Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: دروس وعبر من الطغاة الإثنين أكتوبر 03, 2011 11:30 pm | |
| [tr] [td class=gen_Red][/td] |
[td]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾[ آل عمران : 102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاً﴾[النساء : 1] والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين ، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فجزاه الله خير ما جازى نبياً عن أمته . وبعد : ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾[الفجر:6-14] لقد رأينا كيف فعل الله عز وجل بعاد وثمود حين كفروا واستكبروا وظلموا وطغوا وأفسدوا، وكيف كانت نهايتهم حيث دمرهم الله وأهلكهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر. أما فرعون الذي غدا اسمه علماً على الطغيان والاستبداد والتسلط والاستكبار ، فقد بسط القرآن الحديث عنه وبين سياسته وبرامجه وخططه الإجرامية الخاطئة في قهر الشعوب واستذلالها. وما أحوجنا اليوم إلى التدبر والتأمل في هذه السياسات الإجرامية الظالمة المتكررة في تاريخ البشرية، ولكي نتعرف على طريق النجاة والخلاص من الذل والاستبداد والتسلط الذي أصاب أمتنا من قبل أنفسها وذاتها وأعدائها. إن قراءة القرآن ودراسته وتدبره والعمل به هو بداية الطريق للخلاص من الذل ، إننا حين ننظر في قصة فرعون وجبروته وبطشه وتنكيله وتقنينه للفساد والإجرام وفرض ذلك على الناس .. ثم موقف الشعب من ذلك ثم كيف تكون النهايات إذا تأملنا ذلك بتدبر ووعي، سندرك جيداً فعل الله عز وجل وتقديره في دك الظلم والطغيان وتدمير البغي والعدوان وهو في كمال قوته وجبروته، وكيف ينصر الله المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة، وكيف يمكن للمضطهدين والمعذبين. وقبل أن يبعث الله نبيه موسى عليه السلام رسولاً إلى فرعون وقومه يخبرنا تعالى في كتابه الكريم عن الجو الذي كان سائداً والذي كانت تدور فيه الأحداث والسياسات والظروف العصيبة التي كان يعيشها بنوا إسرائيل. يقول الله عز وجل في سورة القصص: ﴿ طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾[القصص:1-6]. هذه السورة من السور المكية، نزلت والمسلمون في مكة قلة مستضعفة والمشركون هم أصحاب الحول والطول والجاه والسلطان. نزلت هذه السورة الكريمة لتقرر للمؤمنين أن المتصرف في هذا الكون والمدبر لأمره والمتصرف في شئون العباد إنما هو الله وحده لا شريك له ، الملك القدوس، وأن من آمن بربه وخالقه وتوكل عليه وعبده وحده لا شريك له، فله الخير كله، والنصر والعاقبة له في الدنيا والآخرة، ولو كان مجرداً من كل مظاهر القوة. وأن من تجرد من الإيمان، وكفر بالله، وحارب أنبيائه ورسله، فلا أمن له ولا طمأنينة، ولو ساندته جميع القوى. هذه الحقائق لا يعيها ولا يستفيد منها إلا المؤمنون، ولهذا قال تعالى في هذه السورة: ﴿ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾[ القصص:3]، ثم أخبر تعالى عن فرعون فقال: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾[ القصص:4]. لقد كان فرعون مثلاً من أمثلة الاستبداد وعنواناً للظلم واستعباد الناس، وقدوة سيئة في الشر ولذلك قال الله في وصفه وأعوانه: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ... ﴾[ القصص:41]. إن أول شيء أخبر الله به عن فرعون : أنه علا في الأرض وتجاوز فيها الحد وطغى وبغى. وثانيها: أنه جعل أهلها شيعاً وأحزاباً يستعين ببعضهم على بعض، ويذل بكل حزب ما عداه من الأحزاب ويذلهم جميعهم بعضهم ببعض، ويأمنهم جميعاً بواسطة ذلك التحزب، الذي غرسه فيهم، حتى إذا تحرك حزب لمناوأته قام حزب آخر ليدافع عنه، وعلى هذه السياسة الفرعونية سار المستعمرون الذين احتلوا البلاد الإسلامية، جعلوا أهلها شيعاً وأحزاباً سياسية، فشغلوا الأمم عنهم ببعضهم ووجهوا دفة الجهاد والقتال إلى ناحية غير الناحية التي تريدها الأمة وكما هو مشاهد اليوم في واقع الأمة الإسلامية. ومن عجيب أمرهم أنهم يخلقون هذه الأحزاب، ويغذون فيها الحزبية بأساليب شيطانية، ثم مع ذلك