شعب يبحث عن ثورة وثورة تبحث عن شعب .. لعل هذه العبارة قد تصبح
اكثر مصداقية سيما في ظل هذه الظروف التي نعيش وقد أستفحلت الأزمة بفعل ما
يعتمل على الساحة السياسية فأحزاب أتفقت وتوافقت فشكلت وفاقاً فيما بينها
بينما يظل المشهد السياسي معتماً سيما والكثير من الاطراف خارج إطار
التوافق تعلن تشبثها بالفعل الثوري وتمسكها المستميت بالتغيير الشامل
والكامل وما بين هؤلاء وأولئك شعب تتقاسمة القوى ومراكز النفوذ ووطن يراوح
مكانة ليظل التساؤل إلى متى ؟
إيلاف ألتقت بالشيخ عبدالله صادق هراش الذي جمع بين القبيلة
كإنتماء والثورة كإلتزام فلا فرق لدية بين القبيلة والحزب والساحة والثورة
والعمل السياسي أيضا مادامت جميعها تتجه نحو الوطن الذي يريد ونريده جميعا
فإلى نص الحوار



من مواليد 1957 خارف حاشد
ماجستير سياسة واشنطن
عمل برئاسة الجمهورية وتولى العديد من المناصب كان آخرها نائب مدير عام دائرة التشريفات
حالياً أحد أهم قيادات مجلس التضامن الوطني
رئيس تحالف ثوار فبراير المستقلين بساحة التغيير
رئيس القطاع السياسي بالحركة الديمقراطية للتغيير والبناء

بداية.. كونك من الشخصيات التي أنضميت مبكراً للثورة كيف ترى واقع الثورة اليوم ؟
الثورة .. الى حد الآن لم تنجز شيء مما خرجنا من أجلة الذي خرجنا
من اجلة اشياء كبيرة هو التغيير الشامل والكامل للمجتمع بنظامة من سلطة
ومعارضة ولكن الشباب للأسف الشديد لم يتمكنوا من الحسم الثوري لعدم قدرتهم
على توحيد صفوفهم تحت قيادة واحدة ولم يكن هناك قيادة شبابية فعلية تقود
الثورة الى بر الامان ولذلك تم تسليم القيادة الى الأحزاب السياسية
التقليدية في المعارضة الذي تركتهم وجرت وراء تقاسم السلطة مع الحزب الحاكم
والسبب الثاني في عدم قدرة الحسم الثوري هو الموقع الجغرافي لليمن كونها
تقع بجوار عدة دول ملكية لا ترضى بأن تقوم على حدودة ثورة وتعتبر ذلك خطر
على نظامها وكان نتجية ذلك المبادرة الخليجية



أقصد هل تتجه الثورة نحو تحقيق أهدافها ؟

رغم المحاولات الشبابية والإصرار من قبلهم على إنجاز ما خرجوا من
أجلة , ولكن العمل السياسي هو الغالب في المرحلة الحالية والعمل السياسي لا
يحقق كل الاهداف المنشودة للثورة وإنما يمكن أن يُجنب البلاد الويلات
والحروب اما أنه يحقق كل اهداف الثورة فهذا من المستحيل , فلابد أ نتكون
الثورة مستمرة ولو لسنوات من أجل تحقيق الاهداف للضغط على مراكز القرار ..
السياسيون قادرون على تحقيق التغيير ولكن ليس التغيير الثوري الكامل
والشامل .

هل ترى أن المبادرة الخليجية هي الحل الأمثل والمخرج الوحيد الذي يحقق تطلعات الشعب للتغيير .؟

الطرفين المعنيين بالمبادرة هم المؤتمر وحلفاؤة والمشترك وشركاؤة
والمبادرة فقط نقدر نقول انها حلت الخلاف بين الطرفين وليس بين الشعب
والسلطة أو الشعب وما يريد ولم ولن تحقق الغاية التي يريدها الشعب .



برأيك ما هي جوانب القصور التي لم تتضمنها المبادرة ؟

المبادرة الخليجية لم تكن إلا ردة فعل لدول الخليج أو ثورة مضادة
لما قام به الشباب في اليمن خوفاً من إمتداد الثورة اليهم والقصور فيها
كثير أولاً لم يكن للشباب فيها أي دور من كل النواحي حتى في الحوار .. الى
حد الآن لم يستطيعوا أن يستوعبوا ما يريده الشباب والى حد اللحظة الذي نصت
عليه المبادرة ولم ينفذ الإفراج عن المعتقلين السياسين سواء السلطة او
المعارضة وهنا ك شباب محتجزين لدى الطرفين



حاشد والثورة
كونك تنتمي الى قبيلة حاشد ؟ ترى الى أي مدى ساهمت القبيلة في الثورة ؟

قبائل حاشد أصبح منهم الدكتور والمدير والمهندس والمثقف والشاعر
وبالتالي هم أصبحوا مثلهم مثل أي قبلية وجزء من المجتمع المدني اليمني
ومعظم حاشد مع الثورة في الساحات ولم تكن مع الأطراف المسلحة او قامت
كقبيلة برفع السلاح ضد أي جهة كانت وما حصل في الحصبة كان بين الشيخ صادق
الأحمر إذا كنت تقصد ذلك والحرس الخاص بالشيخ .. ولم تشارك قبيلة حاشد
إطلاقاً في تلك المعارك بل شاركت حاشد في الساحات والشيخ صادق قالها ان
المعركة بينه وبين علي عبدالله صالح وليس بين حاشد والحكومة .


