Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: 20 قاعدة لأستثمار الاخطاء ؟ الخميس سبتمبر 29, 2011 7:36 pm | |
| 20 قاعـــــدة في استثمــار الأخطـاء بسم الله الرحمن الرحيم الخطأ من الناس واقع نعيشه .... فيه ما هو فطرة في الإنسان ... وفيه ما هو ابتلاء من الرحمن ... وفيه ما يشذ عن الفطر السليمة والطباع الحكيمة.. وبما أنه واقع في المجتمع فليس من الحكمة تجاهله والتعامل معه كيفما اتفق ، بل يجدر بنا أن نتعلم أو بالأحرى نتدرب على كيفية التعامل مع الخطأ للوصول إلى أفضل النتائج إن لم يكن دائما فلا أقل من أن يكون غالباً ! ومن هنا حرص الفقهاء على تناول فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأهميتها في الإصلاح فضلا عن كونهما أمرا واجبا على الإنسان وموضوع استثمار الخطأ بينه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تداخل في جهات وتوافق في بعض الحيثيات من جهة ، أنهما يعالجان واقعاً مشتركاً إلا أن الخطأ أوسع من دائرة المنكر ، إذ قد يكون الخطأ منكر وقد لا يكون. والآن إليك عزيزي القارئ 20 قاعـــــدة في استثمــار الأخطـاء : 1- لا تفترض العصمـة في الأشخاص فتحاسبهم بمقتضى ذلك ، وما وقع فيه زيد من الخطأ قد تقع فيه أنت ، فالخطأ من طبيعة البشر ولا يكاد يسلم من إنسان (( كل بني آدم خطاء)). 2- أخلص نيتك في تصحيح أخطائك وأخطاء الآخرين من حولك ، فالإخلاص أساس العمل وروحه التي يغدو أجوف بدونها لا روح فيه ولا أجر عليه. 3- إياك والانتصار للنفس .... فإن كنت مخطئا وأدركت ذلك فاعترف بخطئك ...وليس قدر العيب في الخطأ كقدره في التمادي فيه وقد علمت أنه خطأ. 4- ليس الخطأ نهاية المطاف بل هو بداية التصحيح ... فالإنسان الناجح يتعلم من أخطائه ويستفيد منها ويجعلها خطوة دافعة لا محبطة ... لذلك يجدر بك أن تتعلم كيف تستفيد من الخطأ وذلك بتقويمه والبحث عن أسبابه وجذوره ومن بعد تصحيحها إما جملة واحدة أو شيئا فشيئا حسب طبيعة الخطأ وحجمه وموقعه. 5- أعط كل خطأ حجمه الطبيعي وضعه في إطاره الصحيح دون تهويل ولا تقليل ، فذلك يساعدك على تحديد آلية التعامل المناسبة. 6- كـــن هادئـــا في تعــــاملك مع الخطأ.... فالهدوء طريقك لاختيار الاسلوب الأمثل للمعالجة كما يجنبك الوقوع في محاذير أنت في غنى عنها ، ولنا في رسول الله اسوة حسنة حيث كان صلى الله عليه وآله وسلم هادئا حتى في الأمور المثيرة كمثل ردة فعله للأعرابي الذي جاء يطلبه ، فعن أنس بن مالك قال: (( كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء )) (البخاري 5809). ومثل معالجته أيضا لخطأ الأعرابي الذي بال في المسجد ، وفي الحديثين فوق ذلك دلالة على البساطة في أخذ الأمور. فكن هادئا بارد الأعصاب حتى وإن تعرضت للسب والشتم والاستفزاز ، لأن غضبك عندها يشفي غريمك ويشقيك في حين ان هدوءك يغيظه ويزيده حنقا إن كان معانداً ! ، ويريحه ويقربه إن كان قاصداً لحق. 7- كـــــن لينا في التعامل سمحا في المعالجة ، لأن هدفك التصحيح لا المعاقبة .... والشدة وإن دعت الحاجة إليها في بعض المواقف إلا