تدمير المساجد لدى الحوثيين الإمامية ثقافة عقائدية وموروث تاريخي
مدرسة طارق بن زياد التي فجرها الحوثيين في الصرم بمديرية ثلاء لماذا يعادي الحوثيون الحياة؟ لماذا ترتفع أصواتهم منادية بالموت لا بالحياة، بالتدمير لا بالتعمير، بالتقاتل لا بالتعايش، بالتمييز العرقي السلالي لا بالمساواة؟!!
لماذا يكرهون المساجد والمدارس فيقومون بتفجيرها؟ لماذا يمارسون سياسة الاجتثاث وحرق الحرث والنسل؟ لماذا يقلدون الصهاينة في الاصطفاء العرقي والتهجير والتفجير والاجتثاث لخصومهم ويدّعون أنهم من "آل البيت الأطهار"؟
أسئلة ومواضيع مهمة يجيب عنها هذا التقرير من واقعهم ومن تاريخهم الامتدادي لحركتهم منذ دخولهم اليمن عام 284هـ وحتى اليوم.. عن أهم مظاهر سياستهم التي تتمثل في إحراق الأرض التي يطؤونها من صعدة وحتى همدان..
فقد أثارت سياسة تفجير المساجد ودور القرآن الكريم التي قام بها الحوثيون مؤخراً انتقادات وعلامات استفهام كبيرة حول حقيقة النوايا الحوثية من كل هذه الأعمال.
فحينما غزا الحوثيون مديرية همدان من محافظة صنعاء الأحد 9/3/2014 قامت مليشياتهم المسماة (أنصار الله) بتفجير دار القرآن الكريم ومدرسة طارق بن زياد في همدان وبيوت مواطنين وسوتها جميعها بالأرض، مما أثار سخط كثير من المواطنين.
لم يكن دار القرآن الكريم ومدرسة طارق أول دار للقرآن يتعرض للتدمير الكامل من قبل الحوثيين، فقد سبقته الكثير من مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومن المساجد والمدارس العامة في صعدة وعمران.
حيث نشرت إحصائية أولية لناشطين إعلاميين وحقوقيين وسياسيين أن 16 مسجدًا ومدرسة فجرها الحوثيون في محافظة عمران، منذ سيطرتهم على المحافظة ومسقط قبيلة حاشد في مديرية خمر في شهر فبراير الماضي ،والعدد قابل للزيادة وتمركزت المساجد والمدارس التي فجرها مسلحو الحوثيين معظمها في مديرية حوث إضافة إلى مناطق أخرى متفرقة بمحافظة عمران.
ونشر موقع "الخبر" إحصائية أولية للمساجد التي فجرها الحوثيون منذ سيطرتهم على حاشد بمحافظة عمران وتمددهم نحو العاصمة صنعاء.. وهي: مسجد الرحمن في عذر، مسجد الفاروق في دنان، مسجد ودار الحديث في خيوان، مسجد الحسن بن علي في بني صريم، مسجد العقيلي في بني عقيل، مسجد الرحمة في حوث، مسجد وهاس في حوث، مركز حمزة لتحفيظ القرآن في حوث، مؤسسه التيسير لدعم وتحفيظ اﻻيتام في حوث، مسجد الصديق في الخمري، مسجد وداراﻷحمر لتحفيظ القرآن في الخمري، مسجد الرحمة في خمر، مسجد الغولة في نقيل الغولة، مسجد بلال بن رباح في ريدة، مسجد الضلعي في همدان، ومدرسة طارق ودار القرآن الكريم بالصرم في ثلاء.
وفي تاريخ 29/ 3/ 2014، قال موقع "الأهالي نت": إن مسلحين حوثيين اقتحموا مسجد القعود، الذي يعد أكبر جوامع منطقة الضبر، وهاجموا أبواب المئذنة وكسر الأبواب، واعتلى القناصة المئذنة وتم الاعتداء على نقطة الضبر بقذائف (آر. بي. جي) ورصاصات القناصين المحتلين لمنارة المسجد، مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف رجال الأمن والمواطنين إلى جوارهم.
وأكد شهود عيان من أبناء منطقة بئر عايض بعمران أن الحوثيين عندما قدموا المنطقة أُغلقوا المدارس ومنعوا إقامة الصلوات في المساجد، وتم تحويل المساجد إلى متارس وثكنات عسكرية لتحتلها مليشياتهم المسلحة.
وفي الثلاثين من ديسمبر نهاية عام 2013 إستولى الحوثيون على منطقة كتاف بصعدة وقاموا بتفجير مسجد ودار الحديث فيها الذي كان السلفيون يدرسون فيهما علوم الحديث والقرآن الكريم، ونسفوا المكانين وهم يرددون صرختهم المعروفة.
