لأنه رفض أن تعمل ابنته خادمة لديه وتلبي رغباته ونزواته..مسؤول سعودي يجرد يمنياً من الإقامة ويغيبه من الوجود وعصابة تغتصب زوجته وبناتهنشر بتاريخ الأربعاء, 30 نوفمبر-تشرين الثاني -0001
اليمن السعيد - فؤاد السميعي
لا أبالغ إن قلت حتى عالم الحيوانات البرية والبحرية..تنوء بنفسها عن ارتكاب مثل هذه الجريمة التي سنورد هنا جزء من تفاصيلها
البشعة.
بطل هذه الجريمة أحد أقارب أمير سعودي نافذ سعى إلى اشباع نزوته من فتاة يمنية وعندما لم يفلح في ذلك قام بسحب وشطب فيزة عمل والدها المواطن اليمني ح. س. م وتم تشريده مع أسرته المقيمة معه في المهجر ومن ثم حجزه وولده وعزلهما عن زوجته وبناته الثلاث في المنفذ الحدودي السعودي وتسليم الزوجة وبناتها لعصابة عبثوا بعذريتهن وشرفهن.. على مدى أسبوع كامل.
بعد سماعنا لهذه الجريمة المروعة توجهنا إلى قرية المذكورين بمنطقة العود بين مديريتي يريم والسدة بمحافظة إب وبوساطة أحد أقارب تلك الأسرة المنكوبة التقينا بربة الأسرة (أم البنات المغتصبات) وتحت إلحاحي وإلحاح رفيقي ودليلي في الوصول إلى هذه الاسرة الجريحة تحدثت ودموعها تنهمر على خديها كالمطر قائلة: لقد سافر زوجي (ح) إلى السعودية بعد زواجنا بشهر وعمل في الرياض لعامين حتى صدر القرار السعودي بإلزام المغتربين اليمنيين بتطبيق نظام الكفالة والفيزة في عام 1991م وحصل على فيزة وكفالة فكان يسافر إلى اليمن لمدة شهرين أو ثلاثة ثم يعود إلى الرياض للعمل لدى كفيله ومنذ 15 عاماً من حين أخذنا إلى الرياض ونحن نعيش سوياً وكانت أعمار البنات الثلاث ما بين الأربع سنوات والتسع سنوات وهناك درسن جميعهن حتى أكملن الدراسة الثانوية..
ولأن القانون السعودي يحرم على أبناء المغتربين الالتحاق أو الدراسة الجامعية أو ما يعادلها فقد توقفن البنات عن الدراسة، وأما الولد الوحيد مصطفى الذي أنجبناه بعد دخولنا المملكة بسبعة أشهر فما يزال في الصف السادس وخلال السنوات الأخيرة كنت والبنات الثلاث نحس ونستشعر بمعانات رب الأسرة الحاج (ح) جراء ضآلة ومحدودية الراتب الشهري الذي يحصل عليه شهرياً (ثلاثة آلاف ريال سعودي) في الوقت الذي تتزايد وتتضاعف فيه الاحتياجات ومتطلبات المعيشة الضرورية للأسرة..
فلم نكن نستطيع أن نرسل لأهلنا في اليمن حتى بمائة ريال فكنت مع البنات نفكر باستمرار كيف سنتصرف إذا واجهتنا أية حالة طارئة.. عندها أصرت البنت الوسطى “ن” بأن تتقدم بطلب العمل في أحد المستشفيات العامة أو الخاصة مثلما فعلت ابنة جارهم الأردني وتحت إلحاحها وتصميمها وافق والدها وذهب معها عدة مرات لمتابعة المستشفى ومكتب الصحة واستمرت متابعتهما بمساعدة ابنة جارهم الأردني وخلال كشف المعاينة الجسدية لضمان حالتها الجسدية الصحية أمام طاقم طبي نسوي الذي أقر صلاحية وضعها الصحي والجسدي لممارسة العمل الصحي والتمريض.. كانت كاميرا قاعدة الكشف تبث تصويرها المتحرك إلى مكتب مدير إدارة التوظيف الذي كان من المفترض أن يعتمد ملف توظيف نسمة المستكملة كافة إجراءاته لكنه أوقفه واستدعاها لمقابلته في مكتبه وأثناء حضورها مع والدها لاستكمال إجراءات التوظيف طلب منها سكرتير ذلك المسئول أن تدخل بمفردها إلى مكتب مسئوله لكن والدها رفض وعاد بها إلى البيت وفي البيت أقنعته مع والدتها بالدخول إلى مكتب المسئول بمفردها وطمأنته بأنها في دولة إسلامية ومسئولوها أكيد ملتزمون وشرفاء و..و... الخ وفي اليوم الثاني ذهب معها إلى تلك الإدارة فدخلت نسمة مكتب ذلك المسئول وبقي والدها خارج المكتب منتظراً.. وحسب حديث الأم فإن البنت حدثتها عقب عودتها إلى البيت ان ذلك المسئول الذي يبلغ عمره الثلاثين عاماً طلب منها الكشف عن وجهها فلم ترد عليه ولم تخلع خمارها لكنه اعتذر عن اعتماد ملفها الذي كان يقلبه أمامه حتى يتأكد شخصياً أن الفتاة التي أمامه هي ذاتها صاحبة الملف لأنه سيتحمل المسئولية بالدرجة الأولى إن حصل تزوير أو مغالطة ..
