Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: الرقاة وحوار مع السدحان الأحد سبتمبر 25, 2011 8:19 pm | |
| حوار. معاوية بن أحمد الأنصاري اجتهادات الرقاة والمعالجين أصبحت حديث المجالس بين مؤيد معارض، البعض يصفها بالشعوذة والرقاة يبررون ويرونها خاضعة للتجربة وآخرون يرون أن لا علاقة للرقاة بالأمراض العضوية وإنما هي شأن وتخصص من درس في كليات الطب، والبعض يتساءل ما الذي استجد حتى يجعل للرقية مراكز وموظف استقبال وموعد للعلاج، وهل كل من فشل في التقديم لوظيفة أو خسرت تجارته، أو حصل له خلاف عائلي معيون ومسحور ؟ وما سر تسلط شياطين الإنس والجن في هذا الوقت بالذات ؟ هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد السدحان وهو أحد المختصين في الرقية الشرعية وله بحث قيم نال به شهادة الدكتوراه بعنوان (دراسة مقارنة عن الرقية الشرعية ) دكتور عبد الله بداية نساءل هل الرقية توقيفية كالعبادات أم أنها خاضعة للاجتهاد والتجربة ؟
الرقية مشروعة (خاضعة للاجتهاد والتجربة) بشروطها وأهمها
1) أن تكون بكلام الله تعالى القرآن، والأدعية المأثورة عن النبي ، والأدعية الصحيحة التي ليس فيها شرك ولا بدعة وبألفاظ مفهومة لقوله : « اعْرِضُوا عَليَّ رُقَاكُمْ لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ». 2) أن تخلو من الألغاز والطلاسم والأدعية التي لا تفهم أو الحركات الغامضة. 3) أن يعتقد الراقي والمرقيّ بأن الشافي هو الله تعالى وأن هذه الأسباب إنما تنفع بتقديره سبحانه. 4) إخلاص النية والتوجه إلى الله حال القراءة والدعاء. ما هو ضابط التجربة في الرقية الشرعية حتى تصبح مشروعة؟ وهل الرقية تدخل في جانب العلم أم هي جانب تعبدي ؟ العلوم العامة والطبية مبنية على التجارب وكذا الرقية الشرعية لها تجاربها الخاصة والضابط في مشروعيتها أمران: الأول: عرضها على علماء الشرع، والثاني: ألاّ تكون شركاً وهذا يصدقه قول النبي : « اعْرِضُوا عَليَّ رُقَاكُمْ لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ». أما الرقية فهي علم قائم بذاته،بل هي أصلٌ للتداوي أُهمل للأسف الشديد، بل عدّها شيخ الإسلام ابن تيميه من أساسيات الجهاد وهو جهاد الأنبياء والمصلحين لهذا العدو غير المنظور وهو الشيطان الرجيم، فهي علم وعبادة، وإذا كان الغرب يسارع في إنشاء العيادات الروحية ويحرص على إيجاد ممثّل لها داخل المستشفيات الغربية، فنحن أمة الإسلام أولى وأحرى ولا سيما أننا أصحاب رسالة، فالرقية الشرعية ليست للبركة فحسب، بل هي علم له ضوابطه، ولا يحسن بالمرء الولوج فيه إلا بعد معرفَةٍ ومعاييرَ خاصّةٍ تتحقّق فيه . بعض الرقاة يشترط لرقيته وقتاً معيناً كوقت غروب الشمس مثلاً فما رأيكم ؟ الرقية علاج إذا احتاجه المريض أخذه دون تخصيص ومن خصّص فعليه الدليل! الفشل في الحياة الاجتماعية والوظيفية ينسبها البعض للعين فهل تسبب العين أمراضاً عضوية ومشكلات مادية أو اجتماعية ؟ جـ: نعم تتسبَّب العين في عدم شفاء كثير من الأمراض العضوية، بل واستفحالها، وكذلك المشكلات المادية والزوجية والقطيعة وكثير من المصائب،كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين » فما دون الموت من المصائب أولى أن تلحق بالعين. المتأمل يجد أن الأمر اليوم بخلاف ما كان عليه الأوائل فما الذي استجد حتى فتح للرقية عيادات ومراكز ؟ أشار رسولنا بقوله: «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين»، وقوله محذراً أصحابه: « ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم» ،أو كما قال. وفي الزمن الماضي كان الجميع يأكلون في أناء واحد ويشربون من أناء واحد فإن كان بينهم حسد انتهى بأخذ الأثر أثناء الأكل والشرب، أما في وقتنا الحاضر فقد استقل كل إنسان بأكله وشربه ولباسه فكثر المس عن طريق العين فبرزت الحاجة الملحة في الآونة الأخيرة إلى فتح عيادات قرآنية وتنظيم الرقية وتقعيدها ، شأنها شأن العلوم الإسلامية الأخرى التي أُصِّلت، ولم يكن المجتمع الإسلامي الأول بحاجة إلى الرقية لأنهم كانوا يمارسون الأذكار جُلَّ وقتهم فلم يكن للشيطان نصيب فيهم. مع أننا نجد الأذكار المطبوعة والمسموعة في كل بيت بل تكاد تكون في كل جيب ومع ذلك نسمع عن حالات العين فما تعليقكم ؟ للأسف الشديد لا تطبّق على الوجه المطلوب: فهي لا تقال إلا عند الحاجة، أو على وقت الفراغ ، وتمارس عادة أكثر منها عبادة . هذا يقودنا للسؤال هل يصاب الإنسان وهو متحصن بالأذكار وهل يصاب العالم وطالب العلم ؟ نعم يصاب الإنسان المتحصن إذا انفعل انفعالاً شديداً وأشدها الغضب وهو من الشيطان فهو يضعف التحصين فيكون منفذاً للشياطين، ولا أدلّ على ذلك من حادثة أباَن بن عثمان فإنه لما حدّث بقول النبي : « من قال باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء»، جعل المتحدث ينظر إليه وقد أصابه الفالج (شلل بسبب جلطة)، فقال له: مالك تنظر إليّ؟ والله ما كذبت على النبي ولكنّي غضبت. فهذا العالم الجليل أصيب، وهو يحدّث بهذا الحديث فمن دونه أولى أن يصاب، فمن انفعل فلا بد من إعادة التحصين من جديد . يحصل جدل أحيانا في بعض الأمراض العضوية هل علاجها خاص بالأطباء فمثلاً هل من هو مصاب بكسر عضوي تنفع معه الرقية؟ نعم بكل تأكيد، بل أنها تُعجّل ببرئه بإذن الله كما هو مشاهد، فإن كان المقرر نزع الجبيرة خلال شهرين تقريباً، فبالرقية الشرعية يبرأُ العضو كما هو مشاهد في أقلّ من شهر بإِذن الله وهذا مثبت في التقارير الطبية،وقبل هذا حديث النبي حجة في هذا الباب في قصة اللديغ وكيف برئَ بالرقية (واللدغة مرض عضوي)، وبيننا وبين كبار الأطباء تعاون كبير بفضل من الله فيمن طبق هذا المنهج .
كيف نفرق بين الحاسد والمعجب ؟
جـ: المعجب:هو الذي لا يتمنى زوال النعمة بل يتمنى مثلها فإذا وصف ولم يبرك وحضر الشيطان فإنه يؤذي المحسود بتعب عن طريق هذا الشيطان وتأتي من الرجل المحبّ والصالح بدون قصد. أما الحاسد: والعياذ بالله فهو الذي يتمنى زوال النعمة عن المحسود فإذا وصف ولم يبرّك وحضر شيطانه فإنه يهلك هذا المحسود بإذن الله، وهذه هي القاتلة المهلكة التي تدخل الجمل القدر والرجل القبر وترديه من حالق ولا تأتي إلا من نفس خبيثة لديها خلل في الإيمان بالقضاء والقدر فحسده كحسد اليهود ومن شاكلهم.
أختم هذا اللقاء بسؤال ما هو سر تسلّط الشياطين في وقتنا الحاضر بشكل خاص وانتشار العين دون الأزمنة الماضية ؟ لا شك أن تسلط شياطين الإنس والجن في هذا الوقت يسترعي الانتباه وذلك راجع إلى أسباب كثيرة منها: ضغوط الحياة ومغرياتها التي صارت شغل الناس الشاغل، ونقضت كثيراً من عرى الإسلام مع قلة الأذكار فحينئذٍ وجد الشيطان فرصته للانقضاض على القلوب الفارغة من ذكر الله just_f
| |
|