وقبل ذلك اعتدى الحوثيون على دار القرآن الكريم في منطقة عاهم كشر من محافظة حجة في 20/ 12/ 2011، وقصفوه بالأسلحة الثقيلة، واقتحموا المركز وعبثوا بكل محتوياته، كما حولوه إلى مجلس للمقيل والقات، وقاموا بترك القمامة في أروقته وتمزيق إذاعته وإطلاق الأعيرة النارية على شبابيكه وجدرانه والمراوح التابعة له وإطلاق النار على صومعة الجامع.
كما قام الحوثيون بإحراق 3000 نسخة من المصحف الشريف، وشوهدت المئات من المصاحب التي كانت بكل غرفة ومرفق من مرافق الدار ممزقة على الأرض.
كما قام الحوثيين بنهب كافة محتويات الدار بعد أن عبثوا به وخربوا بعض جوانبه.
وفي 2/ 1/ 2014 نقلت صحيفة "أخبار اليوم" عن شهود عيان ومصادر محلية أن الحوثيين نفذوا اعتداءات واسعة على المدارس وتهديد الطلاب والمدرسين بعد سيطرتهم على عدد من المساجد, مشيرين إلى أن التعليم توقف في تلك المدارس كون المدرسين مهددين يومياً من قبل أنصار الحوثي.
وأضاف الشهود: إن الحوثيين نفذوا اعتداءً وللمرة الثالثة على مدرسة الحسنين الثانوية بعلكمة- مديرية المفتاح محافظة حجة, في إطار محاولاتهم لإشعال الفتنة التي يحاولون إشعال فتيلها مرة في الجوامع وحيناً في الطرقات وحيناً في المدارس، وكل هذا بحثاً عن المارينز الأمريكي الصهيوني ـ بحسب قول الحوثيين ـ.
وأقدم الحوثيون على تحطيم كراسي الفصول الدراسية وتكسير سبورات التعليم ونشر الرعب بين صفوف الطلاب لمنعهم من الدراسة.
وفي 12 يوليو 2013 في شهر رمضان، استولى الحوثيون بالقوة على جامع التيسير في حي الزراعة بصنعاء ومنعوا المصلين من صلاة التراويح بحجة أنها بدعة، وقاموا بقتل أحد السلفيين ويدعى عصام الشتري، وطبعوا شعاراتهم على حوائط المسجد وحولوه إلى "لوكندة للتخزين" ويقومون بترديد الصرخة فيه ليلاً مما أزعج سكان الحي، ولا زال ثكنة عسكرية ومخزناً للسلاح حتى الآن، وحولوه إلى مركز استقطاب وتجنيد شباب تابع لهم ليقاتلوا في صفوفهم.
كما أقاموا نقاط وحاجز تفتيش جوار الجامع يفتشون فيه المارين من جواره، وتعرضوا بالضرب المبرح للشاب عبدالمجيد الشعوبي أحد المارين بجوار الجامع بحجة أنه ملتحي وينتمي للجماعات "التكفيرية".
وعمل الحوثيون في كل المناطق التي احتلوها على احتلال المساجد وعدم تحييدها أو احترامها واحترام التعدد المذهبي في اليمن، وقاموا بإلصاق ورسم شعاراتهم في جدران المساجد من الداخل والخارج، ولم يتذكروا أن هذه المساجد هي بيوت الله ينبغي أن تطهر وتعظم ولا تكون مأوى للعن والتحريض على الكراهية.
إذ لا نجد مسجداً سنياً في اليمن طبعت عليه الأحزاب السنية شعاراتها الخاصة فيه أو حولته إلى ثكنة عسكرية مليشوية كما فعل الحوثيون، وحتى المساجد التي تحسب على الإصلاحيين أو السلفيين لم يعملوا عليها أي إشارة تدل على أنها تابعة لهذا الحزب أو تلك الجماعة، أو منعوا الناس من مختلف مذاهبهم الصلاة فيها.
لماذا ينقم الحوثيون على المدارس والمساجد؟
من خلال ما يقوم به الحوثيون من تدمير المساجد والمدارس في المناطق التي يحتلونها، تتضح دوافع وأسباب هذه الأعمال الشنيعة؛ حيث أن أهدافهم هي طمس كل شيء له صلة بتعليم القرآن والسنة على الطريقة السنية، وتمحي كل شيء له علاقة بذلك.
فالثقافة الحوثية هي شيعية بامتياز ويقومون بتقليد الحركة الصفوية في إيران التي نشأت في القرن العاشر الهجري فطمست كل شيء له علاقة بالسنة في حملة تطهير وتشييع منقطعة النظير. وحيث أن الحوثية هي امتداد لتلك الحركة والنظام الإيراني الممول، فهي تنحو نفس المنحى في ذلك، ولعلها استشارات إيرانية مقدمة في هذا الخصوص لتشييع المناطق التي يسيطرون عليها بالقوة المفرطة. كما هو تقليد للحركة الصهيونية الاجتثاثية التي حاولت اجتثاث كل ما هو عربي وإسلامي في فلسطين ليحكموا السيطرة على فلسطين إلى الأبد.