أنها من الندرة بمكان .... فتذكر قوله تعالى: ((( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)). خاصة في تعاملك مع الجاهل ، لأن الشدة كثيرا ما تحمله على النفور ... مقتديا في ذلك بالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ومواقفه الشريفة ، والتي منها ما حدث لمعاوية بن الحكم السلمي لما جاء إلى المدينة من البادية ولم يكن يدري عن تحريم الكلام في الصلاة ، قال بينما أنا أصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت: واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني ، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن (مسلم 537). 8- ليكن اهتمامك بكسب الأشخاص أكبر من اهتمامك بكسب المواقف ، فربما يخطئ عليك إنسان فيجرحك بكلامه أو يحرجك بمعاملته فتكون قادراً على الرد وكسب الموقف إلا أن ذلك قد يفقدك الشخص نفسه !! حدثني أحد الأخوة أنه كان يعطي درسا في مادة التربية الإسلامية في دورة عقدت للأفراد بإحدى القواعد العسكرية ، وكان الدرس في المسجد بعد صلاة الظهر ، فتأخر ذات مرة جنديان ولما وصلا أمرهما قائلا: اذهبا فصليا الظهر ثم التحقا بنا ، ذهب أحدهما وبقي الآخر. فقال له: لم لا تذهب ، فقال: أستاذ اسمح لي ، أنت مسئول عن حضوري للدرس لكنك لست مسئولا عن صلاتي !! فسواء صليت أو لم أصل لا شأن لك بي ، فأجابه بهدوء: عفوا لم أرد إزعاجك لكني أردت لك الخير ليس إلا ، وطالما أنك لا تريد أن تصلي فليس لي سبيل لإجبارك على ذلك. يقول صاحبي: فتركته ولم أزده على ذلك ، وبعد أيام رأيته يصلي في المسجد ويكثر من الترداد عليه ففرحت بذلك ، وما لبث أن جاءني فشكرني على أسلوبي الحسن معه وتقديري له ، وأخبرني بأنه عزم على المحافظة على الصلاة ، وقد بدا أنني كسبت قلبه بتلك الكلمات! 9- لا تتسرع في تخطئة الآخرين فربما يكون للمخطئ بنظرك وجه فيما أقدم عليه ، وربما صنع ذلك لمصلحة خفيت عليك ... ولا تتعجل بالعقوبة –إن كانت بيدك- قبل أن تعرف ظرف المخطئ أو تتبين الأمر ، فكم من رجل طلق زوجه بسبب تعجله في العقوبة وقد كانت تسعى لمصلحته .. وكم من أب جنى على ابنه ولم يمهله ليدفع عن نفسه .. وكم من مدير عاقب موظفاً دون استماع إلى عذره .. وكم من أخ هجر أخاه لتسرعه وعدم إمهاله !! لذا كن متأنيا فإن التسرع ليس من الحكمة في شيء. 10- كن مقدراً لعلاقتك بالمخطئ ، وموقع كل منكما: فقد تكون منزلتك قريبة منه وتعرف مداخله فيسهل عليك العلاج ، وقد تكون العلاقة بينكما ليست بالقوية أو أن هناك بعض الظروف التي تحول دون المصارحة أو أن المخطئ سيكون أكثر تقبلا لو جاءه التصحيح من طرف آخر فهنا يفضل إرسال شخص قريب من المخطئ ليتولى التصحيح ، لكن لا بد من الحكمة ، لأن بعض الأخطاء لا تحتمل نقلا للآخرين أو قد يؤثر الإرسال في نفسية المخطئ إذا ما علم بأن المصحح إنما هو رسول من فلان. فالتقدير مهم جدا وإلا خيف من حدوث ما لا تحمد عقباه. ومن اعتبار المواقع أن المخطئ قد يكون أعلى منزلة من المصحح ، كأن يكون أبا أو أستاذا أو شيخا فلا بد عندها من التأني وإيجاد المداخل المناسبة بعد التأكد من الخطأ ، وربما يحسن في كثير من المواقف السكوت اتهاما للنفس وحفظا لمنزلة أولئك. 