة الاطراف في
اليمن شمالاً وجنوباً، وأن لا تسمح بالفوضى والانفلات الأمني الذي يضر
بحياة المواطن ووتؤثر على عملية التنمية في البلاد.

• ما هو تعليقكم على تصريحات الشيخ صادق الأحمر في ما يسمى بمؤتمر
تحالف قبائل اليمن الذي عقد مؤخراً ويلوح فيها بالحرب على الحراك
الجنوبي..؟

هذه التصريحات أحدثت سخطاً واسعاً في أوساط الجنوبيين. وإن أية أقوال
أو أفعال ذات طابع حربي لا تخدم التسوية السياسية والسلم الأهلي وتدفع إلى
الاقتتال بطبيعة الحال، وسبق وأكدت اننا نرفض التلويح بالحرب ضد اي طرف كان
، فكيف اذا كان التلويح بالحرب ضد الجنوب الذي لا يزال يعاني من حرب 1994م
وآثارها المدمرة للوحدة الوطنية واليمنية، وإن من شأن هذه التصريحات تعميق
الكراهية وتأجيج الصراع وتعطيل عملية الحوار أو أي حل سلمي، ومثل هذه
اللغه لم تعد مجدية فالأولى ان يسهم الجميع في دعم لجنة الحوار الوطني في
تنفيذ مهامها الوطنيه لا تعقيد الامور اكثر مما هي معقده.

• في حال نجاح الحوار الوطني المرتقب هل لديكم نية للترشيح في
الانتخابات الرئاسية عام 2014م لاسيما وان شعبيتكم تتزايد يوماً عن يوم في
عموم الوطن ؟

ما يهمنا في الوضع الراهن هو المساهمه في إنقاذ الوطن من وضعه المتردي
وإنجاح الحوار الوطني ولا أعتقد أن هناك شخصية سياسية تشغل نفسها في
التفكير أو الدخول في لعبة الانتخابات قبل وضع العملية السياسية في مسارها
الصحيح .. ما يهمنا الآن هو العمل مع الشباب لنجاح ثورتهم بكل اهدافها
وإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية وقضية صعدة ، وأنا لا ابحث عن دور شخصي
بقدر ما أبحث عن حل لمشاكل الوطن فقد جربنا السلطة من أدناها إلى أقصاها.

• كلمة تودون قولها؟

أهنئ الجميع وكل المناضلين بأعياد ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين،
وأتمنى أن نستعيد الألق والأهداف العظيمة للثورتين حتى لاتذهب تضحيات
الشهداء والمناضلين هباء، ونطالب بالاهتمام بأسر كل من ضحى من أجل الوطن
خلال كل المراحل والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين ومعالجة الجرحى
وتعويض كل من يستحق.

وكل عام وأمتنا بألف خير ... والمجد والخلود للشهداء!!

...................

..................

وفي حوار اخر

كيف يقرأ الرئيس علي ناصر المشهد اليمني اليوم لاسيما بعد تطورات عديدة في ضوء التسوية السياسية وكيف ينظر إليها ؟

شخصيا أنظر إلى التسوية السياسية بتفاؤل حذر، وربما استخدمت مصطلح
ارتياب في مكان آخر، وكان ذلك الرأي له ما يدعمه في المعطى الواقعي، وهذا
المعطى بطبيعة الحال إما أن يتطور إيجاباً بما يخدم التسوية وإما أن يتحرك
في الخط المعاكس بما ينذر بفشلها أو انهيارها كما أشرت في سؤالك .. واليوم
ومع الأسف فإن الأزمة السياسية تتغور في عمق الوطن وتتغول في الجسد اليمني
والوحدة الوطنية وتزرع البغضاء والكراهية وكلنا نعرف بأن المبادرة الخليجية
لم تتحدث عن الثورة ولا عن القضية الجنوبية بل ركزت على الأزمة ونقل
السلطة ولذلك قامت التسوية السياسية بين فريقين وقَّعا عليها .. وكنا نأمل
أن تشمل التسوية كافة الطيف اليمني وأن يكون الشباب الرقم الأبرز فيها فهم
من حركوا عجلة التغيير لاسقاط رأس النظام، وهذه الثورة بحراكها وشبابها
مهدوا الطريق لحكومة الوفاق الوطني ورئاسة الدولة من بعدها.

