( فيما يدعون من حقوق المرأة .. فهؤلاء لا نراهم يحترمون المرأة في بلادهم ، نرى المرأة مهانة وتطلب الرزق بشرفها ، بينما في هذا الوطن يدفع الإنسان حياته في سبيل الحفاظ على كرامة وشرف المرأة ) الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود .
مساء أمس الجمعة وعلى الهواء مباشرة في برنامج الجواب الكافي شن عضو مجلس الشورى فضيلة الشيخ الدكتور : عبد الرحمن ابن صالح الأطرم على وزارة الإعلام ووزيرها سيء الذكر ، حيث اتهم بعض المعنيين الذين يسعون إلى تغيير هوية البلد ويغلفون هذا الاتجاه ، في تبرج المرأة وسفورها وإخراجها باسم الإصلاح ، مخالفة أوامر دينها وهدي نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث أكد أن هؤلاء هم المفسدون كما قال الله تعالى :
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) وقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (205 ) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ ) وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)
ثم تتطرق فضيلته وذكّـر وزارة الإعلام بالتوجيه الذي قاله خادم الحرمين الشريفين قبل فترة ، حول نشر صور النساء في الصحف والمجلات ، وكيف أن هذه الصحف تجاهلت الحديث عن هذه الكلمة التي تخالف توجهها التغريبي ، ولم تسلط الضوء على هذا الخبر إلا على استحياء ، لأن المضمون يخالف توجه سياسة الوزارة .. ثم تفضل وفقه الله : بأن هناك من يسعى إلى أن يعبر محطة المرأة من خلال مخالفة شرع الله علناً ، وإظهار ذلك متحدياً الجميع .. ثم أكد على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن هذا هو شأن المؤمنين والمؤمنات ، وهو شأن هذه الأمة كما قال الله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) وقوله تعالى :
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (79 ) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ )
ثم قال فضيلته :
أين ميزتنا الإستراتيجية ؟!
هل نريد أن ننافس القنوات في خروج وتبرج المرأة ؟!
وهل نريد أن ننافس الصحف العالمية في إبراز المرأة وإبراز مفاتنها وتحريرها من دينها وعفتها وحجابها ، إذاً لن ننجح في هذه المنافسة أبداً !!!
القنوات تعدتنا في ذلك في مسيرة عشرات الأعوام .
ميزتنا الإستراتيجية هي في الحفاظ على ديننا .
ميزتنا الإستراتيجية هي في الحفاظ على أخلاقنا .
ميزتنا الإستراتيجية أن نقدم الإسلام واضحاً صحيحاً نقياً ، لا تختلط فيه شبه المشبهين والمضللين .
ثم أكد على ضرورة أن يقف الغيورون من أهل العلم وعامة المسلمين أمام هذا السيل من هذا الفساد فيما يتعلق بالمرأة ، والذي بدأ ينتشر وبقوة في وسائل إعلامنا بإخراج المرأة متبرجة .. وقال فضيلته : أن هذا التبرج الذي نشاهده في وسائل الإعلام بإجماع أهل العلم وليس محل خلاف ، حيث تخرج المرأة بشعرها وصدرها وعضديها وفخذها وساقها ، وكذلك اللباس الواصف لجميع أجزاء المرأة ، مع ما ينشر في الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية .
ثم خاطب فضيلته وزارة الإعلام قائلاً :
يا وزارة الإعلام اتقي الله فهذه مسئولية ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا (73) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
ما نراه من محاولة لانتهاك المرأة وانتهاك عفتها وحجابها وحيائها في وسائل إعلامنا وفي مقالات بدأت تسمى بمقالات التحرير والتنوير وإن هي إلا إفساد .. (وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) لحن القول هو الذي نراه في مثل تلك الجرائد التي تدعو المرأة المسلمة وتجر يدها ورجلها إلى الوقوع فيما حرم الله عز وجل ، وأنه يجب علينا إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن نعتز بها ونعتز بالقائمين عليها ونسدد خطاهم ، وأن نقف أمام أي شخص يريد أن يقود هذا البلد أو يوجهها وفق أجندة معينة يحملها هو بنفسه ، ويريد أن ينتهك بها حرمة من حرمات هذا البلد .