هناك من يتهم القبيلة أو بعض المشائخ بالإلتفاف على الثورة ماصحة ذلك ؟ وهل أحداث الحصبة يمكن جزء من المشهد الثوري ؟

لا اعتقد أن هناك التف على الثورة إنما الظروف أجبرت بعض الشخصيات
على أن تواجه النظام بالسلاح كالدفاع عن النفس والشباب صامدين امام كل من
يحاول الإلتفاف عليها وقد يكون الإلتفاف على الثورة من قبل القوى السياسية

قبائل حاشد ..الرئيس السابق ونائبة

ما مدى صحة إفتقار مناطق قبائل حاشد للمشاريع الخدمية وهل هذا مقصود وهل للمشائخ علاقة بذلك ؟

بالنسبة لحاشد عموماً رغم ما قدموه من تضحيات في سبيل الثورة
والجمهورية والوحدة ودرهم الكبير إلا ان مناطقهم تفتقر الى الخدمات البسيطة
جداً فلا توجد هناك أي بنية تحتية وربما في الفترة القليلة القادمة
أستطاعت الدولة ان تقدم بعض المشاريع وكان ذلك باستحياء ولا أريد أن أقول
أن حاشد أصبحت مثل القضية الجنوبية أو قضية صعدة لكن اعتقد اننا عانينا
تهمشياً وخاصة من الحصبة حتى صعدة .. الكل مهمشون لم يأخذوا حقهم من وظائف
ولا مشاريع وأقصد هنا ليس حاشد بل كل تلك المحافظات والمناطق

نحن لا نلوم المشائخ هي الدولة الملامة في ذلك حتى لو كان هناك
مشائخ تقلدوا مناصب كبيرة فهذا لا يعني أن الدولة تقصر في واجبها تجاه هذه
المناطق فهي المسئولة وأعطيك مثل في فترة من الفترات وبعد الوحدة مباشرة
كلف الرئيس علي عبدالله صالح لجنة للخروج لحصر ما تحتاجة مناطق حاشد من
مشاريع والذي لم يكتب لها النجاح ولم يحصل ووجدوا ان حاشد بحاجة الى
ميزانية كبيرة حتى تصل الى مستوى المناطق الاخرى في اليمن من مشاريع وخدمات
وأتذكر أن علي سالم البيض نتيجة لنتائج تلك اللجنة قام بتكليف لجنة أخرى
خاصة من لدية قامت بالنزول الى حاشد وكنت أنا ضمن هذه اللجنة وتركناهم
يبحثوا عن المشاريع في حاشد فلم يجدوا شيء وعادوا الى نائب الرئيس حينها
بتقرير كان في صالح قبائل حاشد حيث قال أنها تفتقر لأدنى مقومات التنمية
وبالتالي وجه نائب الرئيس علي سالم بزفلتة بعض الطرف في خارف وبناء بعض
المدارس لأنهم لم يجدوا مدرسة في خارف بكلها وكذلك في المناطق الأخرى وهنا
لا نلوم المشائخ لأنه من عمل الدولة



إلإستقالة من مجلس التضامن

مع تعدد صفاتك وألقابك . . الى من تلتزم أكثر هل الى القبيلة ام الى الثورة ام الى الحزب السياسي الذي تنتمي اليه ؟

لا فرق في كل ما تقول .. أنا أنتمي الى اليمن وأنتمي الى شباب
الثورة كرئيس تحالف ثوار فبراير المستقلين وكذلك الحركة الديمقراطية
للتغيير والبناء كعمل سياسي لأنه حزبنا الذي نفتخر بالانتماء لانه يضم
كوادر شبابية أنطلق في الأساس قبل الثورة وكانوا شبابه من أشعلوا الثورة

لماذا أعلنت أنضمامك للحركة رغم حجم الخلافات التي تعصف بها منذ نشأتها ؟

إنضمامي للحركة نتيجة إحتكاكي بشاب الحركة الثوار المظلومين
المتعلمين لأنهم شباب أرادوا أن يعبروا عن انفسهم لكن الفساد وقف في طريقهم
وهذا كان سبب خروج كل الشباب اليمني الى الساحات ومن ضمنهم شباب الحركة
وإذا كان من خلاف بينهم فهي خلافات سببها السلطة والمعارضة في آن واحد ولكن
أؤمن أنه وفي الأخير ستنتصر كلمة الشباب الصادقين

هل إنضمامك للحركة بمثابة إعلان إستقالة من مجلس التضامن الوطني وأنت أحد قياديية ؟

مجلس التضامن كان منظمة مدنية ولا يتناقض عمله مع أي عمل حزبي ولكن
الآن قيادة المجلس التضامن قررت أن تغيره الى حزب وبالتالي وموجب انتمائي
الى حزب الحركة حزب سياسي فبالإمكان إعتبار ذلك استقالة لأنه لا يصح لي أن
أكون في حزبين وفي نفس الوقت .