إن استبعاد القوى المؤثرة كان له دور كبير في خلق جو من المحاصصة
والتقاسم غير المفيد مع عدم القدرة على التعايش معه لأن من المعروف أن
المحاصصة ربما تكون من طبيعة أية مرحلة انتقالية على أن ذلك صحيح في حال
كانت شاملة لكل الطيف لا لحساب فريقين أو اكثر .. وهذا يفسر المواجهات
المتنقلة سياسيا وميدانياً بين بعض القوى وغير ذلك من الملامح القاتمة التي
تفرزها حالة الإقصاء والتطرف وعدم مواكبة الأهداف التي خرج من أجلها الناس
..

وماذا عن موجة الاغتيالات التي تشهدها الساحة السياسية ؟

مسألة الاغتيالات مؤشر خطير وما جرى من محاولات لاغتيال كل من الدكتور
ياسين سعيد نعمان واللواء محمد ناصر أحمد وزير الدفاع والدكتور واعد باذيب
وزير النقل وغيرهم يستهدف جوهر عملية التغيير والدولة المدنية، ويذكرنا
بماجرى أثناء أزمة 1993 والتي انتهت إلى حرب 1994م ، وقد حذرنا من الوصول
إلى هذه المحطة الخطيرة حينما أكدنا على ضرورة الحوار وأكدنا رفضنا
للاقتتال والانفصال لأن لا بديل للحوار إلا الحرب وفي آخر كل حرب يلجأ
الجميع إلى الحوار كنتيجة حتمية .. وإن المنتصر مهزوم في مثل هذه الحروب
وهذا ما اكدته التجربة في أعوام : 1986م , 1994م , 2011م.

هناك طرف وقع على المبادرة الخليجية ومنح الرئيس صالح الحصانة واليوم
يخرج مناصروهم لنزعها في ظل الصراع القائم أو التجاذب بين طرفي التسوية ..
كيف تقيمون هذه المسألة وهل ترون أن هذا مؤشر لبلوغ محاكمات قادمة لاسيما
أن لكم تجربة سابقة في الجنوب في ظل ما كان من صراعات سياسية أشار إليها
الرئيس صالح في خطابه بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي ؟

هناك من يرفض الحصانة من حيث المبدأ والنتيجة على حد سواء وخاصة في
صفوف شباب الثورة والحوثيون والحراك الجنوبي وكذلك قوى أخرى لم تنخرط في
إطار المبادرة، ومن الغريب والمؤسف أن من حصل على هذه الحصانة فوق إرادة
الثورة والشعب يتحدث في خطابه عن (حدث 1986م الإجرامي) على حد وصفه، الذي
أشرت إليه في سؤالك فإنه بالنتيجة يمس أطرافاً وقيادات كانت معنا ومعه من
القيادات السابقة العسكرية والمدنية التي كانت محسوبة على ما كان يسمى
(الزمرة) وكان عمر الجاوي قد اختصر مصطلحي الطغمة والزمرة بـكلمة ( طُز )
وعلينا أن نفهم المعنى العميق لهذه الكلمة.

ولكي نوقف الجدل واللغط في هذا الموضوع فإنني أدعو إلى تشكيل لجنة
محايدة من الأكاديميين والمستقلين الذين ليس لهم علاقة بهذه الصراعات
للتحقيق في أهم الأحداث التي جرت منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر بهدف تحليل
ما جرى والوقوف على الأسباب والمسببات، واستخلاص الدروس والعبر لتطلع
الأجيال الحالية والقادمة على الحقائق كما هي دون تضليل، بما يؤسس لمرحلة
جديدة ، وهذا الطرح يتسق ولا يتعارض مع إعلاننا المستمر بأننا نتحمل جزءًا
من المسؤولية التاريخية وأنا على استعداد للقبول بالنتائج التي تتوصل إليها
هكذا لجنة.

والأهم من كل ذلك التحقيق في الجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق الوحدة من
قبل الموقعين عليها عام 1990م .. والتي تحولت من حلم جميل إلى كابوس مفزع
كما أشار الوزير الأستاذ صالح باصرة في مقابلة معه بأن الوحدة لم تصل
بيوتنا أو وصلت ولكن بطريقة مزعجة ، وبرأيي ليس فقط إزعاج بل قتل واحتراب
وانقسام وتشظي وكراهية وفساد، وأحب أن استشهد أيضاً بما نُقل عن السيد
فيليب نائب السفير الألماني بتشبيهه الوحدة بالباص حيث قال : “الوضع في
الجنوب مثل باص تم طرد ركابه عام 1994م وظل ابناء الجنوب يلاحقونه ولم
يستطيعوا ان يلحقوا به ولكن فجأه توقف ابناء الجنوب من اللحاق به وعندما
عاد الباص ليحملهم رفضوا الركوب فيه”.