كما أنهم يقومون بتفجير المساجد والمدارس بحجة أنها "ضِرار"، ويجوز لهم تدمير كل ما هو مخالف لهم وسلبه ونهبه.
كما يدرك الحوثيون، ومن قبلهم الشيعة المتعصبون، أن أمثال هذه المدارس هي التي تعلم العلم وتصنع الأجيال المتبصرة، وبالتالي لا يسهل عليهم اقتيادها من جانبهم، فهي تفضل أن تكون البيئة المحيطة بها بيئة جاهلة تخضع للحركة ولا تقاومها، وبالتالي فإن تركيزهم على الجانب العسكري لهذه الحركة طغى على الجانب الفكري التعليمي. ولم تكن الحركة الحوثية إلا وارثة لمثل هذا الفكر التدميري من الآباء المؤسسين الذين حاولوا تدمير كل المعالم الإسلامية سابقاً، كما سيأتي لاحقاً.
الخلفية التاريخية لمثل هذه الحملات والتصرفات:
في تاريخ الأئمة منذ مجيئهم مؤسسهم الأول يحيى بن الحسين الرسي، الذي اعتنق مذهب المعتزلة، اتخذ من البطش والتنكيل بالخصوم عقيدة وممارسة لمثل هذه الأعمال، وزاد عليها قطع الزروع والثمار وحرقها وتخريب مصادر المياه. فقد روى المؤرخون أن الإمام الهادي يحيى بن الحسين تعامل بشدة وقسوة مع الانتفاضات التي قامت ضده, فإذا به يضيف إلى ما عرف عنه من (هدم للبيوت وقطع للزروع من نخيل وأعناب وغيرها) تخريب الآبار ومصادرة المياه بل وتدمير القرى بأكملها قرية قرية، كما ذكر ذلك مؤلف سيرته وأحد أكبر مساعديه، وأسس بذلك لسياسة الهدم والدمار والتنكيل التي أخذت من بعده سنة لدى الشيعة، "ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، كما في الحديث الشريف.
بل إن مساجد أهل السنة والمخالفين للأئمة تعد عندهم مساجد ضرار يجب هدمها ولا حرمة لها، وقد كان من مبررات الحوثي لتفجير مدرسة دار القرآن في همدان والرقص والعبث بالمساجد تخريبها في صعدة وعمران وهمدان أنها "مساجد ضرار"، كما يقول ناطقوهم وأتباعهم.
ويذكر المؤرخ محمد بن علي الأكوع الحوالي، في هامش كتاب "قرة العيون" صـ151، أن "الهادي كان كثيراً ما يلجأ إلى الخراب والدمار وقطع الأشجار والزروع، وتحريق الفواكه والثمار، بل إلى أبعد من ذلك، وهو التمثيل بالأسرى وصلبهم وتنكيس رؤوسهم، وكان يسن بهم سنة الكفرة المشركين".
مساجد المخالفين مساجد ضرار ولا حرمة لها:
وقد ذكر الباحث إبراهيم العلفي، في دراسة وردت في "مارب برس"، أنه جاء في كتاب المهذب في فتاوى الإمام عبدالله بن حمزة "ومساجد المطرفية والباطنية والمشبهة والمجبرة لا حكم لها ولا حرمة؛ لأنها أسّست على جرفٍ هارٍ وهي مساجد ضرار"، والمشبهة والمجبرة هم أهل السنة ومساجد الضرار هي مساجد الكفار.
وذكر أيضاً: "جاء في كتاب المنتزع المختار من الغيث المدرار المفتح لكمائم الأزهار في فقه الأئمة الأطهار للعلامة عبد الله بن مفتاح (قال أبو طالب لا يصح الوقف على مساجد المشبهة والمجبرة. وقال ص بالله مساجد المشبهة والمطر فيه والمجبرة لا حكم لها ولا حرمة وأخرب كثيراً منها وسبل بعضها) وهذا الكتاب هو العمدة في الفقه الهادوي، وهو يحكي إخراب الإمام عبدالله بن حمزة للكثير من مساجد أهل السنة و (ص بالله) إشارة إلى الإمام عبدالله بن حمزة.
ولم تكن سياسة هدم المساجد من قبل الأئمة لتقتصر على السنة فقط، بل تعداها إلى بعض الفرق الزيدية كالمطرفية الزيدية والشيعية الأخرى كالإسماعيلية مثلاً في همدان وحراز وغيرها.
والمطرفية هم فرقة من الزيدية خالفت الزيدية المخترعة التي يتزعمها الإمام عبدالله بن حمزة في بعض المسائل الكلامية وأبادهم الإمام عبدالله بن حمزة إبادة جماعية وخرب مساجدهم في وقش وسناع وغيرها، وذلك في منتصف القرن السادس الهجري.