11- احذر من إصلاح خطأ يؤدي إلى خطأ أكبر ، فإنما قصدت بالتصحيح المصلحة ، فإن أدى إلى مفسدة فهو ليس إصلاحا عندها بل هو إفساد تترتب عليه مضار أكبر. ولذلك سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ولم يقتلهم لئلا يقول الناس: محمد يقتل أصحابه. ولم يهدم الكعبة ليبنيها على قواعد إبراهيم عليه السلام ، لأن قريشا كانوا حديثى عهد بالجاهلية. وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن سب آلهة المشركين إذا كان ذلك يؤدي إلى سب الله عز وجل. لذلك فاحرص على أن تكون لك نظرة تتجاوز موقع الخطأ وتحيط بجميع أبعاده. 12- كن مراعيـــا للطبيعة التي نشأ عنها الخطأ: فقد يقع الإنسان في الخطأ بسبب طبيعته التي نشأ عليها ، فعلى سبيل المثال: المرأة ! لابد من الرفق بها واللين في التعامل معها ، وتقبل بعض صفاتها الخارجة عن إرادتها ، قال صلى الله عليه وسلم: ( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا ) (( البخاري 5186). 13- لابد من مراعاة بيئة المخطئ ، لأن الذي يعيش في المدينة طبيعته تختلف عن الذي يعيش في بيئة بدوية أو جبلية أو قروية ، وقابلية التصحيح تختلف بينهم أيضا. 14- قد يسكت الإنسان عن الخطأ لتأليف قلب المخطئ ، وربما تقبل بعض أخطائه ويصحح بعضها حسب الخطأ وحجمه. 15- عليك بالتفريق بين ما إذا كان المخطئ جاهلا أو متعمدا أو ناسيا في أسلوب تبليغه حسب الطبائع ، كذلك التفريق بين الذي يكرر الخطأ وبين من وقع فيه لمرة واحدة مثلا. 16- إذا احتوى عمل شخص ما على خطأ معين فلا بد من تقدير قيمة الخطأ بالنسبة للعمل كله ، وهو ميزان في مسألة النقد الهادف ، ويقتصر في الإنكار على موضع الخطأ مع تقبل باقي العمل حسب التقدير. 17- إذا قررت أن تواجه شخصا بخطئه فاختر وقتا مناسبا ومكانا مناسبا ولا تنقده في حضرة الناس. 18- لابد من حفظ مكانة المخطئ وتقدير رأيه إذا ما صدر خطؤه عن نظر منه ، ومناقشته في ذلك بصورة هادئة بدون تسفيه. 19- لا تقلد في التصحيح ، فالأسلوب الذي يستطيعه زيد قد لا يمكن لعمرو أن يستخدمه ، لذلك لابد من توخي الحكمة وتقدير الموقف. 20- ليس كل الناس أهلاً للمصارحة أو تقبل النقد ... فمنهم من يقبل ... ومنهم من يقبل ظاهراً لكنه يضمر في نفسه خلاف ذلك! ... ومنهم من يدافع عن نفسه بالباطل! .. ومنهم من يغضب ويزمجر!! لذلك فإني لا أرى أن المصارحة هي الخيار الأول حتى عند إتاحة الفرصة لها ، بل يعتمد على الوضع وعلى الموقف وعلى نفسية المخطئ ، كما يؤخذ في الحسبان مدى قوة أو ضعف العلاقة بين المخطئ والمصحح. وبرأيي القاصر لابد أن ينتبه المربي أو المعلم أو الناقد لمثل هذا الأمر فلا يتعجل بنقد التصرفات أو النشاطات أو المساهمات بمختلف أنواعها إلا بعد أن يدرس شخصية من يقوّمه وأثر النقد على نفسه ، وربما كان السكوت على مساهمات المبتدئين والاكتفاء بتشجيعهم على التقدم أجدى وأنفع من النقد ولو كان هادفا لأنه قد يشككهم في قدراتهم.
just_f
| |
|