Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: رئيس تحرير الرأية القطرية . عجيب أمر الرئيس اليمني الثلاثاء أكتوبر 18, 2011 11:17 pm | |
| عجيب أمر الرئيس اليمني رئيس تحرير الراية القطرية : لقد تمرد صالح على قطر التي آزرته ووقفت الى جانبه، كما تمرد عليه شعبه وهو يقابل يد الإحسان بالجحود والنكران الثلاثاء 18 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - الراية
| | | | |
|
نص مقال الإستاذ :صالح بن عفصان الكواري
عجيب أمر الرئيس اليمني الذي أعلن عن تحفظه على التوقيع على المبادرة الخليجية بتنحيه عن السلطة غدا الاثنين في الرياض في حال حضور ممثل دولة قطر.
مصدر العجب أن الرئيس اليمني يتهم قطر زوراً وبهتاناً بتمويل الفوضى في اليمن ومصر وسوريا وفي الوطن العربي زاعماً أن قطر الصغيرة في مساحتها وفي عدد سكانها لم تحسن التصرف فيما وهبها الله إياها من نعمة المال.
الرئيس اليمني يعرف قبل غيره أن قطر وشعب قطر هم أول من وقف ويقف الى جانب اليمن في كل المحن التي مر بها والشواهد على ذلك كثيرة وأجد نفسي هنا مضطرا لذكر بعضها لأدلل على مدى الجحود والنكران التي قابل بهما الرئيس اليمني اليد القطرية التي امتدت اليه بالإحسان في وقت كان فيه وحيداً، تترنح فيه سلطته إلى زوال.
لم يجد الرئيس اليمني عندما واجهته حرب الانفصال في تسعينيات القرن الماضي والتي كادت أن تطيح به، إلا قطر ناصحة ومؤيدة وداعمة، لم يجد عندما اشتعلت حرب صعدة مع الحوثيين، بعد أن تلفت يمنة ويسرة، الا قطر، يسعى مبعوثوها في جولات مكوكية الى إطفاء لهيب المعارك التي أقلقت مضجعه وفرقت بين شعبه.
وحتى في المبادرة الخليجية الاخيرة، التي قبل بها على مضض بعد أن جرى تطمينه وتحصينه من الملاحقة القانونية، على عكس ما يشتهي شعبه والتي رفض التوقيع عليها أصلاً في ساعة متأخرة من مساء أمس، كان لقطر دورها الحيادي في إطار المنظومة الخليجية لتجنيب شعب اليمن الشقيق مرحلة التأزم السياسي التي يمر بها الآن ونذر حرب أهلية، لا قدر الله، فضلا عن الكساد الاقتصادي والجمود في المواقف الذي كان سيكلف اليمن العزيز كثيرا بسبب تمسك سيادته بما أسماه الشرعية الدستورية التي نزعها شعبه عنه يوم أن خرج عليه وهو غير مصدق.
لم تبخل قطر على اليمن بشيء، تعيش في قطر جالية يمنية كبيرة منذ عشرات السنين، إخوان أعزاء، لا مضايقات ولا خصومات ولا حجر على رأي أو فكر وهو ما لم يتوفر لهم في اليمن ذاتها في ظل الحكم المزمن لسيادة الرئيس.
كانت اليمن من أوائل الدول التي اختارتها قطر للاستثمار في أراضيها. لقطر في اليمن مشاريع عقارية واستثمارية ومشاريع للبنى التحتية بجانب المشاريع الخيرية والتي تبلغ كلفتها جميعا مليارات الريالات يجرى تنفيذها في مناطق شتى من اليمن غير السعيد الآن، فهل يعتبر سيادة الرئيس، هذه المشاريع والمساعدات القطرية التي يتم تنفيذها بإرادة سياسية، مضيعة للمال وسوء تصرف فيه.
قلب قطر وقيادة قطر مع اليمن وشعب اليمن الشقيق، قطر لا تمتن على اليمن او غيرها بما تقدمه من مساعدات ودعم سياسي ومادي، مواقف قطر الأخوية مع اليمن وسائر الدول العربية والاسلامية معروفة ولا تحتاج الى إعلان أو الى شهادة من الرئيس اليمني، وببساطة فإن أقل ما يوصف ما صرح به سيادته بأنه تصرف مخجل ونوع من عدم الوفاء.
وأقولها بصراحة، لقد تمرد الرئيس اليمني على قطر التي آزرته ووقفت الى جانبه، كما تمرد عليه شعبه. ليس لقطر مصلحة فيما يجري في اليمن، ولم تكن لديها أية اجندة خفية عندما بادرت وبإحسان لتهدئة الأمور في اليمن وحلحلة أزماته المتلاحقة ومشاكله المستعصية التي أفقدته استقراره وسلامه الاجتماعي بسبب سياسات سيادته.
قطر يا سيادة الرئيس لم تسعَ.. كما قلت لتصبح دولة عظمى عن طريق قناة الجزيرة.. إنه أمر غريب فعلا ان يتحدث رئيس دولة بهذه الضحالة والسطحية في التفكير.. أسمعك إياها يا سيادة الرئيس، أن قطر عظيمة بقياداتها وبرجالاتها وبشعبها وبمواقفها المبدئة في نصرة الشعوب المغلوبة على أمرها ومنها الشعب اليمني الشقيق.. وهذا ديدن الدوحة ونهجها الذي لا تحيد عنه قبل إنشاء قناة الجزيرة.
وبهذه المناسبة أقولها بكل صدق وأمانة، إن وقوف "الجزيرة" مع الجماهير المنتفضة في أكثر من بلد عربي ومنها اليمن العزيز، هي رسالة الحقيقة التي يمليها عليها ضميرها.. وهو خطها الذي ظلت تسير عليه منذ انطلاقتها بكل حيادية ومسؤولية، فدخلت بذلك قلوب الجماهير، وليس الحكام بالطبع وأنت منهم، لأنها لا تتنازل عن مهنيتها ولا تسعى لقلب الحقائق وفبركة المواقف.
أما حديثك عن الاستقالات التي تشهدها الجزيرة، فمن الطبيعي أن يبحث أي موظف عن المنصب والعرض الذي يتطلع إليه، وهذه سنة الحياة في الطموح دائماً، لكن يا سيادة الرئيس لماذا استقال وزراؤك ومحافظوك وأعضاء حزبك وحتى صغار موظفيك، هل لأنهم يبحثون عن وظيفة أخرى، ام لأن أسلوبك في القيادة هو الذي "طفشهم" ودفعهم لذلك؟.
لا أدافع بالطبع عن الجزيرة، فهي أقدر على الدفاع عن نفسها، لكنني أدعو الأنظمة العربية ومنها نظامك وللأسف لم يسعفه الوقت، إلى الالتفات لقضايا شعوبها العادلة ، فالتاريخ لا يرحم ، والشعوب إن سكتت لبعض الوقت فلن تسكت إلى ما لا نهاية، وإرادتها ستبقى هي دائما الغالبة.
إنه فعلا زمن العجائب ونكران الجميل وحفظ الود الممتد لثلث قرن من الزمان، لتحل بدلا عن ذلك كله، عبارات الشتم ونسيان الوفاء، فلماذا كل ذلك يا سيادة الرئيس؟.
|
just_f
| |
|