وقد أورد عبدالفتاح البتول في كتابه "خيوط الظلام – صـ118" صورة بشعة للإمام عبدالله بن حمزة، في معاملة مخالفيه وتكفيرهم وإبادتهم، فقال: "كفّر عبدالله بن حمزة المطرفية وكل من قلدهم أو يحبهم أو يحسن الظن بهم, بل وكفر كل من يشكك بكفرهم, وقد وصل به التعصب والغلو إلى تكفير كل من لا يتبعه من الزيدية ووسع دائرة (التكفير) حتى شمل تكفيره جميع المسلمين ما عدا أنصاره حيث يقول: ((فقد صح لنا كفر أكثر هذه الأمة)).
ويضيف: "لقد واصل الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة "جهاده" ضد المطرفية وقام بملاحقتهم أينما كانوا, وفي أي منطقة حلوا, أبادهم في وقش وفي هجرة قاعة التي أباد خضراءها, وأتلف تراثها العلمي وهدم وأخرب مساجدها, وطاردهم حتى وصل إلى ذمار وعنس يسفك الدماء ويقتل الأبرياء, ويهلك الحرث والنسل ويمارس العنف والإرهاب في وحشية لا مثيل لها حتى استطاع عبدالله بن حمزة أن يقضي على المطرفية أفراداً وأفكاراً وألزمهم مالا يلزم".
وبمثل تلك الخطوات من التنكيل وسفك الدماء والخراب سار بقية الأئمة إلى عصرنا هذا وقلده الحوثيون في ذلك، حتى بين الأئمة أنفسهم، وهذه الصراعات جعلت الأئمة يقدمون لنا صوراً للمحاربين ونماذج للمقاتلين الذين أسرفوا في القتل وأدمنوا سفك الدماء، ومن تصوير تلك الهمجية، كما جاء في كتاب "خيوط الظلام" لعبدالفتاح البتول، كما عبر عن ذلك الإمام أحمد بن سليمان في شعره بالقول:
ولأقتلنّ قبيلةً بقبيلةٍ
ولأسلبنّ من العدا أرواحاً
ولأكسونّ الأرض عما سرعةٍ
نقعاً مثاراً أو دماً سفاحاً
ولأمطرنّ عليهم سهاماً
تدع البلاد من الدِّما أقداحاً
محاربتهم المساجد والمدارس:
حينما قويت شوكة الإمامة في صعدة أيام الإمام الناصر بن يحيى بن الحسين الرسي، مكن العلويين من المناصب وقرب الشعراء ومدحوهم وتعالوا على أهل اليمن وسبوهم بأبشع السباب، قام المؤرخ الكبير والعلامة ولسان اليمن الحسن بن أحمد الهمداني بالتصدي لهم واقتحم العقبة مدافعاً عن قومه, رافعاً لذكرهم فأنشأ قصيدته "الدامغة" الشهيرة التي مطلعها:
ألا يا دار لولا تنطقينا
فإنا سائلون فخبرينا
فكانت أعظم وأروع أبيات الشعر التي نسجت قصة كاملة للأنساب وغيرها، دحضت الكثير من الادعاءات.
وقد فتحت هذه القصيدة على الهمداني سبل الاتهام؛ فقد وصفه الزيديون بأنه سباباً لأهل البيت، ولما انتشرت هذه القصيدة وتداولتها ألْسنة الناس أمرَ الإمام الناصر أحمد بن الهادي بسجن الهمداني لعدة أيام، ثم بعدها أطلق سراحه بعد تدخل رؤساء خولان بن عمرو, واستمر الإمام الناصر ومن معه من المتعصبين بتلفيق تُهم شنيعة ضد الهمداني كذباً وبهتاناً بأن كتبه تتضمن كفريات وانتقاص من العدنانية وممن شرفهم الله على حد وصفهم وأعلى من شأن القحطانية، وقاموا بسجنه مرة ثانية. وسجن الحسن الهمداني قيل لبضعة أشهر وقيل لسنتين، وقام الإمام الناصر بإحراق كتبه وإتلافها، وكانت من أنفس الكتب، وبالتالي يفهم حقدهم عليه إلى اليوم مما عملوا على إضاعة أهم أجزاء كتب الإكليل.
ثم جاء عصر دولة الإمام شرف الدين وابنه المطهر، في القرن العاشر الهجري، الذي قاد حملات إبادة وتخريب ضد مخالفيه، ونشر المذهب الشيعي بالحديد والنار.