الوضع في اليمن يعاني حسبما ذكرت من ازدواجية سلطة في ظل وجود أكثر من
سلطة فهناك الرئيس عبد ربه منصور هادي والرئيس السابق علي عبد الله صالح
وعائلته واللواء علي محسن الاحمر والشيخ حميد الأحمر ورئيس الوزراء محمد
باسندوة واحزاب المشترك وحزب المؤتمر وغيرهم، فهل تعتقد أن ذلك مؤشراً على
فشل التسوية وعلى قيادة الرئيس للبلاد وبعض المشايخ الذين يعتبرون انفسهم
دولة داخل الدولة؟

توصيف “ازدواجية السلطة” لم أقم باختراعه بل إنه استنتاج واضح وطبيعي
لأي مراقب للمشهد وخاصة في صنعاء التي تنقسم على بعضها حول مراكز قوى
متعددة، ففي السابق تركزت السلطة بيد رئيس واحد وخرج الناس لتغييره وليس
لتبديله بأكثر من رئيس، البعض يقول أن هناك أكثر من رئيس في اليمن وأكثر من
جيش وأكثر من جماعة مسلحة وأكثر من فضائية ناطقة بإسم كل رئيس، وحتى أكثر
من فرع لتنظيم القاعدة وفقاً لاختلاف مرجعياتها هذا فضلاً عن التدخلات
الخارجية التي جعلت من البلد حقل تجارب في عملية خطيرة ليس لها من أفق سوى
المزيد من التشظي في النفوس والانقسام والعنف في اليمن شمالاً وجنوباً،
وأخشى أن لا يصبح الجنوب جنوباً ولا الشمال شمالاً !

وماهو بتقديرك الحل لازدواجية السلطة في صنعاء؟

المبادرة الخليجية باتت مرجعية يستند الرئيس في قراراته عليها وهذا
أمر يعزز نوعاً من الخلل البنيوي في وضع التسوية السياسية الراهنة، ومن
جانبي أنصح بالتوصل لمعالجة موضوعية لهذا الخلل ومن جانب آخر أنصح الاخ
الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تربطنا به علاقات قبل وبعد 1986م ولا
انسى له مواقفه تجاهنا منذ 86 وحتى عام 90 وما بعدها ونحن نناشده أن يساعد
الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي كان نائباً له في السلطة والحزب الحاكم
بافساح المجال له ليمارس صلاحياته كاملة، وأن يرتاح بعد أن قضى هذه الفترة
الطويلة في الحكم بكل إيجابياتها وسلبياتها، وأن يغادر اليمن مؤقتاً فخروجه
من السلطة والبلاد لا تعني نهاية الحياة فقد غادر السلطة والوطن قبله كل
من الرؤساء المشير عبد الله السلال والقاضي عبد الرحمن الارياني وعلي ناصر
محمد وعادوا إليه مرة أخرى في ظروف مناسبة وفي عهده شخصياً، وهي فرصة
للإهتمام بشخصه وصحته وممارسة هواياته وكتابة مذكراته، وأنا اقدر صعوبة
اتخاذ مثل هذا القرار بأن يغادر وطنه فقد خرجت من عدن وبعدها من صنعاء
واديس ولكن الحياة مستمرة.

ولا أغفل توجيه النصح أيضاً للقوى الأخرى من مراكز القوى الحزبية أو
القبلية أو العسكرية أن تعين الرئيس هادي على عمله لا أن تضعه بين فكي
كماشة .

قلت انك تعي صعوبة قرار مغادرة الوطن ، فكيف تنصح الرئيس صالح بأن يغادر الوطن؟

لازلت أشعر بمرارة ذلك اليوم الذي غادرت فيه الوطن سواء في عدن عقب
أحداث 13 يناير عام 1986م أو قبل اعلان الوحدة عام 1990 عندما اتفق طرفا
الوحدة على اخراجي من صنعاء، إلا أن المصلحة الوطنية اقتضت اتخاذ ذلك
القرار الصعب، وأنا اليوم عندما أتوجه إلى الأخ الرئيس علي عبد الله صالح
بالنصح إنما من باب الحرص على الوطن أولاً وأخيراً، ومن باب الحرص عليه هو
شخصياً ، حتى لا يبقى شماعة يعلق عليها الآخرون الأخطاء التي لا يستطيعون
تذليلها، وهو عين ما أشار إليه في خطابه بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس
حزب المؤتمر الشعبي العام.

