اكد مصدر بوزارة الداخلية اليمنية للجزيرة نت إلقاء القبض على عصابات مسلحة تقوم بخطف الأجانب من العاصمة صنعاء وتبيعهم لأطراف أخرى بينها تنظيم القاعدة. وأشار المصدر الأمني إلى أنه جرى القبض على أبناء مشايخ قبليين بعد اشتراكهم في جرائم خطف الأجانب.
ولم يحدد المصدر عدد المتهمين الذين وقعوا في قبضة الأجهزة الأمنية، لكنه قال إنهم مجموعة عصابات مسلحة يجري التحقيق معها حاليا وستحال للقضاء لتنال جزاءها العادل.
وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت إلقاء القبض على أشخاص داخل العاصمة صنعاء وآخرين في محافظة مأرب، شاركوا في خطف موظف إيطالي يعمل لدى مكتب الأمم المتحدة بعد ساعتين من خطفه.
ويعتبر مراقبون أن اختطاف الأجانب يهدف للإضرار بعلاقة اليمن مع الدول الغربية وخصوصا أميركا، ويبعث برسائل سلبية للخارج عن الوضع الأمني في البلاد.
ابتزاز
ويعتقد نشطاء أن اختطاف الأجانب قد يكون الغرض منه تحقيق كسب مادي أو الضغط على الحكومة لتلبية بعض المطالب من قبيل الإفراج عن معتقلين على ذمة قضايا جنائية.
وفي تصريح للجزيرة نت أكد المقدم أحمد حربة السكرتير الإعلامي لوزير الداخلية اليمني إلقاء القبض على مجموعات من عصابات جرائم الخطف.
وقال حربة إن الخاطفين يمارسون الابتزاز بهدف الحصول على المال، لقاء الإفراج عن المختطفين.
وأشار إلى أن هذه العصابات تقوم أيضا ببيع المخطوفين إلى جهات أخرى، كما جرى مع الألماني روديجر فريدشس الذي خطف من صنعاء في 31 يناير/كانون الثاني الماضي وما زال رهينة لدى شيخ قبلي في مأرب.
ويعتقد مقربون من تنظيم القاعدة أن المسلحين القبليين الذين يمارسون اختطاف الأجانب تحركهم دوافع ابتزازية من أجل الحصول على المال، ويلجؤون إلى بيع المختطفين للتنظيم الذي يساوم بهم من أجل إطلاق معتقليه.
مساومة
ويقول القيادي السابق بالتنظيم رشاد محمد سعيد الملقب بأبي الفدء إن القاعدة تسعى للمساومة بالمختطفين والضغط على دولهم، من أجل إطلاق معتقليها في اليمن وخارجه.
وأوضح أنه عندما لا يتحقق للقاعدة إطلاق أفرادها وعناصرها من السجون، فإنها تقوم بطلب فدى من أجل الحصول على المال لتغطية عملها الجهادي، حسب زعمه. لكنه نفى وجود أي ارتباط تنظيمي بين القاعدة والمسلحين القبليين الذي يمارسون الخطف للأجانب، وإنما يوجد التقاء مصالح فقط.
وكان اليمن مسرحا لعمليات اختطاف عديدة، حيث خطف في فبراير/شباط الماضي بريطانيان أحدهما معلم.
وتحول الاختطاف إلى مهنة يقوم بها مسلحون قبليون تورطوا مؤخرا في بيع المختطفين لتنظيم القاعدة الذي ينشط بمحافظات مأرب وشبوة والبيضاء وحضرموت وأبين، حسب بعض المصادر.
وتبنى تنظيم القاعدة مؤخرا عمليات اختطاف أجانب من بينهم معلم جنوب أفريقي هدد بقتله إذا لم يتلق الفدية التي طالب بها.
ويعد خطف الدبلوماسي السعودي عبد الله الخالدي بجنوب اليمن في مارس/آذار 2012 أشهر عملية تنفذها القاعدة في هذا الإطار.
يشار إلى أن الخالدي ما زال محتجزا حتى اليوم لدى القاعدة التي تطالب بمبالغ مالية والإفراج عن معتقلين ومعتقلات بالسجون السعودية مقابل إطلاقه.
كما يحتجز تنظيم القاعدة الدبلوماسي الإيراني أحمد نكبخت الذي اختطف في 21 يوليو/تموز من العام الماضي بصنعاء.
وكان تنظيم القاعدة أطلق أجانب بعد حصوله على فدى مالية تقدر بملايين الدولارات. وأشهر حالة اختطاف أفرج عنها كانت المعلمة السويسرية سيلفاني إبراهاردن التي أطلقت بوساطة قطرية في نهاية فبراير/شباط 2013 بعد عام من الاحتجاز.