حيث علي ابن الشويع والي المطهر على تعز، جار على أهلها وفرض "حي على خير العمل" بالقوة. وكان علي بن الشويع والياً للمطهر.. وذكر المجاهد في كتابه "تعز غصن نضير – صـ92"، أنه "وبسبب بطشه وغروره وجبروته وسوء مسلكه مع الناس منذ البداية كونه فرض (حي على خير العمل) بالقوة زاد ذلك الأمر سكان تعز إصراراً على انتظار حسن باشا من زبيد وتمسكاً بشرعية الدولة العثمانية وإيماناً بقوتها". وقيل إنه ذبح خمسة آلاف مواطن من تعز لفرض حي على خير العمل.
وفي التاريخ الحديث وصراع الأئمة وحقد بعضهم على أصحاب المذاهب الأخرى، وخاصة الشافعية، فقد تعرض جامع ومدرسة الأشرفية في تعز للتخريب ومحاولة إسقاط هذه المعالم الإسلامية التي مثلت تاريخاً مشرقاً لليمن في عهد الدولة الرسولية، فقد ذكر ابن الديبع في كتابيه "قرة العيون" و"بغية المستفيد" أن المطهر بن شرف الدين أخرب الكثير من هذه المدارس أو شوهها كالعامرية والمنصوريات في عدن وتعز، وكذلك فعل بعض الأئمة من بعده.
وقد ذكر المؤرخ إسماعيل الأكوع في كتابه "المدارس الإسلامية صـ338"، أن المطهر بن شرف الدين كان سعى في خراب مدرسة العامرية فسلبها محاسنها. وذكر أيضاً: "كان أول من سعى في خرابها الإمام المهدي محمد بن أحمد بن الحسن (صاحب المواهب) المتوفى سنة 1130هـ . فقد أراد هدمها لأنها في زعمه واعتقاده من آثار كفار التأويل، وهم لا قربة لهم، فتصدى له القاضي علي بن أحمد السماوي المتوفى برداع سنة 1117 هـ، وحذره من عاقبة عمله إن هو أصر على خرابها، وتلا عليه قول الله تعالى: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها). فتوقف المهدي عن خرابها مكتفياً بهدم معظم شرفاتها تحلة ليمينه: فقد كان أقسم- كما يقال - بأنه سيهدمها".
وذكر محمد المجاهد في كتابه "تعز غصن نضير" صـ66، 92: "أنه عندما دخل السيد علي الوزير إلى تعز سنة 1337هـ هاجم عسكره مسجد الأشرفية وبددوا تلك المكتبة ومزقوا كتبها شر ممزق، ووصل بهم الأمر أنهم قاموا بكشط الذهب الذي يزخرف القباب من الداخل، كما كسروا النجف المصنوعة من الجص داخل المسجد اعتقاداً منهم بأن فيها أموالاً وذهباً.. فكان وهماً مدمراً، ثم مزقوا مكتبة الأشرفية تمزيقاً بغيضاً وكانت عامرة بروائع كتب الحقب والمخطوطات النادرة حتى أنه لم يبق منها أثر. ولما ظلت المدرسة صامدة تبادر إلى ذهن الإمام أحمد حميد الدين – سامحه الله - أن يقيم في مؤخرتها مدبغة للجلود، وهذه أقرب الطرق المؤدية إلى انهيار المبنى ونفذ الفكرة بخبث عجيب، وقد حدث إلى حد ما ما أراد، وحدثت تصدعات كادت تذهب به".
كما عمل الأئمة في تعز مثلاً على طمس وتدمير المدرسة المظفرية بكل معالمها، وأبقوا فقط على الجامع الذي غير الإمامان يحيى وابنه أحمد حميد الدين كثيراً من مخطوطاته وزخارفه ومعالمه.
وحينما تولى الإمام أحمد ولاية العهد وولاية تعز دخل مدرسة الأشرفية وكسر محتوياتها وخزائنها ونهب كل وثائق المدرسة ومخطوطاتها، كما روت للكاتب مصادر حية من سكان حارة الأشرفية، وتعرضت المدرسة في عهده لمحاولة هدم بطريقة خبيثة، وأهان مكانة المدرسة العلمية وحولها مدبغة للجلود، وحتى تأتي أملاح المدبغة على أساساتها وتجعلها تنهار تلقائياً.
الحوثيون وسب الصحابة ومنع الصلوات في المساجد:
سبق للأسرة الحوثية أن قامت بتأسيس حركة استفزازية للحكام ومنهم الأئمة، وتطلعهم إلى الحكم، ومما عملوه الإيغال في سب الصحابة رضوان الله عليهم.
ومن ذلك ما أورده البتول في كتابه "خيوط الظلام – صـ259" نقلاً عن "البدر الطالع" للإمام الشوكاني في عصره أن "يحيى بن محمد الحوثي، كان يصرخ باللعن وسب الصحابة (في الجامع الكبير بصنعاء). ولما بلغ الأمر الإمام المنصور علي، أمر بنقل الحوثي من الجامع الكبير، فقام بعض أنصار الحوثي برفع أصواتهم باللعن والسب في الجامع الكبير بصنعاء، ومنعوا إقامة صلاة العشاء، وخرجوا من الجامع يصرخون في الشوارع بلعن الأموات والأحياء، ورجموا البيوت، وأفرطوا في ذلك حتى كسروا كثيراً من الطاقات".
