Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: متسلل يمني يفجر نفسه بقنبلةداخل الأراضي السعودية السبت مارس 03, 2012 8:59 pm | |
| متسلل يمني يفجر نفسه بقنبلةداخل الأراضي السعودية .... فهل تلغي السعودية العمل بنظام الكفيل لليمنيين
منذ الأزل ونحن اليمنيين نُجيد «الرحيل» بلا توقف, حاولت «الحدود المصطنعة والجدران الفاصلة» أن تحد من ذلك؛ «أنى لها..» هذا ما تؤكده الوقائع.. فقد أثقلت الظروف القاهرة كاهل الكثيرين، وتشكّلت في متاهات «غُربة.. غُربة.. ولو تهريب» مسيرة أناس استسهلوا الصعب..اجتازوا طُرقاً محفوفة بالمخاطر، وملغومة بـ«رصاص وأسلاك شائكة وحرس حدود وأفاعي وذئاب..» يلهثون بحثاً عن لقمة عيش كريم..وبصيص حياة.. كان الموت «مجهول الهوية» بانتظار البعض.. حكايات تدمي الفؤاد.. تدعو إلى الأسى على شعب شتته الحاجة.. و«هنا» زوجات وأطفال.. ينوحون كـ«الطيور» وأحياناً كـ«الثكالى»!!. - حميد عبدالرحمن سفيان, ذو الـ«40» ربيعاً أحد هؤلاء.. مع بداية شباط الفائت غادر «شرعب السلام» مسقط رأسه، بيد أن القدر لم يُمهله؛لتغادر روحه المُجهدة الحياة برمتها هناك خلف الحدود.. «أيام وليالٍ» معدودة تفاصيلها لاتزال غائبة؛ قد تكون صورة مُكررة لحكايات تستحضرها الذاكرة الشعبية على الدوام, وقد تكون أشد قسوة, ربما طُمست وقائعها بمجرد «الرحيل» أو«الترحيل». - «مُتسلل - مجهول الهوية - يُفجّر نفسه بقنبلة يدوية على حدود جازان» هكذا جاء خبر «حميد» في صحيفة «المدينة» السعودية - يوم الثلاثاء «14/2/2012م» - مذيلاً بصور قاسية لجسد نحيل.. ممتد على الأرض خانع يعلن الاستسلام.. البطن بُقرت وتناثرت الأشلاء، وحولها أقدام عسكرية عريضة، فيما تجاعيد وجهه الأسمر تبدو بوضوح، وحدها «الصورة» من عرفت ذويه بفاجعة مصابهم.. بعد أسبوعين من «الواقعة» وحسب شقيقه الأكبر «محمد» كانوا تواقين لتلمس أي شيء من أخباره, حتى جاءهم اتصال من قريب لهم يدرس في «ماليزيا» يعزيهم بفقدان «...». - مرّت حياة «حميد» بمسارات مُتعرّجة طابعها كابوسي، يعول زوجة «صماء» وخمسة أبناء أحدهم مُصاب بورم خبيث في «القضيب» والبقية مُتخلفون عقلياً، بل إن أوسطهم شرب سُماً ومات, كان يأمل في «مولودته» الوحيدة التي خرجت إلى الدنيا للتو أن تكون مُختلفة.. فلم تكن كذلك؛ يُدرّس «الانجليزي» في مدرسة القرية.. فيما راتبه الزهيد لا يفي بمتطلبات حياته المثقلة بـ«الجنون والديون» خاصة بعد أن توقف دعم صندوق الرعاية الاجتماعية «الدوائي» لبنيه رغم متابعته وتوسلاته المستمرة, ومما زاد الطين بلة هو مقتل ابن أخته نهاية العام الفائت في «وادي القاضي» بحادث غامض «ولا غريم!!». - حشد من انتكاسات مؤلمة توالت على «عقله وجيبه» سببت له أزمة عصبية حادة.. عُرض على طبيب نفساني فأكد سلامته؛ وفي النهاية أعلن تمرده الكبير على الحياة وملماتها، وقرر الهروب إلى المجهول. يقول «محمد» وهو - موجّه تربوي - وواحد من ستة أشقاء آخرين لـ«حميد» إن أخاه ذكي ولمّاح ولا يمكن أن ينتحر بتلك الطريقة, وإن الانفجار لو كان حقاً بـ«قنبلة» لما استثنى الوجه وباقي الجسد، وطلب في نهاية حديثه أن ننقل «تساؤله المشروع» إلى الجهات المعنية علّها - وهي الصامتة دوماً - أن تستشعر المسئولية، وتتحرك بفاعلية من أجل استعادة قيمة المواطن اليمني كإنسان. - تُفيد تقارير أمنية محلية عن تسلل أكثر من «600,000» يمني تقريباً خلال العام الواحد، عبر المنافذ الحدودية لعل أشهرها على الإطلاق منفذ «الطوال» وبالمقابل تُرحّل السلطات السعودية عبر ذات المنفذ وبشكل يومي ما بين «1500ـ2500»، ويزداد العدد ليصل يومي الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع إلى «2500ـ 4000» وخلال العام الهجري الفائت مثلاً تم ترحيل نحو «180,000» شخص، وبتزايد تدفق الآلاف صوب الحدود؛ تتفاقم مشاهد ترحيلهم, وتتعاظم صور معاناتهم فيما يشبه الكارثة!!. جاء في «المدينة» السعودية أن «حميد» طلب من حرس الحدود الابتعاد عنه حتى لا يطالهم أثر الانفجار، وأنه وزميلاً له يدعى «محمد علي محفوظ» كانا يهمّان بالعودة إلى الوطن. وفي اعتقادي أن جُل التفاصيل يملكها هذا الاسم, وإن ثبت صدق «الواقعة» فـ«حميد» أراد أن يختم حياته بفعل مدوٍ؛ علّ الأشقاء يعيدون النظر في واقعنا المأزوم، ويُفعلون ما يبدد من اتفاقيات؛ خاصة أن الدين الحنيف الذي يجمعنا يحث على «الأقربون أولى بالمعروف...».
نقلاً عن صحيفة الجمهورية
just_f
| |
|