قفز اسم ايران إلى واجهة التدخلات الخارجية في اليمن مؤخراً، وهناك من
يتحدث عن علاقتكم بها وفقاً لعلاقة تاريخية أثناء فترة رئاستكم لليمن
الديمقراطية، فماهي طبيعة هذه العلاقة وكيف تقيمون الدور الإيراني في هذه
المرحلة ؟

علاقتنا بإيران بدأت بعد قيام الثورة عام 1979م، فقد اعتبرنا أن قيام
الثورة الإسلامية في إيران انتصاراً للنظام في عدن وللأمتين العربية
والاسلامية باعتبار أن نظام الشاه كان على علاقة قوية مع إسرائيل، وكان
معادياً للنظام في عدن حيث أرسل قواته إلى حدودنا وقصفت بعض القرى في
المهرة من قبل طائرات عسكرية إيرانية واسقطت طائرتان وتم اسر كل من
الطيارين “بافيرز علي اشرقيان أوزار” عام 1975م والميجر “تاريوش جلالي” عام
1976م .

وبعد سقوط نظام الشاه تطورت علاقاتنا السياسية والاقتصادية مع النظام
الجديد وخاصة بعد استهداف المصافي الإيرانية أثناء حرب الخليج الأولى، التي
وقفنا ضدها وطالبنا بوقفها والحوار بين بغداد وطهران، بينما وقفت معظم دول
الخليج العربي الى جانب صدام حسين في حربه على ايران التي أنهكت البلدين
عسكرياً واقتصادياً واثرت على استقرار المنطقة والملاحة الدولية، واتهمنا
حينها من قبل النظام في العراق بأننا نقوم بتشغيل آلة الحرب ضده، ولكننا لم
نكترث لذلك لاننا نقوم بتشغيل آلة تكرير النفط في مصفاة عدن التي كادت أن
تتوقف بعد انسحاب شركة (BP) البريطانية من ادارتها وتشغيلها منذ عام 1954م
ومع الاسف أن بعض الدول النفطية رفضوا مساعدتنا في تشغيل المصفاة، والذي
كان سيترتب عليه تسريح الآلاف من العمال وتلحق الضرر بأسرهم اضافة للضرر
التي ستلحقه بميناء عدن وتزويد السفن بالوقود وميزانية الدولة.

أما ما يتعلق بدور ايران في المرحلة الراهنة وما يثار حوله فإنه من
المهم التأكيد بأن اليمن بات رهناً للتدخلات الخارجية الواضحة، وعلينا أن
نفرق على العموم بين التدخل المرفوض والدور المطلوب .. التدخل شيء، وأن
يكون ثمة دور لقوى إقليمية أو دولية في مساعدة اليمن للتخلص من أزماته شيء
آخر، وهذا الدور الايجابي مرحب به من اي دولة كانت بشرط احترام السيادة
الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع أهمية بناء العلاقات على أساس
الاحترام والتعاون المشترك وفقاً للمصالح المتبادلة ، وأنا أدعو إلى رسم
رؤية واضحة للسياسة الخارجية في اليمن تعتمد البعد الوطني وتقوم بتعميق
المصلحة الوطنية قولا وعملاً فالسياسة الخارجية من أهم أمور السلطة وقد
أفردت في مذكراتي فصلا كاملا وموسعاً باسم السياسة الخارجية .

هل تواصلتم مع ايران بعد خروجكم من السلطة في عدن ؟

حصل انقطاع في العلاقة مع ايران منذ عام 1986م وحتى 1998م فقد تعاملوا
مع من يقف على الارض وعلى راس السلطة قبل وبعد الوحدة وانا لا الومهم
فمصالح الدول والشعوب فوق مستوى العلاقات الشخصية، وفي عام 1998م وجهت لي
دعوة لزيارة إيران وذلك على خلفية الانفراج السياسي الايراني في العلاقة مع
الجيران في الخليج وحينها كنت مقيماً في الامارات العربية المتحدة وحرصت
على التشاور بخصوص هذه الزيارة مع الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات
العربية رحمه الله الذي رحب بالفكرة وقال إنه ليس لديه تحفظات، وإن عليّ أن
أتحدث مع القيادة الإيرانية بقناعاتي التي يثق بها وأضاف “ إن إيران جارة
إسلامية شقيقة وصديقة ونحن حريصون على العلاقة معها وعلى حل مشكلة الجزر
بالطرق الودية والسلمية استناداً إلى الوثائق والحقائق التاريخية لهذه
الجزر” كما نصح الشيخ زايد بزيارة اليمن قبل زيارة ايران واللقاء مع الرئيس
علي عبد الله صالح للتشاور قبل الزيارة حتى لا تفهم فهماً خاطئاً ..