هل ستشاركون في مؤتمر الحوار الوطني ؟

أولا لا بد أن نعرف في الأصل ماذا نعني بكلمة حوار فالحوار هو أن
نتناقش ونتبادل الرؤى في المواضع التي يختلف فيها الحوار وما هي الغاية من
الحوار يجب أن تكون الغاية هي الوصول الى حلول لكافة المشاكل ومن اجل
الدخول في الحوار لابد من تنازلات من قبل كل الأطراف وتنازلات كبيرة أيضاً
لأن الحوار على مستوى الوطن ويجب أن تكون التنازلات على هذا المستوى وحتى
نتوصل الى حلول فعلية لابد من الدخول في عملية الحوار ولكن بشرط أن يكون
حوارنا من اجل المصلحة العامه والبحث الجاد والفعلي لإنقاذ البلاد ولابد أن
يكون هناك أسس ومنطلقات للحوار ونرفض المزايدات والمماحكات السياسية التي
نراها في التصريحات والمؤتمرات الصحفية فنرجوا من الجميع ان يكون عند مستوى
المسؤولية في هذا الحوار وكل طرف يقدم الذي يقدر عليه من تنازلات من أجل
إنجاح المؤتمر الوطني .


ماهي علاقتكم بجماعة الحوثيين وما نوع التحالف معهم ؟
الحوثيون أصبحو قوة فعلية على الساحة وعلاقتنا بهم ليست كما يصورها
البعض إنما هي علاقة تحالف سياسي وتنسيق بالمواقف الثورية من أجل إنجاح
الثورة فقط لا غير وجماعة الحوثي شريكا في هذا المجال مثلة مثل الحراك
الجنوبي وبقية الأحزاب الناشئة الجديدة وإئتلافات وتحالفات الثورة في
الساحات وكل من هذه القوى الموجود كونت ما يسمى بالملتقى العام للقوى
الثورية والحوثيين كما نحن متواجدون في الملتقى ونحن ننسق في العمل السياسي
وما تم الاتفاق عليه في الملتقى نلتزم به كما بقية الشركاء .


كيف تنظرون الى القضية الجنوبية ؟
القضية الجنوبية هي قضية ثورة وقضية الجميع لم أسمع بأي فصيل من
فصائل الثورة إلا ويطالب بحلها ولكن كيف يكون حل تلك القضية وبرأيي أن تلك
القضية لا بد أن تأخذ حيز كبير جدا في الحوار الوطني ويجب أن نترك الخيار
لأبناء المحافظات الجنوبية بأن يتحدثوا عن قضيتهم وللشارع في تلك المحافظات
الذي هو أكثر وحدوية من غيرة ونترك المزايدات ونهتم فيما هو بمصلحة الوطن
فنحن في مرحلة خطيرة جداً وهناك قوى إستعمارية تحاول مد يدها لتقسيم اليمن
وهذا ما نرفضة جميعا


رسالتك للأحزاب التوافقية ؟
الأحزاب السياسية التقليدية أصبحت قوة حاكمة الآن بشقيها ورسالتي
انه لابد لهؤلاء المعتقين على كراسي الأحزاب أن يتركوا فرصة لشبابهم فقد آن
الأوان أن نثق في الشباب سواء في المؤتمر أو المشترك فالشباب أقدر في
الوقت الحاضر على قيادة البلاد وخروجها مما هي فيه ونقول لهم أن الوطن أغلى
من المماحكات الشخصية أو الأحقاد الشخصية فيما بينهم وندعو شباب الأحزاب
الى أن يقوموا بثورات فعلية إذا أردنا أن نقوم بإنجاح الثورة يجب أن نثور
من داخل تلك الأحزاب فكيف نعلن ثورة على النظام وتلك الأحزاب لم يطالها
لتغيير سيما وهي كانت جزء من الفساد .

الى شباب الثورة ؟

شباب الثورة عليهم عمل شاق .. وقد بذلوا الكثير والكثير وضحوا بكل
غالي ونفيس في سبيل الثورة وبالتالي نرجوا منهم أن يستمروا في نضالهم
السلمي من اجل تحقيق أهداف الثورة وسيصلون الى ما يريدون وعليه أن يوحدوا
أنفسهم وطاقاتهم لينتخبوا قيادة ثورية حقيقية من بينهم وأن لا يركنوا على
الأحزاب السياسية خاصة في الوقت الراهن لان الأحزاب السياسية لا زالت جزء
من النظام الذي يطالبون بإسقاطة فمن المستحيل أن تحقق هذه الأحزاب أهدافهم




- صحيفة إيلاف اليمنية