يطالبونهم بالوحدة. إن الوحدة لا تتم مادامت الأمة واقعة تحت هيمنة أعدائها الذين يحرصون على تفتيت قوتها وتمزيق صفوفها واختلاف كلمتها. وكأ، فرعون كان إماماً للمستعمرين الغاصبين للبلاد الإسلامية ، يسيرون على منواله يترسمون خطواته. وستكون نهايتهم كنهاية إمامهم فرعون الذي أخذه الله تعالى نكال الآخرة والأولى. هؤلاء الكفار الذين نالوا من الأمم المستضعفة والفقيرة قروناً، ستدور عليهم الدوائر ، وسيسقيهم الله الكأس الذي تجرعه من قبلهم ﴿ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذّنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِِهِِِم فَلا يَسْتَعْجِِلُون ﴾[ الذاريات:59] والأمر الثالث: في سياسة فرعون وأخلاقه أنه استضعف طائفة منهم، وهي الطائفة التي استمرأت الذل والهوان وفقدت مناعتها الخلقية من الشجاعة والإباء، وكما نلاحظ من التعبير القرآني أنه قال: ﴿ يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُم ﴾[ القصص:4]ولم يقل يستضعفهم، لنعلم أن الذل والهوان إذا حل بقوم لم يعمهم جميعاً، بل سيحل بطائفة منهم، وهكذا يفعل اليهود والنصارى المستعمرون وأذنابهم .. يستضعفون طائفة من الأمة – ولا تخلوا الأمة من ضعفاء فيغرونها بالمال تارة، وبالمنصب تارة أخرى، ليضموها إليهم، حتى إذا هبت الأمة تطالب بحقها وتثأر لدينها وكرامتها وتذود عن حياضها وحراتها، قامت لها تلك الطائفة فوقفت في سبيلها، وحالت بينها وبين ما تريد. وهل بلاء المسلمين بالأمس واليوم في أنحاء المعمورة إلا على يد طائفة منهم، تناصر أعداء الإسلام وتتعاون معهم، وتقوم بدور الشرطي الحارس للمستعمرين، وتنفذ خططهم الرامية إلى تعطيل شعائر الإسلام، وتخريب دور العلم ونهب ثروات الأمة والعمل على تكريس التخلف والفقر حتى لا تنهض الأمة، كل ذلك يتم عن طريق طائفة من أبناء جلدتنا يتكلمون بألسنتنا استضعفها الأعداء .. ومن ضعفها وهوانها أنها قنعت بالسلطان الزائف. والحكم المستعار ورضيت أن تعيش كما تعيش الأنعام بملء بطونها لا إرادة لها ولا كرامة ولا اختيار. فعلى الأمة أن تتفطن لتلك الطائفة، وأن تأخذ على أيدي الظلمة وأن تقف في وجه الاستبداد حتى لا يتسرب الضعف إلى فئات وطوائف أخرى، فيصبح الداء عضالاً، والعلاج مستعصياً. وإن من صور الفساد والإفساد في سياسة فرعون أنه جعل أهل مصر شيعاً وطوائف وأحزاباً، ووقع أشد الاضطهاد والبغي على بني إسرائيل فقد كانوا يدينون بدين جدهم إبراهيم وأبيهم يعقوب ومهما يكن قد وقع في عقيدتهم من انحراف وفساد فقد بقي لهم أصل الاعتقاد بإله واحد، وإنكار ألوهية فرعون، والوثنية التي كان عليها المصريون. ولقد أحس الطاغية أن هناك خطراً على عرشه وملكه من وجود هذه الطائفة في مملكته، ولم يكن يستطع أن يطردهم منها وهم جماعة كبيرة تعد بمئات الألوف ، وإن فعل ذلك وأخرجهم فقد يكونون عليه مع الدول المعادية له، فابتكر طريقة جهنمية خبيثة للقضاء على الخطر الذي يتوقعه من هذه الطائفة، تتلخص في تسخيرهم في الأعمال الشاقة والخطرة، واستذلالهم وتعذيبهم بشتى أنواع التعذيب. ثم أتبع ذلك كله بتذبيح الذكور من أطفالهم عند ولادتهم، واستبقاء الإناث كي لا يتكاثر عدد الرجال فيهم. وبذلك يضعف قوتهم بنقص عدد الذكور وزيادة الإناث ، فوق ما يصبه عليهم من نكال وأذى. وهكذا فعل الفراعنة المستعمرون في القرن الماضي مع المسلمين حيث كانوا يستخدمون وسائل عديدة من التهجير والتعقيم الإجباري للمسلمين والتطهير العرقي حتى لا يكثر عددهم في البلدان التي يهيمن فيها الفراعنة في العصر الحديث . وقد روي أن فرعون وكَّلَ بالحوامل من بني إسرائيل قوابل مولدات يخبرنه بمواليد بني إسرائيل، ليبادر بذبح الذكور فور ولادتهم حسب خطته الجهنمية الخبيثة التي لا تستشعر رحمة بأطفال أبرياء لا ذنب لهم ولا خطيئة. وقد روي أن كاهناً من كهان فرعون قال له: يولد في بني إسرائيل مولود يذهب ملكك على يده، فاتخذ هذه السياسة الجائرة ، وذلك يبين لنا رِجْسِيَّة وغاية حمقه إذ لو صدق الكاهن من أن ملكه سيذهب فما فائدة القتل وإن كان كاذباً فما الفائدة من القتل أيضاً؟ لكنه الفساد والطغيان، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾[ القصص:4] وسترى قدرة الله ولطفه بالمستضعفين وانتقامه من المكذبين المجرمين، وفي كل تلك السياسات الجهنمية والقبضة الحديدية مدة، فقد انتهى فرعون وذهب إلى غير رجعة. الخطبة الثانية: أما بعد.. فما أوتي المسلمون إلا من قبل أنفسهم حين ركنوا إلى أعدائهم ومالوا إليهم كل الميل مخدوعين بمعسول كلامهم،ومواعيدهم الخلابة البراقة ، بالمخادعة زرعوا اليهود في فلسطين وبالمخادعة والمكر مزقوا دول المسلمين، وبمعسول القول والمواعيد الكاذبة أضاعوا حقوق المسلمين تارة باسم السلام ونبذ العنف وتارة بمحاربة الإرهاب والقضاء على التطرف. وزعماء المسلمين يتابعونهم ويصدقونهم وينفذون لهم ما يريدون، ناسين توجيهات الله لهم ، إننا حين نراجع القرآن الكريم نجده يرسم للمسلمين استراتيجية المعركة مع أعدائهم في آيات كثيرة منها قول الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً ﴾[ النساء:71]. ﴿...وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ... ﴾[ النساء:102] إنها وصية الله لعباده أن يكونوا حذرين متيقظين من أعدائهم أجمعين فكأن الآية تقول تيقظوا واحترزوا من عدوكم ولا تمكنوه من أنفسكم. ولو أن المسلمين ولا سيما قادتهم وزعماؤهم أخذوا بهذا التوجيه الرباني لما تمكن منهم عدوهم. إن الله عز وجل يخبرنا عن أعدائنا ويبين لنا حقيقة حقدهم وكرههم لنا في آيات كثيرة، ويوضح مرادهم منا وغايتهم. أن بعض العلمانيين من أبناء جلدتنا ينظرون إلى القرآن على أنه كتاب تراث قديم لا صلة له بالواقع السياسي، ولا دخل له في صراع الحضارات ـ زعموا وبئس ما زعموا ـ . إننا أيها المؤمنون ونحن نرى هذه الحملة المسعورة من قبل اليهود والنصارى والوثنيين ، نسأل أنفسنا سؤالاً ماذا يريد هؤلاء الكفار من المسلمين؟ أتدرون ماذا يريدون أيها المسلمون؟ إنهم يريدون إخراج المسلمين من دينهم ، يستخدمون في سبيل ذلك كل إمكاناتهم المادية والمعنوية، قال تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً ...﴾[ البقرة:109] وقال سبحانه:﴿ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾[ البقرة:120] وقال: ﴿... وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾[ البقرة:217]، وقال: ﴿ إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾[ الممتحنة:2]. إنهم يريدون تعطيل الإسلام ، وما هذه الحرب المعلنة على أفغانستان إلا لأنها خارجة عن فلكهم وسيطرتهم، فهي في حاجة إلى الإسلام بمفهوم صليبي يهودي حتى يرضى عنهم الكفار. إن اليهود والنصارى يريدون إلغاء التعليم الديني وتجفيف منابع الإسلام من المدارس والمعاهد والجامعات. إنهم يريدون إلغاء فريضة الجهاد والقتال ، هذه الفريضة المحكمة الباقية والماضية إلى يوم القيامة .. إنهم في غاية الخوف والذعر من قيام المسلمين بهذه الفريضة العظيمة التي هي ذروة سنام الإسلام وهي التي تكسر شوكة الظالمين الطغاة وتردع المتكبرين. إنهم يريدون منا أن نستبيح المحرمات مثل الزنا واللواط ، والربا والخمور والقمار، وسائر ما حرمه الله ورسوله. إنهم يريدون إفساد الأخلاق وتدمير المجتمعات وإشاعة الفوضى والانحلال. إنهم يريدون الاستيلاء على ثرواتنا ونهب اقتصادنا وخيراتنا. إنهم يعملون ليل نهار لإضعافنا والحيلولة دون نهوضنا وقيامنا ، يريدون أن نكون عالة عليهم في كل شيء، لا يسمحون لنا بالإنتاج والتصنيع الحربي المتطور، إنهم يتحكمون حتى في غذائنا وزراعتنا وتأمين أقواتنا. إنهم يريدون أن نكون متفرقين مختلفين متناحرين ، إن أعداء الله يرصدون الأموال الضخمة ويقيمون التحالفات ويضعون الخطط لتنفيذ إرادتهم الخبيثة في محاولة يائسة للقضاء على الإسلام وتدمير المسلمين وإطفاء نور الله، إنهم يحاولون منذ ألف وأربعمائة وثلاثين سنة ولكنهم يفشلون لأنهم يريدون ويأبى الله.. والنتيجة محسومة سلفاً ولكنه الابتلاء والاختبار للبشر في هذه الحياة ، أيها المسلمون تمسكوا بدينكم، وتعرفوا على خطط أعدائكم، وكونوا على يقظة وحذر تام ..، واستعينوا بالله واصبروا.[/td] [/tr] just_f | |
|