كان من أهم من التقيت بهم في طهران السيد هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة
تشخيص النظام والدستور الذي نقلت إليه رسالة الشيخ زايد، وبدوره نصح بإدارة
حوار هادئ مع دولة الإمارات لحل مشكلة الجزر بعيداً عن الإعلام وردود
الأفعال في هذه الأجهزة التي تدفع إلى التصعيد والتعقيد بين البلدين وانه
يتفق مع الشيخ زايد بشأن الحوار. هذا الموقف يختلف تماماً عن مواقف بعض
المسؤولين الذين التقيتهم والذين كانوا يصرون على أن الجزر إيرانية وأنه لا
جدوى من الحديث حولها ، وتحدثت معه حول قضايا رئيسية ومنها أن الاعتراف
بالثورة الإيرانية والتعاون معها لا يعني تصديرها إلى دول الجوار كما يردد
البعض، وأن دعم قضية فلسطين يجب أن يراعي قرارات المنظمات الإقليمية
والدولية وما يقبل به الفلسطينيون وقد اكدت على هذه النقاط الخاصة بالجزر
وقضية تصدير الثورة والقضية الفلسطينية في اللقاء الذي جمعني مع السلك
الدبلوماسي الايراني والعربي في وزارة الخارجية الايرانية.

من المعروف أنك دعيت إلى مؤتمر الصحوة الإسلامية في طهران عام 2011م وكان لافتاً مشاركتك فيه ، ماذا عن هذه الزيارة ؟

دعيت إلى ذلك المؤتمر وفقاً لاحتفاظي بعلاقات طيبة ومستمرة مع قيادات
إيرانية كثيرة منذ عام 1980م، وقد لبيت الدعوة ووجدت أن من الأهمية بمكان
أن أشارك فيه نظراً لأهميته سواءاً من حيث التوقيت أم من حيث الموضوع حيث
يأتي في سياق التغيرات التي أحدثتها الثورات العربية، ولم تكن كلمتي في
المؤتمر بعيدة عن السياق التاريخي لعلاقة اليمن الجنوبي بالجمهورية
الإسلامية، وكانت مناسبة جيدة وفرصة كبيرة لطرح القضية الجنوبية وتوضيحها
وتفنيد الأزمات في اليمن ومواكبة الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي
كانت في بداياتها، كما التقيت بالصادق المهدي رئيس وزراء السودان الاسبق
والدكتور ابراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق الاسبق وبرهان الدين رباني
الرئيس السابق لافغانستان وعدد من الشخصيات العربية والاجنبية المشاركة،
وقد وصلتني بعض الملاحظات النقدية حول هذه الزيارة ومشاركتي في المؤتمر من
قبل البعض في دول المنطقة وهي التي تقيم علاقات مع إيران ولديها سفراء
مقيمين فيها وانا لا أقبل الاملائات وأتصرف بما تمليه علي مبادئي وقناعاتي
وأنا أمتلك قراري حيثما كنت وأينما سكنت.

من المعروف أن الحراك الجنوبي خرج سلمياً ولعل هذا أهم مايميزه ويدفع
الآخرين لتفهمه واستيعابه ولكن أصواتاً بين الحين والآخر تلوح بإمكانية
الكفاح المسلح .. ما رأيك ؟

لقد أكدت في بداية الحراك على أهمية الطابع السلمي له والذي يعزز قوته
أكثر خاصة وأنه ينسجم مع العمق الحضاري لشعب الجنوب وتاريخه المتمدن، وقلت
في أكثر من مناسبة بأن التمسك بسلمية الحراك يعني التمسك بجوهر ومشروعية
وعدالة القضية ويكسب الحراك قوة داخلية وقبول خارجي، وقد حاولت السلطات
إلصاق تهمة الارهاب بالحراك الجنوبي بالرغم من انه كان ولايزال سلمياً فكيف
الحال في حالة الكفاح المسلح!.

