الكشف عن أسرار وخفايا التحرك السعودي للبحرين والإمارات والكويت
الأحد 27 يوليو 2014
أثارت الزيارة التي قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد للمملكة العربية السعودية, ولقاؤه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز, في مباحثات انصبت حول جهود وقف إطلاق النار، في أول اتصال رفيع المستوى بين الجانبين منذ الخلاف الذي نشب بينهما في وقت سابق من العام الحالي, ردود فعل واسعة حيث بدأت السعودية تتحرك سياسيًا على مستوى دول الخليج الحليفة لها "البحرين - الإمارات"، في محاولة لاحتواء اثار الزيارة التي قام بها أمير قطر, والتي أظهرت تخاذل الموقف السعودي تجاه قضية غزة, وما أثير حول التنسيق السعودي الإماراتي مع إسرائيل للقضاء على حركة "حماس"، وهي المعلومات التي سارعت "الرياض" و"أبو ظبي" إلى نفيها.
وفي محاولة "سعودية" لتبييض "ماء الوجه"، وجه العاهل السعودي بتقديم مائة مليون ريال تخصص لنقص الأدوية والمستلزمات الطبية في غزة, كما تعمد الجانب المصري اليوم، افتتاح معبر رفح وإدخال إغاثة كتب عليها "إغاثة من المملكة العربية السعودية", وهي الصور التي وزعت على جميع وسائل الإعلام السعودية، وتم التوجيه بنشرها وفرد مساحات كبيرة لها، خصوصًا بعد فضيحة وفد الإغاثة الإماراتي الذي غادر غزة بصورة مفاجئة, وسط أنباء عن قيام بعض أعضاء الوفد الخمسين بأعمال تجسسية.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية: إن الاجتماع بين أمير قطر والعاهل السعودي، جلب على طاولة المفاوضات اثنين من أكثر المفاوضين العرب تأثيرًا، فيما يدعم كل منهما مبادرة مختلفة لوقف إطلاق النار في غزة، فالسعودية تدعم المبادرة المصرية التي تحظى أيضًا بدعم غربي، أما قطر فتدعم مبادرة حماس التي تشترط رفع الحصار عن القطاع لوقف إطلاق النار, وإن هذه الخطوة جاءت عقب المحاولات التي بذلتها قطر من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
فيما نقلت وكالة رويترز عن مصدر وصفته بالعليم في العاصمة القطرية الدوحة، قوله: إن الغرض الرئيسي لزيارة الشيخ تميم للسعودية هو التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار في غزة، وأكد المصدر "أن قطر ملتزمة بالشعب الفلسطيني وتريد ان تفعل كل ما بوسعها لوقف القتل، وزيارة الأمير إلى السعودية تأتي في هذا السياق".
ومن ثم جاء التحرك السعودي بزيارة الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، المستشار والمبعوث الخاص للعاهل السعودي للبحرين، والتي استغرقت بضع ساعات, ومنها إلى الإمارات, ثم عاد إلى جدة, وتوجه اليوم إلى الكويت، وقد أجرى "مقرن" محادثات مع ملك البحرين وكبار المسؤولين في المنامة, وكذلك التقى كبار المسؤولين في أبو ظبي.
ووسط تساؤلات عن مغزى الزيارة المكوكية للرجل الثالث في هرم السلطة في السعودية للدول الثلاثة في غصون ساعات قليلة, فهل يتمخض عنها مبادرة لاحتواء الخلافات مع قطر وإعادة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة، أم لاتخاذ خطوات في اتجاه التصعيد مع قطر بتجميد عضويتها في دول مجلس التعاون الخليجي؟
مصادر مطلعة في العاصمة الرياض أكدت أن زيارة أمير قطر لجدة والتنسيق لها, والمحادثات التي أجراها في السعودية, حلحلت الموقف السعودي, وتواترت أخبار عن عودة السفير السعودي للدوحة بعد أجازة عيد الفطر المبارك, ولكن الرياض التي تزعمت خطوة سحب السفراء من الدوحة أرادت أن تكون خطوة إعادة السفراء بموافقة أبو ظبي والمنامة, ولكن هناك من يرى في التحرك السعودي خطوة لدراسة موقف الدول الثلاثة لمواجهة التحرك القطري التركي, الذي ظهر كلاعب قوي ومؤثر في أحداث غزة, وكشف تخاذل الموقفين السعودي والإماراتي.
شؤون خليجية