Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: «حصانة».. هل سيسامحه اليمنيون؟! الإثنين يناير 23, 2012 7:09 pm | |
| ليس بريئاً حتى لو حصل على حصانة «كاملة».. إذ بعد 33 عاماً من وصول «العقيد» علي عبدالله صالح الى رأس السلطة في ظروف مريبة واستثنائية, لا يُعقل أن يتنصّل من مسؤوليته ويطلب «مسامحة» اليمنيين الذين أوصلهم إلى ما هم عليه من فقر وبؤس وبطالة وسيادة مُنتهكة - بل غير موجودة - وانهيار مؤسسة الدولة والخدمات وتمزيق النسيج الوطني وتكريس الانقسام بين «شطريه» الشمالي والجنوبي خصوصاً, وافتقاد الامن والاستقرار وانغلاق الافق أمام اليمنيين, الذين يرون أن وطنهم قد تمت سرقته وأن بطانة فاسدة حكمت 33 عاماً, قد نهبته وعاثت فيه خراباً وفساداً, سعى زعيم العصابة (الذي كان في رتبة رئيس) الى شمولهم بالحصانة الكاملة (على ما عرضت حكومة محمد سالم باسندوه) لكن البرلمان اليمني المخترق من قبل عصابة صالح واجهزته, ورغم كل الضغوط والمناورات والرشاوى, نجح (وان جزئياً) في شمولهم فقط بحصانة في القضايا السياسية فيما القضايا الاخرى, سيخضع هؤلاء الذين «عاونوا» صالح خلال حكمه الاستبدادي, من مدنيين وعسكريين وأمنيين, الى المساءلة, لأنهم قارفوا جرائم وارتكابات بحق اليمنيين, لم يكن من الحكمة أو الانصاف منحهم العفو كتلك الحصانة التي (نَعِمَ) بها صالح, ما كان لها ان تتحقق لولا الصفقة التي دبرتها عواصم اقليمية ودولية لصالحه, ليس تكريماً له وجاءت على شكل تعويض نهاية الخدمة التي تفانى في تقديمها لمصالحهم على حساب مصالح الشعب اليمني, بل وايضاً ودائماً حتى لا يخضع صالح ذات يوم للمحاكمة فيكشف المستور ويفضح الارتباطات والصفقات وعندها سيكون الثمن فادحاً وكراهية الشعب اليمني لهم-الموجودة اصلا- اكثر تأججا وضجيجا في الشوارع والميادين والساحات ووسائل الاعلام. حسناً..
لم يكن قدوم حكومة محمد سالم باسندوة استجابة لمطالب الثوار بل هي في الاساس التفاف على تلك المطالب او ذهاب الى نقطة الوسط, ما دام سقف الثورة على العقيد, قد حكمته المبادرة الخليجية وتم استبعاد اي محاولة لنقل الملف الى مجلس الامن بعد كل القتل والقمع الذي مارسته قوات صالح واجهزته بحق المدنيين العزل وبالتأكيد لم تكن جامعة الدول العربية في بال احد ازاء الثورة اليمنية, لأنه ممنوع عليها الاقتراب من ملف كهذا، وبدأت المساومات وأُدخلت التعديلات الواحد تلو الأخير استجابة للعقيد الذي لم يكن واقعا تحت ضغط شديد بل كان اكثر اريحية واطمئناناً الى انه في النهاية لن يخسر شيئا وانه سيبقى لاعبا رئيسيا وان حزبه (المؤتمر الشعبي العام) لن يُحظر أو يُجتث, وهو يستطيع العودة لقيادة حزبه متى شاء، اذا ما تنحى عن الحكم وافسح في المجال امام نائبه (فقط وليس أحدا غيره) عبد ربه منصور هادي كي يتسلم السلطة رئيساً مُنتخبا في (21/2 المقبل).
ثمة رطانة تفوح مها رائحة التحريض والتضليل الآن ذاته, تتحدث عن «جنوبيْيْن» سيتصدران (او هما تصدّرا) مرحلة ما بعد علي عبد الله صالح, اذ ان محمد سالم باسندوة هو من ابناء الجنوب (ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) والفريق (كما يجب التذكير برتبته) عبد ربه منصور هادي هو قائد عسكري جنوبي انحاز الى «صالح» في حربه على شركائه في الوحدة التي تمت في ايار 1990، عندما تنكر لاتفاقية الوحدة وشن حربا ضدهم اطلق عليها اسم حرب الوحدة وانتصر فيها (1994).
صحيح ان الجنرال هادي ليس شخصاً فاسداً ونال موقعه مكافأة على انحياز لصالح, إلاّ انه صحيح دائماً ان الرجل لم يكن له دور فاعل في الحياة السياسية اليمنية وكان مجرد شاغل منصب «اداري» بلا صلاحيات تذكر ولم يُمنح أية صلاحية وهو «المعتدل» حتى بعد ان «نقل» العقيد صلاحياته اليه (إثر اصابته في انفجار قنبلة مسجد الرئاسة) ونقلت وسائل الاعلام اليمنية وغير اليمنية، أن العقيد احمد (النجل الاكبر للعقيد الاب الذي كان يعده لوراثته, قبل اندلاع الثورة)، اقتحم القصر الجمهوري وقال للجنرال هادي انه لن يخضع لامرته وانه لا يعترف إلاّ بأبيه رئيساً لليمن ويتلقى التعليمات منه كونه رئيس الحرس الجمهوري.
خروج صالح, سواء قصد سلطنة عُمان ام ذهب الى الولايات المتحدة للعلاج في حال منحته واشنطن تأشيرة دخول، لن يغير من المشهد اليميني كثيراً فرأس النظام هو الذي سقط فيما النظام الفاسد باق والمؤسسات التي رعاها ما تزال متجذرة واجهزة القمع وجيوش العسس ما يزالون في مواقعهم واليمن ليس في طريقه الى التعافي او تدشين مرحلة جديدة, لان الثورة تمت مصادرتها او اجهاضها او تفريغها من محتواها، وإذا ما تواصلت الاحتجاجات فإن الذين رعوا التسوية سيسارعون الى اتهام الثوار بانهم لا يريدون لليمن الأمن والاستقرار.
انها الثورة المضادة التي اصابت نجاحاً لا يمكن انكاره ويبقى على الشباب اليمني ابداء المزيد من اليقظة والحذر ازاء تكتيكات من يقودون هذه الثورة المضادة في الداخل والاقليم والخارج الدولي.
just_f
| |
|