"ونتيجة لذلك، قام الإمام المنصور علي بحبس الحوثي والمشاركين معه باللعن والرجم، وتم البحث عن بقية المشاغبين والمباشرين للرجم. وكان بينهم من ثبت تلبسهم بالسرقة من بعض البيوت، فضربوا وعزروا بضرب المرافع على ظهور جماعة منهم. وبعد أيام أرسل جماعة منهم مقيدين بالسلاسل إلى حبس جزيرة زيلع، وآخرين إلى حبس (كمران) وكان من بينهم إسماعيل النعمي؛ لتجاوزه الحد في تعصبه".
وكان الإمام القاسم بن محمد، مؤسس الدولة القاسمية الحديثة، هو أول من سب الصحابة في العصر الحديث، ولذلك عمد الحوثيون في وثيقتهم الفكرية لاتخاذه مرجعاً من مراجعهم وقدوة يقتدون به.
ونتيجة لهذا التعصب الشديد عمد الإمام الناصر عبدالله بن حسن المولود سنة 1226هـ، والذي تتلمذ على الإمام أحمد بن علي السراجي والإمام حسين بن علي المؤيدي وغيرهم من أصحاب الزيغ والهوى، الذين تجرؤوا على سب الصحابة، بلغ تعصبهم وشدة كراهتهم لأهل السنة، أن قاموا بمحاولة نبش قبر الإمام الشوكاني، بهدف إحراق رفاته، وقد وقف العديد من العلماء وأهل الرأي ضد هذا العمل الأخرق والتصرف الأهوج، ومنعوا الإمام الرافضي الناصر عبدالله بن حسن وأتباعه الجهلة من تنفيذ جريمتهم.
أين معالمهم التنويرية؟
المتتبع لتاريخ الأئمة منذ نشأتهم وحتى اليوم يجد أنهم ركزوا على الجانب العسكري القتالي، ونشر أفكارهم بقوة الحديد والنار، وبالتالي لم يخلفوا بعدهم معالم عمرانية أو تعليمية تنويرية إسلامية تذكر، كما فعلت الدويلات اليمنية من قبلهم كالصليحية والأيوبية والرسولية والطاهرية، وغيرها.
فالصليحيون مثلاً ورثت الملكة أروى في جبلة مسجدها ومدرسة جبلة المعروفة التي كانت تدرس فيها جميع المذاهب، والرسوليون ورثوا بعدهم مئات المدارس والمعالم التاريخية نساءً ورجالاً، في كل أنحاء اليمن، ومن أبرز تلك المعالم: المدارس المظفرية والأشرفية والمعتبية والأتابكية والظاهرية في تعز، وفي زبيد كذلك العديد من المدارس التي كانت تمثل جامعات تبدأ من مراحل الكتاب وحتى التخرج من مشيخة العلم، مكفولين على كافة المستويات، وتدرس كافة المذاهب في اليمن، وبالتالي خلفوا ثروة علمية عظيمة، وصنعوا نهضة علمية شاملة.
والطاهريون ورثوا معالم: العامرية والمنصورية والمجاهدية، وغيرها، في رداع وجبن وزبيد، وتعتبر المدرسة العامرية آية معمارية وهندسية.
ولذلك نقم عليها الشيعة فحاولوا تدمير كل تلك المعالم، كما مر بنا سابقاً. وحتى المساجد التي كانت تقام فيها حلق العلم أيام الأئمة ابتداءً من الإمام شرف الدين لم تكن تدرس إلا المذهب الزيدي فقط، ولم يقبلوا بالتنوع مطلقاً.
وبالتالي فإن أي أمة تقاس نهضتها وثقافتها بما تقدمه في سبيل العلم وتنوعه والقبول بتعدده وبالإنتاج الثقافي الغزير لها، وهو ما برزت فيه الدولة الرسولية في اليمن وعاصمتها تعز التي صارت مناراً في العلم للعالم الإسلامي بشكل عام؛ فاستقبلت عاصمتهم تعز وآوت كل العلماء من العالم الإسلامي الذين جاؤوا إلى اليمن عندما سمعوا بتشجيع الدولة في اليمن العلم والعلماء وأجازوهم بالهبات والعطايا المجزية لإنتاجهم العلمي، حتى أن الملك المظفر الرسولي كان يجيز مؤلفي الكتب بوزنها ذهباً، وصار يعرف عصر هذه الدولة بـ"العصر الذهبي" لليمن.
في الوقت الذي كان الأئمة يتآمرون ويخرجون على الدولة الرسولية ويقودون التمردات التمرد وراء التمرد رغم تسامح الرسوليين الديني وأتاحوا لهم كل الفرص للتعايش.
ضد العلم والتراث:
حينما خلت الساحة اليمنية للأئمة وحكموها منذ القرن العاشر الهجري وحتى نهاية دولتهم عام 1962، بل وحتى اليوم، سيطر الأئمة على كامل التراث اليمني بكل مكوناته، ووضعوا أيديهم عليه، حتى اليوم وهم مغروسون في كل أروقة التراث اليمني، يظهرون ما يشاؤون ويعملون على تدمير كل ما يقع في أيديهم مما لا يكون موافقاً لهم، ومن ذلك مثلاً عن تغييبهم تراث أبي الحسن الهمداني (لسان اليمن ومؤرخها وأديبها)، وكذلك مؤلفات العلماء في عصر الدولتين الرسولية والطاهرية؛ كمؤلفات الخزرجي والملوك الرسوليين أنفسهم ومؤرخي الدولة الرسولية والطاهرية.
ومن القصص التي نسمعها على أيدي علماء الثقافة اليمنية اليوم كالدكتور المقالح ومطهر الإرياني وغيرهم، أن ما تم نشره من كتب الدولة الرسولية، وعلى سبيل المثال كتاب "العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية"، وبقية أجزاء الإكليل، وغيرها من الكتب، لم تخرج إلى النور إلا بجهود مضنية وشاقة عبر مركز الدراسات والبحوث بصنعاء، الذي يرأسه المقالح، ولقي محاربة شعواء من قبل متعصبي الإمامة في اليمن والذين هم في داوئر الدولة بعد الجمهورية، وعرقلوا كثيراً من الإصدارات الأخرى التي لم تر النور إلى اليوم، وتعرض الدكتور المقالح إلى حرب شعواء من قبلهم.
لذلك كان أول ظهور لكتاب "العقود اللؤلؤية" على نفقة ومتابعة الشيخ زائد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب الكثير من الأعلام الثقافية اليمنية، فإنه إلى اليوم لا تزال هذه الأيادي تصر على إخفاء التراث اليمني وخاصة الرسولي والطاهري.
كما تروي بعض المصادر أن الأئمة عمدوا إلى تخريب وإخفاء الكثير من الآثار اليمنية باعتبارها "ثقافة جاهلية وثنية"، ولم يهتموا لدراستها وحفظها، أو يشجعوا على ذلك، وأن اليمنيين ينصرفون إلى دراستها وتعظيمها ويتركون تعظيم وتبعية (آل الرسول) الأحق بالتعظيم والتبعية.
صورتان ضديتان من التراث اليمني بين الشيعة الإمامية والسنة الرسولية:
عملت الإمامة، كما في عهد عبدالله بن حمزة، على تدمير بيوت اليتامى والأرامل، فقد ذكر الباحث إبراهيم العلفي في دراسة لـ"مارب برس" تحت عنوان "حتى بيوت الأيتام والأرامل يجب هدمها"، من كتاب "كتاب دولة بني رسول" للشرفي: وأورد هذه الفقرة عنهم بالقول: "عندما كان الأئمة يخربون القرى كانوا يخربون بيوت الأيتام والأرامل وكانت ترد عليهم الاحتجاجات من بعض العلماء على ذلك فكانوا يجيبون بأن العقوبة لا بد أن تشمل الجميع وأن الأيتام والأرامل سيعوضهم الله في الآخرة ولنستمع إلى جواب الإمام عبدالله بن حمزة على هذا الاعتراض (قلنا: هذا السؤال وارد على الأئمة الهادين، وقد اعترض به بعض إخوانكم الجاهلين لأحكام رب العالمين ووجه الاعتراض إلى الإمام المنصور بالله -عليه السلام ونحن نذكر جوابه -عليه السلام-، قال -عليه السلام-: أقول أن ذلك عقوبة على المستحقين ومحنة على الآخرين يعيضهم عليها رب العالمين، وقد فعل الله مثل ذلك في الأمم الماضين، وهو أقدر الأقدرين على تمييز المستضعفين والأطفال من الجبارين، ولأن ذلك معلوم لنا من سلفنا الصالحين، فإنهم فتحوا الأمصار الكبار والمدن العظام، فلم يعلم أنهم ميزوا بين الأملاك ولا استخبروا عن الملاك، بل جعلوا الحكم للأعم الأكثر وأمثاله في الشريعة كثير. الهادي -عليه السلام- قد أخذ جفاة وأملح وهدم قرية النميص ونجران وهدم المنازل وقطع الكروم، ولم يعرف منه -عليه السلام- تمييز ولا طلب ذلك، وكان عسكره يغيرون فيأخذون الأموال، ولم يعلم منه بحث ولا سؤال عن ذلك، وكذلك ولده الناصر -عليه السلام- هدم مدينة باري وهي مدينة كبيرة والكلابح وقطابة، وأخذ أموال قُدَمْ جملة، ولم يميز مال اليتامى والأرامل المستضعفين، وخرب الهادي -عليه السلام- بلاد الربيعة خراباً عاماً ولم يعلم منه -عليه السلام- بحث عن أملاك اليتامى وأموال الأرامل والضعفاء. والإمام أحمد بن سليمان -عليه السلام- خرب غيل جلاجل وهدم قرى على العموم، وهي بلاد واسعة قدر مسير ثلاثة أيام، كما قال الإمام أحمد بن سليمان -عليه السلام- في قصيدته المشهورة. أجليتهم عن أرضهم وبلادهم وحصونهم معدودة معروفة ... ولعلها تأتي ثلاثُ مراحلِ).