تعددت الرؤى حول مقالك ( قصتي مع الحوار والعبور إلى الفيدرالية وصرخة
استنهاض لليمنيين ) فمنهم من رأى أنها تتسق مع التسوية السياسية بصنعاء،
وهناك من وجه لكم اتهامات مختلفة، ماهي الرسالة التي أردت إيصالها وكيف
تقيم الرؤى المتعددة حول المقال ؟

المقال الذي أشرت إليه يلخص تجربة طويلة ممتدة منذ 67م وحتى الوقت
الراهن، وكان واضحاً فيه أنه يتطرق لعدة قضايا شائكة بعضهم يعرفها وكثيرون
لا يعلمون عنها شيئاً وهؤلاء هم من أردت ايصال رسالتي إليهم لأن الذين
يعرفون هذه الحقائق يدركونها جيداً وبإمكانهم أن يختلقوا الذرائع لعدم
تقبلها وهي حقائق مسنودة بالأدلة التي لايزال يشهد عليها الكثير من الأحياء
والموجودين في العملية السياسية في الداخل والخارج، وإجمالاً فقد شعرت
بالرضا من كافة ردود الافعال، وتقبلت المواقف المضادة بل رحبت بكل
الملاحظات النقدية التي كنت أتوقع بعضها سلفاً نتيجة فهمي لتقلب المصالح،
وأما الاتهامات فهي ليست بأمر جديد وكان النظام في صنعاء أكثر من وجهها لي
وبشكل مستمر، ولذلك أؤكد لك بأني لم أعد أبعث رسائلي للنخب بقدر ما أبعثها
للشعب الذي يستحق منا الشفافية والإنصاف، وموقفي من الحوار كمبدأ واضح
ومستمر وتاريخي وليس على صلة محددة ومباشرة بالحوار في إطار التسوية
السياسية الراهنة فقد حاورت النظام في الشمال لسنوات عندما كنت رئيساً في
الجنوب وذلك من أجل وقف نزيف الدم في الجنوب والشمال وحروب المناطق الوسطى
آنذاك وهناك من كان يريد الحل بالسلاح بإسقاط النظام في صنعاء وفي المقابل
كان هناك من يريد اسقاط النظام في عدن وأوقفنا الحروب وطبّعنا العلاقة مع
دول الجوار لمصلحة الوطن في ذروة التطرف والمطالبة بإسقاط أنظمة الخليج
وبالذات عُمان والسعودية التي لدينا حدود معها، وأُعتُبر ذلك خيانة وطنية
لقوى الثورة في الشمال وعُمان والجزيرة العربية، وعليه فإن التمسك بالحوار
سيبقى موقفاً ثابتاً .. فقد كان لنا رؤية واضحة ولم نهرول إلى الأمام كما
لم نهرب إلى الخلف، وقدمنا تنازلات أثناء مسيرة الحوار مع كافة الأطراف في
اليمن شمالاً وجنوباً في سبيل الوصول إلى قواسم مشتركة تفضي إلى حل لمصلحة
الوطن والمواطن ولكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي وخاصة بعد التطورات التي
تشهدها الساحة اليمنية شمالا وجنوبا.

بعد كل هذا التوصيف والتسجيل التاريخي كيف يرى الرئيس علي ناصر المستقبل وهل من حلول ممكنة لتجنب المجهول؟

سجّلتُ في طيات هذه المقابلة بعض المقترحات والنصائح، وأضيف لها
التأكيد بمطالبة السلطة والأطراف المؤثرة أن تقوم بإجراءات عملية تسهم في
التهيئة للحوار من خلال خارطة طريق معلنة لاسيما كل ما يتعلق بالمعالجات
والمقترحات التي وضعت من مختلف القوى المعنية لأن نجاح الحوار يتوقف على
معالجة القضايا والملفات الأساسية ويمكن توجيه الحلول الممكنة عملياً من
خلال نقاط محددة وفق معطيات الراهن المعقد التي اراها تتمثل بمايلي :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://just.ahlamontada.com
 
المناضل الوطني علي ناصر محمد :ثورة 14 أكتوبر عظيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرئيس علي ناصر محمد في حوار مطول مع موقع التغيير نت
» الرئيس الاسبق على ناصر محمد . بن شملان كان شعلة الثورة
»  علي ناصر محمد : صالح مصلح العقل المدبر لمقتل الغشمي
» قصيده طريفه ناصر الزهراني عن تعدد الزوجات .
» اليمن . زامل سلامي للشعب المناضل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.just.ahlamontada.com :: just_f _ المنتديـــــــــات :: just_f : المنتدى العام .-
انتقل الى: