تاريخ موغل في الإجرام بإسم الدين
سبي النساء وتدمير البيوت .. فتوى حوثيه تجيز مالك وعرضك في حال خالفتهم .. نص الفتوى
الجمعة 07 فبراير-شباط 2014
نشر أحد الباحثين عن الفكر الحوثي، بحثاً استقصائياً يثبت من خلاله، أن الفكر الحوثي جارودي، يعمل التكفير، وهي الصفة التي طالما سارع الحوثيون لإلصاقها بمخالفيهم، لسبب أو بدون سبب.
وبين الباحث اليمني إبراهيم عبد الرحمن العلفي، أن "الفكر الحوثي الجارودي فكر تكفيري بامتياز يختزل الإسلام في قضية الإمامة والتسليم بالحق الإلهي في السلطة لسلالة البطنين وعدم الإيمان بذلك هو الكفر بعينه مهما بلغ الإنسان من الزهد والتقوى والورع والعبادة".
واستدل العلفي على كلامه بقول الإمام عبدالله بن حمزة :
صرنا بحكم الواحد المنان**** نملك أعناق ذوي الإيمان
ومن عصانا كان في النيران**** بين يدي فرعون أو هامان
لو أنه صلى وصام واجتهد***** ووحد الله تعالى وعبد
وصير الثوب نظيفا والجسد****وقام بالطاعة بالعزم الأشد
ثم عصى قائمنا المشهورا*****وقال لست تابعا مأمورا
محتسبا لأمركم مقهورا***** لكان ملعونا بها مثبورا
وكان من أهل الجحيم الحامية***** وأمه فيها يقينا هاوية
وربط الباحث بين ما قاله الإمام السالف ذكره وحسين بدر الدين الحوثي، بأنه يعيد صياغة الأبيات الشعرية السابقة بشكل عصري في ملازمه التي يتدارسها أتباعه وتشكل العقلية الحوثية الفكرية يقول ( يرفضون ولاية الإمام علي ؛ يرفضون ما تبلغهم به ليسوا مستعدين أن يقبلوه ، هذا هو كفر؛ لأن الكفر بكله إنما هو الرفض)*.
وأضاف " الحوثي يصل بحكمه الجائر هذا إلى مقام كبار الصحابة فيحكم عليهم بالخروج من دائرة الإيمان فيقول : (كل أولئك الذين حكموا المسلمين بدأ من أبي بكر ...أولئك الذين حكموا المسلمين غير الإمام علي و من غير أهل البيت ومن كانوا في حكمهم أيضاً ؛ خارجين عن مقتضى الإيمان وهم من أضاعوا إيمان الأمة)**.
ويضف الباحث بقولة "وبالتالي تظل مهمة إعادة الحق الإلهي المزعوم في السلطة لأصحابه الشرعيين في العقلية الفكرية الحوثية مهمة مقدسة مهما ارتكب في سبيلها من تجاوزات وانتهكت من محرمات لأنها في تصورهم هي الإسلام وبدونها لا إسلام.
ويلفت أنظار الكثيرين مشاهد تفجير العصابات الحوثية للمنازل بل والمساجد في المناطق التي يسيطرون عليها وتضع هذه التصرفات العديد من علامات الاستفهام في رؤوسهم والحقيقة المرة أن هذه الأعمال لم تأتي من فراغ بل هي السياسة التي اتبعها غالب أدعياء الحق الإلهي في السلطة في حكم اليمن والتعامل مع اليمنيين وفق تأصيل مذهبي متعصب جعل من هذه السياسة أمرا شرعيا بل وقربة إلى الله عز وجل وصل الأمر وفقها إلى الإبادة الجماعية وسبي النساء والأطفال والقتل بأبشع الطرق والوسائل الوحشية التي لا تقرها شريعة ولا إنسانية ونضع بين يدي القراء هذه الوثيقة التاريخية التي توضح ذلك وهي عبارة عن جواب الإمام القاسم بن محمد الرشيد الذي حكم اليمن في القرن الحادي عشر الهجري على السيد العلامة شمس الدين: أحمد بن محمد بن صلاح الذي احتج على الإمام القاسم لقيامه بخراب قرية الوعلية من بلاد الشرف في حجة ووقوع العقاب على من لا ذنب لهم .
وأترككم مع نص الوثيقة التي وردت في كتاب (النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة) الخاص بسيرة الإمام القاسم وهذا نصها:
(قال السيد العلامة أحمد بن محمد نفع الله به: وله عليه السلام جواب علي وقد كتبت إليه في شأن خراب الوعلية، وهي قرية من قرى الشرف الأعلى، فقال في جوابه ما لفظه بخط يده الكريمة بعد البسملة: (بلغ كتاب السيد المقام، الفاضل العلامة، شمس الدين: أحمد بن محمد بن صلاح يسر الله أمره وشرح صدره، وأتحفه بشريف السلام ورحمة الله وبركاته، وعرفنا ما ذكره من النصيحة وترك خراب الوعلية، وأن فيها من لا ذنب له، وهذا الكتاب إلى السيد نفع الله بهما في النهضة الأولى في عام سبع وألف[1598م]، وأخرب الله هذا الحصن المذكور على يده عليه السلام عام أربع أو ثلاث وعشرين[وألف] وهو على ذلك إلى الآن، وقد أرسلنا على أهل الطرق وفيهم من الضعفاء مثل الذي في مهبط الشيطان، ومغرس الفتنة وبالهادي عليه السلام وبغيره من الأئمة اقتديت فإن الإمام إبراهيم بن موسى بن جعفر( المعروف بالجزار) أخرب سد الخانق بصعدة وكان يسقى لطائفة من الناس فهم من الضعفاء كالذين بالمؤتفكة وكذلك الهادي عليه السلام قطع أعناب أملح ونخيلها من بلاد شاكر، وفيهم مثل من ذكرت، وكذلك أيضاً قطع أعناب حقل صعدة بوادي وعلان ونخيل بني الحارث بنجران، وولده الناصر عليه السلام أخرب أرض قدم كلها ولم يسأل عن بيت يتيم ولا أرملة ولا ضعيف وفي سيرة الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليه السلام أنه أخرب العادية في بلاد ظليمة، وأشياء مذكورة في مثل ذلك كثيرة وكذلك الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام أخرب صعدة القديمة، وغيرهم من سائر الأئمة عليه السلام، والإمام المنصور بالله عليه السلام نص على ذلك نصاً وإمامنا الإمام الناصر لدين الله خرب قرية في الكريش يقال لها: الجند والعصرة في بني محمد، وعزان بني أسعد، وقاهر في بلاد المداير، ولم يسألوا عن بيت يتيم ولا أرملة) يحلو للحوثيين وصف خصومهم بالتكفيريين والإرهابيين وهم التكفيريون والارهابيون الحقيقيون يتوارثون ذلك صاغرا عن كابر والذي ينبغي لجميع اليمنيين الوقوف بكل قوة لمنع تكرار هذا المسلسل الدموي الذي عاشه الشعب اليمني ألف ومأتي عام فهل يستيقظ اليمنيون من سباتهم أم هل يعيد التاريخ نفسه؟؟
المراجع للموضوع أعلاه :
* ملزمة لا عذر للجميع أمام الله ص ٧
**ملزمة ظلال دعاء مكارم الأخلاق درس ٢
المصدر : مأرب برس