عندها أوقفت كلامه وقالت له “خلاص خلاص ها ورفعت خمار وجهها” فقال لها: ما شاء الله والجمال وراح يتغزل بها..وبمفاتن جسدها فتحملت وصبرت على بذاءته لمدة دقيقتين ثم اسدلت الخمار على وجهها فأخبرها أنه يتوجب عليها إثبات كفاءتها لممارسة هذا العمل الإنساني النبيل بالتطبيق العملي قبل توقيعه على الملف.. وببراءتها وافقت وطلبت منه تحرير أمر خطي إلى أي مستشفى لتقوم بالتطبيق.. غير أن ذلك المسؤول أخبرها أن التطبيق العملي الملزمة به في أحد المنازل وليس في المستشفى.. فترددت في قبول طلبه وتحت ضغط الحاجة أقنعت نفسها أن البيت الذي ستطبق فيه أكيد سيكون منزلاً عائلياً وستكون فيه مريضة بحاجة إلى عناية وتمريض.. وبعد موافقتها كتب على ورقة عنوان ذلك البيت الذي ستطبق فيه ووضعها داخل ظرف وأخرج من جيبه 3 ورق من فئة الـ 500 ريال ووضعها داخل الظرف وأخرج من درج مكتبه مفتاحاً ووضعه في الظرف ثم سلمها الظرف، فقالت له ما هذا فرد عليها الورقة فيها عنوان المنزل والمفتاح أما الألف والخمسمائة ريال فهي لزوم الشياكة والتجميل فأيقنت البنت بسوء نيته ورمت الظرف على مكتبه وخرجت وعيناها تفيضان بالدمع فلما رآها والدها دامعة غاضبة حاول معرفة السبب فطلبت منه مغادرة المكان فوراً لكنه أصر على معرفة السبب، وفي تلك الأثناء طلب سكرتير ذلك المسئول من والد الفتاة أن يجاوب المسئول فدخل إليه وبعد المصافحة قام ذلك المسئول بشرح المخاطر العديدة التي ستتعرض لها ابنته خلال عملها في القطاع الصحي والتمريض.. بسبب جمالها الفاتن وقوامها الآسر الذي سيجعلها مطمعاً لذوي النفوس المريضة حسب قوله.. فرد عليه والدها: طيب وماهو الحل: فقال له المسئول: الحل أني سأعتمد ملف توظيف ابنتك وسوف تحصل على راتب شهري دائم بدون أن تعمل في أي مستشفى أو في أي مؤسسة صحية.. فقاطعه والدها: ها وين با تشتغل فرد عليه: ستعمل عندي في البيت لأني متزوج 3 نساء وكل واحدة تسكن مع أولادها في بيت مستقل أقضي ثلاثة أيام أسبوعياً عند زوجاتي الثلاث وأقضي بقية الأسبوع في فلتي الخاصة لوحدي وخلالها أنا بحاجة إلى من يخدمني فيها: فرد الوالد هل تريد من ابنتي أن تقوم بخدمتك في هذه الفيلة! فرد عليه نعم وفوق الراتب الشهري ستحصل على إكراميات ومكافآت وحوافز شهرية تفوق راتبها بأضعاف مضاعفة..
فقال له والدها قل لي بالمفتوح: تبغى تتزوج بنتي! فرد عليه بضحكة ساخرة: ويش تقول أنا من سلالة آل سعود أتزوج بواحدة يمانية.. أنا أبيها تخدمني وتلبي احتياجاتي واللي تبيه أنت أو بنتك بعطيكم.. عندها قال له والدها: صحيح أننا فقراء وأني مغترب في بلادكم منذ 23 سنة وما جنيت شيئاً من غربتي وما اقتنعت بفكرة أن تعمل بنتي إلا بسبب الظروف الصعبة التي نمر بها.. لكن يا سمو الأمير مع كل ذلك الشرف عندنا غالي والرزق على الله.. وتوجه نحو باب المكتب للخروج فناداه ذلك المسئول وقال له بغطرسة : أنت يا اليماني إن لم تفعل ما أطلبه منك فسوف أجبر كفيلك يسحب كفالته منك ويطردك أنت وأسرتك شر طردة.. وتواصل الأم حديثها هنا والدموع تتدفق على خديها: فقلت لزوجي لا تخف فهذا المسئول لا يعرف كفيلك؟ فرد عليَّ ملف طلب التوظيف يحتوي على كل المعلومات والبيانات عن البنت وعن (والدها وكفيله)..
وفي اليوم الثاني ذهبت إلى بيت جارنا الأردني وجلست مع أم غادة ودردشت معها وذكرت لها ما جرى خلال متابعة ابنتي على التوظيف فطأطأت رأسها وقالت يا أختي ذاك المسئول مجرم وما يوظف إلا الصبايا الجميلات الأجنبيات وما يعتمد توظيفهن إلا بعد ما ينتزع منهن ما يشبع رغباته وبعدها تتجه إلى المستشفى الذي يحولها إليه لتمارس عملها فيه فلا يطلبها إلا بين الحين والحين.. فقلت لها وهل فعلت بنتك ما طلبه فسكتت.. فعرفت الحقيقة من خلال تعابير وجهها ثم استأذنت منها وغادرت منزلهم، وعدت إلى بيتنا .
وفي ثالث أيام ذلك اليوم اللعين عاد زوجي إلى البيت باكراً عابس الوجه حاملاً أثقالاً من الهموم وبعد ما هدأت من روعه صارحني بأن كفيله قد سحب كفالته وأنه طلب منه أن يعطيه مهلة أسبوعاً كي يرتب أوضاعه وفي الأيام التالية كان يخرج للبحث عن كفيل آخر بين كل الأشخاص الذين كانوا يحترمونه ويكنون له كل التقدير ولكن كان كل واحد منهم يرفع جواله ويتصل للكفيل الأول فيلومه على سحب الكفالة ويستأذنه في كفالته له فيرد عليهم أن الأمر ليس بيده وإنما بيد السلطات العليا وأنه سحب كفالته بناء على توجيهات عليا .. فيعتذرون عن كفالته.. وتضيف الأم الموجوعة بأهوال القهر والحزن أن زوجها قام ببيع أثاث البيت وركبوا في إحدى حافلات النقل الدولي عائدين إلى اليمن وعند وصولهم إلى النقطة العسكرية الحدودية السعودية أثناء التفتيش طلبوا من زوجي النزول من الحافلة مع أسرته وفعلاً نزلنا من الحافلة وأدخلونا أحد المباني التابعة للنقطة ثم استدعوا زوجي وولدي مصطفى البالغ من العمر 14 عاماً للتحقيق.
أما أني وبناتي الثلاث فقد دخلت شرطية سعودية وطمأنتنا وأعطتنا أربعة كاسات عصير فحاولنا الرفض لكنها أصرت علينا بكلام طيب معسول فشربناها.. فلم نشعر بأنفسنا إلا ونحن في شقة فارهة وكل واحدة منا داخل غرفة فسمعت بناتي وهن يصرخن من تلك الشقة عندها خرجت من الغرفة فوجدت مجموعة كبيرة يجلسون في صالة الشقة فتقدمت نحو باب إحدى الغرف لإنقاذ بنتي لكن المتواجدين اتجهوا نحوي وصفعوني وركلوني ثم سحبوني إلى الغرفة واغتصبوني وفي المساء كانوا يتركون لنا بقايا طعامهم وشرابهم ثم يخرجون من الشقة ويقفلونها من الخارج ويضعون عليها حراساً من الخارج واستمروا على هذا الحال لمدة ستة أيام وفي اليوم السادس سمعنا ضجة فحاولت النظر من نوافذ الشقة ففتحت إحدى النوافذ التي كنا دائماً نرى خارجها جندياً واقفاً بسلاحه ولم يكن موجوداً في ذلك الوقت فقلت لبناتي أيش رأيكن يا بناتي نخرج من هنا فوافقن على رأي وخرجنا من تلك النافذة فوجدنا أن تلك الشقة الواسعة ليست سوى جزء يسير من الفلة الضخمة المحاطة بسور عالي ووسيع فكنا نمشي في مساحتها بحذر شديد نتخفى بين أشجارها حتى وصلنا إلى مصدر الضجة ووجدنا بوابة للفلة وبابها الجانبي الصغير مفتوح فخرجنا منه فوجدنا أمام بوابة سور الفلة المجاورة المحاذي لبوابة الفلة التي كنا فيها عدداً كبيراً من الرجال والنساء يتظاهرون فمضينا مشياً على الأقدام من قبل الظهر حتى العصر حتى وصلنا إلى الخط الإسفلتي الواسع فوجدنا حافلات وناقلات كبيرة محملة بالناس فقالت لي بناتي هؤلاء الناس يمانيون مرحلون فكنا نحاول توقيفهم دون جدوى فمشينا على الأقدام بمحاذاة ذلك الطريق حتى وصلنا إلى عند باص واقف وفي داخله أسرة يمنية مرحلة وكان رب الأسرة صاحب الباص قد أوقفه لغرض تعبئة الاطار هواء فاستقمت إلى جانبه وتحدثت إليه بما أصابنا فدمعت عينيه وقال: ماذا تريدين أن أفعل لكم فقلت هل نحن قبل أو بعد النقطة السعودية فقال لي نحن قبلها بـ 30 كم فقلت هل بإمكانك أن تأخذنا معك إلى النقطة قال لي الله المستعان بأخذكم إلى قريتكم وليس إلى النقطة فقط وفي الطريق قال لي أنصحكن ما تسئلنش عن أبوكن وأخوكن من أجل ما يحتجزوكنش لأن ما معاكنش حتى جواز أو وثيقة وقال لنا قبل ما نوصل النقطة السعودية بكيلو سأنزلكن تمشين بين آلاف المرحلين وبا تعدين النقطة بين الناس بدون ما تشعرين الجنود بشيء وأنا سانتظر لكن بعد النقطة بكيلو وفعلاً مشينا وسط آلاف المرحلين رجالاً ونساء وأطفال وعدينا النقطة دونما يعترضنا أحد وبعد ما عدينا النقطة بحوالي نصف كيلو وجدنا الباص واقف فركبنا فيه وعند وصولنا إلى النقطة العسكرية الحدودية اليمنية حاولوا اعتراضنا لكن المواطنين واللجان الخيرية التي كانت تستقبل الناس منعتهم فواصل الباص السفر فكنا كلما دخلنا منطقة أو مدينة يتوقف الباص فينزل صاحبه يشتري طلبات أكل وشرب وعصائر لأسرته ولنا على حدٍ سواء فكنت كلما أخرجت الفلوس التي وضعها زوجي معي رد عليَّ الله المستعان ويرفض أخذها حتى أوصلنا إلى قريتنا والتي غبنا عنها لمدة خمسة عشر عاماً.. وتضيف أم البنات أن أبنتها (ن) أكدت لها أن أول من اعتدى عليها وأغتصبها هو ذلك المسؤول الذي رفض اعتماد توظيفها وهدد والدها بالطرد والتشريد.
وفي نهاية اللقاء سألتها هل من أخبار عن مصير زوجها وولدها فردت بنهدة من أعماق أعماقها: آه ما بش أي علم عنهم ما يزال مصيرهم مجهول حتى اللحظة واستحلفتني ورفيقي ودليلي الذي تربطه بهم علاقة نسب ألا ننشر أسماءهم أو صورهم خشية تعرض زوجها وولدها للتصفية الجسدية.
المصدر : يمنات