في المقابل لتلك الصورة، هناك صورة أخرى لملوك بني رسول.. حيث يجمع المؤرخون والعلماء والمؤلفون والوثائق المخطوطة التي تسمى "الوقفية الغسانية" للملوك الرسوليين، أن هؤلاء الملوك وأبناءهم ونساءهم ووزراءهم وحتى خدمهم وعبيدهم كانوا يكرمون الأيتام وينشؤون المدارس الإسلامية لتعليمهم، ويخصون فيها ويؤوون الأيتام في تلك المدارس للانقطاع للعلم وإجراء النفقات السنوية المجزية لهم تشمل كل مصاريفهم الحياتية حتى ينقطعوا للعلم ويتخرجون في تلك المدارس شيوخاً فقهاء ومعيدين، ويدخلونهم من السنة الخامسة من العمر في تلك المدارس التي تحوي كافة المراحل الدراسية من الكُتّاب وحتى المشيخة، فيتخرج هؤلاء علماء بارعين في مختلف العلوم ومن ثم يصدرون تلك العلوم ونشرها ونشر الدعوة في مختلف الأقطار اليمنية والإسلامية، وكان ملوك بني رسول يجيزون المؤلفين وزن كتبهم ذهباً، ويزفون في موكب مهيب ويشيعون من المدارس وحتى قصر السلطان في أعلى "حصن تعز" (قلعة القاهرة اليوم) ويقوم الملك بنفسه بتكريمهم.
كما كان الملوك الرسوليون يوقفون نفائس أموالهم من أراضي وغيرها لتكون وقفاً لمدارسهم ضماناً لاستمرار التدريس فيها إلى أبد الدهر، وجاء الأئمة وصادروا أوقاف تلك المدارس، فقد ذكر المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع أن المطهر بن شرف الدين صادر كل أوقاف المدارس العامرية والمنصورية والمجاهدية والمدارس الأخرى في جبن من رداع.
وقد قام الرسوليون بحصر مدارس العلم في زمن الملك الأشرف إسماعيل صاحب المدرسة الأشرفية بتعز، فودوا أن في زبيد وحدها مائتي مدرسة رسولية، فما بالك بكل اليمن.
كما قام الرسوليون ببناء الخنقاوات المسبلة (جمع خانقاه، وهي تشبه اليوم اللوكندة) للمسافرين والأيتام وابن السبيل وذي الحاجة على كافة الطرق اليمنية، لتؤوي أصحاب الحاجة، فقد عرفت في تعز وزبيد وغيرها أكثر من أية مناطق أخرى.
التنكيل بالإسماعيلية في همدان وحراز:
عمل الأئمة على التنكيل واستئصال بعض الطوائف في اليمن حتى القريبة منهم كالإسماعيلية، وعملوا على استئصالها بحجج مختلفة، فقد كانوا يتهمون خصومهم بالخروج عن الملة وممارسة الكفر والزندقة.
وقد عمل الأئمة المنصور ويحيى حميد الدين وابنه أحمد يحيى حميد الدين على استئصال هذه الطائفة وارتكاب مذابح بشعة بحقهم في همدان وحراز وزبيد، وهجروهم حتى لحقوا بنجران، وبعضهم هاجر إلى الهند.
ولم تسلم قراهم وأموالهم من التدمير والسلب والنهب، كما فعلوا ببعض الصوفية في إب وتهامة وزبيد، والمطرفية الزيدية في المحافظات الشمالية.
والعجيب في الأمر اليوم، ورغم هذا التنكيل التاريخي بهم، فإنهم يجرون تحالفات مع الحوثي وهم يعلمون مكانتهم عنده وعند الأئمة، وقد دخل شخصيات منهم في الحوار الوطني في قائمة الحوثي، رغم أنهم كانوا يطالبون بأكثر من عشرة مقاعد.
ينشر بالتزامن مع صحيفة الناس
*صحفي وباحث تاريخي