Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: المشترك كتجربة رائدة الخميس يناير 05, 2012 11:36 pm | |
| المشترك كتجربة رائدة
تخيلوا معي لو أن اللقاء المشترك لم يكن, ولم يوجد , ماذا سيكون عليه وضع اليمن في ماضيه وراهنه . لا شك أن حالة من الاحتراب السياسي والفكري ستسود, هذا إذا لم يصل إلى الاحتراب الدموي , وفي كل يبقى الشعب والوطن الخسران الوحيد والسلطة الفاسدة المستفيد الأوحد كنتيجة طبيعية لتفكك النسيج المجتمعي المشتت بين تطرفين يساري ويميني متعصب لا يرى إلا الأنا والآخر في حكم الملغي , وما قد يترتب عن تلك الصراعات في حاضر الربيع العربي من واقع أليم في اليمن الحبيب , أعتقد جازما أنه لن تكون هناك ثورة في اليمن طالما وأن فرقاء السياسة والصراع الفكري في تنافر مستمر كما كان عليه الوضع قبل 2003م , وأن السلطة تمسك بأطراف خيط كل منها تحركها ضد الآخر , وإن وجدت ثورة فإنها لن تمثل وحدة متماسكة في ظل الاختلاف وخاصة مع طول مدتها , وقد توجد ساحات متعددة لكل منها وهذا التشتيت لن يفيد وحدة الآراء الثورية وأهدافها وآلياتها , وقد تقف بعض الأطراف الحزبية مع السلطة ضد الثورة , ليس كراهية في الثورة وإنما نكاية ومكايدة بوجود تنظيم خصم مساند لها . من هنا يتجلى لنا أهمية وجود اللقاء المشترك كفكرة وحدت هدف الفرقاء ضد خصم مشترك وامتص التقاؤها جوانب كثيرة من حالات العداء الأيديولوجي التاريخي المستفحل بين التيارات المشتركية , وعمل على تقريب وجهات النظر وفهم الآخر, ومحاولات نسيان كل ما يمت بصلة لماضي الصراعات , وهذا ما أدى بطبيعة الحال إلى تجنيب الوطن ويلات الصراعات وتحقيق السلم والأمن الاجتماعيين وتفويت الفرصة على السلطة التي اعتادت في الماضي استخدام أطراف اللقاء المشترك ضد بعضها , والتي خلقت من الصراعات أسبابا لديمومة بقائها . إن السلم الاجتماعي والاستتباب النفسي للمجتمع ليعد برأيي أهم منجزات قيام اللقاء المشترك , ولو لم يحقق الهدف من قيامه في إصلاح أو إنهاء سلطة الفساد أو إن تعرض للتفكك افتراضا – رغم أنه عصي على التفكك – لكفاه هذا الانجاز , قد يقول قائل إن فرقاء السياسة في مصر – مثلا – انجزوا ثورة دون اختلاف , أقول لا أحد ينكر هذا لكن هناك عوامل ساعدت في بقائهم لحمة كعامل السرعة الزمنية القياسية والهيجان الذي لم يتح مجالا للاختلاف في فترة ثورة ال18يوم من عمر الثورة المصرية , قد غيب في هذه اللحظات الحاسمة اختلاف الفرقاء الذين حاولوا التحاق بركب شباب الثورة دون النظر للتوجهات , ولو طال أمد الثورة المصرية لظهرت الاختلافات كما هو حاصل الآن في سوريا التي تتكاثر مجالسها الثورية يوميا كالفطريات , والتي تعكس الافتراق السياسي والفكري لكل منها , وقد بدأت صراعات الفرقاء اليوم في مصر تطفو على السطح من خلال نشوبها قبل أكثر من شهر حيث دار بينهم صراعا حول إسلامية الدولة أو علمانيتها , وبغض النظر عن تغذية طرف ثالث للخلاف , لكنا لو قسنا ما حصل في مصر او سوريا على اليمن لاكتشفنا أنه لا خلاف بين أطراف اللقاء المشترك حول هذه المسائل البتة , وأن الكل قد تفهم بعض واقترب من بعض حتى في الأفكار والرؤى وأصبحت هناك للجميع رؤية موحدة للدولة المستقبلية , فالدستور الحالي مرجع الجميع عدا إجراء بعض التعديلات المستقبلية , التي تحد من صلاحيات الحاكم الفرد وتسمح بسلطات محلية واسعة الصلاحيات ودولة مؤسسات , وما إلى ذلك من أمور أخرى تصب في صالح دولة العدالة المساواة . لقد سجل اللقاء المشترك ظاهرة فريدة من نوعها على مستوى الوطنين العربي والإسلامي , وأصبح أنموذجا يثنى عليه الجميع ويجب أن يحتذى به, حتى يجري التخفيف عنا من عناء أعباء الاختلافات في الوطن العربي ونعجل من سرعة الوحدة العربية ذلك الحلم الذي مزقه الافتراق البيني للقوى السياسية الوطنية قبل التآمر الخارجي , الذي اجمع عليه الفرقاء كمبدأ واختلفوا حول آليته الفكرية , فالآلية التي دفعت لاصطفاف المشترك حول الوحدة اليمنية التي كاد أن يمزقها النظام باستبداديته وانفراديته في الحياة دون غيره لكفيلة بأن تدفع لوحدة عربية شاملة في حال التقى الفرقاء في كل قطر على قاعدة قبول الآخر , وبالتأكيد أن هناك ارتباطات فكرية تجمع بين تيارات مثيلة من قطر إلى قطر وهذا قد يجعل الوحدة أمرا ميسورا نأمل ذلك . سبع سنوات ونيف من التجربة الرائدة للمشترك جعلته عصيا على التفكيك – رغم ما قد يطرأ عليه من نتوءات الاختلافات البسيطة التي لا تفسد للود قضية, وراهن المشترك الذي أصبح أكثر قدرة على تفكيك بنى سلطة الفساد , وخاصة بعد انضوائه تحت لواء الثورة الشعبية الشبابية لخير شاهد على مدى قدرة قادته على الفعل واستيعاب الآخر وتقبله , وإن نجاحات وحدة والتحام قوى الثورة واصطفافها في مجلس وطني موحد – بعيدا عن التشتيت الذي لا يخدمها كما هو حاصل في سوريا – ليصب في خانة اللقاء المشترك إيجابا خاصة وان أمد الثورة إلى اليوم قد تجاوز ال320 يوما منذ بدء انطلاقتها العملاقة في 11فبراير من هذا العام , وقد كانت هذه المدة التي تصل إلى 11 شهر كفيلة بتمزيق قوى الثورة , وقد كانت سلطة الاستبداد تراهن على العامل الزمني في تفكيك وانحسار المد الثوري , وذلك لم يحصل بفضل التحام قوى المشترك مع شباب الثورة . المشترك اليوم والى جانبه كافة القوى الوطنية الثورية الفاعلة , أمام مسئولية تاريخية خاصة مع اقتراب انتصار الحق الشعبي , مسئولية تكمن في التعجيل بالتقاط الفرص المواتية وعدم إضاعتها كما ضاعت فرص جمعة الكرامة أو انضمام الجيش للثورة , والتي مثلت ضربات قاصمة لظهر النظام المحتضر , وعليهم إلا يركنوا إلى المفاوضات التي أضرت بالثورة ومدت في عمر النظام المهلهل فبقايا النظام رغم توقيع صالح على المبادرة مازالوا يخترقون المبادرة من خلال الخروقات المتعددة بالضرب على الحصبة او أرحب او غيرها للنكوص بالتزاماتهم . وعليهم في المستقبل بعد سقوط النظام العائلي مسئولية أكبر تتمثل في بقاء التحام المشترك في بوتقته الراهنة , وألا يبدأوا بتفكيك عرى المشترك حتى يصلوا باليمن إلى بر الأمان من خلال إيجاد دولة المؤسسات الوطنية , المستقلة , دولة الحريات والعدالة والنظام والمواطنة المتساوية , دولة الديمقراطية والمشاركة الواسعة والانتخابات الحرة النزيهة وأرى أن عشر سنوات قد تكون كافية للوصول باليمن إلى بر الأمان . المصدر أونلايـــن
just_f
| |
|