Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: القيادات التأريخية للجنوب اليمني... نكبة الحراك !! السبت مارس 01, 2014 6:44 pm | |
|
القيادات التأريخية للجنوب اليمني... نكبة الحراك !!
السبت 01 مارس - آذار 2014
لم تكتفِ ما تُسمى بالقيادات التاريخية للجنوب بجر الحراك إلى مربع خلافاتها وصراعها القديم/ الجديد على السلطة وما يتسبب به ذلك من جمود في نمو الحراك ودورانه في حلقة مفرغة، بل إنها تصر على توجيه طعنات متتالية له وهو في ذروة حماسه وقمة نشاطه الميداني، ما يعرضه لنكسات متتالية، ورغم ذلك لا تزال تلك القيادات تتجاهل حقيقة أنها أصبحت نقطة الضعف الأخطر في جسد الحراك، وأنها قد تكون سبباً في القضاء عليه نهائياً، ما جعلها تمثل نكبة حقيقية للحراك. - هذه الحقيقة أكدتها التطورات الأخيرة المتمثلة في لقاء بيروت وفعالية 21فبراير، فلم تستمر فرحة أنصار الحراك بعد نشر صورة تؤكد انعقاد لقاء طال انتظاره بين علي ناصر وحسن باعوم والبيض، سوى ساعات قليلة، فاللقاء يعني تجاوز تلك القيادات لخلافاتها وتشكيل قيادة موحدة، لكن البيان الصادر عن ذلك الاجتماع أطاح بتلك الفرحة وبمعنويات الحراك لأسباب عدة أبرزها التالي: - لم يشر البيان إلى الاجتماع الثلاثي على أنه لقاء مصالحة وإنما اعتبره لقاءً تشاورياً، وهذا يدل على عدم حصول مصالحة حقيقية بين القادة المجتمعين، كما أنه لا يكشف عن أي توجه جاد للمصالحة أو رغبة في إنهاء خلافاتهم، وظهر اللقاء وكأنه ضرورة حتمية فرضته المصالح الحيوية لتلك القيادات ووجوب الحفاظ عليها أكثر من كونه رغبة منهم في التصالح والتسامح. - لم يخرج البيان عن مجرد الإدانة والاستنكار والدعوات للاحتشاد، وكان لافتاً خلوه من عبارات وكلمات دأب الحراك في بياناته المختلفة على ترديدها كقوات الاحتلال اليمني، كما تجنب تأكيد المطالبة بالاستقلال واستعادة الدولة، ويبدو هنا أن سياسة الانفصال المبطن والناعم التي ينتهجها علي ناصر كانت واضحة في لغة البيان، وقد ساعده في ذلك حرص المجتمعين على تجنب أي انتقاد أو إشارة لهم من قبل مجلس الأمن الدولي في قراره الجاري مناقشته في أروقة المجلس. لقاء الضرورة في بيروت على حساب المصالحة: - هناك أسباب مختلفة جعلت من لقاء البيض وناصر وباعوم في بيروت أمراً لا مفر منه وخطوة اضطرارية لابد منها، وهى مرتبطة بمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية وكما يلي: 1-السبب الأول، مرتبط بالموقف الدولي من ملف الجنوب مع إقرار مؤتمر الحوار الوطني لفيدرالية الأقاليم الستة كحل للقضية الجنوبية والقلق من مصادقة مجلس الأمن على ذلك في قراره المرتقب، وما يعنيه ذلك من إغلاق الباب نهائياً أمام أي محاولات جديدة لتلك القيادات لتغيير الموقف الدولي من ملف الجنوب والحل المناسب للازمة. - كان العطاس أول من أدرك خطورة ذلك على مستقبل المشروع الانفصالي ما جعله يبعث برسالة باسم أبرز مكونات الحراك إلى مجلس الأمن بعد ساعات من الإعلان عن حل الأقاليم الستة يؤكد فيها رفض