ثم داخل صاحب السمو الملكي الأمير : خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود بمداخلة قيمة ، حيث ذكر أن المرأة في هذه البلاد معززة ومكرمة ، لها شأنها في الدين الإسلامي ، وأن الحفاظ على المرأة لا يعني تجريدها من حقوقها التي أعطاها لها الإسلام ، بل هو تأكيد لحقها ومساهمتها في المجتمع .
ثم أكد الأمير خالد أن الكثير أصبح يستخدم موضوع المرأة ضد العلماء والمشائخ ، وأن القصد من ذلك هو اضطهاد المرأة وكبتها ، وهذا غير صحيح فهي تساهم معنا في الفكر والعقل وفي شئون الحياة ، على أن لا يخالف ذلك شريعتنا ولا يدعو إلى خلوتها واختلاطها .
ثم شن الأمير خالد بن طلال هجوماً شديداً على وزارة الإعلام وعلى وزير الإعلام شخصياً .. وذكر أن ما يحصل في قنواتنا أصبح فتنة وفساد ، وأن ظهور المرأة ليس فقط هو التبرج ولكن اللبس والكلام ومضمونه والتصرفات .. حيث يؤكد الأمير خالد أن وزارة الإعلام تريد أن تصور أننا نعيش في الخارج وليس في بلاد الحرمين الشريفين ، وقال : أن هذا التوجه خطير جداً ، لأنه بعد مدة سوف يعتاد الشخص المتابع للقنوات السعودية على ذلك وتصبح هذه المشاهدات ليست غريبة عليه !!!
ودعى الأمير خالد وزير الإعلام ووزارة الإعلام بأن يخافوا الله عز وجل في كل سعودي وسعودية وفي كل مسلم ، لأن هذه البلاد هي بلاد الحرمين الشريفين ، وأن هذه القنوات تصل إلى كل منطقة في بيوتنا ، إلى غرفنا وإلى صواليننا إلى أبناءنا ، وعدم الحفاظ على توجهها خطر كبير .. حيث أكد أن الحضارة أو الأمة لا تخرب إلا بالفتنة والمخدرات ، وهذا هو الحاصل لأنهم يريدون أن يخربون هذه البلاد وهذا التوجه لهذه البلاد .
ثم انتقد الأمير خالد بعض المشائخ الذين يدعون إلى الانفتاح ، مثل ترديد : وجه المرأة عورة أو غير عورة ، ويصدرون فتاوى ثم يتراجعون عنها ، وكذلك إلى المشائخ الآخرين الذين يصدرون فتاوى تناقض أهل العلم الراسخين ثم يتراجعون عنها وبعضهم لا يتراجع ، ثم ذكّرهم بالله وأن يخافوا الله في استعمال العلم الصحيح .
ثم شن هجوماً لاذعاً على أصحاب القنوات الفاجرة ، والتي قال عنها الأمير أنها قنوات سعودية لأن من يملكها سعوديون ، وسمّاها بالاسم وذكر منها قنوات mbc وقنوات الأوربت وقنوات art وقنوات روتانا و lbc ...... الخ
ثم خوّف أصحاب هذه القنوات بالله سبحانه وتعالى .. حيث ذكر أن الذي يظهر في هذه القنوات يناقض توجه الإسلام وتوجه المملكة وتوجه ولاة الأمر ، وقال أن هذا فيه إفساد للجميع ، وأن ما يعرض في هذه القنوات يناقض ويخالف توجه البلد بل أن هذه القنوات أصبحت تستخدم مواضيع كثيرة لمهاجمة البلد وتوجهاته .. وقال أننا إذا استمرينا بهذه الطريقة فسوف تصبح هذه القنوات منابر من أجل تغيير توجه بلاد الحرمين الشريفين إلى أن تصبح مثل البلدان الأخرى التي اسمها فقط إسلام وليس هو الإسلام الحقيقي .
جزى الله سمو الأمير نايف والشيخ عبد الرحمن الأطرم والأمير خالد خيراً على غيرتهم ، ووفقهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين .