Admin Admin
عدد الرسائل : 13163 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: مفهوم حقوق الانسان في الاديان والقوانين الثلاثاء يناير 28, 2014 7:20 pm | |
|
مفهوم حقوق الانسان :- يمكن تعريف حقوق الانسان على انها (( المعاير الاساسيه التي لا يمكن للناس من دونها ان يعيشو بكرامه كبشر )) وحقوق الانسان من ضمانات عالميه تحمي الافراد والجماعات من الاجراءات الحكوميه التي تمس الحريات الاساسيه والكرامة الانسانيه .
خصائص حقوق الانسان حقوق الانسان لا يمكن التنازل عنها او انتزاعها كونها متساويه مترابطه وعالميه كما ان مصطلح (( حقوق الانسان )) يشير الى الحقوق الواجب التمتع بها من قبل كافة البشر كونهم (( ادميين )) اي ان : _ حقوق الانسان لا تشترى ولا تكتسب ولا تورث فهيه بكل بساطه ملك للانسان كونها متأهله في كل فرد . _حقوق الانسان واحده لجميع البشر بغض النظر عن (( العنصر – الجنس – الديانه – الرأي السياسي .... الخ )) اذا ولد الجميع احرار متساوين في الكرامه والحقوق . _حقوق الانسان ثابته لايمكن انتزاعها فليس من حق احد ان يحرم اي شخص من حقوقه كأنسان حتى لو لم تعترف بها قوانين بلده او عندما تنتهكها تلك القوانين . _ لكي يعيش جميع الناس بكرامه فأن يحق لهم ان يتمتعو بالحريه والامن بمستويات معيشيه لائقه اذ ان حقوق الانسان غير قابله للتجزئه .
حقوق الانسان في الدين المسيحي :- كانت المسيحيه دعوه دينيه خالصه دعت الى حرية العقيده والتسامح والمساواة ومحبة الانسان لاخيه الانسان كانت تهدف الى تحقيق مثل اعلى للانسانيه متعمده على اساس المحبه كما انها تهدف الى محاربة التعصب الديني وعملت على المحافظه على حقوق الانسان وكرامته الشخصيه وفكر تحديد السلطه زد على ذالك الاحترام والتقدير وكرامة الانسان . لقد رأت المسيحيه ان السطله المطلقه لا يمارسها الا الله وبهذا تكون قد رسمة حدود فاصله بين ما هوه ديني وما هوه دنيوي من اجل تنظيم المجتمع لانسان على اسس واضحه بخاصه فيما يتعلق بالروابط بين الفرد والسلطه (( اعطو ما لقيصر لقيصر , مالله لله )) لقد كانت المبادئ الاساسيه التي رسختها الديانه المسيحيه ثوره متقدمه في مجتمع علاقته مبينه على اساس القوه والتمايز الطبقي فالمسيحيه كما اسلفنا دعت الى التسامح بأفضل واحسن اشكاله الانسانيه كما انها وقفت ضد عقوبت الاعدام وعملت على حماية الضعفاء والمحافظه على حقوق العمال وبذلك تؤكد المسيحيه على مبدأ العدل والمساواة وتفرق بين الواجبات الروحيه والواجبات الدنيويه .
حقوق الانسان في الدين الاسلامي :- لما كان الاسلام اخر الاديان السماويه وان الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هوه اخر الانبياء والمرسلين لذا فأن الاسلام يعد دين البشريه جمعاء انه لايحدد تاريخ معين او منطقه معينه او شعب معين وان حقوق الانسان التي اقرها الاسلام للانسان هي حقوق ليست طبيعيه بل انها هبه من خالق عظيم من الله عز وجل لذا فأنها حقوق تكسبه ضمانا ضد اعتداء السلطه عليها , اذ لم يترك القران الكريم امرا يتعلق بحقوق الانسان الا تحدث عنه وان الاسلام متكامل يشمل كل جوانب الحياة وكل حريات الانسان وذلك النظام الذي نجده في القران الكريم والسنه النبويه الشريفه . ان الله عز وجل خلق الانسان منحه العقل ليتميز عن باقي مخلوقات لذى اعطى هذا الانسان حقوق وميزات مهمه كما اعطى هذه الحقوق قوه الاتزام بتحمل المسؤليه في حمايتها , يضع الاسلام قواعد اساسيه تنظم داخلها حقوق الانسان وواجباته واسلوب ممارسته الحريات :- 1- كل شئ في الاصل مباح :- وهي المساحه التي يتصرف بداخلها الفرد ولا يقف الا عند ما يحرم وذلك التعريف العمل من الكتاب او السنه . 2- حدود وحرية الفرد وحقه يقف عند حدود حقوق فرد اخر : فلا ضرر ولا ضرير . 3- الاتزام بالمصلحه العامه عند التقاطع بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع وحيث تكون المصلحه العامه يكون شرع الله . 4- الاتزام بأخلاقيات الاسلام ومبادئه عند ممارسة الحريه والحقوق الفعليه , ان نجادل بالحسنى , ويدعو للحكمه , ولايجهر بالسؤ من القول ولا يقول ما لا يفعل . 5- ان يستخدم الانسان عقله بأعتبار ان العقل المرجعيه الاولى في الحكم . اهم حقوق الانسان في الدين الاسلامي :- 1- حق الحياة : هوه من اهم حقوق التي يجب ان يتمتع بها الانسان وذلك نجده في كافة الاديان والاعراف زد على ذلك نجد في الفلسفات الوضعيه , واعتبر الاسلام حياة الانسان مقدسه لايجوز لاحد ان يعتدي عليها واذ خص الله تعالى بني ادم عن باقي المخلوقات (( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على الكثير من خلقنا تفضيلا ))ويتضح حق الحياة في الدين الاسلامي من خلال الاهتمام التي وضعها الله عز وجل لتنظيم تلك الحياة من عقاب وثواب اذ تجد ذلك فيه تحريم قتل النفس الابالحق (( ولاتقتلو النفس الذي حرم الله الا بالحق )) وكذلك الاعتداء (( ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين )) وقد نظم الله ذلك في كتابه الكريم ووضع العقوبات والقصاص بتكوين ضوابط يلتزم بها الانسان في الحياته (( ولكم في القصاص حياة يااولوا الاباب )) ومن هنا كان حرص الشريعه الاسلاميه على حياة البشر دون استثناء وجعل من الحياة شرط استمرار الجنس البشري وبنائه واعتبر الاسلام الانسان مكلفا بالحفاظ على حياته اذ حرم وأد البنات الذي كان شائعا في الجاهليه حرم قتل الاسرى وقتل الاعزل . 2- حرية التفكير والعقيده :- فهيه من اكثر من حقوق الانسان التي شغلت المفكرين والعقائد والفلسفيات وان الاسلام قد اقرها لبني البشر والانسان حر في اختيار عقيدته (( لكم دينكم ولي دينِ )) والانسان حر في فطرته ((لااكراه في الدين )) كما ان الاسلام يقر للناس حرية عقائدهم التي اختاروها من خلال تفكيرهم (( ان الذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون )) . والاسلام كذلك يضمن حقوق الغير وحقوق الاقليات على اساس العدل والتسامح والاحترام التام اذ يضمن الاسلام لغير المسلمين الامن والحفاظ على اموالهم ولهم الحق في ممارسة طقوسهم الدينيه ومعتقداتهم واعمالهم التي يرغبون فيها .
3- حرية الرأي والتعبير : هوه حق مقدس ومنهج واضح دلت عليه الكثير من الايات في القران الكريم (( ادع الى سبيل ربك بالحكمه والموعظه الحسنه )) كما ان سيرة الرسول ( ص) حافله بل قائمه على الحوار والشورى (( وامرهم شورى بينهم )) التي تقر حق الانسان في المشاركه في الحياة العامه . 4- حق المرأة : ان الله عز وجل خلق الرجل والمرأه وجعلهم على قدم المساوات لا فضل لاحد على الاخر الا بالتقوى والايمان بالله (( يا ايها الناس اا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا وان اكرمكم عند الله اتقاكم )) وحديث الرسول ( ص) (( وانما النساء شقائق الرجال )) تلك الحقوق التي منحها الاسلام للمرأه والاسلام هوه اول من اعترف للمرأه بالشخصيه القانونيه المستقله مثل الرجل وللمرأه حق المشاركه في الحياة العامه وحرر لها ان تدخل التعاقدات والمواثيق والاتفاقيات وممارسة الاعمال التجاريه بمفردها حيث كانت خديجه ( رض الله عنها ) تدير تجارتها بنفسها . 5- الحقوق الاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه : وهي من الحقوق الانسانيه العامه التي ركز عليها الاسلام فالحق في العلم والتعليم ورد في القران الكريم (( اقرأ بأسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم ))وقول الرسول (ص) (( طلب العلم فريضه على كل مسلم ومسلمه )) كما اكد الاسلام على العمل وحق التملك ووضح ارقى القوانين في الميراث , وبذلك اعطى الاسلام مكانه قيمه للانسان بأعتباره اداة للتقدم والحضاره وله الحقوق التي ضمنها له الدين الاسلامي اذ لايمكن تعطيلها او خرقها او تجاهلها . حقوق الانسان في العصور الوسيطه والحديثه :- العصور الوسطى – شهدت العصور الوسطى احداث وافكار اسهمت في دعم سيرة حقوق الانسان في تاريخ البشريه ويعد ميثاق العهد العظيم والذي حدد عام 1215 من اهم الوثائق التي صدرت في الغرب عن حقوق الانسان اذ فرضت هذه الوثيقه الدستوريه على الملك انكلترا قيدت بسلطته واجبروه على توقيعها واحتوت على 62 ماده كان موضوعها الاساسي هو ضمان حقوق الاقطاع في وجه الملك وتشير الوثيقه في عدد من موادها الى : الماده رقم (1) : ان كنيسة انكلترا ستكون حره وتتمتع بكل حقوقها دون اي انتقاص . الماده رقم (12) : لايمكن للملك ان يجمع الاموال دون موافقة المجلس العام . الماده رقم (39) : لا يمكن ايقاف او سجن اي انسان او انتزاع ملكيته او اعتباره خارج عن القانون او نفيه دون حكم قضائي وفقا لقانون البلاد . الماده رقم (42) : السماح بحرية السفر والتنقل حيث نصت على ان يسمح لكل شخص الخروج من البلاد والعوده اليها بحريه وامان ماعدا اقتران الحرب .
لقد عد الباحثين وثيقة او الميثاق العهد العظيم بأنه اول اساس للتمثيل النيابي ونظام المحلفين وانه اول القوانين العامه في الدستور الانكليزي وهو اول احتجاج في تاريخ بريطانيا ضد الحكم الفاسد وانه حجر الزاويه في بناء الحريه وعدت هذه الوثيقه بأنها رمز للتفوق الدستوري على الملك واحد اهم وثائق حقوق الانسان التي صدرت في الغرب في العصور الوسطى .
لقد عرفت القرون الوسطى مفكرين في مجال حقوق الانسان منهم :-
1- المفكر الانكليزي روجر بيكون (1214-1292) : والذي يعد رائد العلم التجريبي دافع عن التناول الجديد للمعرفه بتسجيل السلطه واكد على الحصول على المعرفه هدفه زيادة سلطان الانسان على الطبيعه . 2- الفيلسوف الايطالي توماس الاكويني (1224-1274): لديه نظريه عن الدوله التي حولت الفكر السياسي الاوربي الى منعطف جديد كما واكد على ان الناس بحاجه الى الدوله وان الدوله يجب ان تكون في خدمة الناس كما اعتبر القانون الطبيعي تعبير عن الا راحه الهية . 3- مارتن لوثر الماني الجنسيه ( 1483-1546) : وهو زعيم بارز في حركه الاصلاح في المانيا ومؤسس المذهب البروتستاني وانكر لوثر ان تكون الكنيسه ورجال الدين وسطاء بين الانسان وربه اذان خلاص الانسان لا يتوقف على اداء الطقوس والافعال الخير وانما يتوقف على الايمان المخلص للانسان 4- جان كالفن (1509-1564) :هوه احد زعماء حركة الاصلاح الديني ولد في فرنسا واستقر في جنيف واكد على ان الانسان يستطيع من خلال حياته الشخصيه ان يثبت بأنه الله اصطفاه . 5- توماس مور (1478- 1535) : وهو احد مؤسسي الاشتراكيه الخياليه ويعد من الفلاسفه العقلانين والانسانيين في عصر النهضه . 6- ميشيل وي مونتين :اكد على حق الانسان ان يجاهد من اجل تحقيق سعادته على الارض .
ويعد برسوم نانت (1598) والذي اعطى للبروتستانت في قرن حرية العقيده والغايه احد الوثائق التي تؤشر عصر النهضه واحترام حقوق الانسان . وفي عصر النهضه ((نهاية العصر الوسيط وبداية العصر الحديث))ظهر ما يعرف بالانسانيين الذين اكدوا على قيمة الفرد في الحياة وان قيمة تكمن في ذاته. وعليه فأن الميثاق الاعظم و برسوم نانت وما جاء به من فلاسفه والمفكرين من العصر الوسيط كانت تمثل اسهامات نهضه في تأكيد حقوق الانسان كحقوق ملازمه للطبيعه والانسان لايمكن تجاهلها فهي بالتالي حقوق طبيعيه ينبغي احترامها كل ذلك
حقوق الانسان في الفكر والثورات والمشروعات الحديثه:- 1- على مستوى الافكار والنظريات السياسيه : كان للمفكرين والفلاسفه معا اساس في تنمية مشاعر الرفض للحكم المطلق الذي كان سائد في اوربا ومنه تركز الاهتمام على كرامة الانان وحقوقه في اوربا . توماس هويز ((1588-1679)) الفيلسوف الانكليزي المعروف بدفاعه عن القانون ونقده للتسلط ويقول في كتابه في الحكم المدني ( ابتدئ الطغيان حيث تنتهي سلطة القانون وكلما هتكت حرمة القانون انزل الغرور بالاخرين ) ودافع عن حق الشعب في مقاومة الطغيان حيث يقول ( ان القوة الغاشمه غير المشروعه وحدها يجوز دفعها بالقوه وان الشعب الذي اضطهد باطلا سوف يهب لدى اول فرصه تسنح له لطرح العبئ الذي يثقل كاهله ) . ودافع عن الحريه والمساواة الطبيعيه بين البشر واكد على حق الانسان بالمحافظه على ملكه اي على حياته وحريته وما رغب ومنع غزوان الاخرين واكد على حرية الانسان وعدم خضوعه لايه قوه دون رضاه .
مونتسيكيو :- وهو عالم اجتماعي فرنسي والذي درس جوانب السياسيه والاقتصاديه في حياة عمره ووضعها في كتابه ( روح القوانين )) انتقد فيها الحكم المطلق ويعتبر ان العداله والقانون هي جزء لايمكن فصلهما .... وكان لافكاره دور في تمهيد للثوره الفرنسيه عام 1789 وذلك تأثيرها في دستور فرنسا عام 1791 .
فولتير :- كان له دور في نشر افكار الحريه ومكافحة التعصب وقد كرس حياته لاثبات حق كل انسان في الحريه الفكريه وفي الظلم والمتعصبين واكد في كتاباته ان التاريخ كلمه يهدف الى تحرير البشر ودعا الى التطهير من عار ظلم الانسان لاخيه الانسان .
جان جاك روسو (1712-1778) : يعد اب الثوره الفرنسيه في افكاره عبر حقوق الانسان وهو الفيلسوف العالم الاجتماعي واحد منظري علم التربيه وكان اشهر مؤلفاته ( العقد الاجتماعي ) في اصل عدم المسامات دعا فيها : الى الديمقراطيه والحريات المدنيه والمساواة بين الناس بغض النظر عن اصلهم .
توماس بين (1737-1805) : اوضح عن الحريات الفكريه في كتابه ( الفهم ) وكرس في كتابه ( حقوق الانسان ) للدفاع عن الثوره الفرنسيه والدفاع عن الجمهوريه ودعا في كتابه ( الفهم ) الامريكان للانفصال عن انكلترا وتأسيس جمهوريه ........ وبسبب حملته على الملوكيه ومن عبارته التي حوكم عليها (( كل حكومه وراثيه تكون بطبيعتها ظالمه )) ولكنه نجا لوجوده في فرنسا .
كان هؤلاء المفكرين والفلاسفه ( في قرن السابع والثامن عشر ))اثر كبير في انتشار النظريه العقليه بين الطبقات المستعلمه واحدثوا ثورة في العقل البشري وحطمو القيود التي كانت تكبله وقدموا بذلك خدمه كبيره للانسان وحقوقه وحرياته .
| |
|