الحراك لهذا الحل وتمسكه بالانفصال، وتم الترويج في إعلام الحراك أن الرسالة موقعة من قيادات تلك المكونات رغم عدم نشر أي صورة لتلك الرسالة الموقعة، ما يؤكد أن الرسالة كانت ردة فعل سريعة من العطاس وبعض القيادات لمحاولة التأثير في الموقف الدولي وكحركة مؤقتة توفر بعض الوقت لبذل مزيد من الجهود لمحاولة إقناع القيادات الرئيسة في الحراك لتناسي خلافاتها ولو مؤقتاً وأهمية الظهور أمام الكاميرات لإضفاء مصداقية على أخبار المصالحة بعد أن يئس الشارع الجنوبي من حصولها وزيف كل الأخبار التي روجت في السابق للمصالحة. - لذا كان الهدف الحقيقي من اللقاء والتقاط الصور إضفاء مصداقية لرسالة الحراك إلى مجلس الأمن باعتبارها تعبر عن موقف جميع مكوناته ومحاولة للتأثير في موقف بعض أعضائه بقدرة الحراك على تجاوز أبرز نقاط ضعفه (عدم وجود قيادة موحدة) الأمر الذي قد يكون مبرراً لتلك القوى لتأجيل تبني مجلس الأمن لحل الأقاليم الستة صراحة في قراره وتأجيل ذلك لأشهر أخرى لاستكشاف هذا التحول وتأثيره على الأرض. -كان واضحاً أن الهدف من الكشف بصورة مفاجئة لوسائل الإعلام عن خبر اللقاء المصور قبل يوم من موعد فعالية 21 فبراير، ضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من الأنصار في فعالية رفض مخرجات الحوار، لأن الترويج في البداية لخبر المصالحة أدى إلى رفع حماس ومعنويات أنصار الحراك وعزز من قدرتهم على الحشد، وكان ذلك ضروريا مع تنامي قلق القيادات من تراجع حجم المشاركة الشعبية في الفعالية بسبب التعاطي الايجابي من قبل شريحة واسعة من أبناء الجنوب وبالذات في أوساط الغالبية الصامتة مع مخرجات الحوار. 2-السبب الثاني، مرتبط بالضغط السعودي على الرئيس هادي، فزيارة باعوم إلى لبنان ولقاؤه بالبيض لا يمكن أن تتم دون ضوء أخضر من السعودية، وقبل ذلك ظهور العطاس في قناة "عدن لايف" تلاه ظهوره على شاشات العربية، وفي اعتقادي أن الرياض سعت من ذلك المضي قُدماً في استخدام ورقة الجنوب للضغط على هادي بعد أن حصرتها في ورقة حضرموت لإجباره في الابتعاد عن جماعة الإخوان بل وإزاحتها من السلطة كما حصل في مصر، ولكبح توجه هادي لاستخراج نفط الجوف، لكن ورقة حضرموت لم تكن كافية، على ما يبدو، ما جعل الرياض تلوح بإمكانية دعمها لفصل الجنوب إذا لم ينصع لرغباتها. - لكن إدراك السعودية أن دعمها للانفصال في ظل قوة التيار الموالي لإيران في الجنوب قد يشكل خطأً استراتيجيا فادحاً وتهديداً مستقبلياً لها مشابهاً لخطئها في العراق عندما دعمت التحالف الدولي ضد نظام صدام وما تسبب به ذلك من تمكين إيران وحلفائها الشيعة من العراق، كما أن دعمها للانفصال يعقد من إمكانية تحقيق رغبتها في فصل حضرموت عن اليمن مستقبلاً، لذا حرصت الرياض على أن يكون لقاء باعوم في بيروت مجرد لقاء تشاوري لا يصل إلى حد المصالحة كون عقد اللقاء في حد ذاته يمكنها من إرسال الرسالة التي أرادتها للرئيس هادي. - ربما يعطي ذلك تفسيراً لغياب المصالحة عن لقاء بيروت أو تحديد موعد لعقد المؤتمر الجنوبي العام، كما أن غياب العطاس والجفري والشخصيات المحسوبة على الرياض عن اللقاء ربما أرادت الرياض منه التلميح أنها لم تحسم قرارها في دعم خيار الانفصال إلى حد الآن، أو أن ذلك راجع إلى تباين أو ضعف التنسيق داخل الأجنحة السعودية في الكيفية التي يتم الضغط بها على الرئيس هادي خاصة بين الأمير أحمد بن عبدالعزيز المسئول المباشر عن باعوم وبين الأمير بندر بن سلطان المسئول عن العطاس والجفري. -أو أن هناك رغبة سعودية في التحرك في أكثر من اتجاه وتنويع أساليب تعاملها في اليمن تارة عبر استخدام باعوم في إشهار ورقة الانفصال والعطاس في ورقة الفيدرالية وهكذا. - غياب حيدر العطاس والجفري والأصنج ومحمد علي أحمد عن اللقاء يؤكد أن الخلاف لا ينحصر فقط في خلافات باعوم والبيض أو علي ناصر والبيض وأن هناك خلافات أخرى وتباينات ناجمة عن ولاءات متعددة ومصالح متضاربة وكلها ترجح أن الطريق لا يزال بعيداً وشاقاً قبل التوصل إلى أي اتفاق لعقد المؤتمر الجنوبي العام. - وفي السياق لوحظ تجاهل الجفري وبن فريد في رسالتهما الأخيرة، وكذا في تعليق العطاس المنشور في "براقش نت" يوم 21فبراير الجاري على الفعالية والأحداث في الجنوب لأي إشارة للقاء بيروت أو مباركتهم له وتأييدهم لنتائجه، والغريب أن ذلك يتناقض مع تحركات وجهود العطاس الأخيرة لتحقيق المصالحة الجنوبية، وفي اعتقادي أن السبب راجع إلى: -إما أن توجيهات جاءت للعطاس والجفري من الرياض بعدم المشاركة في اللقاء أو أن العطاس فوجئ بموقف عدائي من البيض على خلفية الخلاف على الأموال التي نهبها البيض في 94م ورفض تقاسمها مع العطاس والقيادات الأخرى. -احتمال آخر يتمثل في حدوث تحول جوهري في طريقة تعامل العطاس مع القضية خاصة بعد مغازلته الأخيرة للرئيس هادي، ومن غير المستبعد توجه السعودية لتهيئة العطاس للعب دور جديد يخدم مصالحها وينسجم مع قواعد اللعبة الجديدة في اليمن القائمة على فيدرالية الأقاليم، والتي ربما تمكنها من تحقيق جزء من أهدافها في بلادنا، وذلك عبر إمكانية دفع العطاس للترشح لرئاسة إقليم حضرموت مستقبلاً وهى بذلك تفضل العطاس عن باعوم لعدة أسباب منها: 1- الوضع الصحي لباعوم لا يؤهله للقيام بهذا الدور في السنوات القادمة. 2- الاطمئنان إلى ولاء العطاس المطلق لها؛ كونه من القيادات الموالية لها منذ سنوات طويلة، بعكس باعوم الذي انضم إلى قافلة الموالين لها منذ نحو سنتين، كما أن محدودية شعبية العطاس تجعله محتاجاً لدعمها باستمرار عكس باعوم. 3- السبب الثالث ذو بعد داخلي له ارتباط بصراع الماضي بين ما عرف بتياري الطغمة والزمرة، فتوقيت الإعلان عن لقاء بيروت واختيار الذكرى السنوية لانتخاب الرئيس هادي لتنظيم الحراك فعالية لإعلان رفض مخرجات الحوار وفيدرالية الأقاليم، يكشف أن احد الأسباب الكامنة في موقف غالبية قوى الحراك للحوار ومخرجاته راجع إلى رفض القيادات التقليدية الاعتراف بقيادة وشرعية هادي كرئيس منتخب والقيادات الجنوبية الأخرى في النظام. فرفض البيض وباعوم راجع لتعاملهما مع هادي والقيادات الأخرى باعتبارهم قيادات في تيار الزمرة، وأن الصراع على السلطة مع هذا التيار مستمر وإن أخذت صوراً وإشكالاً أخرى، في حين أن علي ناصر والجناح الانفصالي داخل تيار الزمرة يرفضون الاعتراف بشرعية هادي أو القبول بالانضواء تحت قيادته لأسباب نفسية ومن باب الحسد والغيرة ورفض القبول بقيادة من كان تحت إمرتهم في دولة الجنوب قبل الوحدة. -من هنا اتخذت تلك القيادات موقفاً متشدداً برفضها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وإضاعة فرصة تاريخية لإعادة الجنوب إلى وضعه الطبيعي في دولة الوحدة، كما رفضت القبول بمخرجات مؤتمر الحوار رغم إدراكها صحة ما قاله الرئيس هادي من أن المؤتمر حقق للجنوب مكاسب لم تحققها له اتفاقية الوحدة أو وثيقة العهد والاتفاق، وبدلاً من ذلك سعت إلى إفشال مؤتمر الحوار عبر تفجير الوضع في حضرموت كما ذهب إليه القيادي في الحراك أحمد القنع في 10 يناير 2014 عندما اعتبر الهبة الشعبية الجنوبية استهدافاً مباشراً للرئيس هادي من أجل إفشاله سياسياً وإفشال النصر الحقوقي الذي انتزعه أبناء الجنوب في وثيقة حل القضية الجنوبية. - كما أن دفع الحراك للأوضاع في الضالع ولحج نحو الصدام المسلح كان لإفشال مخرجات الحوار بعد التوقيع على فيدرالية الأقاليم كما تؤكده تصريحات الحراكي حسين بن زيد بن يحيى، وقد لجأ مسلحو الحراك إلى تركيز عملياتهم على استهداف الشماليين البسطاء في الجنوب لإشعال الوضع سريعاً بهدف تشتيت اهتمام الشارع الجنوبي بمخرجات الحوار والجدل حولها ومحاولة الانتقال بهؤلاء من خانة التعاطي الايجابي والتفكير العقلاني في المخرجات إلى خانة التفاعل السلبي والانفعال العاطفي مع تزايد أعداد الضحايا الأبرياء الذين يسقطون نتيجة المواجهات المسلحة في الضالع ومناطق أخرى والتي يتم تحميل قوات الجيش مسئولية ذلك وتجاهل متعمد لما يقوم به الطرف الآخر من هجمات وتقطعات واختطاف للجنود ودفع الوضع نحو الانفجار. -كما يظهر استهداف شخص الرئيس هادي وصراع الطغمة والزمرة في تعمد البيان السياسي الصادر عما سمي بمليونية الكرامة الجنوبية في مقدمته التذكير بعدم اعتراف الحراك بشرعية هادي كرئيس منتخب، وذلك عبر الإشارة إلى أن هدف الحراك من هذه الفعالية هو إحياء ذكرى إفشال المسرحية الهزلية لما تسمى بانتخابات الرئاسية عام 2012م، وفي الجانب المقابل نشر عبدالرحمن أنيس، مدير تحرير صحيفة "الأمناء" صورة لمدرعة عسكرية بعدن عليها صورة لهادي متسائلاً: ليش كافة المدرعات في عدن التي تمارس القتل يرفعوا عليها صورة الرئيس هادي. 4-السبب الرابع، داخلي أيضاً لكنه على علاقة بالصراع على الحراك وقيادته في الفترة القادمة، فقد جاء لقاء القادة الثلاثة في بيروت للحد من تزايد حجم الانتقادات في صفوف أنصار الحراك ضد قياداتهم التقليدية وارتفاع الأصوات الداعية للانعتاق من سيطرة تلك القيادات على الحراك ونشاطه، ويبدو أن ذلك قد أثار قلق تلك القيادات وحاولت من لقائها إرسال رسالة إلى أنصارها بقرب تجاوز خلافاتها، وهناك أمثلة كثيرة تدل على ذلك، منها: - توجه عدد من شباب الحراك قبل أشهر لتشكيل حركة تمرد ضد قيادات الحراك متأثرة بحركة تمرد المصرية أو في انتقادات وجهتها قيادات وإعلاميين ونشطاء في الحراك في المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي للقيادات التقليدية وتحميلها مسئولية الفشل الذي يعاني منه الحراك، وهنا سأكتفي بإيراد فقرات من انتقادات الصحفي الحراكي ماجد الشعيبي التي وجهها لقيادات الحراك في مقاله (نقد في صلب الثورة..)، المنشور في "عدن الغد" في يناير الماضي تكشف مدى الحنق والاستياء الذي وصل إليه شباب الحراك من قياداتهم التقليدية ومما قاله: -(ضعفنا، ليس في الشارع، بل في القيادة التي تخشى الشارع.. على القيادات أن تستفيد من زخم الشارع الجنوبي ودون ذلك سنظل جميعاً شارعاً بدون قيادة، ولن نحقق أي نصر، فمن يعول على الشارع ويراهن عليه في صنع الانتصارات واهم إذا لم توجد قيادات تترجم العمل الشعبي إلى واقع، وسنظل خلال السنوات القادمة، نبحث عن قناة أو وكالة أجنبية كي تغطي لنا فعالية مركزية، وربما نفشل، لان العالم لا يعير أي أهمية للحشود المليونية، بقدر ما يهمه من هو المسيطر على الأرض). -(مهم جداً أن نفرق بين رجال الثورة ورجال الدولة.. هناك مناضلون اعتقدوا أنهم أنجزوا مكاسب للشارع الجنوبي، والحقيقة أنها مكاسب شخصية لا أكثر.. من يقود الناس ولا يستطيع تغيير واقعهم للأفضل عليه التنحي جانباً والاعتراف بالفشل.. دائماً ما تسمعون أن هناك قضية ناجحة ومحامين فاشلين وهنا علينا فقط تغيير المحامين وليس القضية.. منذ أن تولوا قيادة الحراك لا يريدون حتى التخلي عن مناصبهم، بل إن بعضهم لا يهمهم البحث عن بديل أفضل، أو يسعى لتأهيل قادة جدد وتشجيع الشباب، والبعض لا يكتفي بذلك فحسب، يلهي نفسه في مناكفات جانبية لتكون شغله الشاغل يومياً، وينسى أن الشعب ائتمنه على المستقبل.. هناك شعب يلهث وراء الوطن وقيادات تلهث وراء تلميع أنفسها.. وعلى الشارع أن يكف عن تلميع وتقديس أي قيادة حتى لو كان من الهيئة الشرعية). -وبصورة مشابهة وجه القيادي علي محمد السعدي انتقادات لقيادات الحراك في مقاله (اعتبروها نصيحة يا قياداتنا التاريخيين) في 21 فبراير 2014 اتهمهم فيها بالبحث عن كيفية عودة الجنوب إلى نفس المربع القديم مربع الصراعات والإقصاء والتهميش، معرباً عن تمنياته باستيعابهم المتغيرات والخروج من المربع المتقوقعين فيه. - شخصياً لا أستبعد مطلقاً في حال تنامي خطر المتمردين داخل الحراك على سيطرة القيادات التقليدية واستمرار عجز الأخيرة في تجاوز خلافاتها، أن تلجأ تلك القيادات لتصفية عدد من الناشطين الميدانيين المتمردين على سلطتها واتهام النظام بالوقوف وراء ذلك. -في الأخير لابد من التوقف عند بعض النقاط اللافتة ومنها: - تأكيد القادة الثلاثة في بيان بيروت (أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم) يوحي بتناسيهم أن ذلك الأمر ينطبق أيضاً على الجرائم التي ارتكبوها في الجنوب، التي لا تسقط بالتقادم ولا بمجرد ترديد شعار فضفاض عن التصالح والتسامح الذي على ما يبدو انه أصبح حقاً حصرياً لهم وبراءة اختراع مسجلة باسمهم. -كان لافتاً عدم الاتفاق على اسم الفعالية بين الكرامة والحسم، فالبيان الصادر عن الفعالية اسماها مليونية الكرامة في حين أن اللجنة الإعلامية في بلاغاتها أطلقت عليها تسمية مليونية الحسم، وهو الاسم الذي تم ترديده في الأيام التي سبقت يوم الفعالية، ويبدو أن فشل المليونية بالصورة التي حدثت، جعلت من اسم الحسم غير مناسب. -سعى الحراك للحد من أي تداعيات في الشارع جراء خيبة الأمل من البيان الهزيل للقاء التشاوري من خلال الإشارة في البيان السياسي الصادر عن الفعالية لمعلومات عن اتفاق من حيث المبدأ على توحيد إرادتها السياسية في إرادة سياسية توافقية موحدة تلبية لمتطلبات المرحلة، وتأكيد تلك المعلومات على لسان قيادات حراكية أمثال الدكتور صالح يحيى، الذي قال في تصريح صحفي لوكالة "خبر" إن هناك اتفاقاً بين كافة القيادات الجنوبية، لعقد مؤتمر جنوبي عام، يضم كافة التيارات، في الداخل والخارج من أجل توحيد صفوف الجنوبيين واختيار قيادة لتحرير الجنوب، مؤكدا أن في مقدمتهم البيض. -لكن عدم تحديد تاريخ محدد أو حتى تقريبي ومكان اللقاء والإشارة إلى الموافقة على اللقاء هي من حيث المبدأ، كل ذلك يدل على أن الحديث عن ذلك لا يخرج عن أخبار مماثلة روجت في السابق ولم يثبت صحتها، ولعل ما يعزز هذا الطرح أن خبر الاتفاق على المؤتمر الجنوبي جاء على لسان د. صالح يحيى، الذي قال في ذات التصريح إن مسيرة الجمعة كانت أكثر من سابقاتها من حيث المشاركين فقد وصل عددهم إلى 2مليون، وهي شطحة لم يراع فيها لا منطق ولا عقل، يبدو أنه يعاني كغيره إما من صدمة نفسية جراء فشل ذريع غير متوقع للفعالية أو أنه يعيش في انفصال كامل عن الواقع بسبب حالة الجمود وانسداد جميع المنافذ للمشروع الانفصالي. - شطحة أخرى لكنها جاءت من أحد المتملقين والمتلونين تمثلت في قول أحمد الحبيشي، إن مدينة عدن تشهد حرب إبادة شعبية بسبب منع المواطنين من حقهم في التعبير عن رأيهم والاحتشاد في ساحة العروض، ولا أعتقد أن هناك من يتفق على أن سقوط اثنين من الضحايا يجيز للبعض وصف ما حدث بأنه إبادة رغم رفضنا للعنف والقتل من حيث المبدأ. -تخبط قيادة الحراك وتقوقعها في خانة العداء لشخص الرئيس هادي وتنكرها له، ارتد سلباً على الحراك، فقد أدى ذلك إلى دفع الرئيس هادي لمربع المواجهة معها والتوقف عن سياسة اليد الممدودة والتسامح مع فعالياتها السابقة مما حرمها من مواصلة استعراض عضلاتها في ساحة العروض، ويبدو أنها لم تستوعب أن سياسة هادي خلال مؤتمر الحوار تختلف تماماً عن سياسته بعد انتهاء المؤتمر، ومن الغريب أن تعتقد تلك القيادات بإمكانية القبول بها كحراك سلمي في عدن وككفاح مسلح في الضالع ولحج وحضرموت، فمن الصعب الجمع بين النقيضين ولابد لها من أن تختار أحداهما وإلا فإنها ستكون أول الخاسرين جراء هذا التناقض. * المصدر: صحيفة "المنتصف" الأسبوعية
| |
|